ذ قبيل احتمال بلورة اتفاق سواء بين إيران والولايات المتحدة أو بين إيران و مجموعة
p5+1 حول الموضوع النووي نورد فيما يلي التصور المحتمل لمثل هذا الاتفاق المستند إلى الموافقة على المكونات الهامة للطرفين.
يبدو أن الطرفين مهتمان بالتوصل إلى اتفاق حول الموضوع
النووي وبذلك يتم تحديد الأزمة غير المستبعدة، أزمة ستقود كما يتبدى
لاحتمال أن تهاجم الولايات المتحدة أو إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية.
و للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق عليه أن يتضمن مكونات لا
يستطيع أي طرف أن يتخلى عنها ومن جهة أخرى أن يتضمن مكونات تحقق للطرف
الثاني الضمانات المهمة بالنسبة له، المكونات الحيوية للطرفين في حالة عدم
وجود تناقض جوهري بينها يمكن أن يستند إليها الاتفاق المستقبلي وهي
كالتالي :
المكونات الهامة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية :
1- المكون الرئيسي : لا يسمح بوضع يمكن إيران من
الاندفاع إلى الأمام وتخصيب يورانيوم بدرجة عسكرية خلال فترة زمنية لا تقل
عن سنة .
-لا يسمح لإيران بالقدرة على فصل الوقود المشع من أي مصدر وإنتاج البلوتونيوم منه وبكميات كبيرة .
-لا يسمح بإجراء بحوث وتطوير لأجهزة التفجير النووية.
-يشكل نظام رقابة متخصص ومتفق عليه للتحقق و بشكل كامل من الاتفاقيات.
ولن تكون هناك أية إمكانية لإلغاء نظام الرقابة أو تعديله أو تغييره بشكل أحادي .
_ مكونات إيرانية هامة في الاتفاق:- المكون الأساسي: (مقنع) يتعين على إيران أن تحتفظ بالتكنولوجيا أو الخيار لإنتاج سلاح نووي إذا ما قررت ذلك .
-لإيران الحق الكامل في الاحتفاظ بمشروع نووي مدني للأغراض السلمية .
-لإيران الحق الكامل في تخصيب اليورانيوم بهدف تزويد الوقود النووي للمفاعلات المخصصة لأغراض سلمية.
-على مجلس الأمن والدول الأخرى (غير الأعضاء في المجلس) أن تلغي وبشكل تام العقوبات التي فرضت على إيران .
-يتم التفتيش و المراقبة على المشروع النووي الإيراني من قبل
الوكالة الدولية للطاقة النووية وليس من قبل دولة أخرى أو مجموعة دول
متخصصة.
-الولايات المتحدة الأمريكية لن تعمل على إسقاط النظام.
بالإضافة إلى ذلك لدى الولايات المتحدة مجموعة تحفظات
إستراتيجية حيث تتنازع مع إيران وهي في حالة مواجهة معها منذ سنوات طويلة،
إيران كدولة داعمة للإرهاب والتي تمس حقوق الإنسان في إيران ومطامح
الهيمنة الإيرانية في منطقة الخليج والمنطقة بأكملها والعداء إلى حد
الدعوة للقضاء على إسرائيل.
بالنسبة لإيران :أي اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية
يعتبر رضوخا للشيطان الأكبر مع ذلك ليس هناك شك أنه يمكن لإيران أن تظهر
أي اتفاق يشمل المكونات المهمة بالنسبة لها على أنه انتصار كبير و هو
الأمر الذي سيسمح لها بتبرير المفاوضات والاتفاق مع الأمريكان.
رؤوس أقلام للمسودة المحتملة للاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران .
مدخل:الطرفان يعترفان بحق إيران غير القابل للنقض بتسيير وتطوير برنامج نووي للأغراض السلمية، هذا الاتفاق جاء لتجسيد هذا الحق.
جوهر الاتفاق:- الجانب السياسي :1- الاتفاق هو بين الولايات المتحدة و إيران بدعم من مجموعة (p5+1) حيث أن الوكالة الدولية للطاقة النووية هي شريك فعال في الاتفاق.
2- الطرفان يعلنان عن إنهاء حالة العداء بينهما.
3- تجري اتصالات اعتيادية و مستمرة بين الدولتين.
4- الولايات المتحدة ترفع العقوبات الخاصة بها و تعمل على رفع العقوبات التي فرضت من قبل مجلس الأمن ومجموعة الدول الأخرى.
العقوبات ترفع بشكل تدريجي .
-طبقا للتقدم في تطبيق بنود الاتفاق وعلى الأخص بالنسبة لإخراج المواد من إيران وإغلاق منشأة التخصيب في فوردو.
التفاصيل الفنية –إنتاج المواد1- القدرة الإيرانية لتخصيب اليورانيوم وبكل التكنولوجيات معا ستحدد بخمسة ألاف كلغ swu/year)) .
2- لا تجري عملية تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 5%
من اليورانيوم (235) والمخصصة للاستخدام وبشكل حصري في مفاعل الطاقة في
بوشهر .
عملية تخصيب اليورانيوم بأي وسيلة كان يسمح لها فقط في منشأة نتانز.
3- منشأة التخصيب في فوردو يتم تحييدها وإيقافها
عن مزاولة أي نشاط نووي وجميع معدات التخصيب الموجودة فيها يتم تفكيكها و
نقلها من الموقع .
4- كلما أنتج في إيران احتياطي من 500 كلغ من
اليورانيوم المخصب وبتركيز (uf6) تنقل هذه الكمية وعلى الفور لإنتاج وقود
بتركيبة uo2)) للمفاعل النووي في بوشهر سواء في ((ucf أو في روسيا .
