أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصرالتسجيل : 20/02/2010عدد المساهمات : 12007معدل النشاط : 11382التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الأحد 22 يوليو 2012 - 16:10
بمناسبة شهر رمضان الكريم اعاده الله علينا وعلي الامة الاسلامية بالخير واليمن والبركات ، نقدم لكم مسابقة شهر رمضان الاسلامية ، والتي ستكون مسابقة يومية باذن الله سيطرح فيها سؤال يوميا ، وصاحب الاجابة الصحيحة الاولي سيحصل علي تقييم ايجابي في الاقسام العسكرية لكي يحتسب له ، ولضمان الاستمرارية ففي نهاية اليوم سوف نحدد الاجابة الافضل ليحصل صاحبها علي تقييم ايجابي هو الاخر ، والعضو الذي سيحقق اكبر عدد من التقييمات مع نهاية الشهر ستكون له هدية اخري سيتم الاعلان عنها وقتها .
وكل عام وانتم بخير . محمد علام .
محمد علام
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصرالتسجيل : 20/02/2010عدد المساهمات : 12007معدل النشاط : 11382التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الأحد 22 يوليو 2012 - 16:13
صحابي جليل وعد الله عز وجل نبيه صلي الله عليه وسلم بأنه سيسلم ، وقال عنه النبي صلي الله عليه وسلم " هو حكيم امتي " . فمن هو الصحابي الجليل ؟ وهل يمكنك ان تضع بعض المعلومات عنه ؟
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الأحد 22 يوليو 2012 - 16:25
الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه هو الصحابي الجليل أبو الدرداء (رضي الله عنه) قاضي دمشق، الذي كان -إلى علمه وفضله وأخذه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام- ذا قدم راسخة في التفكر والتدبر، والنظر إلى أفعال الله جلّ جلاله، بعين العبد الخاشع الذي يرى في كل فعل منها عين الحكمة الإلهية والعدالة الربانية.
ويقع قبره في مسجد سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه، الذي يعد جزءاً من قلعة دمشق، وإلى جانبه قبر الفقيه الحنبلي الكبير ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى. ويصل قاصد الزيارة من خلال طريق القلعة الذي يقع جنوب سوق الحميدية وموازياً له وسط دمشق. وأبو الدرداء مشهور بكنيته، مختلف في اسمه: فقيل: عويمر بن زيد بن قيس، وقيل: عويمر بن عامر، وقيل: ابن عبد الله، وقيل: ابن ثعلبة ابن عبد الله الأنصاري الخزرجي، حكيم هذه الأمة وسيد القراء بدمشق وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث.
أسلم يوم بدر، وشهد أحداً وأبلى فيها, وعن شريح بن عبيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه يوم أحد: (نعم الفارس)، وقال: (هو حكيم أمين).
ولقد اشتهر -رضوان الله عليه- بالعزوف عن الدنيا، حتى ترك التجارة والربح الدنيوي، إلى العبادة والتفرغ للتجارة التي تنجي من العذاب الأليم، انقطاعاً للعلم والعمل وتفرغاً للعبادة. دعاه إلى ذلك خوف أن يأتي يوم الحساب، وقد أثقلت كاهله بأسباب المسؤولية والحساب، وهو يريد أن يلقى الله متخففاً من كل أثقال الدنيا وأعبائها، لعلّه يفوز برحمته سبحانه في يوم يشتد هوله، حتى تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
وفي شأن التفكر في آلاء الله تعالى وتدبر حكمه في ملكه وملكوته، قال رضي الله عنه: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة". وقد سئلت زوجه: ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟
فقالت: "التفكر".
وهذا منه رضي الله عنه دليل فقهه لكتاب الله، ووقوفه عند مدلول آياته البيّنات، ففي العديد من الآيات نجد الدعوة إلى التفكر، وثناء الله جلت حكمته على أولئك الذين سعدوا بالتفكر الصحيح، فكان سبيلهم إلى رفيع المراتب، وعظيم المثوبة عنده سبحانه، وذلك في مثل قوله عز وجل:
وكأني بالآيات الكريمة توحي أن مقام التفكر ليس بالأمر السهل، فقد اقترن –كما نرى- بعزائم الرجال، وصبر المؤمنين المجاهدين الصابرين. وسبحان الذي من بعض فضله، ما يكون من العطاء والنماء.
وفي شأن الخوف من يوم الحساب، وإيثار الآجلة الباقية على العاجلة الفانية، والورع من أن تثقله المسؤولية في ذلك اليوم، قال رضي الله عنه: "بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا تاجر، فأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة، فلم يجتمعا، فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة. والذي نفس أبي الدرداء بيده ما أحب أن لي اليوم حانوتاً على باب المسجد لا تخطئني فيه صلاة، أربح منه كل يوم أربعين ديناراً، وأتصدق بها كلها في سبيل الله. قيل له: يا أبا الدرداء، وما تكره من ذلك؟ قال: شدة الحساب".
وفي إزاحة الستار عن شعور صادق بهذه الحقيقة وتذوق لآثار الأخذ بها نرى كلماته تحمل -مع صادق النصح للآخرين- صورة الوعيد المرعب لأولئك الذين لا همّ لهم إلا جمع الدنيا من هنا وهناك، ناسين ما يثقل الكواهل من المسؤولية عما يجمعون قال في ذلك رضي الله عنه: "ويل لكل جماع فاغر فاه، كأنه مجنون، يرى ما عند الناس، ولا يرى ما عنده، ولو يستطيع لوصل الليل بالنهار، ويله من حساب غليظٍ شديد". وإذا كانت الخشية على قدر المعرفة، فجدير بأبي الدرداء رضي الله عنه أن يكون على هذا القدر من خشية الله، وأن يكون في حسبانه دائماً شدة الحساب.. وكان دليل الصدق في ذلك صون نفسه عما يخالف ذلك.
