الجزء الرابع
الباحث والخبير الاستراتيجي منذر سليمان لـ "الشروق"
لأول مرة.. هذه حقيقة ما جرى في 67
2008.06.08 حاوره: وليد عرفات
مراسل الشروق وليد عرفات متحدثا إلى الدكتور منذر سليمان في هذه الحلقة كنت أنوي الحديث عن تفاصيل صفقة الأسلحة الحديثة التي اشتراها الرئيس الراحل هواري بومدين لإحياء الجيشين المصري والسوري عقب عدوان 67، والوقوف عند بطولات أخرى حققتها القوات الجزائرية في حرب الاستنزاف.
لكن وأثناء تنقيبي عن هذه الحقائق التاريخية بالمتاحف العسكرية في سيناء تقابلت صدفة بالباحث والخبير الاستراتيجي، منذر سليمان، الذي يقيم في واشنطن، الذي جاء إلى المكان لنفس الغرض، فالرجل له مؤلفات عديدة وباع طويل من الدراسة والتحليل للحروب العربية- الصهيونية، فاغتنمت الفرصة لأقتنص منه بعض المعلومات.
*بداية، أسألك عن سبب الغموض الكبير الذي لا يزال يكتنف عدوان 67؟
**لأن كثيرا من الفضائح والتقصير على الجانب العربي تجسدت في هذه الحرب، ولأن العالم العربي لا توجد به قيادة راشدة مخلصة تقدم الحقيقة التي هي من حق الأجيال، فالتعتيم هو شعار حكم الأنظمة في منطقتنا العربية، وكأن الشعوب ليس لها الحق في معرفة تاريخها بحلوه ومرّه، وهذه جريمة كبيرة تفوق جرائم الاستيلاء على أموال الشعوب وتبديد الثروات الوطنية، فسرقة التاريخ أو تزويره من أكبر الخطايا التي تنفذ في حقنا.
*لماذا يصر العديد من الباحثين العرب على التنقيب في الدفاتر القديمة المتعلقة بالصراع العربي- الصهيوني، وهل تجدي هذه الجهود نفعا أمام التعتيم على المعلومات؟
**نحن في حالة حرب دائمة مع الكيان الصهيوني، وهذا العدو ماكر غادر لا يمكن الوثوق به أو إعطاؤه ظهورنا، وليت القيادات السياسية تعي هذه الحقيقة لتحصّن شعوبها وتحميها من الوقوع مرة أخرى في الهزيمة، لكن للأسف فكثير من تلك القيادات أصبحت تثق في العدو أكثر من ثقتهم في زوجاتهم.
أما الشعوب فهم يرون أن استيقاظها والتفافها حول راية وطنية موحدة يمثل عظيم الخطر على كراسيهم، فلم يعد هناك من أمل أمام هذه الشعوب المقهورة سوى من خلال عدد قليل من الإعلاميين الشرفاء الذين حملوا على عاتقهم عبء الجهاد بالقلم وسخّروا حياتهم بحثا عن الحقيقة، وبالمناسبة أذكر هنا للتدليل أنه لولا تدارس العالم العربي وخاصة القيادتين السورية والمصرية لأسباب هزيمة 1967 لما كان بالإمكان خوض حرب 1973.
*هل يمكننا اعتبار عدوان 67 حربا بالمفهوم العسكري؟
**أفضّل أن أسميها" المعركة الاستراتيجية" لأنها بلا شك قلبت الخارطة السياسية للشرق الأوسط رأسا على عقب، ولعل أهم نتائج تلك المعركة هي اعتراف العالم العربي بـ "حق" الكيان الصهيوني في الوجود واستعداده لـ "التعايش السلمي" معه في حال قبوله الانسحاب من الأراضي التي احتلتها بعد جوان 67.
