أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: أحدي قصص وسائل الخداع قبل الحرب الإثنين 26 أبريل 2010 - 17:57
هذه القصة من مجموعة القصص التي كان يكتبها دكتور نبيل فاروق فى مجلة الشباب وجدتها فى الانترنت فنقلتها لكم
سبتمبر 1973
اقتربت ساعة الصفر ، وبدأ العد التنازلي لحرب أكتوبر و بلغت حرارة الرجال حداً مخيفاً ، على الرغم من انخفاض درجات الحرارة و وصولها إلى معدلات معتدلة بالنسبة لهذه الفترة من العام......
بحيث تمضي الخطة في مسارها ، دون أن ينتبه العدو أو تلتقط عيونه لمحة واحدة يمكن أن تفصح عما يديره جيشنا و تعده له قياداتنا السياسية و العسكرية
و كلما برزت مشكلة ، كان عليهم أن يفحصوا و يمحصوا ، و يجاهدوا للبحث عن أفضل الحلول لها ، و بأكثر الوسائل أمناً....
و في الوقت ذاته كانت هناك مشكلات معتادة و تقليدية في كل الحروب يدركها و يعلمها العدو ، ومن الضروري أن يجد الخبراء لها حلولاً مبتكرة و جديدة بحيث لا ينتبه العدو إلى هذه الحلول التي تقوده بالطبع إلى وجود المشكلة ، و ارتباطها الحتمي بقرب اندلاع الحرب......
و من أكبر المشكلات ه مشكلة توفير أماكن العلاج للمصابين الذين قدر الخبراء أنهم سيبلغون 50% في موجة العبور الأولى ، ثم يتناقص العدد بعدها تدريجياً
و طبقاً لتقدير الخبراء كان من الضروري أن يتم إخلاء عدد من المستشفيات المدنية حتى يمكنها استقبال كل هذا العدد الذي لن تستوعبه مستشفيات القوات المسلحة وحدها......
و من أجل هذه المشكلة اجتمع الرجال كثيراً و راحوا يدرسون و يفكرون و يتناقشون و يتجادلون..... و في اهتمام شديد قال أحدهم في الرابعة و النصف صباحاً :- المشكلة أن إخلاء المستشفيات المدنية ليس بالعمل البسيط الذي يمكن إخفاؤه ، فكل مريض يسعى للعلاج سيشعر بالغضب و الثورة ، و سيشكو إلى جيرانه و أقاربه و أصدقائه و زملاء عمله و سيجد بينهم من ينقل الخبر إلى تل أبيب فبدا على الرجال شيء من الضيق و الإحباط ، ثم لم يلبث أحدهم أن أعتدل في حركة و قال في حماسة:- -(إلا لو تم هذا لسبب منطقي) التفتت إليه العيون كلها في تساؤل وجد طريقه إلى لسان أحدهم ، و هو يقول:- -(و ما الذي يمكن أن يكون هذا السبب المنطقي ؟) أجابه الأول في حماسة:- -(سبب طبي بحت) ثم راح يشرح الخطة التي برزت في ذهنه ، و بكل التفاصيل.. و إستمع إليه الرجال بمنتهى الإهتمام حتى إنتهى من الشرح دون أن يقاطعه أحدهم لحظة واحدة ، ثم بدءوا مناقشاتهم و محاوراتهم التي إمتدت إلى السابعة صباحاً ، قبل أن يربت رئيسهم على منضددة الإجتماعات براحته قائلاً:- -(على بركة الله ... فلنضع الخطة موضع التنفيذ)
و بعد سبع ساعات و إثنتي عشرة دقيقة وصل إلى إحدى الوحدات العسكرية في السويس قرار من إدارة شئون الضباط للقوات المسلحة ، بتسريح ضابط طبيب من الخدمة ، و عودته إلى الحياة المدنية....
و لما كان هذا الإجراء نادر الحدوث في تلك الفترة فقد أظهر الضابط الطبيب فرحته و سعادته ، و همس للمقربين إليه بأن جهود خاله الذي يحتل مكانة رفيعة في القيادة هي التي منحته هذا الإمتياز و أعادته إلى الحياة المدنية ، حتى يستطيع إكمال دراساته العليا ، التي توقفت مؤقتاً بسبب إلتحاقه بكلية ضباط الإحتياط منذ عدة سنوات...
