حــــــصريا
الحقيقة انني وجدت حوار للمشير ابو غزالة مع الكاتب الكبير صلاح منتصر في منتصف الثمانينات حين كان وزيرا لدفاع مصر ووجدت فيه العديد من المعلومات حول تصنيعنا الحربي ، لم نراها من قبل وهي غاية في الاهمية وتحمل اخبارا سعيدة للغاية .
سأله الاستاذ صلاح منتصر عن مذكرة تفاهم كانت مصر قد وقعتها مع امريكا فأجاب :
الحصول علي أحسن أسلحة تقدمها امريكا او تعطيها للدول الصديقة الاخري ، ومثل السماح لي كمصر بالاشتراك في المناقصات التي تجري في امريكا لتصنيع وتوريد منتجات حربية ، ومثل التعاون بين علمائي وعلماء امريكا في مجال الابحاث العسكرية لمحاولة انتاج أنواع مشتركة من الاسلحة .
صلاح منتصر : ان السؤال الذي لابد أن يسأله اي فرد هل لدينا مايمكن ان نتعامل به مع امريكا في مجال الابحاث العسكرية ونحن نعرف مدي التقدم الذي وصلوا اليه ؟
لعلمك في القوات المسلحة المصرية يوجد عدد غير قليل من العلماء العسكريين الممتازين جدا ، ولكن ينقصهم التدريب والعمل في ابحاث ضخمة مثل التي سيعملون فيها مع علماء امريكا ، واشتراكهم في هذه البحوث مع العلماء الامريكيين سيؤدي بالتأكيد الي وجود فرق عمل من علماء مصريين متخصصين في انتاج سلاح متكامل وهذا في حد ذاته يعتبر هدفا كبيرا .
بالاضافة الي ذلك وصلت مصر الي مستوي يشهد له الكثيرون في الصناعات الحربية ، العالم كله يعرف ان في مصر اليوم اساسا قويا لصناعة حربية قوية ، نحن نصنع الطائرة والدبابة والمدفع والبندقية والصاروخ وانواعا عديدة من الاسلحة والذخيرة ، وقبول امريكا مذكرة التفاهم والتي من بين بنودها التعاون في مجال الابحاث والانتاج الحربي يجب أن نأخذه بمفهوم أن هذه شهادة كبيرة لعلمائنا ولمستوي صناعتنا ، لانه لايمكن بدون وصولنا لهذا المستوي كان يسمح لنا بتحقيق مثل هذا الامتياز الذي حصلنا عليه من امريكا .
صلاح منتصر : لماذا تسمية امتيازا ؟
لانه يحقق لعلمائنا احتكاكا علي اعلي مستوي في ابحاث بالغة التكلفة لا استطيع توفيرها ، ولأنه ايضا يسمح لي ببيع بعض منتجاتي الحربية المصرية الي امريكا كما تشير مذكرة التفاهم .صلاح منتصر : وهل امريكا في حاجة الي منتجاتنا ؟
وهل امريكا في حاجة الي السيارات اليابانية ؟ مصانع امريكا تستطيع ان تنتج كل احتياجات امريكا من السيارات اذا ارادت ولكن اليابان رغم هذا دخلت السوق الامريكية وفرضت نفسها بالسعر الرخيص وبالجودة . صلاح منتصر : مالذي يمكن ان نبيعه لامريكا ؟
حتي تكون الصورة اوضح يجب ابتداء ان نعرف ان القوات المسلحة بدون تطوير لاسلحتها ومعداتها تتخلف عن اداء واجبها في حماية الوطن والمواطن ، والمشكلة الكبيرة التي نعيشها في أن التطور في مجال السلاح أصبح سريعا ومذهلا ومكلفا ، فالطائرة التي دخلنا بها الحرب عام 73 تعتبر اليوم متخلفة جدا بالنسبة للتطور الذي حدث في طائرات اليوم من حيث السرعة والتسليح والاداء .. وحتي تكون القوات المسلحة قادرة علي تحقيق اهدافها القومية لايمكن ان تبقي متخلفة بل من الضروري أن تساير التطور وتتعامل في مختلف المجالات مع الاسلحة المتطورة .صلاح منتصر : ولكن هذا يحتاج الي اعتمادات مالية كبيرة ؟
الحل النموذجي او المثالي أن أشتري كل ما أريد وهذا طبعا أمر مستحيل لدولة مثل مصر تحاول اعادة كل مرافقتها وأمامها قائمة طويلة من مشاكل التنمية والمشروعات التي يجب عليها أن تنفذها علي الاقل للمحافظة علي مستوي المعيشة امام طوفان زيادة السكان .. اذن فأنا أمامي معادلة صعبة ، احتياجات شعب يجب أن اعمل علي تقدمه وتنميته ، واحتيجاته لحماية استقراره وامنه وارادته وكرامته لانه بدون هذه القوات ووجودها في وضع قوي لن يمكن أن ينفذ مشروعات التنمية التي يحتاج اليها .
