أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 9:47
الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840)
الدكتور عبدالحميد البطريق * - 19 / 5 / 2008م - 11:14 م - العدد (12)
يتألف الوجود المصري في الجزيرة العربية من فترتين: فترة عثمانية مصرية تبدأ من عام 1813 وتنتهي في عام 1819، وهي فترة الغزو والحروب وعدم الاستقرار، والفترة الثانية تبدأ من عام 1820 وتنتهي في عام 1840، وهي الفترة التي بدأت منذ تدمير العاصمة السعودية (الدرعية) التي حاول محمد علي أثناءها أن يثبت أقدامه ويعدّ العدّة للانفراد بحكم الأرض التي خضعت لسلطانه في الجزيرة العربية بعيداً عن الارتباط بالسلطان العثماني، وهي رغبة قديمة كان يتطلع إليها منذ أن نجح في الانتصار على الدولة السعودية الأولى. وقد تجلّت تلك الرغبة في الرسالة التي بعث بها إلى ابن أخته أحمد باشا يكن، الذي عيّنه حاكماً على الأقطار الحجازية بعد مغادرة ابنه إبراهيم باشا الكبير أرض الجزيرة العربية بعد أن أنهى مهمته هناك.
وفي تلك الرسالة التي سماها بالمرسوم (8 نوفمبر 1821) وضع للحاكم الجديد أحمد باشا يكن الخطط المثلى التي رآها تصلح للحكم؟ وكان أخطر ما جاء في تلك الخطة التي سبقت نزعه مع السلطان بأحد عشر عاماً ما جاء في نهاية رسالته: (إن مرادي من تحرير هذه الأصول إليك قائم على رغبتي في التصرف في الأقطار الحجازية تصرّف المستقل)[2] .
أما الفترة الأولى التي وصلت أثناءها القوات المصرية إلى ساحل الخليج، فقد جاءت بعد تدمير الدرعية عندما وصلت التعليمات من محمد علي إلى قائد الجيوش إبراهيم باشا بغزو جميع البلاد المجاورة لنجد، والتي تسمى الآن بالمنطقة الشرقية. وعندئذٍ بدأ إبراهيم بغزو منطقة الحسا (الأحساء) والقطيف[3] ، وهي المنطقة الممتدة على ساحل الخليج من حدود الكويت الجنوبية إلى حدود قطر وعمان، وذلك بقصد القضاء على كل أثر لنفوذ الدولة السعودية التي كان سلطانها يشمل الحسا والقطيف والبحرين وجزءاً من أرض عمان، بمعنى أن سيادتها كانت مبسوطة على الساحل العربي للخليج الفارسي.
وكان لوصول القوات المصرية إلى ساحل الخليج أثران سياسيان هامان:
أولهما: أن السلطان العثماني حزّ في نفسه ذلك النجاح الكبير الذي بلغه محمد علي في الجزيرة العربية، لأنه كان دائم الارتياب في أهداف محمد علي ولا يطمئن إليه، بل بلغ به الشك في سوء نية محمد علي أن اعتقد بعد وصول القوات المصرية إلى موقع قريب من خليج البصرة أنه ربما تصل به أطماعه الشخصية إلى التطلع للوصول إلى بغداد.
ثانيهما: اهتمام الإنجليز بوصول قوات محمد علي إلى إقليم الخليج، إذ بدأت حكومة الهند البريطانية تنظر إلى حركات محمد علي في تلك المناطق نظرة الشك والحذر لأن التقارير التي كانت تصل إليها من مندوبيها في إقليم الخليج تثير القلق والشك في الخطوات القادمة لتلك القوات[4] .
وكان الإنجليز يعملون منذ سنين على بسط نفوذهم على المنطقة بحجة محاربة القرصنة التي تعترض الملاحة التجارية ففرضوا صداقتهم وأملوا إرادتهم على إمام مسقط. ولما سيطر السعوديون على منطقة الحسا، حاول الإنجليز الاتصال بهم لتوثيق روابط الود، وضمان عدم الاعتداء على السفن الإنجليزية.
ولما شرعت القوات المصرية تتقدم في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية وتصل إلى منطقة الحسا في طريقها إلى ساحل الخليج ازدادت رقابة حكومة الهند البريطانية على أنباء تطور الأحداث بعد وصول قوات محمد علي إلى تلك الجهات[5] .
وفي الوقت الذي كان الإنجليز يشعرون بالمرارة من نجاح القوات المصرية في التقدم من (نجد) إلى الخليج، كان هذا الشعور يخالطه شعور آخر بالارتياح لأن وجود الجيش المصري هناك قد يقضي على حركات قراصنة الخليج. وفعلاً لوحظ أن السفن الإنجليزية بدأت في الفترة التي ساد فيها الوجود المصري في تلك الجهات تمخر عباب الخليج في أمان واطمئنان[6] ، حتى أن سولت، قنصل إنجلترا في مصر كتب إلى وزارة الخارجية البريطانية يشرح رأيه في أن محمد علي يطمح في صداقة الإنجليز، ويرى سولت أن قواته وسيادته هناك (خير من سيادة أولئك الوهابيين)[7] .
ورجحت الحكومة البريطانية أن تلك الجهات العربية التي فتحتها قوات إبراهيم باشا بشق النفس وأقصى الجهد، لا يمكن أن تنسحب منها بعد ذلك، وأن نجد والحسا قد تصبحان في القريب ولايتين تابعتين لمصر، فرأوا من الخير أن يتفاهموا مع تلك القوة الجديدة التي ظهرت في مناطق الخليج، أولاً لكي يسبروا غور أهداف محمد علي، وثانياً لكي يتصرفوا في ضوء تلك الاتصالات[8] .
وفي صيف عام 1891، أبحرت من بومباي سفينة حربية إلى الخليج تحمل رسولاً خاصاً لمقابلة قائد الحملة إبراهيم، وكان ذلك الرسول هو الكابتن جورج فوستر سادلير، الذي اختاره السير إيفان نبين حاكم بومباي في شهر أبريل لكل يبحر إلى ميناء القطيف أو العقير على ساحل الحسا، ومن هناك يتوجه براً إلى الدرعية حيث كانت حكومة الهند البريطانية تظن أن قائد الحملة المصرية يعسكر هناك، وأن الحرب بين القوات المصرية والسعوديين لن تضع أوزارها ي وقت وجيز، وقد زوده السير إيفان نيبين ببعض الهدايا إلى إبراهيم مع رسالة كتبت بلغة عربية ركيكة، يهنئه فيها باسمه واسم الحاكم العام للهند على انتصارات الحملة المصرية على الوهابيين. وكان على سادلير أن يمر في طريقه بسلطان مسقط (سيد سعيد) لكي يطمئنه ويزيل مخاوفه من ناحية الوجود المصري في المنطقة الجنوبية الشرقية من الجزيرة العربية، ذلك لأن إبراهيم يدرك تمام الإدراك تلك العلاقة الوثيقة التي تربط بريطانيا بمسقط[9] .
ولم يكن اهتمام الإنجليز بتحركات القوات المصرية على سواحل الخليج العربي بأقل من اهتمام محمد علي بتحركات الإنجليز هناك، فقد كان يخشى اتصال حكومة الهند البريطانية بإمام مسقط، وكلف حكومته في جدة بالتجسس على أخبار تلك العلاقات[10] ، وأوصى إبراهيم بالعمل على إضعاف نفوذ هذا الإمام ثم استمالته بعد ذلك. وكان الإنجليز من جانبهم يخشون اتصال محمد علي بإمام مسقط وبغيره من حكام الجهات الواقعة على الخليج.
وكان أن غادر سادلير مسقط في طريقه إلى القطيف فوصلها في 21 يونيو سنة 1819، وهناك علم بأن الدولة السعودية الأولى قد زالت وأن عاصمتها الدرعية أصبحت أثراً بعد عين، وأن قائد الحملة المصرية قد تصله الأوامر من القاهرة بالانسحاب من البلاد التي فتحها على ساحل الخليج مع ترك حاميات صغيرة في المواقع المهمة، وتسليم مهمة الحكم في تلك المناطق لأسرة ابن عريعر من بني خالد الموالين للحكم المصري.
وقرر سادلير أن يواصل بعثته حتى يقابل إبراهيم ويقف منه في جلاء على مستقبل الوجود المصري في الخليج، فقصد بلدة الهفوف قاعدة الحسا حيث أن الضابط الذي كان يرأس حامية الهفوف يستعد للانسحاب ففضل سادلير أن ينتظر ليرافق القوات المصرية ويكون في حمايتها أثناء الطريق. وفي 21 يوليو تحركت القافلة الحربية الكبيرة من الهفوف بالحسا إلى نجد، وكان سادلير يهتم أشد الاهتمام بدراسة كل موقع يمر به، ويطلب من أدلائه تفاصيل وافية عن الحاصلات والغلات والموارد وحالة البلاد العامة ومزاياها الاقتصادية، ويضع خرائط لتوزيع البدو في قلب الجزيرة العربية، ولكنه اضطر إلى الإسراع عندما علم بأن إبراهيم في طريقة إلى المدينة المنورة.
وفي سبتمبر سنة 1819، علم إبراهيم برغبة الكابتن سادلير في مقابلته ولما لم يكن مصرحاً لأي مسيحي بدخول المدينة فقد استقبله إبراهيم في موقع خارجها اسمها (بير علي). وهناك سلمه سادلير رسالة حاكم بومباي وعرض عليه طبيعة بعثته، وأخبره أن حكومة الهند البريطانية قد ساءها تكرار العدول من القراصنة الوهابيين الذين يقيمون على ساحل الحسا على السفن التي تسير في الخليج وبأنها تنوي إرسال أسطول حربي لتخريب أوكار القراصنة في سبعة مرافئ على الخليج الفارسي، وأن حكومة الهند البريطانية تأمل أن شاركها القوات المصرية بحملة من البر وأن يكون العمل مشتركاً على سواحل الخليج[11] .
وقد رد إبراهيم بأنه ليس مخولاً بالبت في مثل هذه الأمور إذ أنه إنما ينفذ رغبات أبيه كما هي، ولذا فليس في وسعه أن يعد بشيء قبل أن يبعث بالمقترحات الإنجليزية إلى القاهرة، واقترح على سادلير أن يذهب إلى جدة في انتظار الرد النهائي على تلك المقترحات[12] . ولكن طال انتظار سادلير في جدة إلى أن وصل الأمر إلى إبراهيم بأن (يرد طلب سادلير في حكمة وتلطف وأن يتعلل بأنه قد وعد بأن يستريح هو وجنوده بعد فتح الدريعة إزالة للتعب واستجماماً للراحة)[13] . ولما تحقق سادلير من فشل بعثته أبحر إلى بومباي في 23 يناير 1920 في الوقت الذي عاد إبراهيم إلى القاهرة بعد أن نظم شؤون الحكم في المناطق المجاورة لساحل الخليج بحيث يصبح الحكم محلياً في أيدي (ابن عريعر) وهو أحد الموالين لمحمد علي.
* * * * وعند قيام الدولة السعودية الثانية التي أسسها تركي بن عبداللَّه، ثم ولده فيصل بن تركي، وقعت الحسا في قبضة السعوديين، وهنا يبدأ الدور الثاني لظهور القوات المصرية مرة أخرى على سواحل الخليج، بقيادة القائد العظيم خورشيد باشا. وكانت مهمته في أول الأمر أن يقوم من المدينة المنورة على رأس حملة لغزو نجد والمنطقة الشرقية حتى ساحل الخليج وذلك بقصد القضاء على الدولة السعودية الثانية التي استفحل أمرها هناك[14] .
وكان خورشيد باشا قبل أن يقوم بحملته على نجد والخليج قد اتخذ المدينة مقراً لقيادته عندما كان مكلفاً بإخضاع قبائل بني حرب التي تسكن تلك المنطقة، وفي أبريل عام 1838 تحرك خورشيد باشا قواته المصرية إلى إقليم القصيم بنجد واتخذ من عنيزة مقراً لقيادته[15] .
ومنذ أن استقر في عنيزة لم تنقطع وفود مشايخ القبائل الذين كانوا قد انضموا إلى فيصل بن تركي آل سعود، ولسنا الآن بسبيل الحديث عن تفاصيل تلك الحملة، ولكن يكفي أن نذكر أنها تغلبت على الدولة السعودية الثانية، وشرع خورشيد في تنظيم الحكم الجديد رغم كل العراقيل التي كانت تركيا ورجال السلطان العثماني يضعونها في طريق استقرار القوات المصرية هناك، وذلك عن طريق الاتصال بفيصل بن تركي وتشجيعه على المقاومة. وكان والي بغداد العثماني هو المكلف من الباب العالي بذلك الاتصال، وهو الذي كان يدعو فيصل بن تركي إلى الثبات ويبلغه رضا الباب العالي عنه، ويعده بإرسال المدد إليه، إن كان في حاجة إلى رجال أو مال أو عتاد[16] .
والواقع أن الدعاية التركية كانت في ذلك الوقت تعمل على وضع العراقيل في طريق تثبيت حكم محمد علي في الجزيرة العربية، بعد النزعة الاستقلالية التي أثارت الحرب بين السلطان ومحمد علي، وبعد أن كانت الدولة العثمانية تعمل على تحطيم الحركة الوهابية أصبحت تتصل بالدولة السعودية الثانية للتحالف معها على إخراج القوات المصرية من الجزيرة العربية.
