وزيران ألماني وإيطالي نفيا تحرير الرهائن بالقوة .قال إيطاليون من الرهائن الأوروبيين الذين أفرج عنهم بعد اختطافهم من جنوب مصر إنهم لم يشهدوا عملية إنقاذ بل تركهم خاطفوهم وقادهم مرشدوهم المصريون إلى الأمان، وذلك في نقض تام لروايات رسمية عربية بشأن تحرير الرهائن. وهو ما أكده في برلين وزير الدولة الألماني للشؤون الداخلية وفي روما وزير الخارجية الإيطالي.
وفيما يتعارض مع تصريحات سابقة من مسؤولين في القاهرة عن "خطة إنقاذ" وإطلاق نار، قال الرهائن الإيطاليون المفرج عنهم إنهم لم يسمعوا طلقة واحدة بل إن الخاطفين أعادوا لهم سيارة جيب وجهازا للتوجيه في الصحراء يعمل بالاتصال بالأقمار الصناعية وقالوا لهم إنهم أحرار.
وكانت الروايتان المصرية والسودانية تضاربت بشأن الجهد والدور العسكري الذي بذلته قوات البلدين في "عملية إنقاذ" الرهائن، في حين نأت تشاد بنفسها عن الروايتين ونفت أن تكون أراضيها قد شهدت عملية الإفراج عن الرهائن.
وقالت الإيطالية ميريلا دي جيولي (70 عاما) للصحفيين لدى وصولها إلى دينتها تورينو "طلقات.. لم نسمع شيئا"،
وأضافت "وضعنا ثقتنا في الله وقدنا في الصحراء لخمس أو ست ساعات دون إطارات احتياطية وبقليل من الماء، لو ارتكبنا خطأ واحدا لمتنا".
وتمكن السياح من العودة إلى مصر ورصدوا رجلين مسلحين في الطريق. وقال ولتر باروتو (68 عاما) "في بادئ
الأمر خشينا أن يكونا خاطفين آخرين لكن لحسن الحظ كانا جنديين مصريين وأدركنا أن المسألة انتهت أخيرا".
الخاطفون تركونا
وتتعارض رواية الرهائن عن كيفية انتهاء محنتهم مع تقارير في السودان ومصر عن قتل ستة من الخاطفين في معركة حيث أورد مسؤولون في مصر روايات مقتضبة وتفاصيل متعارضة عن الإفراج عن الرهائن.
وقال رهينة مصري مفرج عنه إن الخاطفين تركوا المجموعة التي جاءت القوات المصرية "بعد لحظات" لإنقاذها.
وفي برلين صرح وزير الدولة الألماني للشؤون الداخلية أوغوست هانينغ لقناة تلفزيونية بأن "فئة من الخاطفين كانت قتلت أو اعتقلت من جانب قوات الأمن السودانية. عندها أفرج (من تبقى من) الخاطفين بأنفسهم عن الرهائن".
وأكد الوزير الألماني أن "قوات خاصة ألمانية كانت توجهت إلى مصر للمساعدة في عملية الإفراج إذا اقتضت الحاجة، لكنها لم تضطر إلى التدخل".
وذكرت مصادر في الأجهزة الأمنية الألمانية أن ستة خاطفين قتلوا الأحد عندما كانوا يحاولون عبور حاجز من دون الرهائن، مؤكدة اعتقال اثنين منهم. وأضافت أن الخاطفين يتحدرون من "قبائل محلية تعمل على تخوم الحدود" المصرية والسودانية والتشادية والليبية.
من جهته أبلغ وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إذاعة محلية الثلاثاء بأنه "لم تكن هناك عملية إنقاذ مسلحة ولم تدفع فدية". وقال فراتيني إن الخاطفين أطلقوا سراح الرهائن عندما أدركوا حجم عملية الإنقاذ الدولية. وأضاف "التعاون الدولي الكبير بين إيطاليا وألمانيا وأجهزة المخابرات السودانية والمصرية مكن من رصد حركة الخاطفين".
لكن الوزير الإيطالي نفسه قال الاثنين إن أفرادا من المخابرات والقوات الخاصة الإيطالية شاركوا في عملية الإنقاذ.
وأكد الرهائن أنهم لم يتعرضوا للعنف وأشادوا بمرشديهم المصريين الذين اختطفوا معهم. وقالت جيوفانا كواجليا "قوتنا الحقيقية كانت مرشدينا المصريين الذين حمونا طوال الوقت"، وأضافت أن النساء في المجموعة بشكل خاص كن خائفات.
وايات متضاربة
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ذكرت أن وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي أبلغ الرئيس حسني مبارك بأن فرقة كوماندوس حررت الرهائن عبر عملية جرت فيها تصفية نصف الخاطفين بمنطقة حدودية في تشاد، لكن إنجمينا نفت هذه الرواية.
ومن جهة ثانية قدم مسؤول سوداني رواية مختلفة عن الطريقة التي تم بها الإفراج عن الرهائن، وقال رئيس إدارة المراسم في وزارة الخارجية السودانية علي يوسف إن رجلين ألقي القبض عليهما الأحد أبلغا قوات الأمن بأن الخاطفين اعتزموا التوجه إلى مصر, مشيرا إلى أن القوات السودانية حاولت عزل الخاطفين الباقين قرب الحدود.
كما قال إن الخاطفين "تركوا الرهائن في ذلك الوقت" وإن الرهائن "عبروا الحدود من تلقاء أنفسهم إلى مصر قبل أن تكون هناك عملية إنقاذ".
أما الجيش السوداني فقال في وقت سابق إنه قتل زعيم الخاطفين وخمسة مسلحين آخرين في معركة بالأسلحة قرب الحدود مع ليبيا ومصر، مضيفا أن الرهائن في تشاد في حراسة 30 مسلحا.
يذكر أنه إضافة إلى الإيطاليين الخمسة، فقد خطف كذلك خمسة ألمان ورومانية وثمانية مرافقين مصريين يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري أثناء رحلة في الصحراء على متن سيارات رباعية الدفع عند سفح جبل عوينات على مثلث الحدود المصرية والسودانية والليبية. واحتجز الرهائن طيلة عشرة أيام في الصحراء.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/467CDD5B-1AA5-43D4-9E70-1D4E59D06AA4.htm
.