أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 30التسجيل : 08/12/2011عدد المساهمات : 416معدل النشاط : 539التقييم : 12الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: اسكات العدو الإثنين 6 فبراير 2012 - 16:02
قبل عقود ثار في الأوساط العسكرية جدل كبير وحاد حول تفضيل الطائرات المسيرة (بدون طيار) في الأعمال القتالية التي تقوم بها على الطائرات المأهولة التي يقودها طيارون بشريون، وقد انتهى ذلك الجدل الآن بعد أن ثبت أن الطائرات المسيرة تتمتع بميزات استراتيجية، وتعبوية، واقتصادية، بشكل جعلها تتفوق على الطائرات القتالية المأهولة، ومن أهم هذه الميزات الحفاظ على أطقم الطيارين من الإصابة أو الأسر، خاصة أثناء الحروب، وكذلك قدرتها على البقاء في الجو لفترات زمنية طويلة تصل إلى عدة أيام، وقدرتها على تنفيذ المهام التي تحتاج إلى مناورة الأحمال العالية، إضافة إلى صعوبة رصد الطائرات المسيرة على شاشات الرادار لصغر حجمها، ونوعية المواد الداخلة في تصنيعها، ما يقلل من بصمتها الحرارية والصوتية.
قد مكنت التقنيات الحديثة ومشاريع التطوير المستمرة للطائرات المسيرة من تزويدها بأجهزة استطلاع صغيرة الحجم بجميع أنواعها بشكل صار يتيح للطائرة المسيرة تجميع الصور الرادارية، والكهروبصرية الاصطناعية، والفوق الحمراء، ومن ثم إرسال تلك المعلومات منسقة عن طريق الأقمار الصناعية إلى القواعد والقوات الصديقة خلال ثوان قليلة، إضافة إلى تطوير محركات ذات أداء عال منها المحركات الكهربائية التي تستعمل النضائد والخلايا الشمسية، ما يجعلها قادرة على تخزين الطاقة الكهربائية الكافية للطيران خلال ساعات الظلام، ما يمكن الطائرات المسيرة من الطيران على ارتفاعات شاهقة خلال الظلام، ولفترات زمنية طويلة تستمر لأسابيع. وهكذا يمكن القول إنه بات من المتعارف عليه عسكريا في توصيف الطائرات القتالية المسيرة أنها نظام تسليح يجمع بين مواصفات الصواريخ الجوالة، وطائرات القتال التقليدية المأهولة، أو بعبارة أخرى هي حل وسط بين الاثنين، فالصواريخ الجوالة تستعمل مرّة واحدة رغم تكلفتها العالية، والطائرة القتالية المأهولة طويلة العمر نسبيا، ولكن استعمالها مكلف مع الاحتمالات الدائمة للمخاطر المحيطة بالعناصر البشرية التي تقودها، وتقاتل من خلالها، وبالتالى زاد الاعتماد على الطائرات القتالية المسيرة في جميع الأعمال القتالية، خصوصا في إسكات منظومات الدفاع الجوي المعادية في بداية الحملة الجوية، تمهيدا لدخول أسراب المقاتلات والقاذفات المأهولة في سماء المعركة بعد ذلك بأمان. برامج وأجيال في النماذج الكثيرة للطائرات القتالية المسيرة التي ظهرت حتى الآن ثمة رابط مشترك يجمع بينها هو التوسع الكبير في المهام التي تؤديها هذه الطائرات، كما ظهرت في الحروب الأخيرة من كوسوفو إلى أفغانستان إلى العراق، فقد استخدمت بشكل واسع في حرب كوسوفو الجوية، واستعملت بشكل أوسع خلال حرب الخليج الثانية عام 1991، وتوسع استعمالها أكثر في حرب العراق وأفغانستان، وقد استعملت في كل هذه الحروب في أعمال المراقبة، والاستطلاع، والتصوير، والتشويش الإلكتروني- وتأدية دور مركز قيادة طائرة يعمل على تزويد الطائرات المقاتلة، والقاذفات، والوحدات الأرضية بالمعلومات مباشرة، أولا بأول، كما شهدنا استخدام طائرات أمريكية