ومما هو جدير بالذكر أن أفراد القوات التي نجحت في غزو المنطقة الشرقية ووصلت إلى ساحل الخليج كانوا من الجنود المصريين الذين تلقوا تدريباتهم العسكرية وفق (النظام الجديد) الذي استحدثه محمد علي عندما عزم على تكوين جيش حديث من المجندين المصريين. وكان قائدهم خورشيد باشا قد تلقى دراسته العسكرية على أحدث النظم التي أدخلت في مصر[17] . وأن الباحث ليعجب أشد الإعجاب ببطولة هذا القائد الكبيرة عندما يستعرض الظروف السيئة التي واجهت القوات المصرية في نجد وعلى الأخص في المنطقة الشرقية، وأهمها:
أولاً: تحالف عليه أعداء زاد عددهم بكثير عن عدد جنوده. وكانت المؤمن تنفذ منه تماماً، حتى اضطر الجند إلى أن يقتاتوا بلباب النخيل. وكان خورشيد يضطر إلى أن يأمر بذبح الجمال التي اشتراها من قبل لحمل أثقال الجيش من مؤونة وعتاد لتكون طعاماً للجنود. أضف غلى ذلك ما أصاب الخيول من الهزال نتيجة انعدام العليق حتى اضطر الفرسان إلى تركها ترعى الحشائش بعد أن نفذ البرسيم.
ثانياً: كان بعض أهالي نجد ممن دخلوا الطاعة قد تعهدوا لخورشيد باشا أن يقدموا له ما يطلبه من الخدمات، إلا أنهم لم يكونوا مخلصين له، بل كانوا يميلون إلى نصرة فيصل ضد الحكم المصري.
ثالثاً: صعوبة القيام بالحرب على الطريقة الحديثة في نجد، أن (جدران المنازل والأبراج مصنوعة من الطين المصبوب في عرض ثلاثة أو أربعة أذرع، فإذا صوبت إليها المدافع لا تهدم القذيفة أي مكان من الجدار الذي أمامها، وإنما تخرق الموضع الذي تصيبه وتنفذ من الوجه الآخر، ولا يمكن هدم الجدار إلا بعد إطلاق المدافع عدّة مرات)[18] .
رابعاً: لا يبرز أهالي القرى في نجد للحرب مواجهة، وإنما يختبئون في الأبراج والبساتين التي بداخل البلدة، ثم يطلقون البنادق وهم مختفون في كل مكان، ولا يقل عدد الأبراج في كل قرية عن خمسة وعشرين برجاً. وحين تقوم القوات المصرية بالهجوم تجد القرية كلها قد تحولت إلى ميدان متسع الجوانب تخرج النيران فيه من كل مكان[19] .
ومع كل هذه الصعوبات استطاع خورشيد باشا بما اتصف به من قوّة العزيمة وسعة الحيلة أن يجعل قواته تضيق الخناق على فيصل حتى اضطره إلى التسليم هو ومن معه من الأمراء السعوديين، وأرسلهم إلى المدينة المنورة تمهيداً لترحيلهم إلى مصر.
وبانتهاء دولة فيصل بن تركي آل سعود، بدأ عهد جديد في تاريخ الحكم المصري في تلك الأقطار النجدية بما فيها المناطق الواقعة على ساحل الخليج، حيث تبين لمحمد علي خطأ ترك هذه البلاد بغير تنظيم أو حاميات كبيرة، وذلك بعد أن عانت القوات المصرية فيها ما عانت في سبيل الانتصار على الدولة السعودية الثانية. ولذلك رأى أن يعهد إلى خورشيد باشا بتنظيم أمر هذه البلاد ومحاولة استغلال مواردها في إنشاء حكومة صالحة وسدّ حاجة جيش الاحتلال.
وكانت المهمة التالية هي العمل على مدّ النفوذ المصري حتى ساحل الخليج. وفي أواخر عام 1838 أخذت الفرق المصرية تتدفق نحو الخليج مبتدئة بإخضاع الحسا، أقرب مناطق الخليج إلى نجد. ورأى خورشيد أن يستدعي أميرهم القديم ابن عريعر الذي فرّ من وجه السعوديين وعينه أميراً من جديد، بعد أن هزم عمر بن عفيصان الذي كان فيصل قد عيّنه أميراً للحسا ثم فرّ منها إلى البحرين.
وهكذا تمّ فتح منطقة الحسا واحتلال موانئ القطيف والعقير، حيث وضعت بكل منها حاميات مصرية. أما القطيف فقد وجد خورشيد أنها في حاجة إلى عناية كبيرة إذ أن مياه الميناء لا تستقر على حال واحدة بل تقل تارة وتكثر تارة أخرى، وليس بالميناء فرضة مناسبة لدخول السفن، ولذلك اعتبرت جزيرة البحرين ميناء الحسا والقطيف[20] .
وكانت الحكومة البريطانية تتبع تطورات القتال الذي دار في نجد ومناطق الساحل، فأرسل المقيم البريطاني في بغداد روبرت تيلور، إلى حكومته في لندن يقول إن المعلومات التي تجمعت لديه هي أن القوات المصرية تتدفق على ساحل الخليج، وربما تكون البحرين هي الهدف[21] .
والواقع أن تيلور كان مصيباً في تكهناته، لأن خورشيد باشا كان يتطلع إلى بسط السيطرة المصرية على البحرين، وهي خطوة شاقة تحتاج إلى سياسة حكيمة، وكفاية حربية دقيقة، ولكنه كان مصمماً على احتلالها لعدّة أسباب:
أولاً: مركزها الجغرافي الذي جعل منها ميناء للمنطقة التي احتلتها الجيوش المصرية في الحسا والقطيف، وترد إليها السفن من الهند والبصرة وعمان (فإدخالها تحت الحكم المصري يساعد على رواج التجارة المصرية ويبعث الحركة والنشاط في المنطقة المصرية على ساحل الخليج الفارسي)[22] .
ثانياً: أصبحت جزيرة البحرين مأوى أعداء الحكم المصري الذين فروا إليها تباعاً من الحسا ونجد، وهناك في البحرين يعملون على تدبير المؤامرات ضد الحكم المصري، فهناك يقيم عمر بن عفيصان حاكم الحسا السابق، ومحمد بن سيف العجاجي، حاكم القطيف السابق، وكثير من الزعماء الوهابيين، وجماعة من جنود فيصل بن تركي ممن تمكنوا من الفرار أثناء المواقع الحربية بين المصريين وفيصل[23] .
ثالثاً: يتوارد على البحرين عدد من طوائف البدو الذين منعهم خورشيد من دخول القرى في نجد والحسا، حتى يقدموا الجمال المطلوبة منهم للجيش المصري. وهؤلاء البدو اعتادوا أن يعرجوا على تلك القرى مرة في السنة لأخذ ما يحتاجون إليه من تمر وطعام ثم يعودون إلى الصحراء. فلما منعوا من دخلوا الحسا والقطيف وقرى المنطقة الشرقية، وجدوا بغيتهم في جزيرة البحرين يأخذون منها ما يحتاجون إليه، وأصبحوا في غنى عن تلك القرى، فلا يضطرون إلى تقديم الجمال المطلوبة لقوات محمد علي[24] .
وصل المندوب المصري محمد رفعت إلى ساحل الخليج لكي يدرس أحوال الموانئ الواقعة في تلك المنطقة ويمهد الطريق أمام القوات المصرية للتحرك نحو البحرين ي الوقت المناسب. ثم انتقل إلى البحرين لمفاوضة أميرها عباله بن أحمد آل خليفة بطريقة ودية للانضواء بطريقة أو بأخرى تحت لواء الحكم المصري.
وكان وصول المندوب المصري محمد رفعت في 7 مايو سنة 1839 إلى خور حسان على ساحل قطر حيث كان أمير البحرين عبدالله بن أحمد آل خليفة في انتظاره، وأرسل المندوب له قبطان السفينة يخطره بحضوره مندوباً عن خورشيد باشا للمفاوضة، فأرسل إليه أمير البحرين رسولاً لكي يرحب به، ويدعوه إلى الإقامة في القلعة التي يقيم فيها.
وكان الجو ملائماً للمفاوضة، فقد كان الأمير إذ ذاك حائراً بين سلطتين أخريين تحيطان به وتتبادلان اجتذابه ومحاولة الاتفاق معه، فشاه فارس (إيران) يدعوه إلى الانضمام إلى دولته، ويتعهد له بحمايته من القوات المصرية: التي وصلت إلى الخليج[25] ، ومن جهة أخرى اتصلت الحكومة البريطانية به ودعته إلى التخلي عن الاتصال بالمصريين وأخذت تعرض عليه عروضاً مغرية[26] . أضف إلى ذلك وصول مندوب آخر يمثل والي العراق العثماني يحذره باسم حكومة الباب العالي من الاستسلام لحكومة محمد علي.
أما الإنجليز الذين كانوا يراقبون حركات القوات المصرية في حذر وقلق، فكلفت حكومة الهند البريطانية مندوبها في بوشهر بالاتصال بأمير البحرين ليحثه على عدم الاستسلام لخورشيد باشا لو فكر في مهاجمته او الاتفاق معه، وأن يعده بحماية بريطانية له إذا هاجمه. ولفت نظره إلى أن (أي اتفاق بينه وبين المصريين يكون مخالفاً لما سبق الاتفاق عليه بينه وبين الحكومة البريطانية منذ سنين).
والواقع أن أمير البحرين عبداللَّه بن أحمد آل خليفة كان فعلاً يطمع في حماية الإنجليز له منذ أن استولت القوات المصرية على منطقة الحسا وأخذت تهاجم قلعة الدمام، لذلك أرسل قنصل بريطانيا في بوشهر يخبره بأن "المصريين أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من غزو البحرين، وأنهم يستطيعون بكل سهولة الاستيلاء عليها في ليلة واحدة". وأضاف إلى ذلك قوله: "فإن كان عندكم ما يعاوننا الآن، فأرسلوا مقداراً من الجند في سفنكم، وإن لم ترسلوا من يعاوننا فإننا مضطرون إلى الارتباط مع خورشيد باشا وفق قوانيننا وقواعدنا القديمة"[27] .
ويظهر أن القنصل الإنجليزي لم يكن مخولاً بإعطاء جواب قاطع في مسالة المساعدة العسكرية لأمير البحرين، ولذلك رأى الأخير أن يستقبل المندوب المصري محمد رفعت ويعقد معه اتفاقاً يصون به إمارته.
ومع أن أمير البحرين كان يخشى السيطرة المصرية على الجزيرة، إلا أنه لم يجد بداً من التسليم بالأمر الواقع، فهو يسمع أخباراً فيها كثير من المبالغة عن القوات المصرية النظامية المرابطة على ساحل الخليج، وهو في الوقت نفسه يخشى من ادعاء الفرس ملكية الجزيرة، وقد تؤدي مساعدتهم له إلى فرض سيطرتهم عليها، ثم إن الإنجليز يتراخون في مدّ يد المساعدة العسكرية ضد القوات المصرية.
لهذا كله قرر استقبال المندوب المصري محمد رفعت ومفاوضته، وقد أفصح للمندوب عما يجول بخاطره في مبدأ الأمر، عندما كانت الدعاية تصف القوات المصرية في نجد بالوحشية وتصورهم غزاة همجاً لا همّ لهم إلا السلب والنهب، وأنه تحقق بعد ذلك من كذب تلك الادعاءات. ولذلك فهو يرحب بالاتفاق مع حكومة محمد علي على الرغم من تهديد الإنجليز والفرس. ثم أضاف إلى ذلك قوله: "لقد رأينا تبعيتنا لكم مأمونة العاقبة بسبب معاملتكم لغيرنا بالإنصاف، ولاسيما أن العجم على مذهب الشيعة الروافض، والإنجليز على غير الملة الإسلامية"[28] .
ولكن قبل أن تبدأ المفاوضة طلب عهداً يؤمنه فيه خورشيد باشا باسم حكومة مصر على إمارته وأملاكه، وقد استصدر له المندوب المصري من خورشيد باشا العهد الآتي نصه:
"من خورشيد باشا سر عسكر نجد إلى جناب المكرم عبداللَّه بن أحمد آل خليفة: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته وبعد، الذي نعرفك به أننا أعطيناك أماناً من طرفنا أمان اللَّه وأمان أفندينا محمد علي باشا على أموالك وحلالك ورعيانك، وأن يكون أمر البحرين في يدك على الاتفاق والعهد الذي يصير بينك وبين محمد أفندي رفعت معاوننا ووكيلنا، ومن حيث أنه وكيل مفوض من طرفنا في ربط الأمر معك، فما اتفقت أنت وهو عليه وعاهدته عليه فهو ما عندنا، وعلى هذا عهد وميثاق، واللَّه على ما نقول وكيل"[29] .
وكان أمير البحرين في الوقت نفسه يخشى الخضوع للنفوذ المصري في عهد محمد علي، ولكنه كان يسمع أخباراً فيها كثير من المبالغة عن قوات خورشيد باشا المرابطة على ساحل الخليج، ولذلك عندما وصل المندوب المصري محمد رفعت استقبله بالرحب والسعة، وقبل أن يفتح باب المفاوضة معه "عن طيب خاطر". وبعد ذلك تمت المفاوضة ووقع الطرفان على الشروط التالية:
أولاً: يكون أمير البحرين عبداللَّه بن أحمد آل خليفة لمحمد علي ويقدم كافة المساعدات التي يطلبها منه محمد علي على قدر استطاعته.
ثانياً: يدفع أمير البحرين سنوياً لحكومة محمد علي زكاة البحرين وهي التي كان يدفعها من قبل لآل سعود.