صلاح منتصر : ولكن المعروف أن امريكا تقدم لمصر منحة 1300 مليون دولار سنويا مخصصة للقوات المسلحة .
من هنا كان التفكير في كيفية الاستفادة من هذه المنحة أفضل استفادة وفي اطار الشروط التي تحددها القوانين الامريكية للمنح .. ان من شروط هذه المنحة الا تصرف نقدا .. وان تجددا سنويا لانها عبارةعن اعتماد يتم ادارجه في الميزانية كل عام ، وفي السنوات الاخيرة حاولنا زيادتها وحصلنا علي وعد بتنفيذ ذلك مستقبلا وليس الان ، ولكن الذي اصبح ملاحظا في السنوات الاخيرة حدوث أمرين في وقت واحد ، انخفاض قيمة الدولار ، وارتفاع ثمن السلاح .
علي سبيل المثال الطائرة الفرنسية ميراج-2000 او الامريكية اف-16 ثمنها من 23 الي 24 مليونا في حالة يسمونها FLY AWAY اي مجرد انها تطير بدون سلاح ولاذخيرة ولاصيانة .. وبالطبع اي طائرة حربية بدون سلاح او صيانة لاقيمة لها .
المشير ابو غزالة في حفل تسلم مصر الميراج-2000 .
صلاح منتصر : كم يتكلف تسليح الطائرة عادة ؟
كقاعدة معروفة أن تسليح الطائرة وصيانتها يساوي ثمنها .. يعني اذا كان ثمن الطائرة 23 مليون دولار تكون محتاجة الي 23 مليون دولار للتسليح .صلاح منتصر : لهذه الدرجة ؟
أبسط مثال الطائرة الميراج-2000 يتم تسليحها بصاروخين جو-جو من نوع فرنسي اسمه 530 وثمن الصاروخ الواحد 7 ملايين دولار ، الدبابة النهاردة ثمنها مليونا دولار ، وفي سنوات التسعينات مقدر ان يرتفع الي ثلاثة ملايين دولار .صلاح منتصر : سيادة المشير ماعلاقة هذا بمذكرة التفاهم ؟
كل لغز مذكرة التفاهم هو محاولة تحقيق أكبر استفادة من ال 1300 مليون دولار التي تعطيها لي امريكا سنويا ، أن أزيد وربما اضاعف هذه المنحة من حيث كمية الاسلحة والمعدات التي أحصل عليها مقابل هذه المنحة ، اذا كان مستحيلا زيادة حجم هذه المعونات ، فالخيار الوحيد هو أن أزيد حجم السلاح الذي أشتريه به .