على أنه رحمه الله ورضي عنه، قد أزال من النفوس ما يمكن أن يداخلها من اللبس، بسبب موقفه هذا، ويظن أنه يحرم على نفسه ما أحل الله في كتابه فأماط اللثام عن ذلك، مبيناً أنه يحب أن يكون من الذين لا تلهيهم التجارة والبيع عن ذكر الله وذلك قوله: "ما أقول: إن الله عز وجل لم يحل البيع ويحرم الربا، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله".
ذلك ما ارتضاه لنفسه، وقدر أن يصبر عليه، وهو طريق التزمه وتحمل تبعاته، ولئن كان الإسلام لا يوجبه على الناس: إنّ أبا الدرداء رضي الله عنه لم يلزم به أحداً غيره. ولقد اختار لنفسه -بعد أن خبر قدرته- أن يستبرئ لدينه وعرضه بالإعراض عن الاستكثار من الدنيا بالتجارة وغيرها، والرضا بالقليل الذي يقوم بالإود ويحفظ الكرامة، حيطةً وحذراً من مزالق الأقدام، وما أكثرها، بل وما أوفر مداخل النفس والهوى إليها، فكان يستثمر الوقت في طاعة الله، والتبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والنصح للمسلمين.
وسبحان خالق الإنسان، فلكل أهليته واستعداده، وكلٌّ ميسر لما خلق له..
أقول هذا: لأن أبا الدرداء رضي الله عنه يعلم أن الأمة مكلفة بإعداد القوة التي ترهب عدو الله وعدو المسلمين، والمال عنصر مهم على ساحة الإعداد، مضموماً إليه الطاقات العلمية والجسدية والنفسية وغير ذلك بعد الإيمان وصدق التوكل على الله: فمن كان قادراً مع الإسلام -من الناحية المالية والاقتصادية وعنده الأهلية لذلك- لا يجوز له أن يتخلف عن القيام بواجبه في إعداد القوة المستطاعة امتثالاً لأمر الله تبارك وتعالى بذلك؛ فالأمر واجب كفائي، إلا إذا توافرت أسباب الواجب العيني. ولم يتوافر ذلك في عصر أبي الدرداء رضي الله عنه، فكان صنيعه تضحية منه؛ إذ آثر العزوف عن جمع المال للثراء والمتعة ورضي قانعاً بالقليل الذي يكفي ولا يلجئ إلى التكفف لأن اليد العليا خير من اليد السفلى.
وما أقل ما تجد أولئك الناس القادرين على اقتحام غريزة حب المال والتملك، والله تعالى يصف الإنسان بقوله جل شأنه: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} العاديات 8.
ومهما يكن من أمر: فإن هذا ما يحسن تذكره -والله أعلم- عند قراءة تعليق الإمام الذهبي على مسلك أبي الدرداء عليه الرحمة والرضوان في هذه النقطة.
فقد أورد في "السير" ما أشرت إليه سابقاً وهو ما روى الأعشى عن خيثم: قال أبو الدرداء: "كنت تاجراً قبل المبعث، فلما جاء الإسلام، جمعت التجارة والعبادة فلم يجتمعا، فتركت التجارة ولزمت العبادة" وهو ما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ورواه الطبراني وأورده الحافظ في "الإصابة" ورجاله رجال الصحيح.
ثم قال الذهبي تعقيباً على ذلك: (قلت: الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد، وهذا الذي قال هو طريق جماعة من السلف والصوفية، ولا ريب أن أمزجة الناس مختلفة في ذلك، فبعضهم يقوى على الجمع، كالصدّيق وعبد الرحمن بن عوف، وكما كان ابن المبارك، وبعضهم يعجز ويقتصر على العبادة، وبعضهم يقوى في بدايته ثم يعجز، وبالعكس: وكل سائغ ولكن لابد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال).
وما من ريب في أنّ من ذاق لذة التفكر في آلاء الله -وفي الأرض والأنفس آيات للموقنين- واستشعر عظمة الله ومخافته، وكان على ذكر أن الآجال والأرزاق بيده سبحانه، وأنس بالعبادة الخالصة والخضوع الخاشع بين يدي رب العالمين.. هانت عليه الدنيا، ورأى في ملذاتها وخيراتها الزائلة معوقاً مما هو خير وأبقى، وصدق ربنا جلّ شأنه إذ يقول في محكم تنزيله: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} الكهف 46، ويقول سبحانه: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت 64.
ولا شك أن من توفيق الله أن يجمع المؤمن المال، ويؤدي فيه حق الله ثم حق الأمة، وتكون الدنيا في كفيه لا في قلبه، وعندها تكون دنياه في عاجل أمره، مطيعة إلى الآخرة في أجلّ أمره، لأنه سخّر المال للخير، ولم يتجاوز حدود الله في جمعه، ولا ألهاه ذلك عن عبادة الله، وكما ذكر الإمام الذهبي كان عبد الله بن المبارك رحمه الله وأعلى مقامه في الآخرين نموذجاً رائعاً في وضع المال موضعه مع ساحة المعونة للفقراء والمعوزين وتيسير العيش وعبادة الحج لهم، مضافاً إلى ذلك، البذل العظيم على ساحة الجهاد في سبيل الله، فكان يجاهد بنفسه وماله، وكم وجّه القرآن الكريم إلى الجهاد بالأموال والأنفس!!
على أن أبا الدرداء رضي الله عنه -وقد أسلم يوم بدر- لم يفته أن يشهد مقارعة أعداء الله في "أحد" وقد أبلى البلاء الحسن في ذلك، قال شريح بن عبيد الحمصي: لما هُزم أصحاب رسول الله يوم أحد، كان أبو الدرداء يومئذ فيمن فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فلما أظلهم المشركون من فوقهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ليس لهم أن يَعلونا) فثاب إليه ناس وانتدبوا وفيهم عويمر أبو الدرداء حتى أدحضوهم عن مكانهم، وكان أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم الفارس عويمر) وهو مرسل، لما أن شريح بن عبيد الحمصي لم يدرك أبا الدرداء.
هذا: ولم يعتزل الصحابي الجليل جماعة المسلمين ولا تقاعس عن واجب أو أداء حق من حقوق الأهل والأمة، وكان حريصاً على النصح، والإرشاد إلى ما هو الأقوم والأصلح ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، الأمر الذي يذكر بما أورد الحافظ في "الإصابة" من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (هو حكيم أمتي).