ثالثاً: يستمر أمر البحرين في يد الأمير وليس لأحد غيره أن يتسلط على رعاياه في البحرين.
رابعاً: يقدم عبداللَّه بن أحمد أمير البحرين المراكب والسفن لحكومة محمد علي في حالة تسيير جيوش مصرية إلى أي جهة من مناطق الخليج.
خامساً: أن يسلم أمير البحرين إلى حكومة محمد علي كل من يهرب إلى بلاده من نجد أو توابعها، أومن أي بلد من البلاد التي دخلت تحت الحكم المصري، فإذا طلب إليه تسليم أي شخص من هؤلاء فعليه أن يسلمه في الحال أو تخليص ما عليه لمن كان هارباً من دفع ما عليه من خراج أو ما شابه ذلك.
سادساً: أن يقيم بالبحرين وكيل من طرف الحكومة المصرية يشرف على المصالح المصرية هناك.
سابعاً: ليس لأمير البحرين أن يأخذ عوائد من الغواصين الذين يصطادون اللؤلؤ من القطيف، وله أن يأخذ من غواصي البحرين فقط[30] .
وبعد أن تم الاتفاق ووقعه أمير البحرين ومحمد رفعت المندوب المصري، طلب الأمير أن تعفو حكومة مصر عن كبار النجديين الذين كانوا قد لجؤوا إلى البحرين أمثال عمر بن عفيصان حاكم الحسا الموالي للسعوديين، وغيره ممن فروا إليها أثناء العمليات الحربية التي قام بها خورشيد في المنطقة الشرقية. وقد قبل خورشيد باشا شفاعة عبداللَّه بن أحمد آل خليفة فيهم، وأرسل إليهم كتب الأمان. ورأى خورشيد أيضاً أن يظهر له حسن نية الحكومة المصرية نحوه، ويؤكد له أنها لم ترغب في زيادة الضريبة التي كان يدفعها لآل سعود ويزيل من ذهنه الخوف والرهبة من ناحية الإنجليز أو فارس أو سيد سعيد بن سلطان إمام مسقط وصديق بريطانيا، فكتب إليه يقول: "جاء في الاتفاق الذي تم بينكم وبين محمد أفندي أنكم ستدفعون ثلاثة آلاف ريال، وهو المبلغ الذي كنتم تدفعونه لتركي بن سعود، والذي نعرفكم به أن الدراهم إن قلّت وإن كثرت فلم يكن لها عندنا حساب ، والآن نحن لم نرد منكم زيادة عن الذي كان بينكم وبين تركي ولا مرامنا نأخذ منكم نقوداً خلاف ما يستوجبه الإصلاح وتمشية السبل والمساعدة على الأشغال، ونكون نحن وأنتم على حال واحدة تجاه العجم والإنجليز، فهم لا يتدخلون في الأمر الذي نحن فيهز وأما من جهة سعيد بن سلطان إمام مسقط فإنه من أسبق صديق لأفندينا ولي النعم، وإذا بلغه اتفاقنا معكم فلا يحط يده، وهذه الأمور لا تحملوا همّها"[31] .
والواقع أن خورشيد باشا قد غاب عنه أن الإنجليز قد هالهم ذلك الوجود الخطير للقوات المصرية على الخليج، واشتدّ قلقهم عندما علموا باستسلام أمير البحرين في اتفاقية تجعل لمصر السيطرة على تلك الجزيرة، وتخالف ما سبق الاتفاق عليه بينه وبين الإنجليز بدفع أي خطر عربي أو غير عربي على الجزيرة. ولم يكن اهتمام الإنجليز بالبحرين قاصراً بالنسبة لهم على أهميتها العسكرية والسياسية، بل أهميتها الاقتصادية أيضاً، لأن حكومة الهند البريطانية تهتم بتجارة اللؤلؤ[32] وبحركة الملاحة الإنجليزية في تلك الجهات، ومما ساعد قلق الإنجليز من حركات القوات المصرية على شواطئ الخليج أن المصريين منذ أن وصلوا إلى تلك الجهات في محاربتهم للدولة السعودية الثانية 1838 - 1839 أقامت حكومة مصر مندوباً سياسياً لها في الكويت، وكان أمير الكويت إذ ذاك هو الشيخ الصباح الذي كان على صلات طيبة بالحكومة البريطانية[33] .
ثم ازداد جزعهم عندما علموا بتحركات أخرى يقوم بها ريبت محمد (خالد بن سعود) الذي اصطفاه من بين أبناء سعود الصغار وأنشأه في مصر منذ صغره على طاعته والولاء له، ثم عينه أميراً على نجد وتابعاً لسياسته، وتركه يعمل تساعده بعض القوات المصرية، على استعادة حدود الدولة السعودية القديمة. واعتقد الإنجليز أن خالد بن سعود ما هو إلا آلة في يد محمد علي يحركه كيف شاء، ولذلك أخذوا يراقبون تحركاته وعلى الأخص عندما كلف خالد مساعده سعد بن مطلق بأن يحمل على الأراضي المجاورة لحدود عمان. ثم يبعث برسالة باسم خالد بن سعود يطالب إمام مسقط سيد سعيد بالمبلغ السنوي الذي كان يدفعه سنوياً من قبل لآل سعود[34] .
ومن الواضح الذي تؤكده الوثائق أن حكومة القاهرة لم تكن على علم سابق بتلك الخطوة التي كانت سبباً في زيادة قلق الإنجليز من جهة وإغضاب سلطان مسقط من جهة أخرى، ولم يكن يخفى على محمد علي مدى اهتمام الإنجليز بساحل عمان، وما عقدوه من قبل مع سيد سعيد من اتفاقات ومعاهدات، فما كادت شكوى الإمام تصل إلى محمد علي من تحركات خالد بن سعود ومندوبه سعد بن مطلق حتى كتب إلى أحمد باشا يكن محافظ مكة وحاكم الحجاز أن "يكتب إلى خالد بك بعدم المضي في كسر خاطر الإمام نظراً لما بينهما من المودة والحقوق". وان يكتب إلى إمام مسقط قائلاً له: "إن الخطاب الذي أرسله خالد يحمل على صغر سنه، وأنه كتب إليه بالكف عن ذلك"[35] .
وكان في ذلك ترضية كافية لسلطان مسقط. أما حكومة الهند البريطانية التي كانت تراقب حركات القوات المصرية على الخليج، فقد كان لها شأن آخر.. فمنذ تواجدت تلك القوات على سواحل الحسا والقطيف، وأصبحت المخابرات تترى بين حكومة الهند وقنصلها المقيم بإحدى جزر الخليج، وقنصل بريطانيا بالقاهرة الكولونيل كامبل واللورد بالمرستون وزير الخارجية البريطانية لاتخاذ الإجراءات الحاسمة لوقف الزحف المصري على سواحل الخليج الفارسي.
وكان اللورد بالمرستون يفضل أن تظل الطرق الموصلة إلى الهند تحت السيادة العثمانية الضعيفة لا أن تقع في يد القوات المصرية. أما وقد تزحزحت تركيا عن تلك المناطق، وتحطمت قواها تحت ضربات القوات المصرية في الشام والأناضول، فإن انتشار الجيوش المصرية النظامية في الجزيرة العربية، وتحكمها في شواطئ الخليج وشواطئ البحر الأحمر يؤدي إلى تدمير المصالح البريطانية في تلك المناطق الحساسة. ولا يسع الحكومة البريطانية أن تترك إمبراطورية مصرية عربية واسعة تمتد من جبال طوروس إلى أقاصي السودان، وتتحكم في الطريقين الهامين الموصلين إلى الهند.
وقد بدأ التدخل الإنجليزي يأخذ طابع التهديد منذ نوفمبر 1838 عندما كلف اللورد بالمرستون الكولونيل كامبل الممثل البريطاني في مصر بأن يستفسر من محمد علي رسمياً عن مدى تفكيره في مدّ سلطانه في مناطق الخليج الفارسي. وقام كامبل بمهمته، ثم أرسل إلى بالمرستون ينبئه أن الباشا قد أكّد أن ليس لديه أي تفكير في مد سلطانه على الخليج وأن ليس لديه أي نيّة لإتيان أي عمل يتعارض مع المصالح البريطانية.
والواقع أن هذا الجواب كان رداً دبلوماسياً ولا يمثل الحقيقة، فقد كانت تحركات القوات المصرية في الحسا والقطيف والاتصالات الدائرة بين قائد هذه القوات خورشيد باشا وأمير البحرين تبين بوضوح أن النية كانت متجهة إلى السيطرة على البحرين. وقد تأكدت هذه النية من تقارير ممثلي الهند البريطانية، بل وانتشرت الإشاعات التي بلغت أسماع الحكومة البريطانية في تقرير أرسله اللورد بونسنبي سفيرها في الآستانة، يقول فيه: إن تقدم القوات المصرية في الخليج يهدد ولاية بغداد ذاتها، لأن ظروف تلك الولاية تساعد على الاستيلاء عليها بسهولة حيث يستطيع محمد علي تحقيق حلمه في نهري دجلة والفرات والخليج الفارسي، مما يؤثر تأثيراً مباشراً على المصالح البريطانية في الهند، وهو -أي محمد علي- "يخفي أطماعه في ولاية العراق في الوقت الحاضر، ولذلك تتجه قواته نحو الجنوب في نجد. وقد استطاع أن يفرق بين السعوديين لتسود قوته في الجزيرة العربية بتعيينه أحد أمرائهم، خالد بن سعود، من قبله حاكماً على نجد".
لذلك كله رأى بالمرستون أن يبدأ بإنذار محمد علي، فكتب إلى كامبل يكلفه بمقابلته ويخبره "إن الأنباء التي تلقتها حكومة جلالة الملكة من بغداد تقول إن القوات المصرية على وشك تجاوز الجزيرة العربية من الحسا والقطيف بقصد الاستيلاء على جزيرة البحرين الواقعة على الخليج الفارسي، إني أطلب منك أن تسأل محمد علي إن كان هذا صحيحاً، وأن حكومة جلالة الملكة ترجو بل وتعتقد أنه لاعتبارات قوية يجب أن يبعد الباشا عن ذهنه أي اتجاه نحو تدعيم نفوذه في الخليج الفارسي، لأن هذه الخطة من جانبه -كما سبق لك أن بينت له- لن تنظر إليها الحكومة البريطانية بعدم المبالاة"[36] .
وفي الوقت نفسه يمم الكابت هنل، القنصل الإنجليزي المقيم في الخليج من جزيرة (خارك) شطر جزيرة البحرين في 5 يونيو 1839، حيث اجتمع بالأمير عبداللَّه أحمد آل خليفة، وسأله عن الأسباب التي جعلته يتعاقد مع المندوب المصري محمد رفعت ويقبل السيادة المصرية، ويدفع الأتاوة السنوية لمصر. فأجاب أمير البحرين بأنه تعاقد مع حكومة محمد علي لأسباب ثلاثة هي:
1- لقد تم استيلاء المصريين على الساحل العربي للخليج الفارسي المواجه لجزيرة البحرين وأنه لا غنى له عن ذلك الساحل.
2- ليست له مقدرة على عدائهم ولا الوقوف في وجوههم.
3- لم يقم المصريون بأي عمل يضر بمصالح البلاد التي حكموها. ثم أضاف قائلاً للكابتن هنل: "إن صرتم أصدقاء للمصريين فأنا تابع لهم وصديق لكم، وإن صارت بينكم وبينهم عداوة فأنتم وهم ملوك"[37] .
فأخذ المندوب الإنجليزي يشجعه على فسخ الاتفاق مع حكومة مصر، ووعده بأن يرسل إليه بعض الجنود البريطانيين يقيمون في قلعة البحرين للمحافظة عليها، ويضع سفينتين حربيتين أمام البحرين لحمايتها، وأن "يمنحه الحماية من طرف الحاكم العام في الهند، وألاّ يجبى منه زكاة ولا جمركاً وأن تبقى حكومة البحرين كما هي بيد آل خليفة"[38] .
ولما كان أمير البحرين قد سبق له أن طلب حماية الإنجليز ضد هجوم القوات المصرية، فقد ظن هنل أن باستطاعته أن يقنعه بقبول تلك الحماية، ولكن عبداللَّه آل خليفة رفضها هذه المرة قائلاً: "إني وإن كنت طلبت منكم الحماية من قبل، ولكني لم أقل إني أكون من جملة رعايا الإنجليز. وثانياً كان طلبي الحماية من خوفي من عسكر محمد علي باشا، أما اليوم فقد تصالحنا ولله الحمد مع خورشيد باشا وربطنا الصلح بشروط وإننا منذ القديم مشتركون مع أهل نجد جيراننا في التجارة فلا يمكن أيضاً أن نفترق عن مالنا وملكنا"[39] .
ولم يجد الكابتن هنل بداً من التهديد وحذره من التمادي في سياسة الاستسلام للمصريين، وأنه سوف يبلغ ردّه غير المرضى إلى الحاكم العام في الهند، ثم سلمه إنذاراً مكتوباًن جاء فيه أن اتفاقه مع المصريين "مخالف للقرار الكائن بين عبداللَّه بن أحمد وبين حضرة السركار من سنين مضت، وأن ذلك مخالف أيضاً للكتاب الصادر من طرف سعادة محمد علي باشا إلى أو منه إلى الحكومة الإنجليزية بأن عساكره لا تتعدى على بلاد العرب المتصلة بالخليج الفارسي"[40] .