صلاح منتصر : كيف ؟
الدبابة مثلا .. أمريكا تقول لي انها لاتستطيع أن تعطيني المنحة نقدا انما في شكل انتاج .. أنا موافق ولكن لو مسكت الدبابة فأنا أقول لامريكا أن هناك اجزاء في هذه الدبابة تستطيع المصانع المصرية أن تقوم بدور المقاول للمصانع الامريكية وتنتج لها بعض اجزاء هذه الدبابة ويتم خصمها من ثمن الدبابة وبدلا من أن أشتري 50 دبابة أشتري 60 او 70 دبابة وبهذا أكون قد أستفدت من مصانعي وضاعفت مشترياتي بل واستطيع أن أقول حققت دخلا من تشغيل المصانع الحربية المصرية .صلاح منتصر : بدون أن تعتبر هذا افشاء لسر حربي مالذي يمكن أن تنتجه وتقدمه لامريكا في انتاج الدبابة مثلا ؟
عندك الجنزير .. جنزير الدبابة الواحدة مكون من حوالي 400 لقمة أو قطعة صلب ، امريكا تنتج في الشهر الواحد 44 دبابة ، أي أنها في حاجة الي مالايقل عن 16000 لقمة كل شهر ، اذا انا صدرت لها الف لقمة فقط في الشهر الواحد هذا سيكون له تأثير كبير جدا في حساب معاملاتي معها من خلال المنحة التي تعطيعا لمصر بالاضافة الي أنني عند حساب سعر أي متتج أورده سيكون علي نفس أساس السعر الذي تحسبه علي الذي ستبيع به لي .صلاح منتصر : ولكنك تشتري منها الدبابة كاملة ؟
علي فرض أننا نتحدث عن الدبابة أو أي سلاح اخر فسوف تكن هناك قائمة تفصيلية بكل المكونات التي تدخل في انتاج الدبابة أو السلاح الاخر وثمن كل جزء من هذه المكونات ، وبالتالي سيكون معروفا ثمن كل جزء ، وعند انتاجي لهذا الجزء وتوريده لها فسيتم هذا بنفس السعر الذي تضمنته قائمة التفصيلات وأعتقد أن هذا سيكون ميزة كبيرة لي لأن أجور العمالة عندي أرخص كثيرا من الاجور هناك .
غير هذا أنا بالفعل تعاقدت مع امريكا علي أن أنتج في مصر الدبابة المعروفة باسم ام.ون وهذا اتفاق خارج مذكرة التفاهم .. طيب لماذا لا أبيع لامريكا أجزاء من نفس هذه الدبابة التي أنتجتها ، أي منتج يحتاج الي انتاجه الي الاف القطع التي تستوردها الشركات من شركات اخري والدبابة نفسها مكونه من 800 جزء ومصانعنا الحربية لديها بالفعل ماتستطيع أن تقدمه لامريكا وتبيعه لها ، مصانعنا الحربية حصلت علي ترخيص انتاج نوع من الرادارات تنتجه شركه وستنجهاوس في امريكا .. لماذا لا ابيع لامريكا هذه الرادارات ؟ فالمجالات مفتوحة ، ومن يتصور أن مصانعي لاتنتج ماتستطيع أن تبيعه لامريكا لايعرف شيئا عن المستوي الذي وصلنا اليه ، خصوصا أننا في نهاية العام سوف نفتتح مشروعا من أهم المشروعات وهو مصنع انتاج (( الصلب الاستراتيجي )) .. لانه كما هو معروف فأن انتاج عدد كبير من المعدات مثل المدفع مثلا يحتاج الي نوع معين من الصلب ، من أقوي أنواع الصلب ، ومثل هذه الخدمة كنا نستوردها من الخارج ولكن اعتبارا من نهاية العام سننتج ولاول مرة هذا (( الصلب الاستراتيجي )) وسيعطيني هذا المصنع انتاج أي طلب من أي نوعية من الصلب لاي مكان في العالم ، وهذه قفزة كبيرة تتحقق لمصر سيكون لها تأثيرا كبيرا علي مستوي انتاجي وجودته .
صلاح منتصر : لماذا انتاج الدبابة ام ون هل لانها امريكية ؟
عندما بحثنا عن نوع الدبابات الذي تحتاج اليه قواتنا مستقبلا في التسعينات وجدنا أن الدبابات الموجودة في العالم هي: الدبابة " تي-80 الروسي " و " الام ون الامريكي " و " تشالنجر الانجليزي " و " اللوبارد الالماني " و " اية مكس 40 الفرنساوي " ، بدأنا نختار دبابة منها ، وجدنا أن كل هذه الدبابات سيكون معدل ثمنها في عام 90 او 93 حوالي 3 ملايين دولار للدبابة ، فاذا كنت أريد ألف دبابة خلال عشر سنوات فمن أين سأحصل علي 3000 مليون دولار بمعدل 300 مليون دولار سنويا للدبابات فقط ، كان طبيعيا جدا وأمريكا تعطيني منحة 1300 مليون دولار أن أستخدم جزءا منها في الحصول علي ترخيص تصنيع الدبابة الامريكية خصوصا انها تعتبر أحسن دبابة في العالم هي والروسي والالماني ، فاختياري للدبابة الامريكية ليس لانها فقط أحسن دبابة ولكن ايضا لأنني استطيع أن أحصل علي تمويل انتاجها من امريكا ، وأيضا كما ذكرت أستطيع أن أبيع لامريكا نفسها من هذه الدبابة لتدخلها في انتاجها في المصانع الامريكية وأخصم قيمتها من حساب المنحة .