انظر إليه يقول مرشداً ناصحاً، بكلمات هي من ظلال كلام النبوة: "لا تزالون بخير ما أمّرتم خياركم، وما قيل فيكم بالحق، فعرفتموه، فإن عارف الحق كعامله" وهذا دليل يؤكد أن انصرافه-جزاه الله خير الجزاء- عن الانخراط في صفوف المكثرين، لم يحل دونه ودون أن يكون اللبنة الصالحة دائماً في بناء المجتمع المسلم، يعمل على التذكير بأخلاق الإسلام، ومعايير الشريعة، ويقوم بواجب النصح أداءً للأمانة، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فهو من الجماعة المسلمة وإليها، ويد الله مع الجماعة.
حدَّث يحيى بن سعيد قال: استعمل أبو الدرداء (عويمر) رضي الله عنه على القضاء فأصبح الناس يهنئونه، فقال: أتهنونني بالقضاء، وقد جعلت على رأس مهواة منزلتها أبعد من عدن أبين، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدول رغبةً عنه وكراهية له، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبةً فيه وحرصاً عليه.
وعن معاوية بن قرة أن أبا الدرداء اشتكى (مرض) فدخل عليه أصحابه. فقالوا: يا أبا الدرداء ما تشتكي؟
قال: أشتكي ذنوبي.
قالوا: فما تشتهي؟
قال: أشتهي الجنة..
قالوا: أفلا ندعو لك طبيباً؟
قال: هو الذي أضجعني.. جزاك الله خيراً.
وحدث أبو معشر القرظي قال: لما حضر أبا الدرداء الموت جاءه حبيب بن مسلمة فقال: كيف تجدك يا أبا الدرداء؟
قال: أجدني ثقيلاً.
قال: ما أراه إلا الموت.
قال: أجل.
قال: جزاك الله خيراً. وعن عمرو بن مرة قال: سمعت شيخاً يتحدث عن أبي الدرداء أنه قال:
"أحب الفقر تواضعاً لربي، وأحب الموت اشتياقاً إلى ربي، وأحب المرض تكفيراً لخطيئتي".
ومن وصاياه الجامعة التي تحس فيها أثر مدرسة الوحي، وترى من خلالها ما كان من صدق الأخذ عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وحبه أكثر من الوالد والولد والنفس، ووعي مقالاته ووصاياه وعياً أميناً يدل على صدق التمثل والانطباع، قوله رضي الله عنه: "اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم من الموتى، واعلموا أن قليلاً يغنيكم خير من كثير يلهيكم. واعلموا أن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى".
ويقول في موعظة لأهل دمشق:
"مالي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون؟ وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به، وتركتم ما أمرتم به. ألا إن قوماً بنوا شديداً، وجمعوا كثيراً، وأملوا بعيداً، فأصبح بنيانهم قبوراً، وأملهم غروراً، وجمعهم بوراً. ألا فتعلموا وعلموا؛ فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في الناس بعدهما".
إنها موعظة جاءت بالدعوة الحارة الصادقة إلى العلم والتعليم –وذلك خصلة من أوليات خصال الإسلام؛ فلا خير في الناس بعد العالم والمتعلم، كما دعت إلى الزهادة الصادقة في الدنيا، ولفت النظر إلى العبرة بالماضين ماذا صنعوا. وما الذي آلوا إليه. فنعم الواعظ ونعمت الموعظة، وطوبى لأولئك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ولما كان أبو الدرداء دائم التفكر والتذكر، تملأ قلبه خشية الله، ويخاف أن يدركه الموت وهو مفرط في جنب الله.. رأيناه كثيراً ما يسائل نفسه عن العمل بما علم، وبماذا يجيب رب العزة حين يسأله عن ذلك يوم الحشر ويبدي خوفه الشديد من ذلك؛
فمن كلامه رضي الله عنه "أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة: يا عويمر أعلمت أم جهلت؟ فإن قلت علمت! لا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا أخذت بفريضتها، الآمرة هل ائتمرت؟ والزاجرة هل ازدجرت؟ وأعوذ بالله من علم لا ينفع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع".
ألا يا ليت لمن يدعون العلم والمعرفة آذاناً تسمع وقلوباً تعي، ولكن الدنيا بزخرفها وبهرجها تلهي وتلهي، والنفس بشهواتها وغرورها تشغل وتشغل، حتى كأن بعضنا لا يؤمن بيوم الحساب، اليوم الذي يكشف الله عما ذا يكون فيه، من انقطاع الحيلة، وتعطل وسائل التمويه التي كانت في الدنيا فيقول: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
وفي كلمة أخرى يقول: "إنما أخشى على نفسي أن يقال لي على رؤوس الخلائق: يا عويمر هل علمت؟ فأقول: نعم!! فيقال: ماذا عملت فيما علمت؟".
اللهم عفوك وسترك، إذا كان أبو الدرداء صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، يخاف على نفسه هذه المخافة ويراقب هذه المراقبة؟ فماذا نحن فاعلون، وما الذي أعده أولئك الحمقى الذين يأكلون الدنيا بالدين، بل ماذا سيصير إليه أحمق الحمقى الذين يبيعون دينهم بدنيا غيرهم.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك واجعلنا برحمتك –ونحن المقرون بالتقصير- في عداد أولئك الذين يعملون بما يعلمون ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ومن القواعد الذهبية للسلوك الذي يكون انعكاس العقيدة ما نراه في هذه الكلمات "ذروة الإيمان الصبر للحكم، والرضى بالقدر، والإخلاص في التوكل، والاستسلام للرب عز وجل".
وما نراه أيضاً في الذي كان يقوله إذا رأى جنازة؛ فعن شرحبيل أن أبا الدرداء كان إذا رأى جنازة قال: "اغدوا فإنا رائحون، أو روحوا فإنا غادون، موعظة بليغة، وغفلة سريعة، كفى بالموت واعظاً، يذهب الأول فالأول، ويبقى الآخر لا حلم له".
