كشف
موقع "ويكيليكس" أن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة عبر عن
استعداده للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو فور تسلم الأخير
مهام منصبه. كما عبر عن استعداده للقاء مسؤولين إسرائيليين آخرين بذريعة
الدفع بما يسمى بـ"عملية السلام".
وفي
هذا السياق أشارت صحيفة "هآرتس" إلى وجود علاقات سرية وعلى مستوى عال بين
"إسرائيل" والبحرين في السنوات الأخيرة، وأن مسؤولين من كلتا "الدولتين" قد
التقوا عدة مرات في أوروبا وعلى هامش الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة،
كما أن ملك البحرين قام بتعيين اليهودية البحرينية هودا نونو سفيرة
للبحرين في الولايات المتحدة.
وأشارت
برقية تعود إلى العام 2007، وفيما اعتبرته "هآرتس" شهادة على "اعتدال"
البحرين، قال وزير الخارجية البحريني لبعثة اللجنة اليهودية الأمريكية إنه
"على اللاجئين الفلسطينيين العودة إلى الدولة الفلسطينية وليس إلى
إسرائيل"، ما يعني التخلي عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها
عام النكبة.
كما
أشارت الصحيفة إلى أن وزير خارجية البحرين كان له علاقات وطيدة مع رئيسة
حزب كاديما تسيبي ليفني، وذلك عندما أشغلت الأخيرة منصب وزيرة الخارجية.
وبعد الكشف عن لقاء جمع الاثنين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين
الأول/ أكتوبر 2007، دافع الوزير البحريني بشدة عن أهمية اللقاء. وتشير
البرقيات التي نشرها موقع "ويكيليكس" إلى استعداد بحريني لمواصلة العلاقات
حتى مع حكومة "نتانياهو – ليبرمان".
يذكر
في هذا السياق أن ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة كان قد نشر في
السادس عشر من تموز/ يوليو 2009 مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" تحت عنوان
"يجب على العرب التحدث مع الإسرائيليين"، دعا فيه الحكام العرب إلى إنعاش
مبادرة "السلام" العربية والتأكيد على أن العرب لم يعملوا بما فيه الكفاية
للتوجه إلى "الجمهور" الإسرائيلي مباشرة لشرح ما يربحه من "السلام" مع
الفلسطينيين. وفي حينه امتدح نتانياهو المقال، وعبّر عن أمله في أن يحذو
حذوه كثيرون في العالم العربي.
وغداة
نشر المقال في الصحيفة المذكورة، التقى السفير الأمريكي في المنامة بوزير
الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة, حيث عبّر الأخير عن استعداده للمبادرة
لتجديد الاتصالات مع حكومة نتانياهو. ونقل عنه قوله إنه "على الرغم من أن
إسرائيل لم تقم بالخطوة الأولى، إلا أن البحرين على استعداد للاجتماع وجها
لوجه مع مسؤولين إسرائيليين في إطار مؤتمر دولي، والتحدث إلى الجمهور
الإسرائيلي بشكل مباشر وفوري عن طريق وسائل الإعلام الإسرائيلية من أجل
تشجيع التوجه الإيجابي تجاه السلام مع العالم العربي".
وعلى
صلة، اجتمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل في
الثامن والعشرين من تموز/ يوليو في المنامة مع ولي العهد البحريني. وقال
الأخير إنه يجب الخروج من "الجمود السياسي"، وأن "الوقت مناسب للسلام" وأنه
"يجب معالجة مخاوف الجمهور الإسرائيلي والتحدث إليه مباشرة، لأن ذلك يسهل
الأمر على نتانياهو" على حد قوله. وفي العشرين من آب/ أغسطس من العام 2009،
التقى نائب السفير الأمريكي في المنامة مع مستشار وزير الخارجية البحريني.
وأطلعه الأخير على أن ولي العهد ووزير الخارجية معنيان بإجراء مقابلة مع
الإعلام الإسرائيلي في إطار اجتماع الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في
نيويورك. ونقل عنه قوله إنهم كانوا على اتصال مع صحافي واحد على الأقل من
صحيفة "هآرتس"، وأنهم ينتظرون مصادقة القيادة البحرينية على إجراء اللقاءان
بيد أنه لم يتم إجراء المقابلة.