صلاح منتصر : عودة الي مذكرة التفاهم ، الذي فهمته أن المذكرة تحقق اولا تعاونا في مجال الابحاث المشتركة بين علمائنا وعلمائهم ، وتحقق ثانيا فتح السوق الامريكية لبيع منتجات مصانعنا الحربية عن طريق الاشتراك في المناقصات التي تتم هناك وبما يحسن استخدام المنحة السنوية المخصصة للدعم العسكري الامريكي .
تحقق ايضا أن تسمح لك بالحصول علي اخر أنواع الاسلحة التي لاتفرج عنها أمريكا الا لدول حلف الاطلنطي .. وبالطبع هذه الاسلحة ستكون قيمة التطور خصوصا بعد اتفاقية فك الصواريخ متوسطة المدي في اوروبا التي تم توقيعها بين واشنطن وموسكو ، ولأنه من نتيجة هذه الاتفاقية ضرورة تزويد أمريكا دول حلف الأطلنطي بأسلحة متقدمة جدا حتي تطمئن هذه الدولة علي مواجهة حلف وارسو بعد فك الصواريخ .صلاح منتصر : الذي أذيع وأعلن أنه بدأ بالفعل وانت في واشنطن تنفيذ مذكرة التفاهم بالتعاون بين مصر وأمريكا في مجال انتاج الصواريخ .
هذا صحيح .. لأنني وجدتهم قد قطعوا شوطا متقدما في انتاج الصواريخ الموجهة ضد الدبابات ، في مصر نقوم حاليا بتصنيع نوع من هذه الصواريخ الموجهة ضد الدبابات .. في مصر نقوم حاليا بتصنيع نوع من هذه الصواريخ وهو (( سوينج فاير )) ونقوم تصنيعه بترخيص انجليزي ، وهذا النوع الذي نصنعه في مصر يعتبر متقدما الي حد ما عن الجيل الاول من الصواريخ ، ولكنه ليس من الجيل الثاني لهذه الصواريخ ، وفي الوقت الذي وصل فيه العالم المتقدم الي الجيل الثالث وبدأ يعمل في الجيل الرابع .خط انتاج السوينج فاير المصري .
وجيل بمعني وسيلة للسيطرة علي الصاروخ ، الجيل الاول مثل الصواريخ مالوتكا ( فهد ) التي استخدمناها في حرب اكتوبر ، هذا النوع من الصواريخ يقوم أحد الجنود بالسيطرة عليه عن طريق عصا ، كما لو كان يقود الصاروخ ، فهو بهذه العصا يوجه الصاروخ ويطلقه ، هذا الصاروخ كانت له بعض قيود منها أن مداه لايتجاوز 3 كيلو مترات ، واذا اقتربت الدبابة أقل من 400 متر لايستطيع أن يصيبها ، بالاضافة الي نسبة الاصابة لهذا الصاروخ كانت من 70 الي 75 % ، ولكننا في مصر كنا قد وصلنا بالنسبة لهذا الصاروخ الي درجة من الاحتراف رغم التمرينات الشاقة التي كان يحتاج اليها ، وعلي سبيل المثال كان العسكري يقوم بضرب 20 الف ضربة علي الجهاز المحاكي او المماثل للجهاز الاصلي الذي كان يستخدم في التدريب وكان التدريب علي هذا الصاروخ يحتاج الي فترة شهور طويلة ومستوي عال جدا من المهارة التي يجب أن يصل اليها الجندي .. وقد حققنا هذه المهارة في حرب 73 .
