الأحداث تبدو
مثل الآلات الموسيقية في الأوركسترا.. كل آلة لها شكل مختلف غريب
لكن النغم الموسيقي واحد..
وحديث المثقفين كان ممتعاً
وهو يعزف.. ونهار أمس.. في إثيوبيا لما كان أمبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق يقترح
قوات إثيوبية لأبيي كان البشير يقول
: قوات إثيوبية ـ لكن ـ تحت قبعات الأمم
المتحدة؟ أم الإفريقي.. أم ماذا؟؟. والقوات هذه .. تفويضها ما هو؟؟ وبقاؤها حتى
متى؟؟ وعددها وتسليحها؟؟ ولأي قيادة تخضع و...؟؟
ومجموعة أمبيكي تدوخ!!
ومسز رايس وكأنها تختصر
المشهد كله تنظر إلى مايجري ثم تجعل حقيبتها النسائية على كتفها «الرائع» وتتجه
إلى المطار!!
والمرأة تعلل هروبها بأنها
تخشى أن يمتد غبار بركان هناك بحيث يتعذر سفر طائرتها!!.. وبركان
الخرطوم .. في حقيقة الأمر كان هو ما يمنع طائرات كثيرة
والخرطوم = لما كان البشير في
أديس = كانت تعرف أن البشير خلف الأبواب المغلقة كان يقول لأعضاء الحركة والآخرين
هناك
: بعد التاسع من يوليو الحركة لا وجود
لها في الشمال.. لا حزب تابع للحركة.. لا صحافة تابعة للحركة.. ولا جيش تابع لأي
جهة غير سودانية!!.. والبشير يقول
: وكل هذا ينفذ حزمة واحدة
.. وأبيي/ إن كان استفتاء/ فهو استفتاء المسيرية في قلبه تماماً..
ولجنة الاستفتاء شمالية/ جنوبية مشتركة..
ولا أمم
متحدة و..
والبشيركان يعلم أن الحركة الشعبية لن تقبل بشيء
من هذا
والخرطوم تعد الروشتة. فالخرطوم تعلم أن الحركة
الشعبية تقلب بصرها في الفضاء كله تبحث الآن عن خيار ـ أي خيار ـ دون فائدة!!
ومدهش تماماً أن
الجهة الوحيدة التي ينبسط أمامها الخيار الآن هي = النوبة الذين تخلوا عن الحركة
الشعبية
فالقوات المسلحة في الخرطوم لما كانت عرباتها
تجوب أطراف العاصمة تسلم «خطابات شكر ودعوة لاحتفال وداع لكل العسكريين من الحركة
الشعبية» كانت تسلم دعوة لكل أبناء النوبة في جيش الحركة الشعبية
الخطابات تعلن استعداد القوات المسلحة لاستيعاب
الجنود من أبناء النوبة بجيش الحركة في جيش الشمال بحكم الواقع.. وهو أنهم شماليون.... وكل شيء تلتقي عيونه بكل شيء..
والنوبة يستعيدون أن جيش قرنق عام 1978 كان ينزع
عشرة آلاف طفل من جبال النوبة يجعلهم جنوداً تأكلهم الحرب.. والحديث عن المشهد
يستعيده القائد محمد عوض الكريم
= أحد قادة الحركة في جبال النوبة = وهو يقص في ألم مشهد
غرق أربعة آلاف من النوبة في ساعة واحدة في نهر البيبور بينما الدينكا نجوا دون أن
يفقدوا واحداً.. والحديث يقود إلى مثلها الآن والدينكا = جيش الحركة الشعبية الذي
قام على أكتاف النوبة = يرفض الآن تسليمهم حقوقهم
وبحقيقة واحدة وهي
: أن الحركة الشعبية استغنت أضراسها عن مضغ النوبة
وابتلاعهم فلماذا تعطيهم مليماً.. والعيون من هنا من الخرطوم تدعو النوبة للوظائف العسكرية
التي تخلو بعد أن يتركها ثلاثون ألف جنوبي كانوا يعملون في الجيش السوداني..
ويونيو الحالي نهايته = التي تشهد أول رفض الحركة تسليم المرتبات = يصبح هو شهر
المفاصلة الكاملة
والغضب يستعر حين يجد الجنود من النوبة في جيش
الحركة أن الخرطوم أكملت إعداد حقوق الجنود الجنوبيين الذين يعودون إلى جوبا..
والمالية أحرزت المبلغ المطلوب بالمليم..
والاحتفال يجري الآن وإعداد
الصيوان والكراسي له ولافتة خلفية ضخمة تقول: وسام الوفاء .. فالجنود والضباط
الجنوبيون الذين يتلقون التكريم يحصلون أيضاً على وسام.