مسيرة في أفغانستان في مهام قصف أهداف مختلفة، وخصوصا الأهداف المتحركة. إزاء هذه الأهمية الحالية والمستقبلية للطائرات القتالية المسيرة تتوالى البرامج الخاصة بتطوير الطائرات الحالية، وإيجاد أجيال جديدة منها، خصوصا داخل الدول الكبرى والصناعية في منافسة محمومة لإيجاد أكثر الطائرات المسيرة قدرة على أداء مهام قتالية تتفوق على الطائرات الأخرى، وتشمل المنافسة تسليح القوات العسكرية بهذه الطائرات المسيرة والأجيال الأحدث منها، وبشكل موجز سنتوقف كأمثلة عند بعض الطائرات المسيرة في جيوش بعض الدول: الولايات المتحدة الأمريكية هناك اتجاه واضح في الجيش الأمريكي لجعل العتاد الحربي والأسلحة القتالية أصغر حجما، وأخفّ وزنا وأكثر فاعلية، وحسب الإحصائيات العسكرية الأمريكية يضم الجيش الأمريكي حاليا ما يزيد على عشرين ألف وحدة وآلية أوتوماتيكية تعمل على مبدأ التحكم عن بعد، وتؤكد القيادة العسكرية الأمريكية أنه سيزداد عدد المروحيات والطائرات بدون طيار خلال سنوات قليلة قادمة إلى أربعة أضعاف في القوات الجوية، وحاليا يتم التركيز على الحوامات غير المأهولة، واستعمالها في جميع الأعمال والمهمات القتالية. وضمن التركيز الأمريكي على تعزيز قدرات الطائرات المسيّرة بما يواكب تعزيز دورها القتالي في حروب المستقبل، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا أول طائرة مسيّرة بلا وقود، إذ تعمل بأشعة الليزر، وهي طائرة يبلغ طولها مترا ونصف المتر، وتستطيع هذه الطائرة البقاء في الجو لمدة غير محدودة، لأنها تعمل بواسطة شعاع ليزر منطلقا نحوها من الأرض، وبالتالي تبقى في الجو ما لم ينقطع إرسال هذا الشعاع نحوها، وتستخدم هذه الطائرة حاليا لأعمال المراقبة والاتصالات. وصار معروفا أن القوى الجوية الأمريكية تعد أن الدور العملياتي لمركبات UCAV غير المأهولة يجعلها سلاحا لقمع الدفاعات الجوية المعادية في بداية الحرب، بل تطور الأمر إلى مشروع أمريكي لزج طائرة قتال مسيرة طراز MRF-24 X تماثل في مواصفاتها وطيرانها وقدراتها المقاتلة F-22، وثمة مشروع أمريكي الآن لإنجاز طائرة قتال مسيرة بنفس مواصفات وقدرات المقاتلة F-16 مع توجه لاستبدال المقاتلات F-18 بهذه المقاتلات المسيرة تدريجيا مع التأكيد على قدرات التحكم بهذه المقاتلات المسيرة التي يصل مدى طيرانها إلى ألف ميل بحري، وتراوح حمولة المقاتلة من الحمولة والذخائر بين ألف وثلاثة آلاف رطل، وتسليحها يعتمد على صواريخ JDAM وأنواع أخرى متقدمة من الأسلحة الذكية عالية الدقة. وفي السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام الأمريكي بتطوير طائرات مسيرة صغيرة لأداء مهام مراقبة، واستطلاع، وجمع معلومات سرية، واستطلاع بقدرات إضافية، أطلقت عليها اسم Scan Eagle، بحيث تستخدم كمحطة وسيطة للاتصالات في عمليات فوق الأفق، مستخدمة إلكترونيات الطيران المصغرة، والمنمنمات الإلكترونية الفعالة، وراداراً يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبالليزر معا، وتستخدم نظام تحديد الموقع GPS التفاضلي لتعقب نقطة الهدف، وتتمتع هذه المركبة كذلك بقدرة الهبوط على مساحة صغيرة لا تتعدى بضع أقدام على البر، أو على قارب لا يتجاوز طوله ستين قدما يستخدم كحاملة للطائرات المسيرة، وستكون لهذه الطائرة المسيرة نموذجان، أولهما Scan