جزى الله أبا الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الجزاء، وتقبّل منه صالح العمل، وما كان من الجهاد ونصرة الدين، والزهادة في الدنيا، والنصح للمسلمين، ورزقنا الله حسن الانتفاع بسيرة الصحابة عليهم الرضوان، ومن تبعهم بإحسان عبر تاريخنا الطويل، وصلى الله وسلم وبارك على إمام الهداة المجاهدين الزاهدين، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديه، علماً وعملاً، وجهاداً، واستعلاءً على حطام الدنيا في تطلع صادق إلى حسن العاقبة يوم الدين، وعلى آله وصحابته البررة الأخيار، ومن اهتدى بهديه إلى يوم المعاد.
رضي الله عنك يا أبا الدرداء وأجزل لك المثوبة بما علمت العلم، وذكرت بالآخرة، ووعظت الناس بحالك قبل أن تعظهم بمقالك؛ فكنت القدوة الصالحة في أقوالك وأفعالك. وصلى الله وسلم على معلم الناس الخير، والله المأمول أن يجمعنا مع قرائنا مرة أخرى على شذرات طيبة من حياة هذا الصحابي الجليل. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول .. وجزى الله كاتب النبذة خيراً.
عدل سابقا من قبل Mr.Special forces في الأحد 22 يوليو 2012 - 16:33 عدل 1 مرات
FALCON
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 41المهنة : انسان المزاج : ببساطه مزاج انسان؟؟التسجيل : 15/02/2012عدد المساهمات : 6243معدل النشاط : 5539التقييم : 515الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الأحد 22 يوليو 2012 - 16:30
أبو الدرداء
الفارس الحكيم عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه من آخر الأنصار إسلام، وكان يعبد صنمًا، فدخل ابن رواحة، ومحمد بن مسلمة بيته فكسرا صنمه، فرجع فجعل يجمع الصنم، ويقول: ويحك! هلا امتنعت!
ألا دفعت عن نفسك، فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد، دفع عن نفسه ونفعها!..
فقال أبو الدرداء: أعدي لي ماء في المغتسل، فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه ابن رواحه مقبلاً، فقال: يا رسول الله، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا؟ فقال: (إنما جاء ليسلم، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم)
أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه له المكانة العالية والمنزلة المرموقة بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال عنه الرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: "نعم الفارس عويمر" وقال عنه أيضًا: "هو حكيم أمتي"
وقد كان رضي الله عنه أحد أربعة جمعوا القرآن كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالَ وَنَحْنُ وَرِثْنَاهُ
كان للنبي صلى الله عليه وسلم الأثر الأكير في تربية أبي الدرداء رضي الله عنه وأرضاه، وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يوصيه كثيرًا بما يجلب عليه الخير في الدنيا والآخره، ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداء قال: أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وبأن لا أنام حتى أوتر
وروي أن عمر بن الخطاب دخل على أبي الدرداء فدفع الباب فإذا ليس فيه غلق،فدخل في بيت مظلم فجعل يلمسه حتى وقع عليه فجس وسادة فإذا هي برذعة وجس دثاره فإذا كساء رقيق. قال عمر! ألم أوسع عليك؟! ألم أفعل بك؟ فقال له أبو الدرداء أتذكر حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أي حديث؟ قال ( ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ) قال نعم! قال فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ قال فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا0
وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عويمر ازدد عقلا تزدد من ربك قربا، قال: قلت: بأبي أنت وأمي وكيف لي بذلك فقال: اجتنب محارم الله تعالى، وأد فرائض الله سبحانه تكن عاقلا واعمل بالصالحات من الأعمال تزدد في عاجل الدنيا رفعة وكرامة وتنل في آجل العقبى بها من ربك عز وجل القرب والعز
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا و لضحكمتم قليلا و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز و جل لا تدرون تنجون أو لا تنجون.
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الأحد 22 يوليو 2012 - 16:38
علأم ممكن مواعيد ثابتة للمسابقة
محمد علام
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصرالتسجيل : 20/02/2010عدد المساهمات : 12007معدل النشاط : 11382التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 15:51
الاخ ماهر ، ليس من حقك وضع اسئلة وتم حذف جميع المساهمات التي تعلقت بأسئلة لك او اجوبة عنها ، واتمني من الاعضاء جميعا ان يلتزموا بدورهم كأعضاء وعدم التدخل في مسئوليات الادارة وكل عام وانتم بخير .
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:14
محمد علام كتب:
الاخ ماهر ، ليس من حقك وضع اسئلة وتم حذف جميع المساهمات التي تعلقت بأسئلة لك او اجوبة عنها ، واتمني من الاعضاء جميعا ان يلتزموا بدورهم كأعضاء وعدم التدخل في مسئوليات الادارة وكل عام وانتم بخير .
السوال الأول لم تقل من فائز بهى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وياعلأم انتا مشرف متميز فاين مشكلة ان العضو ماهر وضع اسئلة فى فترة عدم حضورك مع ان كان يجب عليه ان يسئلك فى هذا وان ياخذ اذنك
محمد علام
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصرالتسجيل : 20/02/2010عدد المساهمات : 12007معدل النشاط : 11382التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:22
تقييم ايجابي للعضو mr. special forces - صاحب الاجابة الصحيحة الاولي - ، وتقييم للعضو falcon للاجابة القصيرة الشاملة التي اتصفت بأنها جامعة مانعة ، واكرر ليس لاحد ان يقوم بشئ من اختصاص الادارة مالم نسمح له بذلك .
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:29
محمد علام كتب:
تقييم ايجابي للعضو mr. special forces - صاحب الاجابة الصحيحة الاولي - ، وتقييم للعضو falcon للاجابة القصيرة الشاملة التي اتصفت بأنها جامعة مانعة ، واكرر ليس لاحد ان يقوم بشئ من اختصاص الادارة مالم نسمح له بذلك .