وهكذا كانت السلطات البريطانية تعمل بكل ما وسعها من الجهد لمنع أمير البحرين من الرضوخ لمطالب خورشيد، ومنع امتداد السيطرة المصرية على البحرين. وكان على رسولهم الكابتن هنل أن يمارس الضغط عليه ليمنع الكارثة، ولا سيما أن خورشيد لن تصل إليه تعليمات محمد علي بشأن البحرين بعد الإنذار الإنجليزي، وفي وقت مناسب.. ولذلك فضل هنل أن ترسل إلى خورشيد صورة الاحتجاج الذي سلمه بالمرستون إلى محمد علي في نوفمبر 1839[41] .
وازداد نشاط الإنجليز في الخليج لمراقبة القوات المصرية، فإلى جانب المهمة التي كلف بها هنا أرسلت حكومة الهند البريطانية أحد القواد العظام وهو سير فلاردريك ميتلاند لإجراء اتصالات مكثفة مع مشايخ الخليج، بمساعدة المقيم البريطاني المساعد هناك، حيث رست سفينته الحربية خارج ميناء المنامة، وجاء على ظهر السفينة اثنان من أبناء أمير البحرين وأخبراه أن والدهم متغيّب في قطر. وفي 23 إبريل سنة 1839 جاءه الشيخ سلطان بن شخبوط أخو حاكم أبو ظبي وأكد له الصداقة الوطيدة التي تربط بين البحرين وأبو ظبي.
ثم شرع القائد الإنجليزي ميتلاند يتجول بسفينته على ساحل مشيخات الخليج حتى تلك المشيخات التي اشتهرت عند الإنجليز بأنها أوكار القرصنة، كالشارقة ورأس الخيمة. وأخبره شيخ القواسم سلطان بن صقر عندما قابله في رأس الخيمة بأنه قلق على مصيره، وأن عرب الخليج وحدهم لا يستطيعون وقف الزحف المصري الذي يتولاه القائد خورشيد باشا، وأنهم يتطلعون نحو بريطانيا لتحميهم. وأجابه ميتلاند أن وزير الخارجية البريطاني بالمرستون قد أنذر محمد علي بأن يرفع يده عن الخليج. ثم أردف يقول لسلطان بن صقر أن باستطاعة قبائل القواسم البحرية مقاومة خورشيد باشا إذا وجهوا جهودهم ضد القوات المصرية. ولكن سلطان بن صقر أوضح للقائد الإنجليزي أنه يشك في إمكان تحقيق هذا الاتحاد إلا إذا انضمت إليهم قوات بريطانية.
ومن جهة أخرى واصل الكابتن هنل مهمته في تتبع تقدم القوات المصرية في مناطق الخليج وتحري ما كان يسمع عنه من وجود عدد من عملاء المصريين كما كان يسميهم، ونشاطهم في الساحل العربي من الخليج.. فأرسل مبعوثين من قبله إلى الكويت، والبصرة، والشارقة، ورأس الخيمة، وقد تعمد أن يحمل رسوله كليف خطاباً منه موجهاً إلى خورشيد باشا لتسلميه إلى أمير الكويت جابر بن عبداللَّه راجياً منه إرساله إلى خورشيد. وقد تعمد هنل أن يرسل ذلك الخطاب مفتوحاً ليطلع عليه أمير الكويت ويدرك من خلاله أن الحكومة البريطانية ماضية في منع خورشيد باشا من التقدم بعد الحسا[42] نحو إمارات الخليج، وفي الوقت نفسه أعطيت الأوامر لجميع السفن الحربية التي كانت تنتشر في مياه الخليج بأن تكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما يصل إليها من تعليمات.
وانزعجت الحكومة البريطانية مما وصل إليها من أنباء، وأرسل بالمرستون يستوضح الأمر من كامبل قنصل بريطانيا في مصر، وأن عليه أن "ينذر محمد علي بأن بالحكومة البريطانية لا تسمح أبداً بتأسيس قوة بحرية أو حربية على سواحل الخليج الفارسي، وأنه لو دأب على المضي في مثل هذه المشروعات فإن بريطانيا سوف تجرده من أي موقع يحاول إقامته على الخليج"[43] .
ولم تكن إنجلترا في ذلك الوقت تراقب تقدم القوات المصرية في مناطق الخليج فحسب، بل إن موظيفها كانوا يتابعون تحركات جيشين مصريين آخرين: أحدهما كان يعمل في منطقة عسير وسواحل البحر الأحمر بقيادة أحمد باشا يكن، والثاني، وهو الأخطر، قد نجح في اكتساح اليمن بقيادة إبراهيم بشا يكن، الذي اتخذ من مدينة تعز اليمنية قاعدة له، ومن هناك بدأت المفاوضات مع إمام اليمن عبداللَّه الناصر، للانضواء تحت لواء الحكم المصري، مما عجل باحتلال الإنجليز لميناء عدن في يناير سنة 1839[44] .
وانهالت الإنذارات البريطانية على خورشيد باشا مهددة باستعمال القوة ضد القوات المصرية. وتلقى محمد علي عدة إنذارات من الحكومة البريطانية تنص على وجوب الانسحاب الكامل للقوات المصرية من مناطق الخليج. واعتقد الإنجليز أنهم إنما يسابقون الزمن لطرد تلك القوات، فقد وصلتهم أبناء هزيمة الجيوش التركية أمام زحف قوات إبراهيم باشا نحو الآستانة، وإبحار الأسطول التركي إلى الإسكندرية وإعلان استسلامه لحكومة محمد علي. وإن تلك الأنباء تسربت إلى المشايخ من حكام إمارات الخليج، وفي الوقت نفسه كان المقيم الإنجليزي في الشارقة قد استولى خطابات أرسلها خورشيد باشا إلى سلطان بن صقر تفيد بان خورشيد أرسل إلى الشارقة رسولاً من قبله اسمه سعد بن مطلق للدعاية والعمل على بسط النفوذ المصري على منطقة الساحل الذي يسميه الإنجليز: ساحل القراصنة، وأن سفينة مصرية محملة بالذخائر وصلت إلى القطيف لتسليمها إلى خورشيد باشا[45] .
* * * *
وفي يونية 1839 تغير الموقف في الخليج رأساً على عقب، وانهارت آمال خورشيد باشا في إتمام مشروعاته في الخليج، ومشروعه في محاولة غزو العراق[46] نتيجة الإنذارات الشديدة اللهجة التي تلقاها محمد علي من الحكومة البريطانية. ثم تأزمت الأمور، وتطور الصراع بين محمد علي والسلطان العثماني إلى أزمة دولية كبرى، بعد اندحار الجيش التركي أمام القوات المصرية في معركة "نزيب" وتدفق القوات المصرية في طريقها إلى الآستانة.
وإدراك محمد علي أنه قادم على حرب خطيرة تتحالف عليه فيها خمس دول أوروبية كبرى، وأدرك أن مضطر لسحب قواته لا من الخليج فحسب، بل من سائر الأنحاء التي سيطر عليها في الجزيرة العربية كلها، فكتب إلى قائده خورشيد يقول رداً على رسائله الحماسية: "إن الوقت ليس وقت المصلحة التي تصورها وآمل فيها، وأن أساس مهمته في الوقت الحاضر أن يهيئ السبيل لسحب قواته، تاركاً البلاد لخالد بن سعود، بشرط أن يترك له عدداً من الجند يكفونه، ثم بعد ذلك يتوجه بقواته إلى مصرن ويغلق باب المصروفات التي فتحت لمشروعاته"[47
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 14:35
قبل ان تمجد محمد علي وابنه ابراهيم اريد ان اطرح عليك عدة اسئله 1- ماذا نعلم عن تحالف محمد علي مع الفرسيين؟ 2-من ماذا كانت تتكون فرق جيش محمد علي وابنه بالتبني(ابراهيم)؟ 3-ماذا تعلم عن المجازر والسلب والنهب الذي قام بها ابرهيم في نجد بما في ذلك سبي النساء؟ 4-هل تقارن جيش محمدعلي المجهز باحدث المدافع والبنادق الحديثه في ذلك الوقت مع قوات السعوديين او كماتسميهم وهابيين التي لاتمتلك مدفع واحد وسلاح الرماح والسيوف ومع ذلك هزموا قوات محمد علي في اكثر من معركه وابادوا حلمة طوسون باشا وا كما يسميه اهل نجد طليمس 5- هل تقارن مصر ذات العدد السكاني الكثير والخيرات الوفيره وكثرة صناعتها بدوله شحيحة الموارد قليلة العدد نجد 6- كم سنه استمرت محاولات الباشا في القضاء علي الوهابيين كما تسميهم؟ اخيرا انصحك بالابتعاد عن المواضيع التي تفرق ولاتجمع واعلم ان مافعله ابراهيم باشا لم يعمله الكافر حتي انا طبيبه الفرنسي ومستشاره انتحر بعدما ري المجازر التي ارتكبها ابراهيم كما احرق كثير من مكتبات الدرعيه وحرم الناس من الانتفاع بها
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 15:24
ابومعاويه كتب:
قبل ان تمجد محمد علي وابنه ابراهيم اريد ان اطرح عليك عدة اسئله 1- ماذا نعلم عن تحالف محمد علي مع الفرسيين؟ تحالف استراتيجى حيث انه استفاد من الخبراء الفرنسينن فى صناعة النهضة المصرية
مهاتير محمد عند اراد صنع نهضة ماليزيا استوحاه من محمد علة
هل تعلم عن ان الفرنسيين هم من دمرو اسطوله فى نفاريين
2-من ماذا كانت تتكون فرق جيش محمد علي وابنه بالتبني(ابراهيم)؟
فى البداية كانت تتكون من الألبان والأرنوط ولكنهم تمردوا عليه وحملة طوسون كانت البانية وتركية
فاشار عليه سليمان باشا بتجنيد المصريين جند المصريين
جيش محمد على كان مصرى كامل
الجيش الذى دخل الدرعية كان صعيدى
بعد تجنيد المصريين دمروا الدرعية تماما
تدمير العساكر المصرية للدرعية
الدولة المصرية فى عهده
3-ماذا تعلم عن المجازر والسلب والنهب الذي قام بها ابرهيم في نجد بما في ذلك سبي النساء؟ استباحها كما فعل هولاكوا ببغداد ولكن ابراهيم باشا بعثه بعد فشل طوسون بسسب ان طوسون كان محترم من اعداء مصر فى هذا الووقت 4-هل تقارن جيش محمدعلي المجهز باحدث المدافع والبنادق الحديثه في ذلك الوقت مع قوات السعوديين او كماتسميهم وهابيين التي لاتمتلك مدفع واحد وسلاح الرماح والسيوف ومع ذلك هزموا قوات محمد علي في اكثر من معركه وابادوا حلمة طوسون باشا وا كما يسميه اهل نجد طليمس 5- هل تقارن مصر ذات العدد السكاني الكثير والخيرات الوفيره وكثرة صناعتها بدوله شحيحة الموارد قليلة العدد نجد 6- كم سنه استمرت محاولات الباشا في القضاء علي الوهابيين كما تسميهم؟ اخيرا انصحك بالابتعاد عن المواضيع التي تفرق ولاتجمع واعلم ان مافعله ابراهيم باشا لم يعمله الكافر حتي انا طبيبه الفرنسي ومستشاره انتحر بعدما ري المجازر التي ارتكبها ابراهيم كما احرق كثير من مكتبات الدرعيه وحرم الناس من الانتفاع بها
الجيش المصرى فى عهد محمد على هزم روسيا واليونان وفتح عكا الذى استعصت على نابليون ودمر الدرعية
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 15:28
حرب الموره :
فى عام 1820 ثارت اليونان ضد الحكم العثمانى ، فلجأ الباب العالى الى اقوى ولاته محمد على باشا ، يستعين بجيشه على قمع الفتنة باليونان ، وكان السلطان قد ارسل اليها عام 1822 جيشا بقيادة خورشيد باشا لم ينل غير الهزيمة .
وفى عام 1823 عين السلطان محمد على واليا على جزيرة كريت مع ولايته على مصر واصدر اليه اوامره بأخماد ثورتها ، فأخضعها ابراهيم باشا واحتلتها الجنود المصرية ، وفى عام 1824 عين محمد على واليا على بلاد الموره لأخضاعها ، وفى منتصف يوليه من العام المذكور اقلع الاسطول المصرى من الاسكندرية بقيادة الاميرالاى اسماعيل وكان مجموع سفنه 63 ، واستأجر 36 سفينة لنقل العدد والذخيرة ، وكان عدد القوات البرية 17000 من المشاة ، و 700 من الخيالة واربع بطاريات مدفعية ومدافع اخرى للقلاع وللجبال ، وكانت هذه القوات كلها تحت قيادة البطل ابراهيم باشا .
تقابل الاسطولان المصرى والعثمانى فى جزيرة ( رودس ) واتجها الى بلاد المورة ونزلت الجيوش قرب قلعة ( متون ) فتقهقر اليونانيون الذين كانوا يحاصرونها .
وتقدم الجيشان المصرى والعثمانى فى داخل البلاد وخضعت معظم بلاد الموره وكانت اهم معارك هذه الحرب الاستيلاء على ( تريبولترا ) و ( مسيولونجى ) التى قاومت رشيد باشا مدة طويلة حتى اسقطها ابراهيم باشا ، اما اثينا فقد فتحت ابوابها بعد مقاومة عنيفة عام 1827 ، وقد بلغت خسائر الجيش المصرى فى حصار ( مسيولونجى ) وحدها ستة الاف قتيل ، اما الاتراك فقد خسروا عشرين الفا مع ذلك فقد خضعت اليونان للجيوش المنتصرة .