*دعنا نعود للوراء.. ما حقيقة الحشود الصهيونية على الحدود السورية التي كانت بداية لإشعال حرب 1967؟
**لم تكن هناك حشود صهيونية على الحدود السورية، بل إن الأمر لم يكن سوى قوات رمزية صهيونية كانت تقوم باستعراض على الحدود احتفالا بيوم "الاستقلال"، ولكن المخابرات الحربية المصرية التي كان يترأسها في ذلك الوقت الفريق أول محمد صادق بثّت للأسف معلومات خاطئة عن وجود حشود للعدو على الحدود السورية، وذلك في الاجتماع الذي عقده المشير عبد الحكيم عامر بمكتبه وضم جميع قادة القوات ورئيس هيئة أركان حرب ورئيس هيئة العمليات ومدير المخابرات.
وفي هذا الاجتماع تكلم قائد المخابرات حيث أكد وجود حشود صهيونية على الجبهة السورية، مستندا إلى عدد من المصادر منها القيادة العربية الموحدة والجيش اللبناني والسفارة المصرية في موسكو ورئاسة الأركان السورية، وحدد رئيس المخابرات الفترة من 17 ـ 21 ماي عام 67 كموعد للهجوم الصهيوني على سوريا.
والغريب أن المخابرات المصرية شعرت أنها وقعت في خطأ، ففي مساء هذا اليوم نفسه أرسلت تحليلا للموقف إلى القيادة العليا نوّهت فيه باحتمال أن تكون الأزمة وليدة خطة مفتعلة، ونصحت بالتريث انتظارا لمعلومات مؤكدة، ورغم هذا قامت القيادة المصرية بإرسال قواتها إلى سيناء استعدادا للحرب، ومما يلفت النظر أن رئيس شعبة المخابرات بالقيادة العربية الموحدة وهو سوري الجنسية صرح بأن الحكومة السورية تقوم بحركة سياسية تستهدف تدعيم مركزها داخليا، وأنه يستبعد حدوث أي اشتباك بين دمشق وتل أبيب، ورغم خطورة هذا التصريح إلا أن المسؤولين المصريين لم يولوه أي اهتمام واستمروا في اندفاعهم إلى الحرب.
*كشفت مرة عن تفاصيل اجتماع عقده الزعيم الراحل عبد الناصر يوم 25 ماي عام 67، وقلت إنك تملك الكثير من الأسرار حول هذا الاجتماع، ما حقيقة ذلك؟
**نعم وذلك لأنني حصلت على شهادات هامة ممن شاركوا في هذا الاجتماع، أزالت اللّبس المتعلق بشخص المتسبب في هزيمة 67، ففي هذا الاجتماع الذي حضره بالإضافة إلى عبد الناصر والمشير عامر وقادة أفرع القوات المسلحة زكريا محيي الدين وأنور السادات، عرض أحد القادة العسكريين خطة تقتضي بعزل منطقة إيلات والاستيلاء عليها.
ولكن المشير عامر أكد لعبد الناصر أن الجيش غير قادر على تطبيق هذه الخطة، ففضل ناصر اعتماد خطة أخرى تهدف تدعيم الدفاع عن قطاع غزة وشرم الشيخ لمنع استيلاء الجيش الصهيوني عليها، والاستماتة في الدفاع، ولو أن خطة إيلات طبقت ميدانيا لتغيرت موازين الحرب في تلك الفترة، فللأسف كانت القيادة العسكرية المصرية لا تنقل للرئيس الوضع العسكري بدقة، الأمر الذي أدى إلى هذه الكارثة.