شكرا على تقييم والأسئلة القادمة متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وممكن الأسئلة تكون فى توقيت ثابت
محمد علام
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصرالتسجيل : 20/02/2010عدد المساهمات : 12007معدل النشاط : 11382التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:29
السؤال الثاني : سيدة من اعظم نساء الانسانية ، وهناك سورة في القراءن الكريم تحمل اسمها ، وسورة اخري تحمل اسم عائلتها ، كانت ام لرسول من رسل الله صلوات الله عليهم وسلم ، بطريقة اعجازية ، فمن هي ؟ وما معلوماتك عنها ؟
محمد علام
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المزاج : كلنا من اجل مصرالتسجيل : 20/02/2010عدد المساهمات : 12007معدل النشاط : 11382التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:31
Mr.Special forces كتب:
محمد علام كتب:
تقييم ايجابي للعضو mr. special forces - صاحب الاجابة الصحيحة الاولي - ، وتقييم للعضو falcon للاجابة القصيرة الشاملة التي اتصفت بأنها جامعة مانعة ، واكرر ليس لاحد ان يقوم بشئ من اختصاص الادارة مالم نسمح له بذلك .
شكرا على تقييم والأسئلة القادمة متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وممكن الأسئلة تكون فى توقيت ثابت
انت علي حق وباذن الله بداية من الغد ستطرح الاسئلة في الواحدة بعد منتصف الليل ان شاء الله ، ليكون هناك فرص متكافئة بين جميع الاعضاء ، ولايقوم بالاجابة من هو متواجد بالصدفة في المنتدي ، بل يعلم الجميع موعد السؤال ومن يريد الاشتراك يتواجد وقتها .
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:35
محمد علام كتب:
السؤال الثاني : سيدة من اعظم نساء الانسانية ، وهناك سورة في القراءن الكريم تحمل اسمها ، وسورة اخري تحمل اسم عائلتها ، كانت ام لرسول من رسل الله صلوات الله عليهم وسلم ، بطريقة اعجازية ، فمن هي ؟ وما معلوماتك عنها ؟
سيدة مريم وسورة مريم ورسول هو سيدنا عيسى
اقتباس :
وسورة اخري تحمل اسم عائلتها
سورة ال عمران أما بعد يقول الله تبارك و تعالى في القرءان الكريم:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً}، و يقول ربنا عز من قائل: { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}، السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين و هي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة صبرت على أذى قومها و كانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز و جل بكرامات ظاهرة و اصطفاها من بين جميع النساء لتكون أماً لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر و السيدة الجليلة مريم عليها السلام هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم و الحديث النبوي الشريف فقد قال الله عز و جل في محكم تنزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فقوله تعالى؛ اصطفاك؛ أي اختارك و اجتباك و فضلك. قال النبي عليه الصلاة و السلام:" و خير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم" رواه الحافظ ابن عبد البر. فهذا الحديث الشريف فيه نص على أفضلية السيدة مريم عليها السلام على سائر نساء العالمين ثم يليها في الأفضلية فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم ثم خديجة بنت خويلد زوج النبي عليه السلام ثم ءاسية بنت مزاحم ثم يلي هؤلاء النساء في الأفضلية عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه و سلم كما قال بذلك العلماء. </font>
ثم ان الله عز و جل قدر في الأزل أن يوجد نبيه عيسى عليه السلام من غير أب و كان هذا أمراً محكوماً به سابقاً في علم الله كونه فتنفذت مشيئته تعالى و كان و تحقق ما شاء الله و قدر في الأزل يقول الله تعالى:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، و يقول ربنا عز من قائل:{ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }، و المعنى أن ما شاءه الله تعالى و قدره في الأزل فإنه يكون و يوجد بلا تأخر و لا ممانعة له من أحد و هذا ما حصل في أمر عيسى المسيح عليه السلام فذات يوم تنحت السيدة الجليلة مريم عليها السلام عن الناس و اعتزلت من أهلها لتقضي أمراً ما فخرجت إلى شرق المحراب الشريف الذي كانت تعبد الله عز و جل فيه حتى صارت بمكان يلي المشرق و كانت الشمس المشرقة قد أرسلت عليها أشعتها فأظلتها حتى لم يعد يراها أحد من الخلق و في تلك اللحظات التي كانت فيها مريم عليها السلام تقضي حاجتها متوكلة على الله عز و جل أرسل الله سبحانه و تعالى إليها أمين الوحي جبريل عليه السلام و كان متشكلاً فظنته مريم عليها السلام إنساناً و خافت أن يتعرض لها بسوء و أذى فقالت له " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً "، أي إذا كنت تقياً فلا تتعرض لي بسوء فطمأنها جبريل عليه السلام و أخبرها أن الله تعالى أرسله إليها ليهبها ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب و هنا قالت له مريم عليها السلام على سبيل التعجب و الإستعلام " أنى يكون لي غلام و لم يقربني زوج و لم أكن فاجرة زانية"، فأجابها ملك الوحي جبريل عليه السلام:" هكذا قال ربك، إن خلق ولد من غير أب هين عليه و ليجعله علامة للناس و دلالة على عظيم قدرته سبحانه و تعالى و ليجعله رحمة و نعمة لمن اتبعه و صدقه و ءامن به و كان خلقه أمراً محكوماً شاءه الله تبارك و تعالى و قدره فلا يرد و لا يبدل"، و كان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم فنفخه في جيب درعها و كان مشقوقاً من قدامها فدخلت النفخة في صدرها فحملت من وقتها بقدرة الله و مشيئته بعيسى عليه السلام و تنفذت مشيئة الله تعالى في مريم عليها السلام كما شاء ربنا تبارك و تعالى و قدر في الأزل يقول الله عز و جل:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. و استمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء بعدد من الأشهر ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس خوفاً من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج و بعد أن صار بعض الناس من قومها يطعنون بعفتها و شرفها و يطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام الذي كان يكفلها و يشرف على تربيتها و تعليمها أحكام دين الإسلام حتى تضايقت مريم عليها السلام من كلامهم تضايقاً شديداً فصبرت على مصيبتها صبراً جميلاً و لما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد جاءها المخاض و هو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة و قد اشتد همها و كربها و قالت:" يا ليتني مت قبل هذا الأمر و قبل هذا اليوم و لم أكن شيئاً "، و هنا جاءها الفرج و اليسر بعد العسر فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها و نادها من مكان منخفض من المكان الذي كانت فيه " ألا تحزني "، و كان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج و بسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام فطمأنها جبريل عليه السلام و بشرها بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهراً صغيراً عذباً فراتاً و أنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني و أن تأكل و تشرب مما رزقها الله عز و جل و أن تقر عينها و تفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام و أن تقول لمن رءاها و سألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحداً؟