ولكن سرعان ماأتخذ الموقف شكلا جديدا فقد تدخلت الدول الاوروبية لنقض النتائج الفعلية التى ربحها المنتصر بعد ان رأت تلك الدول ان النتيجة المباشرة لذلك النصر ستجعل شرق البحر الابيض المتوسط بحيرة مصرية دعامتها جزيرة كريت التى يرفرف عليها العلم المصرى برجالة الذين يأتون اليها من القاهرة ، وستكون لتلك الجزيرة اهمية استراتيجية تربط سواحل الاسكندرية وسواحل اليونان الجنوبية بعد ان تؤول حكومتها الى ابراهيم باشا .
فأتفقت الدول الثلاث انجلترا وفرنسا وروسيا على ارسال اسطول بقيادة الاميرال كورنجتون لأيقاف التقدم المصرى العثمانى المشترك .
وتمكن كورنجتون من ابرام هدنة مع ابراهيم باشا كانت فى مصلحة اليونان وفى الوقت ذاته كانت تدور مفاوضات الصلح بين هذا القائد والسلطان لمنح اليونان استقلالها الداخلى .
فى تلك الاثناء تمكنت بعض سفن الدول المذكورة من دخول ميناء ( نفارين ) وكان راسيا فيها الاسطول المصرى العثمانى .
وفى اليوم التالى اخبر ابراهيم باشا كورنجتون ان احد الثوار اليونانيين يهاجم بقواته ( برتاس ) وانه مضطر الى تخليصها من ايديهم ، فلم يقبل كورنجتون ان يبارح ابراهيم خليج نفارين ولو انه استطاع الافلات ببعض سفنه تاركا معظم سفن الاسطول بالميناء .
نفارين :
اصدر ( كورنجتون ) اوامره لأسطول الحلفاء بالدخول فى الخليج استعدادا للتحكك بالاسطول المصرى ، وتصادف ان اقتربت احدى السفن التركية من احدى البوارج الانجليزية ، فأرسلت هذه زورقها تأمرها بالابتعاد ، فجاوبتها بتصويب نيرانها الشديدة عليه فنشب القتال فى الحال بين الفريقين ، واستمر حوالى ثلاث ساعات دمر اثنائها الاسطول المصرى العثمانى .
ولم تختتم معركة نفارين عند هذا الموقف ، فقد ظهر كورنجتون عند الاسكندرية وانذر محمد على باشا بتخريب الميناء اذا لم يخل ابراهيم المورة .
كان ابراهيم باشا منهمكا فى تهدئة داخلية المورة فأصبح بعد ( نفارين ) كما كان نابليون فى مصر بعد معركة ابو قير البحرية .
وفى ذلك الوقت تخابرت انجلترا وفرنسا مع محمد على بواسطة قنصليهما فى مصر ، واتفقا معه فى 3 اغسطس سنة 1828 على سحب جيوشة واخلاء شبه جزيرة المورة ، فأمر الباشا ابنه بالجلاء .
وفى اكتوبر سنة 1828 اخلى ابراهيم باشا اليونان واحتلها الفرنسيون ، واعترفت الدولة العثمانية بأستقلال اليونان عقب حرب انتصرت فيها روسيا على العثمانيين بموجب معاهدة ادرنة فى 14 سبتمبر 1828 .
وكانت خسائر مصر فى اليونان فادحة فقد بلغت القوات التى جردتها لهذه الحرب اثنين واربعين الفا خسرت منهم ثلاثين الفا ، وبلغت نفقات الحملة 775 الفا من الجنيهات ، وفقدت ايضا اسطولها الناشىء ، ولم تنل مصر من مساعدتها للدولة العلية سوى ان محمد على باشا ضم اليه جزيرة كريت التى كافأه بها السلطان محمود .
ولكن مما نزاع فيه ان هذه الحرب قد اكسبت مصر منزلة معنوية كبيرة لأنها كانت اول حرب اوروبية خاض الجيش المصرى غمارها وبرهن فيها على كفاءته ، واثبت انه يضارع ارقى الجيوش الاوروبية فى ميادين القتال ، فلا غرو ان ارتفع شأن مصر ونال جيشها شهرة عالية بين الجيوش الاوروبية فى ذلك الحين .
وكان من نتائج الحرب اليونانية ان اخذت مصر تكتسب مركزا دوليا ، فأن الدول الاوروبية قد فاوضت محمد على رأسا دون وساطة تركيا ، فكسبت بالفعل مركزا ممتازا بين الدول ، وهذا ماحدا محمد على ان يعمل على تنفيذ فكرة الاستقلال عن تركيا ويطمح فى الاستقلال عن تركيا ويطمح الى الانفصال عنها وتحقيق استقلال مصر .
حروب الشام :
فكرة طالما كانت تختلج فى نفس عاهل مصر الاعظم محمد على باشا الكبير منذ سنة 1810 الا وهى ضم سوريا الى مصر ، وكان يأمل ان يصل الى حكمها بموافقة السلطان فى تركيا ، فقد سبق ان وعده السلطان بالتنازل له عن بعض الولايات تعويضا له عما خسر من مال ورجال فى شبه جزيرة العرب وفى رودس وقبرص وكريت وبلاد المورة وفى السودان ، الا ان السلطان لم يف بما وعد .
فأعتزم محمد على ان يناله بحد السيف ، وسرعان مانشبت حرب شعواء بين القوات المصرية والتركية بدأت مرحلتها الاولى فى اكتوبر عام 1831 وانتهت فى ديسمبر سنة 1832 ، حيث عاد السلام يرفرف على الدولتين مدى سبعة اعوام الى ان تجددت الحرب ثانية فى عام 1839 .
بدأت حروب الشام بأن ارسل محمد على الى ( عبد الله باشا الجزار ) والى عكا يأمره برد المزارعين المصريين الذين هاجروا الى الشام فرارا من الضرائب ، فأبى بحجة انهم من رعايا السلطان ولهم الحرية التامة فى ان يعيشوا فى اى جهة من املاك الدولة .
وكان لمحمد على فى ذمة عبد الله باشا دينا ، فطالبه به فرفض ايضا ، فكتب محمد على الى والى عكا مهددا بأنه سيرسل ابنه ابراهيم ليستخلص من المال والرجال ( وزيادة واحد ) ( يقصد بالواحد الزيادة عبد الله نفسه ) ، ولما شكا محمد على الى السلطان من تصرفات والى عكا لم ينصفه .
وازاء ذلك لم يجد محمد على مندوحة من ان ينال بالقوة مالم ينله بمنطق الحق ، فتحرك الجيش المصرى فى 31 اكتوبر سنة 1831 تحت امرة كوجوك ابراهيم ( ابن اخت محمد على ) وكان مؤلفا من 30 الف جندى مزودين بكثير من مدافع الميدان والحصار ، وسار الجيش فى ذات الطريق الذى اتبعه نابليون عندما غزا فلسطين وهو طريق العريش ومنها الى خان يونس ثم الى غزة ومنها الى يافا .
وفى 2 نوفمبر سنة 1831 تحرك الاسطول المصرى حاملا جزءا من الجيش وكميات كبيرة من المؤن والذخائر الحربية .
ولقد اقل الاسطول ايضا ابراهيم باشا واركان حربه وسليمان الفرنساوى الى يافا .
وفى 8 نوفمبر سنة 1831 دخل المصريون يافا ، وفى 13 نوفمبر احتلوا حيفا ، وفيها وفد اليهم زعماء قبائل عرب نابلس وطبرية والقدس وقدموا الطاعة .
حصار عكا :
ثم بدا المصريون حصار ( عكا ) ذلك الحصن الذى عجز نابليون عن اقتحامه وارتد عنه خائبا ، وفى اثناء ذلك اراد السلطان اثارة الرأى العام ضد محمد على ، فألف مجلسا كان متفى الاستانه من اعضائه ، واعلن فى 23 ابريل سنة 1831 تمرد محمد على وعزله وتعيين حسين باشا سردارا وواليا على مصر بدلا من محمد على ، الا ان قرار التمرد والعزل لم يثن محمد على عن عزمه فواصل القتال بعزم وبأس .
وفى 5 ابريل سنة 1831 دخل المصريون طرابلس وكانوا من قبل احتلوا صور وصيدا وبيروت وكانت كلها داخلة فى ولاية عبد الله .
وكانت اول موقعة بين المصريين والاتراك عند قرية الزراعة ( جنوبى حمص ) ، فألتقى الاتراك بقيادة عثمان باشا بالمصريين فدارت الدائرة على الاتراك وطاردهم المصريون حتى دفعوا بهم الى نهر العاصى حيث غرق عدد عظيم منهم .
ثم شدد المصريون الحصار على عكا وامطروها وابلا من القنابل وكانت حاميتها تتألف من 6 الاف مقاتل يقودهم ضباط اوروبيون .
وكان سورها منيعا فقاومت مقاومة عظيمة ولكن نتيجة ذلك ان دك السور واقتحمه المصريون واستولوا على القلعة بعد قتال مروع ، واسروا عبد الله والى عكا نفسه بعد ان دافع عنها دفاع الابطال ، وقد ارسله ابراهيم باشا الى مصر فأقام فى جزيرة الروضة ذليلا حتى 22 ديسمبر سنة 1833 .
وبذلك انتهى حصار عكا بتسليمها للجيش المصرى بعد ان استمر ستة اشهر ، وقد تكبد كل من الفريقين خسائر فادحة بلغت فى الجيش المصرى 4500 قتيل وخسرت الحامية 5600 قتيل ، وقد بلغ عدد القنابل التى القاها المصريون على عكا 50.000 وعدد القذائف 203.000 ، على ان هذا الفتح كان له دوى عظم تجاوب فى الخافقين ، لأن عكا هذه قد امتنع من قبل على نابليون من نيف وثلاثين سنة ، وعجز عن فتحها ، فأنتصار ابراهيم باشا فى فتحها هو صفحة مجد وفخار للجيش المصرى .
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 15:29
فتح دمشق :
بعد ان استتب الامر لأبراهيم باشا فى عكا واعاد ترميم قلاعها وتحصينها اراح جنودة ورتب اموره كى يمضى شمالا قاصدا فتح دمشق ، فغادر عكا يوم 9 يونيه سنة 1832 فى جيش مؤلف من 18.000 مقاتل ، وعند اقترابه من دمشق اشتبك مع القوات التركية خارج المدينة وهزمها وفر والى الشام بجنودة ، ولقد رحب اهل دمشق بأبرايم باشا ، فدخلها يوم 16 يونيه ، واقام بها ثمانية عشر يوما رتب فيها الادارة على نظام جديد .
موقعة حمص ( 8 يوليه 1832 ) :
استولى الفزع على الباب العالى بعد ان علم بسقوط عكا ، وكان يظن انها سترد محمد على خائبا كما ردت نابليون من قبله ، فلما واجهته الحقائق خشى على مركزه ان يتزعزع امام انتصارات المصريين وكان قد اعلن الحرب على محمد على وابنه فى 23 ابريل سنة 1832 ابان حصار عكا وحشد جيشا كبيرا بقيادة حسين باشا مؤلفا من 60 الف مقاتل ، واعد اسطولا من 25 سفينة للاقلاع من الدردنيل ومحاربة الاسطول المصرى ، تقدم جيش حسين باشا ببطء والتقى بالمصريين فى 8 يوليه سنة 1832 عند ( حمص ) ولم يلبث ان هزم الاتراك شر هزيمة وبلغت خسائرهم 2000 قتيل و 2500 جريح ، وغنم المصريين كميات عظيمة من المؤونه والذخائر وعشرين مدفعا ، ولم تتجاوز خسارة المصريين 260 من القتلى والجرحى ، وقد دلت هذه المعركة على حسن تدريب الجيش المصرى وتفوق قادته فى ادارة رحى القتال ، وفى 10 يوليه سنة 1832 استولى المصريون على ( حماه ) .
موقعة بيلان ( 30 يوليه 1832 ) :
بعد هزيمة الجيش العثمانى فى حمص ارتد شمالا نحو ( حلب ) لأتخاذها قاعدة لعملياته ضد الجيش المصرى ، وفى خلال ذلك تقدم ابراهيم باشا نحو حلب فأنسحب حسين باشا شمالا الى مضيق ( بيلان ) جنوبى الاسكندرونة وهو احد مافتيح سوريا من الجهة الشمالية وحصن فيها مواقعة تحصينا منيعا وساعدتة طبيعة الارض على ذلك .
وفى 14 يولية سنة 1832 دخل الجيش المصرى حلب واسر حاميتها البالغ عددها الف جندى ومكث بها بضعة ايام استراح فيها من عناء التقدم ثم واصل ابراهيم باشا زحفه حتى صار على مقربة من الاتراك فى ( بيلان ) .
وبعد ان قام ابراهيم باشا بالاستكشاف اللازم لتقرير الخطة التى يتبعها اتضح له ان مواقع القوات التركية منيعة وانه لاسبيل الى مهاجمتها هجوما اماميا بل الاصوب ان يقوم بحركة التفاف حول ميسرة الجيش التركى .
وفى صباح 29 يولية سنة 1832 بدأ ابراهيم باشا فى تنفيذ خطته وقاد بنفسه القوات التى كلفت بالقيام بحركة الالتفاف على الجانب الايسر للاتراك واستمر المصريون فى زحفهم شرقا الى ان اجتازوا مواقع الجناح الايسر للاتراك فهاجموه من الامام والجنب هجوما شديدا لم تصمد له القوات التركية فأرتدت للشمال وتعقبتها القوات المصرية ، وبأنسحاب ميسرة الاتراك ووصول المصريين فى تقدمهم الى طريق بيلان نفسه تحرج مركز قلب الجيش العثمانى ، فلم تلبث جموعه امام هجوم المصريين ولاذوا بالفرار وتخلوا عن مواقعهم وتشتتوا فى الجبال .
