السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أود أن أضيف وأشير لعدة نقاط هامة جدا هنا:
1- هناك دول كثيرة من حلف الناتو نفسه سوف تسعى بكل قوتها لفك أي إرتباط عسكري مباشر لها من أمريكا في حالة حدوث أي نزاعات واسعة جديدة فضلا أن تكون تلك الصراعات المسلحة بحجم حرب الديناصورات التسلسلية العالمية... فحرب مثل هذا السيناريو الذي نتحدث عنها سيتخلف عنها الكثير أو على الأقل سيحاولون هم بكل طاقتهم أن يتخلفوا عنها قدر استطاعتهم...
وحتى أضرب مثال بسيط جدا على تفكك التحالفات السياسية وتباعتها العسكرية فعلينا أن نتذكر ما حدث في حرب الغرب الأفريقي في مالي فعندما أرسلت فرنسا قواتها في بادئ الأمر رفضت كل الدول الغربية تقريبا تقديم أي دعم ميداني لفرنسا إلا بعض الدعم الشكلي الذي يعتبر دعم إعلامي وسياسي أكثر منه دعم عسكري حقيقي ... ثم بعد أن نشبت حرب تلاسن كلامية بين فرنسا وباقي حلفائها الغربيين فنجحت فرنسا بشكل ملحوظ في زيادة الدعم الذي تلقته في حملتها بالغرب الأفريقي.
والشاهد هنا أن معظم القوى الغربية أرادت في بادئ الأمر أن تنأى بنفسها عن مستنقع وفخ محكم يتم إعداده لهم خصيصا منذ فترة مناسبة تعتبر بعيدة زمنيا نوعا.
ومع ذلك الوضوح في طريقة إعداد الفخ المميت بل وعلانية طريقة إعداد الفخ النهائي وتهيأة مناطق واسعة ومتعاقبة ومتراكبة إلا أنهم ذهبوا إليه بأنفسهم.. ولكن ..
ولكن الشاهد هنا هو حقيقة ظهور بوادر تفكك سياسية واضحة جدا في عمق وقلب التحالفات الغربية الأنجلوساكسونية نفسها وولو على الأقل في بداية إرسال فرانسا لقواتها إلى غرب أفريقيا...
لذلك علينا أن نتوقع زيادة معدل التفكك السياسي الجيوإستراتيجي الأنجلوساكسوني الغربي بشكل أكثر عمقا وتأثيرا...
وكلما كانت زيادة معدلات حدة الصراع تتزايد كلما سنشاهد زيادة وتيرة تفكك التحالف الغربي "الصهيونوراني" أو "الماسوني نوراني".
وأيضا للتأكيد على نفس المعنى فسأسوق لكم الخبر التالي الذي صدر منذ عدة أيام معدودة بسيطة عن ألمانيا وفي الخبر سنشاهد رغبة ألمانية ملحة بأن تفك أي إرتباط مستقبلي لها بأي نزاعات تحتمل تحولها لنزاعات مسلحة بأسلحة تدمير شامل.
- اقتباس :
طباعة الخبر
ألمانيا تسعى لإخلاء البلاد من السلاح النووي الأميركي
2/27/2013 6:26 PM
وكالات
أكدت الحكومة الألمانية، أنها ستواصل مساعيها، من أجل سحب الولايات المتحدة الأميركية، أسلتحها النووية التي تحتفظ بها في ألمانيا.
ولفت تقرير نزع السلاح، الذي صادق عليه مجلس الوزراء اليوم، أن برلين ستعمل في هذا الإطار عبر التشارو مع حلفائها، في حلف الشمال الأطلسي الناتو.
ويعتقد خبراء بوجود ما بين 10-20 رأس نووي في مدينة "بوتشل" ، تعود لفترة الحرب الباردة.
وكانت الحكومة الألمانية، قد أعلنت في 2009 ، عن رغبتها إخلاء البلاد من الأسلحة النووية.
رابط الخبر:
http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=292400&secid=7&vid=2#.UTFMZzeEZUk
2- ليست روسيا والصين فقط هي القوى الوحيدة التي تتربص بالتحالف الصهيوساسكوني...
ولكننا شاهدنا تصريحات ساخنة جدا من رجب أردوغان منذ عدة ساعات فقط وتصريحات أردوغان كانت ساخنة لدرجة أصدرت معها الأمم المتحدة بيان خاص للرد عليها..