Eagle- A، التي تحلق على ارتفاع ألف قدم لمدة 15 ساعة بسرعة ثمانين عقدة، والثاني Scan Eagl- B التي تزيد حمولتها عن الأولى بأكثر من 150% لتستوعب مستشعرات إضافية فائقة التطور وتجهيزات أخرى، ولها محرك أقوى يتيح لها التحليق المتواصل لأربعين ساعة. وعلى نسق مواز تم الانتهاء من مشروع طائرة قتالية مسيرة لسلاحي البحرية، والطيران الأمريكيين تستطيع جمع المعلومات السرية، ومهاجمة العدو بأسلحة إلكترونية أو متفجرات شديدة الفعالية، وتطلق هذه الطائرة المسيرة مع غروب الشمس، وتعمل بكفاءة عالية لمدة 12 ساعة طوال الليل فوق ساحة المعركة على ارتفاع خمس وثلاثين ألف قدم وبسرعة 8ر. ماخ. ومن الشهير عسكريا النجاح الكبير الذي حققته الطائرة المسيرة جلوبال هوك RQ-4A Global Hawk التي يعادل وزنها لدى الإقلاع وزن الطائرة المقاتلة F-16 ( 11600 كغ)، وتعمل بموجب برنامج موضوع مسبقا في الكمبيوتر الخاص بها مؤمنة مراقبة على مدى 24 ساعة في دائرة قطرها 2225 كلم بفضل تسع مئة كيلو جرام من المستشعرات الدقيقة، وكاميرات إلكتروبصرية، وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ورادار يعطي صورا فائقة الدقة يفوق المدى الفعال لتغطيته 185 كلم، علما بأن هذه الحمولة قابلة للزيادة إلى ألف وأربع مئة كيلوجرام، وكانت شهرة الطائرات المسيرة جلوبال هوك بلا طيار، قد انطلقت إلى آفاق جديدة عندما انطلقت إحداها في رحلة من الولايات المتحدة إلى أستراليا قاطعة 14 ألف كيلو متر في طيران متواصل دام لـ234 ساعة، أي أقل قليلا من عشرة أيام. وفي مسيرة تطوير الطائرات المسيرة، تم تطوير محرك خفيف الوزن ذي مروحة لها مسارب تتيح الإقلاع والهبوط عموديا للطائرات المسيرة مختلفة الأحجام والأوزان، ويمنح هذا المحرك مناورة قوية للطائرة، ومرونة في أدائها في البيئات المدنية، كما يسمح لها بتجنب الحواجز كالأشجار بسهولة، ويخفض تأثير الرياح العاصفة. فرنسا دخلت فرنسا لاعبا مهما في ملعب تطوير الطائرات القتالية المسيرة، ومن الطائرات المسيرة الشهيرة دوليا طائرتان تتمتعان بقدرات الإخفاء وتكنولوجيا نظم قيادة فائقة المواصفات، وضمانة في سرعة أداء المهام، بدءا من رسم الخرائط الأولية، وانتهاء بالطيران السلس، الطائرة الأولى بدأ بتطويرها منذ عام 2001، وهي مزودة بنظام استطلاع متقدم، ومعدات حربية إلكترونية، وتستطيع تحديد أهدافها ليزريا، وأما المركبة الثانية فتقوم بمهام الدفاع الجوي، وتتميز بقدرة كبيرة على الإصابة الدقيقة بما يكفل صد الهجمات المعادية بكفاءة عالية، ومؤخرا أعلنت فرنسا المباشرة في تنفيذ برنامج طائرة قتال مسيرة من جيل جديد، وهي طائرة طولها 12 مترا، وجناحها 9 أمتار، ووزنها 8200 كغ. وحاليا يستعمل الجيش الفرنسي الطائرة القتالية المسيرة (كريستيل Crecerelle)، وتم تطوير نموذج محسن أصغر حجما منها هو مركبة Sperwer التي استخدمتها هولندا، والدنمارك، والسويد، إلى جانب فرنسا، وهي تعمل ليلا ونهارا بصمود ثماني ساعات على ارتفاع خمسة آلاف متر، وكذلك تستعمل فرنسا الطائرة المسيرة Sperwer- LE التي تطير لمدة 12 ساعة، والطائرة المسيرة ذات المحرك النفاث Sperwer-HV، التي تتمتع بسرعة طيران أكبر تزيد على 550 كلم- ساعة، ومؤخرا ظهرت في القوات الفرنسية الطائرات المسيرة من طراز (بريفيل) و(مارفل). دول أخرى أما