واصاب الجناح الايمن للاتراك مثل مااصاب قلبهم وبذلك احتلت القوات المصرية الخط التركى بأكمله وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى انهزاما تاما بعد قتال دام ثلاث ساعات فقد فيه الاتراك 2500 بين قتيل وجريح و 2000 اسير وغنم المصريون 25 مدفعا وكثيرا من الذخائر ، وفى اليوم التالى اى فى 30 يوليه سنة 1832 دخل المصريون ( بيلان ) .
واحتلت القوات المصرية بعد ذلك الاسكندرونة وتقدمت الفرسان سائرة حذاء الساحل واحتلت بياس واستسلمت ايضا انطاقية واللاذقية والسويدية ، وبهذا تم لمحمد على فتح سوريا من اولها الى اخرها .
زحف الجيش المصرى فى الاناضول :
اجتاز الجيش المصرى حدود سوريا الشمالية بعد معركة بيلان ودخل ولاية ( ادنه ) حيث احتل ادنه وطرسوس واخذ ابراهيم باشا يوطد مركزه وينظم الولايات التى فتحها قبل ان يزحف بجيشه متقدما ، فحشد قواته فى مدينة ( ادنه ) واتخذها قاعدة لزحفه على الاناضول وارسل بعضا من قواته فأحتلت اورفا وعينتاب ومرعش وقيصرية .
لم تهن عزيمة السلطان امام الهزائم المتتالية التى حاقت بجيوشة ، بل لقد اعد جيشا اخر بقيادة ( محمد رشيد باشا ) وكان هذا الجيش مكونا من 53 الف مقاتل هم خليط من اجناس السلطنة العثمانية لاتربطهم رابطة ولاتجمعهم غاية .
وتقدم رشيد باشا بجيشه هذا فى بطاح الاناضول ليوقف زحف الجيش المصرى وكان ابراهيم باشا قد ارسل قواته لأحتلال مضيق ( كولك ) من مضايق طوروس ، وقد تمكنت هذه القوات من احتلال ذلك المضيق ، وبذلك ذللت اكبر عقبة تعترض تقدم الجيش المصرى فى زحفه على الاناضول .
واستمرت القوات المصرية فى تقدمها فهزمت الاتراك فى اولو قشلاق وهرقله ، وبذلك فتح امامها الطريق فمضت فى زحفها حتى بلغت ( قونية ) التى اخلاها الاتراك من غير قتال ، فأتخذها ابراهيم باشا قاعدة لعملياته واخذ يتأهب لملاقاة الجيش التركى .
معركة قونيه ( 21 ديسمبر سنة 1832 ) :
فى صبيحة يوم 20 ديسمبر وصلت الجيوش التركية بقيادة رشيد باشا الى قونية واخذ كل من القائدين العمل على توزيع قواته للقتال .
وفى اليوم التالى ( يوم المعركة ) خيم ضباب كثيف على ميدان القتال ، فحال دون استكشاف كل من القائدين لمواقع الاخر ، على ان ابراهيم باشا كان يمتاز على رشيد باشا بأنه قد الم بطبيعة الارض التى دار فيها القتال الماما تاما ودرب جنوده على العمليات بينما كان الاتراك يعملون على غير هدى .
وهاجم ابراهيم باشا ميسرة الجيش التركى هجوما شديدا بمعاونة نيران المدفعية ، فلم تصمد القوات التركية لشدة هذا الهجوم ، وانسحبت متقهقرة شمالا فى غير نظام ، ثم تابع المصريون تقدمهم وتوسطوا ميدان المعركة حيث واجهوا القوات التركية التى اقتحمت الميدان فأحاط بهم المصريون من كل جانب ، واصلوهم نبيران مدفعيتهم فأضطروا للاستسلام .
ولما نمى الى رشيد باشا ان ميسرته قد وقع فيها الاضطراب والفشل ، اراد ان يلم شعثها فأسرع بنفسه الى حيث مواقع الجند ، ولكنه لم يفز بطائل لأنه ضل الطريق بسبب كثافة الضباب فوقع فى ايدى الجند المصريين الذين قادوه اسيرا الى ابراهيم باشا .
وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى بعد قتال دام سبع ساعات ، ولم تزد خسارة المصريين عن 262 قتيلا و 530 جريحا ، اما الجيش التركى فقد اسر قائده ونحو 5000 من رجالة من بينهم عدد كبير من الضباط والقواد ، وقتل من جنوده 3000 ، وغنم المصريون 46 مدفعا وعددا كبيرا من البيارق .
ولقد كانت معركة قونيه من المعارك الفاصلة فى حروب مصر لانها فتحت امام الجيش المصرى طريق الاستانة ، اذ اصبح على مسيرة ستة ايام من البسفور ، وكان الطريق خاليا لايعترضه فيه جيش ولامعقل .
ولقد استرعت انتصارات الجيش المصرى انظار الدول الاوروبية ، وصارت مصر قبلة انظارها ، اذ كان مناط امال تلك الدول اقناع محمد على باشا بتسوية الخلاف مع تركيا حتى لايؤدى تدخل روسيا الى ازمة اوربية قد تنتهى بتحكيم السيف ، ومن اجل ذلك اوفدت الدول الاوروبية رسلها للتفاهم مع محمد على باشا من كل صوب .
احتلال كوتاهيه ومغنسيا :
وفى غضون ذلك تقدم ابراهيم باشا بجيشه فأحتل كوتاهيه وصار على خمسين فرسخا من الاستانه ، ثم ارسل كتيبة من جنوده احتلت مغنسيا بالقرب من ازمير ، وبعث رسوله الى ازمير ليقيم الحكم المصرى بها ، ولكن سفير فرنسا تدخل فى الامر ورجاه عدم احتلال ازمير حتى لاتتخذها روسيا ذريعة للتدخل ، فأجابه ابراهيم باشا الى طلبه .
اتفاق كوتاهيه ( 8 ابريل 1833 ) :
ولقد بذلت فرنسا جهودها لحسم الخلاف بين محمد على باشا وتركيا وبعد مفاوضات دامت اربعة ايام تم الاتفاق على الصلح فى 8 ابريل سنة 1833 ، وهو المعروف بأتفاق كوتاهيه ، ويقضى بأن يتخلى السلطان لمحمد على باشا عن سوريا واقليم ادنه مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز مقابل ان يجلوا الجيش المصرى عن باقى بلاد الاناضول .
وبذلك انتهت الحرب السورية الاولى بتوسيع نطاق الدولة المصرية وبسط نفوذها على سوريا وادنه وتأييد سلطتها على كريت وشبه جزيرة العرب .
موقعة نصيبين ( 24 يونيه سنة 1839 ) :
وفى يناير سنة 1839 عقد الباب العالى مجلسا حربيا قرر فيه اعداد حملة من ثمانين الف جندى بقيادة ( حافظ باشا ) ، فلما كمل تجهيزها وتعبئتها وتوزيعها بدأت القوات الامامية منها تتحرش بالمواقع المصرية واحتلت ستين قرية وراء ( عينتاب ) .
لم يطق محمد على صبرا على هذا الحال ، فأذاع منشورا ارسله لجميع الدول اعلن فيه رغبته عن الحرب وعن عدم اقدامه على عمل عدائى ورغبته فى الاستقلال .
ولكن لما تفاقم الخطب خول محمد على ابنه ابراهيم فى يونيه سنة 1839 الحق المطلق فى ان يبدأ الحرب او يحافظ على السلم حسبما تقتضى الظروف ، فرأى الا مندوحة من الحرب ، وكان الجيش التركى مؤلفا يومئذ من 38 الف جندى بقيادة فريق من الضباط الالمان وعلى رأسهم القائد الشهير ( فون مولتك ) ، اما الجيش المصرى فكان عدده اربعين الف جندى موحدين فى القيادة وممتازين فى التدريب .
وفى 20 يونيه سنة 1839 تحرك الجيش المصرى نحو قرية ( مزار ) فأحتلها وانسحبت منها الحامية التركية واتجهت لتلحق بمعسكر الجيش التركى فى نصيبين .
وفى اليوم التالى قام ابراهيم باشا على رأس قوة صغيرة لأستكشاف مواقع الاتراك فى نصيبين ومناوشتها ، وكان معسكر الاتراك منيعا جدا ولايمكن مهاجمته من الجناحين او بالمواجهة ، فعول على القيام بحركة التفاف للوصول الى خلف المواقع التركية ليضطر المدافعين الى مغادرة المواقع المحصنه الى اخرى ضعيفة غير محصنة ، وفى فجر يوم 22 يونيه عاد ابراهيم باشا بقواته الاولى التى ناوش بها الاتراك وعبر نهر ( مزار ) الى الضفة اليمنى وسار شرقا بموازاة النهر ، فتوهم الاتراك انهم قهروا عدوهم الذى بدأ يتقهقر .
واستطاع ابراهيم باشا بسهولة تنفيذ خطته التى اتمها بسرعة ، واجتاز نهر ( هاركون ) ، ومر خلف مواقع حافظ باشا واضطره الى مغادرة مراكزه الحصينة فى ( نصيبين ) وتغيير وجهة جيشه ، وانقضى نهار 23 يونيه بينما كان يتأهب الجيش الى اللقاء فى اليوم التالى .
وفى فجر اليوم الرابع والعشرين اتخذ الجيشان مواقعهما ، وفى الساعة الثامنه صباحا بدأت المعركة بنيران المدفعية من الجانبين ثم ابتدأ القتال ولم يستطع الاتراك صد الهجوم المصرى القوى ، فلجأوا الى الفرار تاركين اسلحتهم وذخيرتهم واحتل المصريون مواقعهم واستولوا على جميع مهامتهم ومن بينها حوالى عشرين الف بندقية ومائة واربعين مدفعا بذخيرتها ، وبلغت خسائر الاتراك نحو اربعة الاف وخمسمائة قتيل وجريح واسر منهم مابين اثنى عشر الف وخمسة عشر الف رجل ، وترك الجيش العثمانى خزينته وبها نحو ستة ملايين فرنك ومضاربه بأكملها ، اما خسائر الجيش المصرى فبلغت نحو ثلاث الاف بين قتيل وجريح .
وفى اول يوليه سنة 1839 توفى السلطان محمود قبلما يبلغه خبر هزيمة جيشه فى ( نصيبين ) فمات فى الوقت الملائم .
تدخل الدول الاوربية :
ولقد سبب انتصار الجيش المصرى فى هذه المعركة تدخل الدول الاوربية التى سرعان ماعقدت معاهدة ( لندره ) ، بين انجلترا وروسيا والنمسا وبروسيا وتركيا فى 15 يوليه سنة 1840 ، وكانت هذه المعاهدة سببا فى بدء دسائس كثيرة سببت اخلاء الجيش المصرى لسوريا فى ديسمبر سنة 1840
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 16:21
قوات محمد علي باشا افسدت في ارض الجزيرة وطغت وتجبرت فهم عملوا مقارنة بسيطة فانغروا بقوة جيشهم ولكن كان اكبر مثال على كسر شرفهم وغرورهم من قبل قبائل الجزيرة عندما اراد قائد حامية عنيزة ان يفرض اتاوة على قبيلة مطير وان تقدم له الخدم فاحضر احد شيوخ مطير لمجلسه واخبره بنواياه فطلب منه مهلة ثلاثة ايام لينفذ طلبه ولما غاد لقومه واخبرهم بالرحيل في اتجاه الشمال ولما علم قائد الحامية برحيلهم جهز حملة لضربهم فلما علمت مطير بتحرك الحملة اسرعوا في السير في المناطق قليلة المياه وكلما مروا على بئر وشربوا منه دفنوا البئر حتى وصلوا بالمنطقة المسماة حاليا بأم الجماجم وتمركزوا فيها بانتظار الحملة المصرية ولما وصلت اليهم الحملة كانت في أشد حالات الانهاك ودارت المعركة وافنيت الحملة المصرية عن بكرة ابيها ولم يعد منهم المخبر وسميت المنطقة بام الجماجم لكثرة قتلى المصريين وهذا مثال بسيط على ماحدث لهم على ايدي ابناء قبائل الجزيرة فلا ياتي احد ويصف محمد علي وابنائه خدام الغرب بالابطال
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 16:28
الطلاحبي كتب:
قوات محمد علي باشا افسدت في ارض الجزيرة وطغت وتجبرت فهم عملوا مقارنة بسيطة فانغروا بقوة جيشهم ولكن كان اكبر مثال على كسر شرفهم وغرورهم من قبل قبائل الجزيرة عندما اراد قائد حامية عنيزة ان يفرض اتاوة على قبيلة مطير وان تقدم له الخدم فاحضر احد شيوخ مطير لمجلسه واخبره بنواياه فطلب منه مهلة ثلاثة ايام لينفذ طلبه ولما غاد لقومه واخبرهم بالرحيل في اتجاه الشمال ولما علم قائد الحامية برحيلهم جهز حملة لضربهم فلما علمت مطير بتحرك الحملة اسرعوا في السير في المناطق قليلة المياه وكلما مروا على بئر وشربوا منه دفنوا البئر حتى وصلوا بالمنطقة المسماة حاليا بأم الجماجم وتمركزوا فيها بانتظار الحملة المصرية ولما وصلت اليهم الحملة كانت في أشد حالات الانهاك ودارت المعركة وافنيت الحملة المصرية عن بكرة ابيها ولم يعد منهم المخبر وسميت المنطقة بام الجماجم لكثرة قتلى المصريين وهذا مثال بسيط على ماحدث لهم على ايدي ابناء قبائل الجزيرة فلا ياتي احد ويصف محمد علي وابنائه خدام الغرب بالابطال
اى خرب فيها خسائر من الطرفين
الغرب هو من اراد تدمير محمد على الذى كسر غرور روسيا وانجلتلا فتحالفو ضده لكن فى النهاية انتصر ابراهيم باشا البطل ومحمد على الذى قمع اليونانيين
الدليل
اعدام ميت
لـــواء
الـبلد : المزاج : ربى الله .... وليس امريكا التسجيل : 05/03/2011عدد المساهمات : 3727معدل النشاط : 3221التقييم : 167الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 16:40
الفرعون تحتمس /
لا افهم طريقتك فى سرد المواضيع
على طريقة / وهابيين .. وما الى ذلك !!