عدل سابقا من قبل Mr.Special forces في الخميس 26 يوليو 2012 - 17:53 عدل 2 مرات
FALCON
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 41المهنة : انسان المزاج : ببساطه مزاج انسان؟؟التسجيل : 15/02/2012عدد المساهمات : 6243معدل النشاط : 5539التقييم : 515الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:44
السيده مريم سوره مريم
سوره ال عمران
أما بعد يقول الله تبارك و تعالى في القرءان الكريم:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً}، و يقول ربنا عز من قائل: { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}، السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين و هي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة صبرت على أذى قومها و كانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز و جل بكرامات ظاهرة و اصطفاها من بين جميع النساء لتكون أماً لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر و السيدة الجليلة مريم عليها السلام هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم و الحديث النبوي الشريف فقد قال الله عز و جل في محكم تنزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فقوله تعالى؛ اصطفاك؛ أي اختارك و اجتباك و فضلك. قال النبي عليه الصلاة و السلام:" و خير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم" رواه الحافظ ابن عبد البر. فهذا الحديث الشريف فيه نص على أفضلية السيدة مريم عليها السلام على سائر نساء العالمين ثم يليها في الأفضلية فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم ثم خديجة بنت خويلد زوج النبي عليه السلام ثم ءاسية بنت مزاحم ثم يلي هؤلاء النساء في الأفضلية عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه و سلم كما قال بذلك العلماء.
ثم ان الله عز و جل قدر في الأزل أن يوجد نبيه عيسى عليه السلام من غير أب و كان هذا أمراً محكوماً به سابقاً في علم الله كونه فتنفذت مشيئته تعالى و كان و تحقق ما شاء الله و قدر في الأزل يقول الله تعالى:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، و يقول ربنا عز من قائل:{ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }، و المعنى أن ما شاءه الله تعالى و قدره في الأزل فإنه يكون و يوجد بلا تأخر و لا ممانعة له من أحد و هذا ما حصل في أمر عيسى المسيح عليه السلام فذات يوم تنحت السيدة الجليلة مريم عليها السلام عن الناس و اعتزلت من أهلها لتقضي أمراً ما فخرجت إلى شرق المحراب الشريف الذي كانت تعبد الله عز و جل فيه حتى صارت بمكان يلي المشرق و كانت الشمس المشرقة قد أرسلت عليها أشعتها فأظلتها حتى لم يعد يراها أحد من الخلق و في تلك اللحظات التي كانت فيها مريم عليها السلام تقضي حاجتها متوكلة على الله عز و جل أرسل الله سبحانه و تعالى إليها أمين الوحي جبريل عليه السلام و كان متشكلاً فظنته مريم عليها السلام إنساناً و خافت أن يتعرض لها بسوء و أذى فقالت له " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً "، أي إذا كنت تقياً فلا تتعرض لي بسوء فطمأنها جبريل عليه السلام و أخبرها أن الله تعالى أرسله إليها ليهبها ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب و هنا قالت له مريم عليها السلام على سبيل التعجب و الإستعلام " أنى يكون لي غلام و لم يقربني زوج و لم أكن فاجرة زانية"، فأجابها ملك الوحي جبريل عليه السلام:" هكذا قال ربك، إن خلق ولد من غير أب هين عليه و ليجعله علامة للناس و دلالة على عظيم قدرته سبحانه و تعالى و ليجعله رحمة و نعمة لمن اتبعه و صدقه و ءامن به و كان خلقه أمراً محكوماً شاءه الله تبارك و تعالى و قدره فلا يرد و لا يبدل"، و كان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم فنفخه في جيب درعها و كان مشقوقاً من قدامها فدخلت النفخة في صدرها فحملت من وقتها بقدرة الله و مشيئته بعيسى عليه السلام و تنفذت مشيئة الله تعالى في مريم عليها السلام كما شاء ربنا تبارك و تعالى و قدر في الأزل يقول الله عز و جل:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. و استمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء بعدد من الأشهر ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس خوفاً من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج و بعد أن صار بعض الناس من قومها يطعنون بعفتها و شرفها و يطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام الذي كان يكفلها و يشرف على تربيتها و تعليمها أحكام دين الإسلام حتى تضايقت مريم عليها السلام من كلامهم تضايقاً شديداً فصبرت على مصيبتها صبراً جميلاً و لما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد جاءها المخاض و هو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة و قد اشتد همها و كربها و قالت:" يا ليتني مت قبل هذا الأمر و قبل هذا اليوم و لم أكن شيئاً "، و هنا جاءها الفرج و اليسر بعد العسر فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها و نادها من مكان منخفض من المكان الذي كانت فيه " ألا تحزني "، و كان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج و بسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام فطمأنها جبريل عليه السلام و بشرها بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهراً صغيراً عذباً فراتاً و أنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني و أن تأكل و تشرب مما رزقها الله عز و جل و أن تقر عينها و تفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام و أن تقول لمن رءاها و سألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحداً؟