5- الوقود النووي الذي يشع بمفاعل بوشهر ينقل بكامله إلى روسيا .
الوقود النووي للمفاعلات الأخرى يبتاع في خارج إيران، عقد الشراء يتضمن ضرورة إعادة الوقود بعد إشعاعه إلى البلد الأصلي.
6- إيران لا تتولى تشغيل مفاعل (IR 40) الذي يقام في أراك، تشغيل مفاعل أخر يعمل بالوقود الذي تقل نسبة تخصيبه عن 3.5%.
7- إيران لن تشع أهداف يورانيوم طبيعي والتي يمكن
أن تستخدم لإنتاج البلوتونيوم ولن تشع أهداف يمكن أن تستخدم لإنتاج
تريتيوم.
8- لا يسمح لأي نشاط مرتبط بفصل البلوتونيوم من
الوقود النووي المشع خارج نشاط المختبرات وبوزن وقود مشع لا يتجاوز كلغ
واحد في السنة.
تفاصيل الموضوع : تشديد الرقابة الدولية .
1-هدف الرقابة هو التحقق من أن إيران تنفذ جميع بنود الاتفاق
نصا وروحا وأنها لا تقوم بنشاطات غير مسموح لها وغير معلنة وفقا لهذا
الاتفاق.
2-نظام الرقابة يرتكز على المعلومات التي تصل من مصادره وعلى معلومات أخرى عندما يتجه إلى تخطيط عملياته .
3-إيران تعود وتؤكد البروتوكول الإضافي بحيث يستخدم توسيعه كأساس للرقابة الواسعة وفقا للاتفاق الحالي .
4-عمليات توسيع الرقابة تشمل:
4-1 الوصول الحر إلى موقع أو منشأة في إيران.
4-2 السماح للمسح وقياس أي مكان في إيران أو داخل أراضيها أو تحت السيادة الإيرانية.
4-3 حرية الوصول بدون قيود للوثائق بما في ذلك الحسابات والتوثيق العلمي والتقني.
4-4 الوصول غير المقيد إلى الشخصيات في إيران.
4-5 التصوير الشامل للمناطق الحساسة التي يتم تحديدها من قبل جهاز الرقابة خارج إيران، عرقلة عملية التصوير ستفحص على الفور.
5-تشكيل لجنة مستقلة من الخبراء من الدولتين مهمتها الإشراف
على نتائج أنشطة جهاز الرقابة وحل الخلافات بالنسبة لمدلولات نشاط الرقابة
إذا ما ظهرت مثل هذه الخلافات.
-تنفيذ الاتفاق :1-الاتفاق سيكون ساري المفعول بعد 30 يوما من التوقيع عليه،
الاتفاق سيلغى تلقائيا إذا ما تمت المصادقة عليه من قبل الدولتين خلال 60
يوما من ذلك.
2-الاتفاق ليس محددا بالوقت و أي تغيير يتم إدخاله عليه يكون بالاتفاق بين الطرفين.
3-خرق الاتفاق إذا ما تثبت ذلك من قبل لجنة الخبراء سيتلوه استئناف تلقائي للعقوبات بشكل كامل وبدون الحاجة إلى مصادقات أخرى.
4-خرق إداري مثل تقييد نشاط المراقبين والمفتشين سيؤدي إلى استئناف العقوبات دون الحاجة إلى موافقات أخرى.
الخلاصة:هل مثل هذا الاتفاق ممكن بالنسبة إلى إيران؟ أم أن الأهم هو كسب مزيد من
الوقت والاستمرار في توسيع وتعزيز بنيتها النووية، وهل من المهم بالنسبة
للولايات المتحدة الحوار وعملية التفاوض كإستراتيجية مع مخاطر متدنية لوقف
التهديد النووي الإيراني ؟
-تحليل مكونات يظهر أن من الجاهز أن منطقة الاتفاق بين
الطرفين (إذا ما منحت الولايات المتحدة إيران الانتصار المبدئي حق
التخصيب)، ومن ناحية ثانية هل توافق إيران على تقييد حجم إنتاج التخصيب
ومقاطعة الرقابة و إخراج الجزء الأكبر من الإنتاج من إيران ؟.
الاتفاق ليس من قبيل اللا ممكن وعلى المفاوضات أن تنتهي خلال 60 يوما من بدايتها.
وإذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق خلال هذه الفترة الزمنية سيتم الإعلان عن فشله.
الاتفاق لا يمنع بشكل تام احتمال أن تواصل إيران نشاطها النووي بشكل بعيد عن الأنظار.
ولاشك أن إيران ستحاول شد الحبل قدر الإمكان من أجل خلق أوضاع متأزمة للاختبار.
ردود فعل الطرف الثاني.
من ناحية ثانية ليس من السهل الوصول إلى قرار بأنه حدث خرق فاضح وخطير بل أكثر من ذلك إعادة تفعيل العقوبات من جديد.
بالنسبة لإسرائيل ليس هناك اتفاق جيد لأنه لا يضع حدا للبرنامج النووي العسكري الإيراني، وإنما فقط يعيقه لفترة غير معروفة.
و على ما يبدو لن يكون أمام إسرائيل من خيار غير القول رغما
عنها بأن ثقة إسرائيل حيال النظام الحالي الإيراني استنادا إلى أحداث
الماضي وأنه لا يمكن الترحيب بالاتفاق.
في مثل هذه الحالة إذا ما حدثت معجزة وحافظت إيران بحرص على
الاتفاق فإن مثل هذا سيكون وضعا جديدا وربما سيسمح بعلاقات جديدة مع
الجمهورية الإسلامية، مثل هذا الاحتمال ولدواعي الأسف يبدو ضئيلا.
http://natourcenter.info/portal/2013/02/27/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84-%D9%84%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/