هل تريد صنع فتنة فى المنتدى ؟
اعلم ان مصر دولة اسلامية ( نظرا لحكم الاغلبية )
وانها دولة عربية ولا تنفصل عن محيطها و دينها
ولا تحاول وضع اسفين بيننا وبين اخواننا العرب
و ان المصريون عرب بل انها احد روافد العرق العربى
عبر هاجر المصرية .
ارجو منك ان تراجع طريقة سردك لمواضيعك واسلوبك وأدواتك اللغوية
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 17:02
الاخ الفرعون تحتمس في اكثر من موضوع تشير الى الوجود المصري في الخليج ثم الامبراطورية المصرية والامبراطورية الفارسية وحب الشعب الايراني الى مصر والمصريين والان محمد على كأنك تبحث عن شيء معين كأثارة الفتنة ... تذكر ان المنتدى اسمة الجيش العربي ..... اما عن مصر عرب او غير عرب اتفضل اليك الرد على امل ان تستوعبة جيدا ...
الحقيقة عمالقة قوم عاد كانوا مصريين وهم البناة الحقيقيون للأهرام
هدفهم وأد الحقيقة، حقيقة عملقة البشرية في الماضي لأن الرسول أنبأ أن آدم طوله 40 متر في السماء ولا يزال الخلق ينقص من بعد حتى الآن وابن عباس أخبر أن عمره يفوق 100.000 عام وورد في القرآن الكريم أقوى حضارة له وهي حضارة قوم عاد التي كان مركزها مصر فإن لم يعرفوا، فالتشويه والتزييف ودس الباطل على الحق حتى يختلط الأمر علينا ونتوه ولكن .. ** وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة : 42] ** يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } [آل عمران : 71] ** لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } [الأنفال : 8] ** وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } [الإسراء : 81] ** وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً } [الكهف : 56] ** بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [الأنبياء : 18] ** قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } [سبأ : 49] ** كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } [غافر : 5] ** لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت : 42] وصف لكتاب الله عز وجل ** أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [الشورى : 24] ** ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ } [محمد : 3]
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 17:15
1- رفع عمر بلدنا العزيز والحبيب مصر الغالية كنانة الله في أرضه من 7.000 عام فقط إلى 70.000 عام، وذلك هو عمرها الحقيقي الذي يريدون إخفاءه، حيث يؤمن اليهود بأن ظهور آدم كان منذ 7.000 عام فقط، فكيف تكون هنالك حضارة توافق الروايات الإسلامية التي توضح بأن ظهور آدم كان منذ 100.000 عام !؟ ( أفهمتم أول خيط للعبة الكبرى ؟ )
2- ورود ذكر قوم عاد بالقرآن وعدم ورود ذكر لهم بالتوراة والإنجيل، لذا يستميتون لطمس حقيقة وجود تلك الحضارة تاريخيا للاستمرار في الإدعاء بأن القرآن كتاب أساطير، وهذا البحث يثبت صدق القرآن وبالتالي إمامته للتوراة والإنجيل. ( أءدركتم أن الحرب دينية في الأساس ؟ )
3- تثبيت ملكية الأهرام للمصريين بما لا يدع أدنى مجال للشك ( لأن ثبوت بناء عمالقة من قوم عاد طول الواحد منهم 15 مترا للأهرام يفسر سبب تصاميم ومكونات تلك الأهرام والمعابد ذات الصخور العملاقة وقدرتهم على التعامل بها وسبب النوافذ العالية بالمعابد ... إلخ. وسيدحضد تماما ادعاء اليهود بأنهم استطاعوا تشييد الأهرام حيث لا مقارنة نهائيا )
4- كشف نوعية جديدة من بعض عملاء اليهود في مصر الذين يلقنوننا ما يأمرهم بهم أسيادهم من اليهود ويغسلون عقولنا منذ الصغر بأن الفراعنة هم البناة ( كيف بنوها ؟ لا ندري .. )
أردت أن أبدء بتوضيح أهداف نشر هذا البحث في المقدمة مباشرة حتى تتضح مدى فائدته لمصر
ترى عزيزي القارئ ما هو مكسب مصر عندما يعلم العالم بأن مصر سبعين ألف سنة حضارة وليست سبعة آلاف فقط ؟ وأنها احتضنت أول وأعظم حضارة في التاريخ حقا، وأن أهلها كانوا عمالقة ارتفاع الواحد منهم يناهز 15 متراً في السماء
وفي الطبعات السابقة، كنت أتمنى نقدا علميا وموضوعيا للبحث من هيئة الآثار، إلا أنني فوجئت بوابل من السباب والشتائم والتجريح في شخص الباحث من بعض الصحفيين المدفوعين من هيئة الآثار !! والذين تم غسل عقولهم وعقولنا منذ الصغر بأن كل من يتجرأ على الفراعنة هو عميل وصهيوني !! وبدون أدنى معيار لعدل أو حق لم يتح لي نشر ردي بصورة مماثلة، وكل ما وجدته هو تساؤلهم من أكون مقارنة بأساتذة ودكاترة هيئة الآثار العظام والكبار ؟ ( رغم أنهم لم يفسروا لنا العديد من الألغاز الدائمة في سر المباني العملاقة المتميزة في مصر )
ولو تفكر هؤلاء الصحفيون قليلا ومنحوني حقي في الرد لوجدوا أنه لو صح بحثي لكان في صالح مصر تماما برفع عمرها إلى 70.000 عام، ولو لم يصدق بحثي لما خسرت مصر شيئا، واستشهد هنا بقول مؤمن آل فرعون { وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ، وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ... } غافر : 28
في الدول الأخرى يكذبون ويزورون في تاريخهم لرفع عمر بلادهم، وفي مصر عندما ينشر أحد ابناءها أن عمرها الحقيقي أقدم من 7.000 عام يرفضون ! عجباً
أما كون البحث يكشف أحد مهازل الفراعنة الذين ادعوا الألوهية وهم من نعتتهم جميع الكتب السماوية فلا ضرر في ذلك، فمصر لا تنتسب للفراعنة، بل هم الذين ينتسبون لها، ومصر لا تتشرف بالفراعنة، بل هم الذي يتشرفون بها، ومصر منهم براء
ملاحظة هامة للغاية:
عزيز القارئ، عندما تجد أي مقال في أي مطبوعة ينتقدني بدون رد مني مجاور تماما فاعلم أنهم غير عادلين ويريدون طمس الحقيقة، وتأكد عندئذ أن هذا البحث على حق، وإلا لمنحوني حق الرد في ذات المقال بنفس المساحة ( وليس بعده في سطرين في صفحة داخلية، هذا إن فعلوا، وإن صدقوا وكانوا مخلصين لبلدهم )
لقد كان لي تجارب سابقة أن أعلنت الحق، فإذا بهم يشتمون ويسبون ويسفهون ؟ ويتسائلون من وابن من هذا ؟ ويستهزئون هو كل من هب ودب حيفتي ؟ من يكون مقارنة بعلماء الآثار الكبار ؟
رغم أن علماء الآثار الكبار هؤلاء فشلوا في إقناعنا بنظرياتهم المتعددة والمتضاربة
وفي الولايات المتحدة برع توماس أديسون كأعظم مخترع في العالم ( 1.093 اختراع ) رغم نشأته كبائع جرائد، فلا سخروا منه ولا تهكموا عليه، لأن الأصل في البحث وليس في الباحث، وهي عادتنا منذ القدم كما استنكر كفار قريش الرسالة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } الزخرف : 31
المؤمن لابد أن يتمسك بالحق ويعلن عنه، ولكنه سيقابل العديد من الأذى ممن يفضلون الباطل، فعليه أن يتمسك بالصبر
محمد سمير عطا ..................................................
سؤال دائم
بداية، ما هو سر الجدل الدائم والعميق حول حقيقة بناة الأهرام والمعابد والمسلات المصرية بالذات دونا عن غيرها من آثار العالم أجمع ؟ من هم ؟ متى بنوها ؟ لماذا أقاموها ؟ والسؤال الأهم من كل ما سبق هو كيف شيدوها ؟
فلماذا الجدل حول الآثار المصرية فقط وبالذات دوناً عن آثار العالم أجمع ؟
لو المسألة مجرد الحقد على مصر والطمع فيها فالدول الاستعمارية استعمرت ونهبت جميع دول العالم، والمسألة أن انتشار المباني المذهلة شديدة العملقة بمصر وتسيدها لجميع المباني العملاقة بالعالم يشد النظر إليها حيث يتسائل جميع مهندسي العالم ( كيف تم تشييدها ؟ )
لقد ذكر لي أحد علماء أوربا في ألمانيا وهو دكتور مهندس في مجال صواريخ الفضاء ( أعلى مستوى من الثقافة العالمية ومن أنبغ من قابلت في حياتي على الإطلاق ) عندما وجهت له سؤالا حول رأيه في الأهرام فرد قائلا: ذلك هو اللغز الهندسي الحقيقي الأوحد على وجه الأرض، لقد وصلنا المريخ، وغصنا في أعماق المحيطات، واستخدمنا الميكروبات، واستعملنا الذرة ووو، سور الصين العظيم بناه الملايين وكل ما يحتاجه هو عمال كثيرون، برج بيزا المائل سيقع بعد فترة، لكننا لا نفهم كيف يمكن لأهل الماضي أن يبنوا مثل تلك الأهرام ذات الصخور العملاقة التي لا يستطيعون التعامل بها سواء تشذيب أو نقل أو رفع !!
حجم الحجر المستخدم في تشييد تلك المباني يصل في بعض الأحيان إلى عشرات الأمتار المكعبة !!
العدد التقريبي لحجارة الهرم الأكبر وحده هو 2.3 مليون صخرة !! ولضخامة العدد، لو تم استخدام صخور الهرم الأكبر وحده لبنت سور يحيط بالعالم بارتفاع 30 سنتيمتر، أو يحيط بكامل فرنسا بارتفاع 3 أمتار، أو بحدود مصر حاليا بارتفاع 1.5 متر
متوسط وزن الحجر بالهرم الأكبر هو 2.5 طن ( ألفين وخمسمائة كيلوجرام !! )
سقف الحجرة الرئيسية بالهرم الأكبر ( والتي يزعمونو أنها تخص خوفو ) يقدر وزنه ما بين 15 حتى 35 طن !!
أثقل حجر هو رأس أبو الهول المنحوت من صخرة واحدة ويقدر وزنه بألف طن ( مليون كيلوجرام ) !!!! وهو يحتاج لسبعة طائرات جامبو لتحريكه !!
المسافات بين موقع تقطيع الحجارة وأماكن التشييد تبدأ من 35 كيلومتر بالمعادي ووصلت في بعض الأحيان إلى 650 كيلومتر من أسوان !!
ارتفاع البناء وصل إلى 163 متر !!
فهل يعقل أن كل ذلك تم بدون أية أجهزة متقدمة أو آلات تكنولوجية أو معدات متفوقة، وإنما كما يزعم علماء المصريات بالحبال والثيران والعمالة اليدوية للفراعنة الذين يماثلونا في الحجم !! ( لو كانوا هم حقا البناة ) والأغلبية تريح نفسها عناء التفكر في ذلك اللغز القابع أمامنا جميعا، فالبعض يرى أن الفراعنة كانوا معجزين !! والبعض الآخر يتساهل ويزعم أنه ربما كان لديهم آلات وأجهزة وأدوات أخفوها ولا ندري عنها شيئا !! والأكثرية تريح نفسها وتقر بألا دخل لها !! وكأن الموضوع بسيط وغير هام، رغم أنه آية أمامنا ولغز حقيقي من وراءه دلائل عديدة هامة
من هنا نفهم أن المباني المصرية هي لغز بكل ما تعنيه الكلمة، ومعجزة بكل المقاييس، أما باقي الأعاجيب السبع كما يطلقون عليها فلا تعدو كونها عملا رائعا ولكن ليس معجزا، فسور الصين العظيم مبني من حجارة صغيرة وأعجوبته فقط في احتياجه لعدد كبير من البشر وهو ما يتوفر في الصين على مر الزمان، ولكنه لا يرقى لكونه إعجازا لا يمكن محاكاته من جديد، أما برج بيزا المائل في إيطاليا فهو نتاج فشل مهندسيهم، وسيقع في يوم من الأيام وأعجوبته في أنه لم يقع سريعا وإنما استهلك وقتا كبيرا ليس إلا، فتلك عجيبة ولكنها ليست معجزة، وهكذا ... أما الهرم الأكبر فلا يمكن محاكاته حتى ولو بأحدث الأجهزة التقنية المتوفرة اليوم !! لذلك فهو معجز بكل المقاييس.
