كشف تقرير لهيئة الأرصاد الجوية الإسرائيلية عن تأثر نظام الأمطار في إسرائيل ببناء السد العالي وقال التقرير الذي وضع على مكتب الحكومة، أنه منذ نهاية الستينات من القرن الماضي حدثت تغييرات في أماكن التوزيع وكمية هطول الأمطار في إسرائيل، من الصعب إرجاعها فقط الى تقلبات عشوائية مشيرًا إلى أن كمية هطول الأمطار انخفضت في الجزء الشمالي من إسرائيل، ولوحظ على الجانب الآخر صعودًا في كمية هطول الأمطار على المناطق الوسطى والجنوبية بالبلاد.
وأوضح التقرير أن مصر بالتوازي مع هذه التغييرات كانت قد استكملت بناء مشروع السد العالي بأسوان حيث انجزت المرحلة الأولى منه في عام 1964 وتم تشغيله بشكل كامل في عام 1970، وعلى هذا النحو يتضح انه مثالاً ممتازًا في التأثير على التوازن الايكولوجي في المنطقة.
وحول سؤال: إذا كان بناء سد أسوان اثر على هطول الأمطار في إسرائيل؟... أجاب التقرير بشكل مباشر أن السد العالي أدى إلى خفض تدفق نهر النيل بشدة، مشيرًا إلى انه قبل بناء السد كان يتدفق في المتوسط 40 مليار متر مكعب من المياه الى البحر الأبيض المتوسط كل عام، لكن بعد الإنتهاء من بناء السد وتشغيله انخفض معدل التدفق إلى 3 مليارات متر مكعب فقط.
وأضاف التقرير الذي شاركت في إعداده نخبة من العلماء والمتخصصين في أحوال الطقس والأرصاد الجوية ان هذه التغييرات في التدفق أثرت أيضًا على البحر الأبيض المتوسط وقد رصدت دراسات اوقيانوغرافيه تغييرات ملحوظة في المستويات الحرارية والمالحة في المنطقة الجنوبية الشرقية من البحر الأبيض المتوسط.وتوصل التقرير استنادًا الى هذه الدراسات ان هذه التغيرات الحرارية قد أدت الى تغيير في مواقع نظم ضغط الشتاء في المنطقة الجنوبية وهو ما اثر بدوره على كمية ونوع الأمطار في إسرائيل والتي تتأثر أيضًا بالمناخ العالمي .
وانتهى التقرير الى ان إسرائيل أصبحت تواجه صورة شاملة للأمطار تختلف تمامًا عما اعتادت عليها في الماضي، هذه الصورة آثرت بشكل كبير على الجوانب الهيدرولوجية وتوازن موارد المياه في إسرائيل. وتنبأ التقرير باحتمالات كبرى ان تقل الأمطار في الجزء الشمالي في فصل الشتاء عن المتوسط، التي تعتبر مصادر المياه الرئيسية لإسرائيل ، وثمة أضرار بالغة محتملة تؤثر على توازن الموارد المائية في إسرائيل التي تعانى من ندرة المياه في الأساس .