و كإجراء طبيعي لم يكد الطبيب (ع) يعود إلى حياته المدنية ،حتى تسلم وظيفته السابقة في وزارة الصحة ، التي تركته على قوتها ليومين أو ثلاثة قبل أن تمنحه خطاب التعيين في مستشفى (الدمرداش) الذي وقع عليه الإختيار ليكون على رأس قائمة المستشفيات المطلوب إخلاؤها قبل أن تنشب الحرب.....
و التحق (ع) بالمستشفى و أبدى نشاطاً ملحوظاً و مهارة و كفاءة في عمله في قسم الجراحة.
و قبل أن يمضي أسبوع واحد على تسلمه العمل حتى كان يتقدم بمذكرة إلى مدير المستشفى في إنفعال:- -(خطأ ...... إستمرار العمل بهذا المستشفى خطأ) نطلع إليه المدير في دهشة و سأله:- -(لماذا؟! كل شيء يدور على ما يرام) فقال (ع) في حزم:- -(هذا ما يبدو ظاهرياً و لكن هناك مشكلة بالغة الخطورة ، لست أدري كيف لم ينتبه إليها أحد) ثم مال نحو المدير و أضاف في لهجة تشف عن خطورة الأمر:- -(معظم عنابر المستشفى ملوثة بميكروب التيتانوس) قفز المدير من مقعده كالمصعوق و هو يهتف:- -(التيتانوس ؟! هذا مستحيل !)
إحتدمت المناقشة بينهما لفترة طويلة ، و أصر الطبيب (ع) على رأيه و على أن مواصلة إستقبال المرضى في المستشفى لها عواقب وخيمة ، و حذر المدير من أنه سيحمله المسئولية الكاملة لو إنتشرت الإصابة بالميكروب .
و لم يخضع المدير للأمر بسهولة ، و إنما قرر القيام بفحص شامل ، و إجراء عدد من التحليلات ، قبل إتخاذ أي قرار في هذا الشأن .. و تم تجميع العينات المطلوبة ، و إجراء كل الفحوص الممكنة...
ثم أتت النتائج.......
و المدهش أنه و على الرغم من خلو المستشفى فعلياً من الميكروب ، إلا أن كل النتائج إيجابية و كأنما نحول مستشفى (الدمرداش) إلى مزرعة نشطة لميكروب التيتانوس بالذات.
و صدر قرار بإخلاء المستشفى تماماً من المرضى لتطهيره من الميكروب ، و تم إتخاذ كل الإجراءات اللازمة لهذا .....
و في نفس الليلة إجتمع الرجال مرة أخرى ..... كان من الواضح أن خطتهم تسير على ما يرام بالنسبة لمستشفى (الدمرداش) و لكن أحدهم طرح سؤال غاية في الأهمية:- -(ماذا عن المستشفيات الأخرى ؟! هل سنتبع معها الخطة ذاتها؟!) أجابه أحد زملائه في حسم:- -(من المستحيل أن نفعل ،فلو تكرر الأمر على النحو نفسه سينتبه العدو إلى أن الأمر ليس طبيعياً ، مما سيثير شكوكه ، و يدفعه إلى دراسة الأمر و تحليله ، مما سيوصله حتماً إلى إستنتاج الحقيقة) عاد الأول يسأل :- -(ماذا يمكننا أن نفعل إذن ؟) ران عليهم صمت ثقيل و كل منهم يفكر في الأمر ، ثم كسر أحدهم ذلك الصمت و هو يقول في إهتمام:- -(دعونا نطرح سؤالاً على أنفسنا .. ما الذي ينبغي فعله في الظروف العادية لو أن مستشفى (الدمرداش) تلوث بميكروب التيتانوس فعلياً ؟) أجابه أحدهم بسرعة:- -(ستكون فضيحة و سيصبح الأمر حديث الصحف) قال الرجل في إرتياح:- -(عظيم هذا بالضبط ما نحتاج إليه) تساءل أخر في دهشة :- -(الفضيحة؟!) أجابه في حماس:- -(بل حديث الصحف)
قالها و راح يشرح فكرنه التي إعتمدت على تعاون الصحافة و تأثير الكلمة المطبوعة على مشاعر الجماهير ، و خاصةً لو كانت كلمة من كاتب يحترمه الجميع و يثقون بما يقول تمام الثقة .. و كل رجل مخابرات يدرك أنه من أهم المصادر التي يستقي منها العدو معلوماته -الصحف- حتى إنه لكل جهاز تقريباً قسم خاص ، مهمته الحصول على الصحف و المطبوعات ، للإطلاع على ما بها من معلومات ، و دراستها و تحليلها.