هل الوازع الديني للفراعنة ( إن كانوا هم البناة ) يمكنهم من البناء ؟
بمعنى لو افترضنا أن الوازع الديني للفراعنة يحثهم على السفر للقمر فهل يستطيعون ؟
وهل البناء سواء تم بالحب والرضا كما يزعم علماء هيئة الآثار المصرية أو بالسخرة كما يزعم اليهود كفيل برفع حجارة تصل أوزانها بالأطنان ؟؟
إن هذا الحجر المعجز بالنسبة لنا لم يكن إلا طوبة بالنسبة لقوم عاد، أما بالنسبة للفراعنة ذوي الأحجام المماثلة لنا فهو مستحيل تماما، خاصة أنه لم يكن لديهم من أدوات وأجهزة ومعدات ما يمكنهم حتى من تقطيع الحجارة، فما بالنا بشطفها ونقلها ورفعها ! وحيث أن الفراعنة لم يدعوا أنهم بناة الأهرام وبالتالي لم يصفوا أي وصف لكيفية البناء، فبرز كل مدعي ليزعم طريقة البناء ويطرح نظرية من خياله، وتعددت نظرياتهم التي لا تفلح للتطبيق العملي إلا في أفلام الكرتون للأطفال، ولو كان الفراعنة هم بناة الأهرام فلم تكن لتتعدد النظريات وإنما كان هنالك علم يقيني واحد فقط .................................................
موضوع: رد: الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 18:10
باسم المصري كتب:
1- رفع عمر بلدنا العزيز والحبيب مصر الغالية كنانة الله في أرضه من 7.000 عام فقط إلى 70.000 عام، وذلك هو عمرها الحقيقي الذي يريدون إخفاءه، حيث يؤمن اليهود بأن ظهور آدم كان منذ 7.000 عام فقط، فكيف تكون هنالك حضارة توافق الروايات الإسلامية التي توضح بأن ظهور آدم كان منذ 100.000 عام !؟ ( أفهمتم أول خيط للعبة الكبرى ؟ )
2- ورود ذكر قوم عاد بالقرآن وعدم ورود ذكر لهم بالتوراة والإنجيل، لذا يستميتون لطمس حقيقة وجود تلك الحضارة تاريخيا للاستمرار في الإدعاء بأن القرآن كتاب أساطير، وهذا البحث يثبت صدق القرآن وبالتالي إمامته للتوراة والإنجيل. ( أءدركتم أن الحرب دينية في الأساس ؟ )
3- تثبيت ملكية الأهرام للمصريين بما لا يدع أدنى مجال للشك ( لأن ثبوت بناء عمالقة من قوم عاد طول الواحد منهم 15 مترا للأهرام يفسر سبب تصاميم ومكونات تلك الأهرام والمعابد ذات الصخور العملاقة وقدرتهم على التعامل بها وسبب النوافذ العالية بالمعابد ... إلخ. وسيدحضد تماما ادعاء اليهود بأنهم استطاعوا تشييد الأهرام حيث لا مقارنة نهائيا )
4- كشف نوعية جديدة من بعض عملاء اليهود في مصر الذين يلقنوننا ما يأمرهم بهم أسيادهم من اليهود ويغسلون عقولنا منذ الصغر بأن الفراعنة هم البناة ( كيف بنوها ؟ لا ندري .. )
أردت أن أبدء بتوضيح أهداف نشر هذا البحث في المقدمة مباشرة حتى تتضح مدى فائدته لمصر
ترى عزيزي القارئ ما هو مكسب مصر عندما يعلم العالم بأن مصر سبعين ألف سنة حضارة وليست سبعة آلاف فقط ؟ وأنها احتضنت أول وأعظم حضارة في التاريخ حقا، وأن أهلها كانوا عمالقة ارتفاع الواحد منهم يناهز 15 متراً في السماء
وفي الطبعات السابقة، كنت أتمنى نقدا علميا وموضوعيا للبحث من هيئة الآثار، إلا أنني فوجئت بوابل من السباب والشتائم والتجريح في شخص الباحث من بعض الصحفيين المدفوعين من هيئة الآثار !! والذين تم غسل عقولهم وعقولنا منذ الصغر بأن كل من يتجرأ على الفراعنة هو عميل وصهيوني !! وبدون أدنى معيار لعدل أو حق لم يتح لي نشر ردي بصورة مماثلة، وكل ما وجدته هو تساؤلهم من أكون مقارنة بأساتذة ودكاترة هيئة الآثار العظام والكبار ؟ ( رغم أنهم لم يفسروا لنا العديد من الألغاز الدائمة في سر المباني العملاقة المتميزة في مصر )
ولو تفكر هؤلاء الصحفيون قليلا ومنحوني حقي في الرد لوجدوا أنه لو صح بحثي لكان في صالح مصر تماما برفع عمرها إلى 70.000 عام، ولو لم يصدق بحثي لما خسرت مصر شيئا، واستشهد هنا بقول مؤمن آل فرعون { وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ، وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ... } غافر : 28
في الدول الأخرى يكذبون ويزورون في تاريخهم لرفع عمر بلادهم، وفي مصر عندما ينشر أحد ابناءها أن عمرها الحقيقي أقدم من 7.000 عام يرفضون ! عجباً
أما كون البحث يكشف أحد مهازل الفراعنة الذين ادعوا الألوهية وهم من نعتتهم جميع الكتب السماوية فلا ضرر في ذلك، فمصر لا تنتسب للفراعنة، بل هم الذين ينتسبون لها، ومصر لا تتشرف بالفراعنة، بل هم الذي يتشرفون بها، ومصر منهم براء
ملاحظة هامة للغاية:
عزيز القارئ، عندما تجد أي مقال في أي مطبوعة ينتقدني بدون رد مني مجاور تماما فاعلم أنهم غير عادلين ويريدون طمس الحقيقة، وتأكد عندئذ أن هذا البحث على حق، وإلا لمنحوني حق الرد في ذات المقال بنفس المساحة ( وليس بعده في سطرين في صفحة داخلية، هذا إن فعلوا، وإن صدقوا وكانوا مخلصين لبلدهم )
لقد كان لي تجارب سابقة أن أعلنت الحق، فإذا بهم يشتمون ويسبون ويسفهون ؟ ويتسائلون من وابن من هذا ؟ ويستهزئون هو كل من هب ودب حيفتي ؟ من يكون مقارنة بعلماء الآثار الكبار ؟
رغم أن علماء الآثار الكبار هؤلاء فشلوا في إقناعنا بنظرياتهم المتعددة والمتضاربة
وفي الولايات المتحدة برع توماس أديسون كأعظم مخترع في العالم ( 1.093 اختراع ) رغم نشأته كبائع جرائد، فلا سخروا منه ولا تهكموا عليه، لأن الأصل في البحث وليس في الباحث، وهي عادتنا منذ القدم كما استنكر كفار قريش الرسالة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } الزخرف : 31
المؤمن لابد أن يتمسك بالحق ويعلن عنه، ولكنه سيقابل العديد من الأذى ممن يفضلون الباطل، فعليه أن يتمسك بالصبر
محمد سمير عطا ..................................................
سؤال دائم
بداية، ما هو سر الجدل الدائم والعميق حول حقيقة بناة الأهرام والمعابد والمسلات المصرية بالذات دونا عن غيرها من آثار العالم أجمع ؟ من هم ؟ متى بنوها ؟ لماذا أقاموها ؟ والسؤال الأهم من كل ما سبق هو كيف شيدوها ؟
فلماذا الجدل حول الآثار المصرية فقط وبالذات دوناً عن آثار العالم أجمع ؟
لو المسألة مجرد الحقد على مصر والطمع فيها فالدول الاستعمارية استعمرت ونهبت جميع دول العالم، والمسألة أن انتشار المباني المذهلة شديدة العملقة بمصر وتسيدها لجميع المباني العملاقة بالعالم يشد النظر إليها حيث يتسائل جميع مهندسي العالم ( كيف تم تشييدها ؟ )
لقد ذكر لي أحد علماء أوربا في ألمانيا وهو دكتور مهندس في مجال صواريخ الفضاء ( أعلى مستوى من الثقافة العالمية ومن أنبغ من قابلت في حياتي على الإطلاق ) عندما وجهت له سؤالا حول رأيه في الأهرام فرد قائلا: ذلك هو اللغز الهندسي الحقيقي الأوحد على وجه الأرض، لقد وصلنا المريخ، وغصنا في أعماق المحيطات، واستخدمنا الميكروبات، واستعملنا الذرة ووو، سور الصين العظيم بناه الملايين وكل ما يحتاجه هو عمال كثيرون، برج بيزا المائل سيقع بعد فترة، لكننا لا نفهم كيف يمكن لأهل الماضي أن يبنوا مثل تلك الأهرام ذات الصخور العملاقة التي لا يستطيعون التعامل بها سواء تشذيب أو نقل أو رفع !!
حجم الحجر المستخدم في تشييد تلك المباني يصل في بعض الأحيان إلى عشرات الأمتار المكعبة !!
العدد التقريبي لحجارة الهرم الأكبر وحده هو 2.3 مليون صخرة !! ولضخامة العدد، لو تم استخدام صخور الهرم الأكبر وحده لبنت سور يحيط بالعالم بارتفاع 30 سنتيمتر، أو يحيط بكامل فرنسا بارتفاع 3 أمتار، أو بحدود مصر حاليا بارتفاع 1.5 متر
متوسط وزن الحجر بالهرم الأكبر هو 2.5 طن ( ألفين وخمسمائة كيلوجرام !! )
سقف الحجرة الرئيسية بالهرم الأكبر ( والتي يزعمونو أنها تخص خوفو ) يقدر وزنه ما بين 15 حتى 35 طن !!
أثقل حجر هو رأس أبو الهول المنحوت من صخرة واحدة ويقدر وزنه بألف طن ( مليون كيلوجرام ) !!!! وهو يحتاج لسبعة طائرات جامبو لتحريكه !!
المسافات بين موقع تقطيع الحجارة وأماكن التشييد تبدأ من 35 كيلومتر بالمعادي ووصلت في بعض الأحيان إلى 650 كيلومتر من أسوان !!
ارتفاع البناء وصل إلى 163 متر !!
فهل يعقل أن كل ذلك تم بدون أية أجهزة متقدمة أو آلات تكنولوجية أو معدات متفوقة، وإنما كما يزعم علماء المصريات بالحبال والثيران والعمالة اليدوية للفراعنة الذين يماثلونا في الحجم !! ( لو كانوا هم حقا البناة ) والأغلبية تريح نفسها عناء التفكر في ذلك اللغز القابع أمامنا جميعا، فالبعض يرى أن الفراعنة كانوا معجزين !! والبعض الآخر يتساهل ويزعم أنه ربما كان لديهم آلات وأجهزة وأدوات أخفوها ولا ندري عنها شيئا !! والأكثرية تريح نفسها وتقر بألا دخل لها !! وكأن الموضوع بسيط وغير هام، رغم أنه آية أمامنا ولغز حقيقي من وراءه دلائل عديدة هامة
من هنا نفهم أن المباني المصرية هي لغز بكل ما تعنيه الكلمة، ومعجزة بكل المقاييس، أما باقي الأعاجيب السبع كما يطلقون عليها فلا تعدو كونها عملا رائعا ولكن ليس معجزا، فسور الصين العظيم مبني من حجارة صغيرة وأعجوبته فقط في احتياجه لعدد كبير من البشر وهو ما يتوفر في الصين على مر الزمان، ولكنه لا يرقى لكونه إعجازا لا يمكن محاكاته من جديد، أما برج بيزا المائل في إيطاليا فهو نتاج فشل مهندسيهم، وسيقع في يوم من الأيام وأعجوبته في أنه لم يقع سريعا وإنما استهلك وقتا كبيرا ليس إلا، فتلك عجيبة ولكنها ليست معجزة، وهكذا ... أما الهرم الأكبر فلا يمكن محاكاته حتى ولو بأحدث الأجهزة التقنية المتوفرة اليوم !! لذلك فهو معجز بكل المقاييس.
هل الوازع الديني للفراعنة ( إن كانوا هم البناة ) يمكنهم من البناء ؟
بمعنى لو افترضنا أن الوازع الديني للفراعنة يحثهم على السفر للقمر فهل يستطيعون ؟
وهل البناء سواء تم بالحب والرضا كما يزعم علماء هيئة الآثار المصرية أو بالسخرة كما يزعم اليهود كفيل برفع حجارة تصل أوزانها بالأطنان ؟؟
إن هذا الحجر المعجز بالنسبة لنا لم يكن إلا طوبة بالنسبة لقوم عاد، أما بالنسبة للفراعنة ذوي الأحجام المماثلة لنا فهو مستحيل تماما، خاصة أنه لم يكن لديهم من أدوات وأجهزة ومعدات ما يمكنهم حتى من تقطيع الحجارة، فما بالنا بشطفها ونقلها ورفعها ! وحيث أن الفراعنة لم يدعوا أنهم بناة الأهرام وبالتالي لم يصفوا أي وصف لكيفية البناء، فبرز كل مدعي ليزعم طريقة البناء ويطرح نظرية من خياله، وتعددت نظرياتهم التي لا تفلح للتطبيق العملي إلا في أفلام الكرتون للأطفال، ولو كان الفراعنة هم بناة الأهرام فلم تكن لتتعدد النظريات وإنما كان هنالك علم يقيني واحد فقط .................................................
كلام انا ضيعت وقتى لما قراته
الوجود المصري في الخليج العربي في عهد محمد علي، وأثره في السياسة البريطانية (1819 - 1840