كله ثقة و توكل على الله عز و جل و حين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدة مريم عليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أن كلموه فتعجبوا من ذلك و قالوا لها مندهشين " من يكن في المهد صبياً كيف نكلمه " فأنطقه الله تبارك و تعالى الذي أنطق كل شىء أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسان فصيح:" إني عبد الله ءاتاني الكتاب و جعلني نبياً و جعلني مباركاً أينما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حياً و براً بوالدتي و لم يجعلني جباراً شقياً و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً "، أنطقه الله عز و جل ليخفف عن أمه مريم عليها السلام الوطأة، فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلة مريم عليها السلام مع ابنها عيسى المسيح صلى الله عليه و سلم تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه و تعالى و التي انقطعت لعبادة ربها و خالقها عز و جل و كانت خير مثال للمرأة التقية التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية غير معترضة على ربها حتى نالت هذه المنزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين لذلك ذكرها الله تعالى بإسمها في القرءان الكريم من بين النساء و أثنى عليها الثناء الحسن يقول الله تعالى في القرءان الكريم:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، و يقول الله تعالى أيضاً في الثناء على السيدة مريم:{ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}
نسأل الله تبارك و تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة و يرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه و سلم و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عدل سابقا من قبل FALCON في الخميس 26 يوليو 2012 - 17:14 عدل 1 مرات
لمين الجزائري
عمـــيد
الـبلد : العمر : 41المهنة : لايهمالمزاج : اجتنبو تغيره فهو مستقرالتسجيل : 06/06/2012عدد المساهمات : 1896معدل النشاط : 1694التقييم : 77الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 16:49
1.مريم العدراء 2.سورة مريم 3.السورة الاخرى هي .سورة آل عمران
4..الرسول هو .سيدينا عيسى عليه السلام 5..المعلومات .نبذة عن حياة السيدة العذراء مريم عليها السلام
.السيّدة مريم بنت عمران عليها السلام
.هي السيدة الطاهرة العذراء المعصومة الزكية الطيبة الطاهرة التقية، سيدة نساء عالمها، مريم بنت عمران، من نسل إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام
.(( ولادتها ))
رُوي أنّ حنّة زوجة عمران كانت عاقراً لم تلد، إلى أن عجزت، فبينما هي في ظلّ شجرة أبصرت بطائر يطعم فرخاً له، فتحرّكت عاطفتها للولد وتمنّته فقالت: يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً، شكراً لك، إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من سَدَنته وخدمه. وقد استجاب لها الله سبحانه، فحملت، وأثناء حملها توفي زوجها عمران.
وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الواقعة بقوله تعالى: {ربِّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرّراً فتقبّل منّي إنّك أنت السميع العليم} [آل عمران:35].
.(( حياتها ))
كانت حياة السيدة مريم عليها السلام عبارة عن سلسلة من الامتحانات والبلاءات والمعجزات والصبر على ما كتب الله تعالى، وأولى تلك الامتحانات أن أمها، التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل، وأسفت حنّة واعتذرت لله عزّ وجل فقالت: {ربّ إنّي وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى}[آل عمران:36].
ولكن الله سبحانه وتعالى قبل هذا النذر، وجعله نذراً مباركاً وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم: {فتقبّلها ربّها بقبولٍ حسن وأنبتها نباتاً حسناً..} [آل عمران:37].
وقد ولدت مريم عليها السلام يتيمة، فآواها الله عند زوج خالتها نبي الله زكريا عليه السلام ، وكان هذا من رحمة الله بمريم ورعايته لها، قال تعالى: {وكفّلها زكريا} [آل عمران:37].
وشبّت مريم عليها السلام ، وبيتها المسجد، وخلوتها فيه، وبلطف الله بها كان الطعام يأتيها من الغيب، وكلما زارها النبي زكريا عليه السلام ، وجد عندها رزقاً، فكان يسأل عن مصدر هذا الرزق لأنه هو كافلها، ويأتي الجواب: {هو من عند الله يرزق الله من يشاء بغير حساب} [آل عمران:37]
وطوال تلك المدة كانت مريم عليها السلام ، وهي المنذورة المقيمة في المحراب، فتاة عابدة قانتة في خلوة المسجد تحيي ليلها بالذكر والعبادة والصلاة والصوم.
.الامتحان الأكبر
كان الامتحان الأكبر لمريم ، العابدة الزاهدة المطهرة، أن بشّرها الله سبحانه وتعالى بولد منها، وهي من غير زوج، فقالت: {أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر} [آل عمران:47]، ولكن الأمر الالهي أتى، ولا مردّ له، {كذلك قال ربّك هو عليّ هيِّن ولنجعله آية للناس ورحمة منّا وكان أمراً مقضياً} [مريم:21].
إن الله سبحانه وتعالى أخرج هذه الآية العظيمة للناس حتى يمتاز المؤمنون عن الكافرين، فشاءت حكمته أن تبتلى امرأة عابدة صالحة بحمل من غير زوج، يصدّقها الصادقون المؤمنون، ويكذّبها الكافرون المجرمون، ويكون ابنها الذي قضاه الله وقدّره على هذه الصورة معجزة وآية في خَلقه وخُلقه، رحمةً للناس في زمانه، وبعد زمانه، وليمهّد الطريق لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام
بعد أن حملت مريم ، وبدأ بطنها يكبر، خرجت من محرابها في بيت المقدس إلى مكان تتوارى فيه عن أعين الناس حتى لا تلفت الأنظار، ولا تثير في وجهها الاتهامات، وقد ألجأها المخاض إلى جذع النخلة، وهي وحيدة طريدة، فتضع حملها ولا أحد إلى جانبها يعتني بها ويواسيها... وقد اجتمعت كل هذه الهموم والمصاعب على السيدة مريم ، وهي من هي في عالم الايمان والتقوى، حتى وصل الأمر بها إلى أن تتمنّى الموت كما أشار القرآن الكريم: {قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسياً} [مريم:23].
وحاشا لله، سبحانه وتعالى، أن يترك إنساناً آمن به ولجأ إليه، وخاصة إذا كان كمريم المصطفاة عليها السلام التي أتاها النداء الإلهي ليعطيها الأمن والأمان.. فناداها رسول الله من تحتها: {ألا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريا وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً} [مريم:24ـ25].
..وهنا تأتيها المعجزات بالجملة، فهذا جدول ماء رقراق يفجّره الله لها، وها هي،وهي ضعيفة من آثار الولادة، تستطيع أن تهزّ جذع النخلة فيتساقط عليها الرطب جنيا.