الجيل الثاني للصاروخ عبارة عن صاروخ تتم قيادته " بنضارة " العسكري يضع النضارة فوق عينيه ، وداخل النظارة يوجد خطان متقاطعان فور ان يري الدبابة في نقطة تقاطع الخطين يحافظ علي هذا الوضع فينطلق الصاروخ ويصيب الهدف .
اذن حدث تطوير التوجية .. سهولة .. لم يعد التدريب كما كان يحتاج الي شهور طويلة وانما مجرد عدة ساعات بالاضافة الي قدرة اصابة الدبابة علي مسافة حتي 15 مترا .
الجيل الثالث من الصواريخ الموجهة ضد الدبابات اسمه fire and forget أي اضرب وانس ، بمعني الجندي يري الدبابة فيسلط عليها شعاع ليزر ، هذا الشعاع يخرج ويرتد بسرعة الضوء ويصحب معه الصاروخ الي الدبابة دون أي مجهود من الجندي .. خلاص .. الصاروخ طلع لوحده وكل الذي علي الجندي أن ينساه ويفتش عن دبابة أخري ولهذا اسموه (( اضرب و انس )) .
صلاح منتصر : اذا كان الجيل الثالث قد وصل الي هذا فماذا عن الجيل الرابع ؟
الجيل الرابع سرعته أصبحت في سرعة الضوء بالاضافة طبعا الي تطوير قوة نيران أجهزة التشويش لانه مع كل جيل من الصواريخ المضادة للدبابات يتم انتاجه يتم ايضا تطوير الدبابة لمقاومة الصاروخ سواء في زيادة سمك الصلب المكون لجسمها او للاجهزة الالكترونية التي تحملها وتحاول بها التشويش علي الصاروخ .صلاح منتصر : أين سيكون مجال تعاون علمائنا المصريين مع العلماء الأمريكيين ؟
اتفقنا علي أن نشترك معهم في أبحاث الجيل الثالث .. وتم تشكيل فريق العلماء الذي سيتعاون معهم لانتاج قاذف كامل لصاروخ من الجيل الثالث يحمله الجندي في سلاح المشاة ، وهو يعتبر أحسن صاروخ موجه في العالم واليوم سواء من حيث سهولته أو كفاءة اصابته التي تصل الي 98 % في الوقت الذي لاتتجاوز فيه نسبة اصابة الانواع الاخري 75% .صلاح منتصر : هل معني هذا أن علمائنا سيبقون هناك في أمريكا ؟
طريقة التعامل في هذا الجيل أن نحدد التخصصات العلمية المطلوبة في أي سلاح نتفق عليه ، وفي العادة لايتجاوز العدد 4 أو 5 علماء يتم لقاؤهم كفريق عمل مع العلماء المتخصصين في الدولة الاخري ومناقشة أفكارهم ووضع خطة عمل ، ثم يعود كل فريق الي بلده ليواصل ابحاثه مع تبادل الزيارات والاتصالات بحيث بعد الانتهاء من عملهم يكونون قد وصلوا الي عمل ما يسمي نموذجا للمنتج المطلوب prototype .. هذا النموذج حتي تلك المرحلة يكون قد تم انتاجه داخل معامل الابحاث ولم يصل الي المصانع ، وبالتالي تأتي المرحلة التالية بانتاج أربع أو خمس عينات تجري عليها مانسميه (( تجارب بيئية )) يتم فيها تعريضه لكل الظروف التي يمكن أن تواجه السلاح عند استخدامه ، مثلا اذا كان سيتم تركيبه علي دبابة أعرضه لاهتزازات الدبابة لمعرفة تأثير هذه الاهتزازات عليه ، او اذا كان سيعمل في أرض رملية أعرضه لزوابع رملية وهكذا وبعد جمع حصيلة كل هذه التأثيرات تتم الاضافة علي المنتج الي أن يصل الي شكله النهائي الذي يدخل به مجال الانتاج الصناعي المعروف ، وفي هذه الحالة يكون اختراعه ملك الطرفين اللذين اشتركا في ابتكاره ، ولايتم بيعه لدولة اخري الا بموافقة الطرفين اللذين اشتركا في اختراعه .
مجلة اكتوبر 1988 .
اذا كان هذا الانتاج المصري منذ 23 عاما فكيف هو الان ؟