لست أمريكيا ولا أحب!
أعوذ بالله من يوم لا أقول فيه: أنا وأنا.. وأنا قرأت أنا فكرت أنا تأملت .. أنا صليت أنا شكرت الله على ما أعطاني أنا استغفرت أنا أذنبت أنا كذبت..
فكيف لا أقول: أنا.. والأدب والفن كله ليس إلا كلمة أنا.. أنا رأيت أنا انفعلت أنا غضبت أنا سعدت..
فالأدب والفن هو ترجمة ذاتية يومية أو العمر كله.. وهذا الفارق بين الفن والعلم. فأنت لا تقول أنا من رأيي أن 2+2=4.. فهذه بديهية أردت أو لم ترد.. ولا تقول إنني مؤمن بأن الحديد يتمدد بالحرارة وأن سرعة الضوء هي 186 ألف ميل في الثانية فكل هذه قوانين علمية اكتشفها الإنسان ولم يخترعها. ففي العلوم تختفي كلمة: أنا ..
ولكن أحب الذي يقول أنا مختلف.. أو سوف أكون مختلفاً لست نسخة أخرى لأحد.. أو ظلا لأحد أ..و في عباءة أحد.. أنا كما أنا..
وأذكر أن الرئيس مبارك في أول زيارة له في لندن وفي مؤتمر صحفي سألوه: ما الفرق بينك وبين عبد الناصر والسادات فقال: إن اسمي حسني مبارك !
برافو يا ريس ..
وعندما سأل الرئيس كيندي طفلا صغيرا ماذا تريد أن تكون في المستقبل فقال: أكون رئيساً لأمريكا!
وكان الرئيس كيندي من أعظم رؤساء أمريكا!
ولما ذهب الرئيس كيندي إلى روسيا ورأى طفلا صغيرا اقترب منه وسأله: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر.. قل إنك تريد أن تكون رئيساً لروسيا. ولكن الطفل قال: بل مهندس صواريخ موجهة إلى أمريكا.
وكان الطفل بعد ذلك وزيراً للصناعات الحربية!
ولما سألوا الكاتب الساخر الكبير أوسكار وايلد: من أنت فقال: أنا لست أمريكياً ولا أحب.. وسئل: وماذا معك من الممنوعات؟
قال: عبق