*وهل صحيح أن عبد الناصر حذّر في هذا الاجتماع من استعداد الكيان الصهيوني لتوجيه ضربة جوية ضد القوات الجوية المصرية؟
**نعم، فقد تلقى ناصر معلومات استخبارية مؤكدة من بعض العملاء المصريين في تل أبيب حددت موعد وأماكن هذه العملية، فطالب من المشير إقلاع المقاتلات المصرية من مرابضها وإبقائها لفترات طويلة في السماء، ولكن برز على طاولة الاجتماع القرار الكارثي الذي طالب بتلقي الضربة الأولى وامتصاصها، وهو بالمناسبة اقتراح سوفييتي حاول تجنيب مصر عدوانا أمريكيا، لكن عبد الناصر اعترض بشدة، فرد الفريق الأول "صدقي محمود" قائد القوات الجوية، بأن القوات الجوية المصرية قادرة على امتصاص الضربة، عبد الناصر قال في الاجتماع إن "إسرائيل" لو نفذت تلك الضربة، فسوف تكون مذبحة للقوات الجوية المصرية لعدم وجود دفاع جوي رادع أو تحصينات وملاجئ للطائرات أو مطارات كافية توزع عليها الطائرات، وكان ناصر مصرا على حق الجيش المصري في امتلاك زمام المبادرة، وبالفعل اتخذ قرارا بتوجيه ضربة جوية للمطارات والمواقع الصهيونية في جميع الأراضي المحتلة.
وفي اليوم نفسه أصدر نائب القائد الأعلى للقوات المصرية أمرا إنذاريا إلى قائد القوات الجوية والدفاع الجوي للاستعداد لتنفيذ الضربة الجوية التي حملت الاسم الرمزي (أسد) اعتبارا من أول ضوء يوم 27 ماي عام 67، لكن هذا الأمر ألغي فيما بعد وقبل أن تتاح الفرصة لتنفيذه بفعل ضغط سوفييتي كبير وعدم تحمس المشير له، وبالمناسبة لو أن ذلك القرار نفذ لتغير مجرى الحرب والمنطقة تماما.
*هل كانت القوات المصرية قادرة على إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني في تلك الفترة لو اعتمدت نظرية الهجوم الاستباقي؟
**كانت مصر متفوقة على "إسرائيل" في كل شيء، سواء في مجال المخابرات أو التجهيزات العسكرية أو الإعداد الخططي، ففي مجال المخابرات كانت مصر تعرف تقريبا كل شيء عن "إسرائيل"، وعندما وضعت الخطة الهجومية الجوية "أسد" كانت المخابرات المصرية تعرف كل موقع في فلسطين المحتلة، ووزعت خريطة على الطيارين تحدد بالتفاصيل الدقيقة مواقع المطارات وأماكن وجود الطائرات ومخابئها وموعد وجود القادة.
كما أن المخابرات المصرية كانت تمتلك أكثر من خطة جاهزة لتضليل الاستخبارات الصهيونية وأجهزة استطلاعها وراداراتها، وللمفارقة فإن "إسرائيل" لم تجد أمامها خطة خداع لتنفيذ هجومها في 05 جوان، فاعتمدت خطة شبيهة بالتي نفذتها في حرب عام 56 ، أما على مستوي التجهيز العسكري والتدريب فلم تتمكن "إسرائيل" بحلول يوم 05 جوان عام 67 من زيادة حجم قواتها المسلحة من ثلاثة ألوية مشاة ولواء مدرع إلى 25 لواء مشاة وميكانيكي ومظلات وسبعة مدرعة، وهذا يعني أن "إسرائيل" لم تفلح إلا في تعبئة حوالي ربع مليون مقاتل، في حين حشدت مصر أكثر من مليون جندي نصفهم كانوا يقاتلون في اليمن، وتمت تعبئتهم إلى سيناء في أقل من ثلاثة أيام.
لكن للإشارة فإن الكيان الصهيوني بفضل الدعم الأمريكي المفرط حصل خلال فترة التوتر على سربان سكاي هوك وحوالي 20 طائرة سوبر مستير، وبهذا تفوّق طيران العدو على الطيران المصري في ظرف يومين فقط، فبلغ عدد الطائرات الصهيونية من المقاتلات والمقاتلات القاذفة يوم 05 جوان، 392 ـ 398 طائرة، وطائرات المواصلات والنقل 77 طائرة، والهليكوبتر 56 طائرة، تعمل من 58 قاعدة جوية ومطارا وممرات أرضية داخل فلسطين، وكان عدد الطيارين الصهاينة سواء كانوا يهودا أو من جنسيات مزدوجة من المتطوعين الغربيين.
