تقع الصومال في أقصى شرق القارة الإفريقية والتي تشبه في تكوينها قرن حيوان الكركدن واسع الانتشار في القارة الإفريقية ولذا أطلق عليها اسم القرن الإفريقي. وتمتد الصومال فيما بين دائرة عرض 10 شمالا وخط طول 49 شرقا. وتبلغ مساحة الصومال 637,657 كميلومتر مربع منها 10,320 كيلومتر مربع تغطيها المسطحات المائية أي حوالي 1.6% من المساحة الإجمالية للبلاد وهي بذلك تقل في المساحة بعض الشئ عن ولاية تكساس الأمريكية. كما تمتلك الصومال حدود برية بطول 2,340 كم تفصلها عن كل من جيبوتي بمسافة 58 كيلومتر، إثيوبيا بمسافة 1,600 كيلومتر، وكينيا بمسافة 682 كم، علاوة على ذلك تمتلك الصومال أطول السواحل على مستوى القارة الإفريقية، حيث يبلغ إجمالي طول السواحل الصومالية 3,025 كيلومتر؛ وتمتد المياه الإقليمية الصومالية إلى 200 ميل بحري داخل مياه المحيط الهندي.
وتغطي السهول أغلب أراضي الصومال مع وجود المرتفعات والتلال في الشمال وتتدرج في الانخفاض مع الاتجاه جنوباً لتكون هضاباً مستوية وشبه مستوية حتى تصل إلى السهول التي تغطي ما يقرب من ثلثي مساحة جنوب الصومال. وتعد قمة شمبريس هي أعلى النقاط الإحداثية في الصومال والتي تقع في منطقة سرود الجبلية بالشمال الشرقي للصومال ويبلغ ارتفاعها 2,416 متراً فوق سطح البحر، في حين يمثل ساحل المحيط الهندي أكثر النقاط الإحداثية انخفاضاً في الصومال وهو النقطة صفر (سطح البحر نفسه).
تمثل نسبة الأراضي الصالحة للزراعة 1.64% من إجمالي مساحة البلاد في حين تستخدم نسبة 0.04% فقط من المساحة الكلية لزراعة المحاصيل الدائمة. وتبلغ جملة الأراضي التي يتم ريها 2,000 كيلومتر مربع، وفقاً لإحصائيات من عام 2003، وذلك من خلال مصادر مائية متجددة تُقدر بحوالي 15.7 كيلومتر مكعب، وفقاً لإحصائيات من عام 1997. في حين يتم استهلاك 3.29 كيلومتر مكعب سنويا من المياه بمعدل 400 متر مكعب للفرد سنويا.
المناخ في الصومال عامة هو مناخ صحراوي بالأساس وإن كانت تهب عليها الرياح الموسمية مرتين كل عام. حيث تهب الرياح الشمالية الشرقية في الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر وشباط/فبراير من كل عام مما يساعد على تلطيف الجو في شمال البلاد وإن كان يظل حاراً في جنوبها. وتهب الرياح الموسمية الأخرى في الفترة ما بين أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر وهي رياح جنوبية غربية حيث يبقى الجو حاراً في الجنوب ويتغير إلى خماسيني في الشمال (جو صيفي شديد الرطوبة مع هبوب رياح محملة بالأتربة). ويتخلل فترتي هبوب الرياح الموسمية فترات غير منتظمة من هطول الأمطار وفترات من الرطوبة والجفاف وارتفاع شديد في درجات الحرارة تعرف محلياً باسم "التانجامبيلي" (بالصومالية: Tangambili).
مقديشو
الثلاثاء، 26 تموز/يوليو 2011،
دولو، الصومال (CNN)-- تعهد البنك الدولي بتقديم ما يزيد على 500 مليون دولار، لمساعدة ضحايا أسوأ موجة مجاعة تضرب الصومال، مع اختتام اجتماع دولي طارئ للأمم المتحدة في روما الاثنين، بهدف حشد دعم المجتمع الدولي لمساعدة الشعوب المتضررة من الجفاف في القرن الأفريقي.
وقال روبرت زولييك، مدير البنك الدولي: "من المهم أن نتحرك سريعاً لتخفيف معاناة البشر."
واتفق ممثلو 191 دولة، هي الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، في اجتماعهم الطارئ بروما الاثنين، على برنامج للمساعدة على مسارين، يهدف إلى تفادي وقوع كارثة إنسانية حتمية، وإقامة أمن غذائي طويل الأجل في المنطقة.
وأقر المشاركون، في البيان الختامي، بأنه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة القائمة في هذه المنطقة من العالم، فإن الموقف الراهن مرشح للتدهور بسرعة، ليتحول إلى كارثة إنسانية تطال عدة أطراف تمثل الجزء الأعظم من منطقة القرن الأفريقي.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 12 مليون شخص تأثروا بأسوأ موجة قحط تشهدها المنطقة منذ ستة عقود.
وقالت باربرا ستوكينغ، المدير التنفيذي لمنظمة "أوكسفام" الخيرية: "قادة العالم ليس لديهم أعذار لعدم الاستجابة بسخاء.. ما كان ينبغي لهذا أن يحدث لقد تم تجاهل الدروس المستقاة من المجاعات السابقة.. علينا بناء نظام دولي يتيح للجميع ما يكفي من الغذاء."
لكن ترجمة هذه الجهود على أرض الواقع قد تستغرق وقتا طويلاً للعديد من الصوماليين من هم بحاجة ماسة وعاجلة للمساعدات، ففي منطقة "دولو" على الحدود الصومالية- الإثيوبية، يقوم العاملون ببرنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، بتسجيل أسماء المحتاجين.
ولاحظت CNN لدى زيارتها للموقع الاثنين، أنه ما من أحد يتلقى أي نوع من المساعدات، التي يتوقع وصولها خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق عمال إغاثة.
والاثنين، نقلت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني أن كمية المساعدات التي تنقلها اليونيسيف إلى القرن الأفريقي لم يسبق لها مثيل لمواجهة الأزمة الإنسانية الفادحة.
ودفع الإعلان عن انتشار المجاعة في منطقتين بجنوبي الصومال، بمئات الآلاف من الصوماليين إلى النزوح من مناطقه، والتوجه إلى العاصمة مقديشو.
وبلغ عدد النازحين أكثر من 150 ألف شخص، منذ مطلع الشهر الجاري.
وتحدثت منظمات دولية عن تحديات جسيمة تواجهها لتوزيع المساعدات الإنسانية، أشارت إليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائلة: "لدينا فرق منتشرة في كل أنحاء الدولة، لوجيستياً.. العمل في الصومال معقد للغاية."
وقال الناطق باسم المنظمة، إيف فان لو، إن هناك حاجة للمزيد من التمويل لتوسيع عملية المساعدة، وأضاف: "غطينا معظم المحتاجين في مناطق تمكنا من الوصول إليها.. لكن هناك حاجة لفعل المزيد.. إذا حصلنا على المزيد من الأموال، فبإمكاننا القيام بذلك."
يُشار إلى أن البنك الدولي تعهد بتقديم أكثر من 500 مليون دولار لمساعدة ضحايا الجفاف، بجانب 12 مليون دولار كمساعدات فورية للمناطق المتأثرة بشدة بالقحط.