بريطانيا فقد رصدت مبالغ ضخمة زادت على 37 مليون جنيه استرليني لبرامج تطوير نظم الهجوم الجوي المستقبلي، على أن تعتمد هذه النظم بشكل واسع على الطائرات القتالية المسيرة، وفي إيطاليا ظهرت الطائرات القتالية المسيرة منذ عام 2004، وكانت الطائرة الأولى بوزن ثمانية آلاف كيلو جرام، وبطول 20 قدما، وامتداد جناح 19 قدما، وسرعة تطواف 6ر0 ماخ، وسرعة قصوى 74ر0 ماخ، وارتفاع عملياتي يبلغ 33000 قدما، ويتحكم الحاسوب تماما بمهام هذه المركبة، وبأنظمة تسليحها، والأنظمة البصرية الليزرية فيها، وبمعالجة وتنظيم بيانات الأقمار الصناعية الخاصة برحلات المركبة. وحاليا يتم في إيطاليا إنتاج سلسلة من الطائرات القتالية المسيرة مثل الطائرة sgsg Mirach 26، وهي ذات محرك دفع، ومركبة Mirach 150 ذات المحرك النفاث، ومركبة Mirach 100/5 ونموذجها الأكثر حداثة، وتطورا، وسرعة مركبة الاستطلاع عالية السرعة Nibbio. وفي السويد يتم العمل على الجيل الرابع من طائرات جريبين من خلال تطوير مركبة الاستطلاع القتالي E Skuaderin التي تتمتع بتحليق متواصل لتسع ساعات بسرعة تفوق ضعف سرعة الصوت (2 ماخ) مستفيدة من تقنيات ذكية عالية فائقة التطور تتيح لها مواجهة الاستقلال في تنفيذ مهامها، وقدرة فائقة على المناورة، وبراعة تكتيكية تتيح لها الإفلات من الصواريخ المعادية والعودة إلى قاعدتها سالمة. وفي ألمانيا يتم تطوير تطور مركبة الاستطلاع بريفيل، ومركبة الاستطلاع الألمانية Luna X-2000 التي تستعد لدخول الخدمة، وكذلك العمودية بلا طيار سيموس التي تصلح للعمل من أسطح السفن أو من البر على حد سواء. وبالنسبة لروسيا توجد برامج عديدة لتطوير الطائرات المسيرة، وأهمها برنامج تطوير نماذج صاروخية فائقة السرعة قابلة للانطلاق من مركبات جوية غير مأهولة، مثل DR-3 و TU-300 وكذلك Ma-31 الذي يتمتع بفعالية استثنائية الذي انبثق تطويره من الصاروخ البارع المضاد للسفن X-31.. وبعد تزداد أهمية الطائرات المسيرة في تسليح الجيوش، وتتوالى برامج تطويرها، ويزداد رصد جزء كبير من ميزانيات التسليح من أجلها حتى إن التقديرات تشير إلى أن السوق العالمي للمروحيات والطائرات غير المأهولة، وحدها سيبلغ في غضون السنوات العشر القادمة مستوى 55 مليار دولار. وكما قلنا، إن التطوير الجاري على الطائرات المسيرة سريع جدا، ويحمل في كل يوم مفاجآت جديدة ومعطيات مستقبلية جديدة لن تكون بعيدة، منها أن تتولى مروحيات، لا يقودها طيارون، توصيل قوات الإنزال إلى المكان المطلوب، وسيتم تعليم الروبوتات على تحديد وجهتها، والتحرك في الاتجاهات اللازمة على ساحة العمليات القتالية لتوفر الحماية، والتغطية النارية للمقاتلين، وسيكون بوسعها أن تنقل الذخيرة، وتخلي الجرحى تلقائيا. وفي هذا كله يبقى السؤال: هل ستنهي الطائرات القتالية المسيرة، مستقبلا، الطائرات القتالية المأهولة التي يقودها طيارون بشريون؟ الجواب حتما بالنفي، فأيا كانت التطورات التي تتم على الطائرات المسيرة الآن، وستتم مستقبلاً، فإنه من الصعب استبدال الطيار البشري، الذي سيبقى في كثير من الأحوال ضمانة لحرب يسيطر عليها الإنسان، وغير متروكة للذكاء الصنعي وحده، وبالتالي ستستمر الحاجة إلى العنصر البشري في العمليات القتالية الجوية، وسيبقى وجود الطيار البشري أساسيا ومهما في أية معركة أو مواجهة.