قائد "الحر" بدرعا: أوقفنا بعض الانشقاقات لدواعٍ أمنية
أوضح قائد المجلس العسكري في محافظة درعا العقيد الركن أحمد نعمة أن
نسبة الانشقاقات العلنية من الجيش السوري انخفضت بعد أن طلب الجيش الحر من
الجنود المتعاطفين مع الثورة البقاء في صفوف الجيش النظامي، من أجل الحفاظ
على الدبابات والسلاح الكيماوي كي لا تقع في أيدي متطرفين.
وأكد في
مقابلة خاصة مع قناة "العربية" أن هؤلاء الجنود والضباط يتعاونون مع الجيش
الحر، مؤكداً أن الكثير مِن مَن حاول الانشقاق عن الجيش النظامي تم قتله.
وفسر
العقيد نعمة قلة الرتب العالية المنشقة في صفوف الجيش الحر بكونه من الأصل
لم يكن هناك في الجيش النظامي جنود من منطقة حوران يصلون إلى رتب عالية،
حيث إن النظام كان يضيق عليهم إن كان في مسألة دخولهم إلى الكلية العسكرية
أو ترقيهم في صفوف الجيش.
وأكد أنه رغم أن عناصر الجيش الحر يأتون
من خلفيات مختلفة ليست كلها عسكرية فإنهم وبعد سنتين من الثورة، وبفضل
احتكاكهم بضباط منشقين، أصبح لديهم الخبرة المناسبة للقتال.
تكتيكياً خطتنا درعا.. استراتيجياً دمشق وميدانياً،
شرح العقيد نعمة أنه في الجبهة الجنوبية يقاتل الثوار القوات الأسدية،
خاصة الفرقة الرابعة والفرقة 15 قوات خاصة، بالإضافة إلى ميليشيات من حزب
الله والعراق وفرق من الشبيحة.
وكشف أنه تم تحرير مناطق عدة من درعا
البلد، ويعمل الآن على تحرير ما تبقى منها بهدف السيطرة على نقاطها
الحدودية، وأضاف: "تكتيكياً خطتنا درعا، استراتيجيا دمشق (..) لن يسقط
النظام أو يهزم إلا في دمشق".
وأوضح أن ستة ألوية من الجيش الحر
تدار من درعا وتقال في دمشق، مؤكداً أنهم "وصلوا إلى قصر الجمهورية وهو
يقصف يومياً. وكذلك الأمر بالنسبة للمربعات الأمنية".
وعند سؤاله عن
مصادر سلاح الجيش الحر، قال العقيد نعمة إنه من الغنائم كما تم شراء سلاح
من تجار العراق ولبنان وفلسطين بأموال أبناء درعا الخاصة، وعاد وأكد أن
الدول الخارجية لا تمد الثوار بالسلاح بل تكتفي بالتمويل اللوجستي.
وأعرب
عن ثقته بأن الثورة ستتجه بالاتجاه الذي يخطط له الثوار، مضيفاً: "المجتمع
السوري واعٍ.. لن يقبل أن يعبث أحد ببلدهم". وأوضح أنه بعد سقوط نظام
الأسد الجيش الحر سيحافظ على مؤسسات الدولة وأمن البلد وسيهتم بتنظيم
المؤسسة العسكرية التي سينضم إليها من يرغب من الثوار.
"إن اضطر النظام سيدخل القاعدة إلى سوريا" وفي
هذا السياق، شدد العقيد نعمة على أن الثورة السورية ليست طائفية، حيث إن
بعض المسيحيين يساعدون الثوار في حين هناك "نسبة كبيرة" من شباب السنة
يقاتل مع النظام ضد الثورة. وشرح أن هذه الفئة الأخيرة "غرر بها وتم
إيهامها بأن الجيش الحر مكون من عصابات إرهابية وسلفيين".
ونفى وجود
أي مشكلة بين الثوار والعلويين "الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء"، مضيفاً:
"نحن نريد أن نعيش في دولة مدنية. نحن ثرنا على الظلم فلن نظلم أحدا".
وأكد
على أن النظام يريد أن يرجع سوريا 50 سنة إلى الوراء، "لا جيش لا بنية
تحتية وإذا اضطروا أن يدخلوا القاعدة ممكن أن يدخلوها حتى تعم البلاد في
الفوضى أو أن تصبح سوريا كالصومال تقع في الفقر"، حسب تعبيره.
يذكر
أن العقيد الركن أحمد نعمة كان ضابطا في الجيش السوري، انشق عن النظام في
أبريل/نيسان 2012 وانتقل إلى الأردن، حيث أمن سلامة عائلته قبل العودة إلى
سوريا ليصبح رئيس المجلس العسكري في درعا.
وانتقاماً منه، سرقت قوات
النظام بيتيه في درعا والشام وأحرقوهما كما عذبوا وقتلوا شقيقه، إلا أن
العقيد نعمة أكد لـ"العربية" أن "الحرية ليس لها ثمن".
المصدر