ورجب أردوغان قال في تصريحاته " الصهيونية جريمة ضد الإنسانية"...
وهو ما أثار زوبعة إعلامية للتحالف الصهيوساكسوني لدرجة خروج بيان خاص من الأمم المتحدة .
والشاهد هنا أن تركيا التي تعتبر جزء رئيس من حلف الناتو نفسه ولكنها تختلف جذريا في عقيدتها الجيوساسية المستقبلية...
كما أننا شاهدنا خلال الساعات الماضيبة تدشين تركيا لعائلات جديدة محلية الصنع من أجهزة التعارف والتمييز للدفاع الجوي والقطع الجوية والبحرية لديها ... مما يعني أن تركيا تسعى لتحصيل مستوى معين مؤكد من الاستقلالية عن حلف الناتو تحسبا لأي طوارئ أو تحسبا لأي ظروف عملياتية مستقبلية قد تؤثر على استقلالية قرارها السياسي.
وهذه الأخبار وغيرها تؤكد أيضا سرعة التشقق في عمق التحالفات السياسية المستقرة للغرب التي ظلت ثابتة ومضطردة خلال العقود السابقة...
كما أن مدلول سرعة تشقق وتفكك تلك التحالفات السياسية لا يخفى على أحد.
3- سرعة وتلاحق التغيرات السياسية سيكون لها تبعات عسكرية على نطاقات قارية واسعة ...
وحالة الاستنزاف الموسعة نفسيا وسياسيا وعسكريا وإعلاميا واستخباراتيا واقتصاديا التي تتعرض لها أمريكا تتوسع يوما بعد يوم... وعلى المقابل نجد أن الانفاق العسكري الأمريكي في اضمحلال مستمر..
كما أن مستويات الدين الأمريكية وصلت لمستويات قياسية جعلت مستوى التضخم عالميا ومستوى ارتفاع الأسعار للمنتجات العسكرية على مستوى العالم تتصاعد بوتيرة خرافية...
واستمرار حالة الوهن وتسرب الضعف والتفكك السياسي للداخل الأمريكي نفسه لم يعد خافيا على أحد..
كما أن أمريكا بدأت تشهد حالة شعبية ثورية متصاعدة كما حدث مع حركات ثورية كثيرة بعام 2011 وما يحتمل عن تسلح كثير من تلك الحركات.
4- تفكك حالة الوصاية السياسية والعقائدية الأمريكية على العالم...
لم يعد أي شعب في العالم يصدق خرافات وترهات السياسية الأمريكية الخارجية التي تقوم على عقيدة التبشير بما يسمى الديموقراطية وفرضها بوسائل متراوحة على العالم...
والشعوب كلها شاهدت أن الشعب الأمريكي نفسه خرجت بمظاهرات واسعة واعتصامات وحركات ثورية عديدة ترفض العقيدة السياسية الحاكمة للنظام الأمريكي ولدرجة أن الشعار الرئيسي للحركة الثورية الشعبية الأمريكية كان هو شعار " احتلوا" وهو شعار يوضح شعور الأمريكان أنفسهم أنهم بحاجة لإعادة احتلال أمريكا الشمالية من جديد...
وعشرات وعشرات المسائل والأحداث والقضايا التي تظهر أن الشعب الأمريكي نفسه لم يعد يتمتع بقابلية للنظام السياسي الأمريكي فكيف سيقبل العالم من أمريكا أن تتحدث معه في شئونه الداخلية وهي التي لم يعد يتمتع نظامها السياسي نفسه على المستوى الداخلي له بنفس المشروعية التي كانت قبل الحراك الثوري لعام 2011
والشاهد هنا أن عقيدة التبشير بالديموقراطية لم يعد ممكنا التبشير بها أصلا أو فرضها على العالم بالرغم من أن قلة الحياء للإدارة الأمريكية تلعب دور مهم في التخفيف من هذا الشأن ولكن بمرور الوقت ستزداد رغبة الشعوب في التخلص من الوصاية العقائدية والسياسية الأمريكية وليس أدل على ذلك من تصريحات أردوغان السابق الإشارة لها والتي كانت منذ عدة ساعات فحسب... مما يعني فعليا أن المستقبل أكثر تبشيرا للعالم كله بالحرية بما فيهم الشعب الأمريكي نفسه وبالمقابل سيكون مستقبل أكثر سوداوية بالنسبة للإدارة الأمريكية وتحالفاتها الجيوإيدولوجية الصهيوساكسونية.