أما مسألة لقائها قومها، فقد تكفّل بها الرحمن، جلّ وعلا، حين أمرها بالصوم عن الكلام، ولتدع ابنها، السيد العظيم، يتولى الدفاع عنها، وبيان المهمة الكبيرة، والرسالة العظيمة التي سيؤديها.
ولمّا أتت قومها، واستغربوا حملها وإنجابها، أشارت إلى طفلها الوليد، فاستنكروا ذلك وقالوا: {كيف نكلّم من كان في المهد صبيا} [مريم:29].
ولكن الله سبحانه وتعالى أنطقه قائلاً: {إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً* وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً* والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً} [مريم:30ـ33].
...وهكذا يشاء الله سبحانه وتعالى لمريم العابدة ولابنها النبي عيسى عليه السلام ، أن يواصلا رحلتهما لأداء الرسالة الإلهية التي حمّلها إياها
goste
مـــلازم أول
الـبلد : العمر : 34المهنة : Technicien en Reparation des Engins a Moالمزاج : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيمالتسجيل : 16/12/2011عدد المساهمات : 730معدل النشاط : 818التقييم : 28الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية الخميس 26 يوليو 2012 - 23:33
السيدة مريم عليها السلام
الحمد لله رب العالمين له الفضل وله النعمة وله الثناء الحسن، صلوات الله البـر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل وسائر الصالحين.
وبعد، السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين وهي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة، صبرت على أذى قومها، وكانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز وجل بكرامات ظاهرة، واصطفاها من بين جميع النساء، لتكون أمًّا لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر.
والسيدة الجليلة مريم عليها السلام هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم فقد قال الله عز وجل في محكم تنـزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، فقوله تعالى: اصطفاك؛ أي اختارك واجتباك وفضلك.
وبنص الحديث النبوي الشريف فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:" وخير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم"
ولادة السيدة مريم عليها السلام
أما ولادة السيدة مريم عليها السلام ونشأتها، فقد كانت أمها واسمها حنة وهي امرأة عمران، لا تلد فرأت ذات يوم طيرًا يزق فرخه، فتحركت فيها عاطفة الأمومة، وطلبت من الله عز وجل أن يرزقها ولدًا صالحًا، ونذرت أن تجعله خادمًا في بيت المقدس، لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكرًا، ولأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيت المقدس موضع العبادة، ولا يلحقه عيب بذلك.
لكن الله تبارك وتعالى شاء لحنة امرأة عمران أن تحمل بأنثى، تكون سيدة نساء العالمين، وأمًّا لنبي من أولي العزم من الرسل وهو عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام.
ولما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتها مريم، وتولاها الله سبحانه وتعالى برحمته وعنايته وشاء الله عز وجل لنبيه زكريا عليه السلام، وكان زوج أخت مريم، أن يتكفلها دون غيره من الرجال.
فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام والأخلاق الحسنة وينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم عليها السلام صالحة عفيفة، طاهرة، عارفة بالله عز وجل، وتقية وولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل وأطراف النهار.
فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها في المحراب، وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد، كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف، كرامة لها من الله عز وجل، يقول الله تعالى:{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وكان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم، فنفخه في جيب درعها، وكان مشقوقًا من قدامها فدخلت النفخة في صدرها، فحملت من وقتها بقدرة الله ومشيئته، بعيسى عليه السلام وتنفذت مشيئة الله تعالى في مريم عليها السلام، كما شاء ربنا تبارك وتعالى وقدر في الأزل.
واستمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء، بعدد من الأشهر، ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس، خوفًا من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج وبعد أن صار بعض الناس من قومها يطعنون بعفتها وشرفها، ويطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام، الذي كان يكفلها ويشرف على تربيتها، وتعليمها أحكام دين الإسلام، حتى تضايقت مريم عليها السلام من كلامهم تضايقًا شديدًا، فصبرت على مصيبتها صبرًا جميلاً، ولما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد، جاءها المخاض وهو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع، فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة، فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة وقد اشتد همها وكربها وقالت:" قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ".
وهنا جاءها الفرج واليسر بعد العسر، فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها وناداها من مكان منخفض، من المكان الذي كانت فيه " أَلَّا تَحْزَنِي ".
وكان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج، وبسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، فطمأنها جبريل عليه السلام وبشرها، بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهرًا صغيرًا عذبًا فراتًا، وأنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني، وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله عز وجل، وأن تقر عينها وتفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام، وأن تقول لمن رءاها وسألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحدًا؟
وبعد أن ولدت السيدة الجليلة مريم عليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه وسلم، انطلقت به إلى قومها، وكان قومها قد انطلقوا يطلبونها ويبحثون عنها، فلما رأتهم من بعيد، حملت ولدها عيسى عليه السلام، وضمته بين ذراعيها برأفة وحنان، ثم أتتهم به، وهي تحمله، وكان ذلك بعد أربعين يومًا من ولادتها له، فتلقتهم به وهي تحمله وقلبها كله ثقة وتوكل على الله عز و جل.
وحين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدة مريم عليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أن كلموه فتعجبوا من ذلك وقالوا لها مندهشين" كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا " فأنطقه الله تبارك وتعالى، الذي أنطق كل شىء، أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسان فصيح:" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ " أنطقه الله عز وجل ليخفف عن أمه مريم عليها السلام الوطأة.
فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلة مريم عليها السلام مع ابنها عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم، تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه وتعالى، والتي انقطعت لعبادة ربها وخالقها عز وجل وكانت خير مثال للمرأة التقية، التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية، غير معترضة على ربها، حتى نالت هذه المنـزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين، لذلك ذكرها الله تعالى باسمها في القرءان الكريم من بين النساء، وأثنى عليها الثناء الحسن.
فكم هو حري بالنساء في كل زمان ومكان وعلى مر الدهور والأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلة مريم عليها السلام ويتخذنها قدوة حسنة في حياتهن وسلوكهن، ليكتسبن المعالي والدرجات العالية.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة ويرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.