و من هذا المنطلق إتخذ الرجال قرارهم بالوسيلة التي ينبغي التعامل معها في هذا الشأن مع رجال الصحافة و الإعلام.
و في السادسة صباحاً ، إرتفع رنين الهاتف في منزل الكاتب الصحفي (موسي صبري) الذي إستيقظ على الفور و إلتقط سماعة الهاتف في سرعة متصوراً إنهم يستدعونه في الصحيفة التي يعمل بها ، لحدوث ظرف طارئ يحتاج لتغطية صحفية ، و عندما ألقى السؤال على محدثه ، أن يسمع على الطرف الأخر صوتاً مهذباً يقول:- -(معذرة يا أستاذ <م ص> .. أنا <......> من المخابرات العامة المصرية) إنتفض جسد الرجل في دهشة ، و تساءل في عصبية عن السبب الذي يطلبه من أجله رجل المخابرات في السادسة صباحاً ، فإعتذر له الرجل في لهجة شديدة التهذيب و قال له:- -(الواقع أنه أمر عاجل و سري للغاية .. هل تمانع من تناول قهوة الصباح معنا؟) ردد الكاتب في قلق شديد:- -(قهوة الصباح فقط؟!) أجابه رجل المخابرات:- -(بالتأكيد) صمت الكاتب بضع لحظات ، و كأنما يدر الأمر في رأسه و يقول:- -(موافق ، سأرتدي ملابسي و أتصل بالجراج لإحضار السيارة و....) قاطعه الرجل بلهجة مهذبة:- -(لا داعي .. ستجد سيارتنا في إنتظارك أمام الباب) ضاعف هذا الرد من توتر الكاتب الصحفي (م ص) و قلقه ، إلا إنه إرتدى ثيابه بسرعة ، ثم هبط من منزله ليجد من يستقبله أمام السيارة بتحية حارة ، وفتح له الباب الخلفي في إحترام ، ثم إنطلق في شوارع (القاهرة) نحو أحد المباني التابعة لجهاز المخابرات العامة ، فإستقبل رجل المخابرات الكاتب الصحفي بإبتسامة ودود و قال له رجل المخابرات:- -(تقبل إعتذارنا مرة أخرى يا أستاذ <م> و لكنك عندما تعرف لماذا طلبنا مقابلتك ستقدر موقفنا جيداً) لم تكن الكلمات كافية لإزالة توتر الكاتب الصحفي ، و لكن أسلوب رجل المخابرات البسيط ، و طريقته المباشرة في شرح الأمور ، و توضيحه لأهمية تعاون الأستاذ (م) مع الجهاز ، كلها أزاحت حواجز التوتر و القلق و جعلت الكاتب يستمع في إهتمام و إنتباه و يتفاعل مع الموقف بكيانه كله.
و الطريف أن رجل المخابرات لم يشرح للكاتب حقيقة الموقف قط .. كل ما قاله هو أنهم يحاولون إجراء تجربة علمية ، لما يمكن أن يحدث لو لجأ العدو إلى أسلوب (الحرب البكتروبيولوجية) ، و نشر نوعاً من الميكروبات في البلد و خاصةً في المستشفيات ، و أن أفضل وسيلة إجراء مثل هذه التجربة دون إثارة الذعر ، هي إدعاء وجود ميكروب معروف ، يلوث عدداً من المستشفيات ،مما يحتم إخلاءها بأقصى سرعة..
