أوباما يتجه لتزويد المعارضة السورية بأسلحة «فتاكة»
سوريون أصيبوا بهجوم كيماوي في ريف إدلب يعالجون في مستشفى قرب الحدود التركية رويترز
يبدو أن الضغوط الداخلية على الرئيس الأميركي باراك أوباما،
للتحرك بشكل فعال أكثر في الملف السوري، ستثمر نتائج على الأرض، حيث أفادت
تقارير إعلامية أن سيد البيت الأبيض يتجه إلى تزويد المعارضة السوري بأسلحة
«فتاكة»، وهو الأمر الذي كان يرفضه على الدوام، بالتوازي مع إيفاده رئيس
دبلوماسيته جون كيري إلى العاصمة موسكو الثلاثاء المقبل للتباحث، في وقتٍ
أعلنت الأمم المتحدة أن محادثتها ودمشق بشأن إرسال فريق تقصي بخصوص استخدام
أسلحة كيماوية وصلت إلى طريقٍ مسدود.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم ان
«المفاوضات السياسية ما زالت الخيار المفضل في التعامل مع الأزمة السورية»،
مضيفين أنه «من أجل ذلك، أطلقت الإدارة الأميركية جهداً جديداً لإقناع
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان استخدام النظام السوري المحتمل لأسلحة
كيماوية، والتدخل الخارجي الأكبر الذي يمكن أن يولده هذا الأمر، يجب أن
يدفعه لإعادة النظر في دعمه بشار الأسد».
وأوضحوا ان الرئيس الأميركي «يستعد لإرسال أسلحة فتاكة إلى المعارضة
السورية، حيث اتخذ خطوات لتأكيد قيادة الولايات المتحدة بين حلفائها
وشركائها في السعي للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد».
وأكد أحد المسؤولين أنه «على الرغم من ان الرئيس الأميركي يبدي حذراً في
الرد على تخطي الخط الأحمر»، في إشارة إلى استخدام الأسلحة الكيماوية،
«فهو مستعد للإقدام على خطوات تتراوح بين تسليح المعارضة وإرسال جنود إلى
الأرض». وأفاد بأن الوضع «يتخذ منحى تصاعدياً، وقد انتقلنا إلى مساعدة
لديها أهداف عسكرية أكثر».
انواع الاسلحةوذكرت مصادر متابعة عن قرب لسياسة أوباما السورية، أن إدارته تزمع تزويد
«الجهات الموثوقة» من المعارضة بأسلحة مضادة للدروع من نوع
«آ ربي جي 77
لأميركية»، المشابهة لمثيلتها الروسية التي تصل قدرة اختراقها للحديد
المصفح إلى مدى بوصة؛
مما يجعلها قادرة على اصطياد دبابات تي 72 والمدرعات
جي أي زي، الروسيتين الموجودتين بحوزة الجيش السوري.بالإضافة إلى ذلك ستضم الرزمة، مدفعية ذاتية الحركة مضادة للطائرات
والمروحيات على علو منخفض والتي بإمكانها إطلاق نوع من الصواريخ ضد أهدافها
الجوية.ويشكل هذا الأخير بديلاً عن الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات التي لم
توافق الإدارة حتى الآن على وضعها في أيد قوات المعارضة خوفاً من انتقالها
إلى المتطرفين.
وشدد أحد المسؤولين على ان أوباما «لم يغلق الباب أمام التحركات
العسكرية، في استجابة لدعوات المعارضة وبعض أعضاء الكونغرس لتوفير الحماية
ضد الصواريخ الباليستية والهجمات الجوية السورية».
ورداً على سؤال بشأن احتمال إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، قال المسؤول ان الإدارة الأميركية «تراجع كل الخيارات».
لكن المسؤولين شددوا على ان أوباما، الذي تحدث هاتفياً مع بوتين ويرسل
وزير خارجيته جون كيري إلى موسكو الثلاثاء المقبل لمدة يومين، سيتخذ
«قراراً نهائياً بشأن تزويد المعارضة بالأسلحة الفتاكة خلال أسابيع، قبل
لقائه المحدد بالرئيس الروسي في يونيو المقبل».
طريق مسدودإلى ذلك، أعلن الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان الامم المتحدة
لم تحصل حتى الآن من النظام السوري على الضوء الاخضر حتى يباشر فريق خبراء
في التحقيق ميدانيا في احتمال استخدام اسلحة كيماوية.
وقال نسيركي في تصريحات: «لم نحصل حتى الآن على ما نحن بحاجة اليه من
الجانبين بين السلطات السورية ومكتب الامم المتحدة المكلف نزع السلاح حتى
تتمكن هذه البعثة من التوجه الى سوريا».
ورحب نسيركي بما وصفه «الإرادة التي تبديها السلطات السورية في التعاون
بشأن أحداث خان العسل»، مضيفا ان هذا التعاون «يجب ان يشمل حمص، المكان
الآخر موضع الاتهامات». وقال ان دمشق «وجهت رسالة جديدة الى الامم المتحدة
جددت فيها موقفها بأن التحقيق يجب ان يقتصر على خان العسل».
تأكيد روسيأكدت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيقوم
بزيارة عمل لروسيا الثلاثاء والأربعاء المقبلين.. لكنّها لم تعط، في بيانها
القصير جداً، اي تفاصيل عن هذه الزيارة او الاشخاص الذين سيلتقيهم كيري او
المواضيع التي ستدرس. موسكو- أ.ف.ب
http://www.albayan.ae/one-world/arabs/2013-05-02-1.1874491