ومن الأسرار العسكرية التي لم يكشف عنها حتى الآن، أن "إسرائيل" استخدمت قنبلة صغيرة كانت مفاجأة الحرب، فقد استطاعت تدمير ممرات الطائرات المصرية بصورة تجعل إصلاحها أصعب بكثير من الوقت المحدد لها، وكانت سلاحا استراتيجيا في المعركة.
*وماذا عن قدرات الجيش المصري مقابل هذا التفوق التكنولوجي السري؟
**عدد الطائرات المقاتلة المصرية كان يبلغ حوالي 320 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة متطورة، معظمها من طائرات الميج 21، 19 والسوخوي، بينما وصل عدد القاذفات من نوع تي- يو حوالي 48، إضافة إلى 24 طائرة من طراز الأليوشن، لكن وبفضل حظر تصدير السلاح الذي فرضته الكثير من الدول على ناصر، فقد كانت مصر تعاني من نقص في أسلحة الدفاع الجوي والرادارات التي يمكنها رصد طائرات العدو على ارتفاع منخفض.
لكن ناصر عوّض ذلك النقص بتدريب الطيارين المصريين على مستوى عالٍ وفائق جعلتهم قوة لا يستهان بها آنذاك، و"إسرائيل" كانت تعرف ذلك وتحسب له ألف حساب، لذلك ركزت ضرباتها الأولى على سلاح الطيران. أما وضع القوات البرية أو المشاة فكان في أفضل حال بفضل الخبرة التي اكتسبتها القوات في اليمن، فهذه الحرب التي يقول عنها البعض إنها أنهكت الجيش المصري مكنت المقاتل المصري من إتقان حرب العصابات والشوارع والهجوم الخاطف، وكل تلك الصور القتالية كانت كفيلة بتحقيق النصر لمصر في سيناء إذا تجنبت قرار الانسحاب، فشكل المعركة التي شنّتها "إسرائيل" لم تكن في حاجة إلى حرب نظامية تقليدية، وكانت في أمس الحاجة لكفاءة الفرد المقاتل للتصدي لها.
*وماذا عن الخطط القتالية البرية التي وضعتها القيادة المصرية في حال اشتباكها مع العدو؟
**وضعت القيادة المصرية خطة تسمي "قاهر" للدفاع عن سيناء، وكانت تلك الخطة تعتمد على إنشاء خطوط دفاعية ثلاثة، وهذه الخطوط كانت متماسكة ومتعاونة، لكن جميع عملياتها كانت مستندة إلى الغطاء الجوي، نظرا لإيمان القيادة المصرية آنذاك أن أاسرئيل" لا تجرؤ ولا تستطيع المساس بالطيران المصري، وعندما تم تدمير هذا الأخير، تمكنت القوات الصهيونية من عزل هذه القوات والالتفاف حولها، لكن من الثغرات الاستراتيجية التي أغفلتها القيادة المصرية، أنها لم تضع قوات كافية للدفاع عن الممرات رغم أنها تعد مفتاح سيناء، وهو ما مكّن العدو من الاستيلاء عليها.
*وهل كان يمكن للجيش المصري أن يصمد في سيناء بعد تدمير غطائه الجوي؟
**على الرغم من تدمير القوات الجوية، إلا أن الموقف لم يكن ميئوسا منه، طالما أن القوات ستلتزم بمبادئ الدفاع، وتبتعد قدر الإمكان عن العمليات المتحركة التي تعرضها لخطر الطيران، حتى تتمكن القيادة السياسية من إحضار طائرات من الدول الصديقة، وكان ناصر ينتظر وصول المقاتلات الجزائرية، فوضع خطة يوم 06 جوان للدفاع عن سيناء بعد أن خسرت مصر في اليوم الأول أربعة ألوية مشاة وكتيبة مدرعة أي أقل من خمس القوات، وهذه خسائر تعتبر طفيفة جدا.