و إقتنع الأستاذ (م) تماماً بحديث رجل المخابرات ، بل تحمس له بشدة...
و في الصباح التالي مباشرة ، نشرت جريدة الأهرام خبر إخلاء مستشفى (الدمرداش) من المرضى بسبب تلوث معظم عنابره بميكروب التيتانوس ...
ثم جاء دور الأستاذ (م) .. ز في مقال ملتهب إستنكر (م) ما حدث في مستشفى (الدمرداش) و عزاه إلى الإهمال و الإستهتار ، ثم تساءل في النهاية عما إذا كان الأمر يقتصر على هذا المستشفى وحده أم أن مسلسل الإهمال قد بلغ بعض المستشفيات الأخرى.
و في اليوم التالي خرج بمقال أخر حول الموضوع نفسه....ثم مقال ثالث ، و مع رد إنفعال الجماهيري ، و بناءً على هذه الحملة الصغيرة الساخنة ، أصدرت وزارة الصحة قراراً بإجراء تفتيش على باقي المستشفيات الأخرى.
و الطريف أنها أسندت إلى الطبيب (ع) نفسه من فبيل المصادفة.
و إنطلق ع) يواصل مهمته و يجري التفتيش على عدد كبير من المستشفيات ، و من ضمنها تلك التي تحتل القائمة التي وضعها رجال المخابرات و وزارة الدفاع.
و لم يكد أكتوبر يأتي حتى كان العدد المطلوب من المستشفيات قد تم إخلاؤه نهائياً ، و نشرت جريدة الأهرام تحقيقاً علنياً حول هذا الأمر ، مع صور الأسرة الخالية و عمليات النطهير المستمرة...
و إلتقط رجال المخابرات أنفاسهم في إرتياح لنجاح الخطة ، ثم عادوا يكتمونها في قلق شديد ، خشية أن يكشف العدو الأمر قبل إندلاع الحرب ، و لكن هذا لم يحدث و الحمد لله.....
و بعد ستة أيام بالتحديد قامن حرب أكتوبر و إندفعت موجة العبور الأولى تشق قناة السويس ، و تعبر حاجز الهزيمة و تحتل أقوى خط دفاعي في التاريخ ، و تحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي ، الذي أشاع أنه لا يقهر أبداً...
و خفقت قلوب الرجال في حماس و زهو لا يخلوان من الدهشة و التقدير .. لقد تحقق عامل المفاجأة إلى أقصى تقدير ، و بوغت العدو تماماً لعملية العبور، حتى إن معدلات الخسائر التي قدرها الخبراء بخمسين في المائة في موجة العبور الأولى ،إنخفضت حتى لم تتجاوز العشرة في المائة ، و هو أقل معدل للخسائر عرفته الحروب الحديثة ، في عملية عبور مائي حصين كهذا.
و عندما تحركت كتائب الإسعاف لنقل المصابين إلى الخطوط الخلفية ، و توفير أفضل عناية و رعاية لهم ، كانت كل المستشفيات المطلوبة خالية ، و معدة لإستقبالهم ، و توفير كل الخدمات الطبية لكل واحد منهم.... هذا لأن الخدعة قد نجحت نجاحاً منقطع النظير
محمد علام
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصرالتسجيل : 21/02/2010عدد المساهمات : 12007معدل النشاط : 11382التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: أحدي قصص وسائل الخداع قبل الحرب الإثنين 26 أبريل 2010 - 21:58
هذة القصة معروفة وتبين عقول جبابرة المخابرات العامة المصرية درع الوطن الذي لاينام
موضوع: رد: أحدي قصص وسائل الخداع قبل الحرب الأربعاء 28 أبريل 2010 - 13:25
Le sage كتب:
أتمنى على أن يكرر ذلك!!
أؤكد لك ان هذا شئ بسيط من الذي سيحدث في أي حرب قادمه فجهاز المخابرات المصري الان من اقوي اجهزة المخابرات في العالم والكثير من العمليات تحدث الان ولكن ستكشف في المستقبل