وارتكزت هذه الخطة على تركيز المجهود الرئيسي للدفاع عن النطاق الدفاعي الثاني، تجميع الأفراد المرتدة من النطاق الأول ليقوى بها النطاق الثاني، مجموعة قائد الفرقة التي لم تنجح في هجومها المضاد تعود إلى النطاق الثاني لتكثيف الدفاع عنه، تسحب قوات المحور الجنوبي وتتمسك بالمضايق، وإلى أن يتم ذلك يستغل احتياطي القيادة العليا الفرقة المدرعة بتأمين المضايق حتى تصل قوات المحور الجنوبي، فتعود مرة أخرى إلى الاحتياط، وأخيرا تقوم الألوية المدرعة المستقلة بالانضمام إلى احتياطي القيادة العليا على أن يتم الدفاع عن المضايق حتى آخر رجل وآخر طلقة ولا انسحاب بأي حال من الأحوال، إلا أن ناصر فوجىء بقرار الانسحاب الذي كان متخبطا، مما أدى إلى تدمير القوات المسلحة المصرية.
ومن الغريب أن أحد أعضاء وفدنا في الأمم المتحدة أبلغني أن المندوب الأمريكي أبلغه مساء يوم 5 جوان عام 67 بعد تدمير القوات الجوية المصرية بأن على مصر قبول وقف إطلاق النار وأن الأمريكان على استعداد بعد ذلك للضغط على "إسرائيل" للعودة مرة أخرى إلى حدود 67، ولكن عبد الناصر رفض قبول هذا العرض لأنه كان يعتقد أن الجيش المصري لا يزال في إمكانه توجيه ضربة قاصمة للجيش الصهيوني.
*وأمام أخطاء القيادات ماذا كان دور المقاتل البسيط؟ هل استسلم للأمر الواقع؟
**حدثت بطولات كثيرة للمقاتلين المصريين، ولكن الهزيمة غطّت عليها، فقد قامت بعض الطائرات المصرية بعمليات استشهادية كانت مثارا للإعجاب، كما هاجم لواء صهيوني موقع رادار مصري كانت تدافع عنه قوة مصرية صغيرة من المشاة والمدفعية المضادة للطائرات، فرفض هذا الموقع الاستسلام حتى استولت عليه "إسرائيل" وقتلت كل من فيه.
*وماذا عن مستوى التنسيق بين القيادتين المصرية والسورية أثناء الحرب؟
**لم يكن هناك تنسيق بين القيادتين المصرية والسورية أثناء الحرب، وهناك علامات استفهام كبيرة توجه لسوريا حول رفضها ضرب المطارات الصهيونية أثناء ضربها المطارات المصرية، بحجة أنها في مرحلة التدريب، ولو فعلت هذا لتغيّر مسار الحرب، كما أن القوات السورية انسحبت من الجولان قبل دخول القوات الصهيونية، وأعتقد أن الإجابة على تلك العلامات صعب، وأنا شخصيا لم أتمكن من فك طلاسمها، وعموما فإن التنسيق السياسي والعسكري العربي لم يبرز للوجود إلا بعد وقوع الهزيمة، وأنا أعتبر أن المكسب الوحيد الذي جنيناه من تلك الهزيمة هو ميلاد سورة للاتحاد العسكري والسياسي العربي الشريف، لكن جملة من الهزائم فككت هذا الاتحاد فيما بعد، فجلسنا على المقاهي ننعي حظنا ونبكي على أطلال الماضي بعد رحيل رجال الأمة وأوفيائها إلى العالم الآخر.