سعيد سالم يكتب: لمُحبى مقارنة مصر بتركيا وقطر وماليزيا وغيرها !! الأحد، 10 فبراير 2013 - 13:10
علم مصر
نسبة الجهل العالية، ومعها نسبة الفقر تجعل الفرد منا- خاصة- الذى
يعانى منهما، أو من أحدهما غير قادر على قراءة أى مشهد، ولو مشهدا
سينمائيا قراءة دقيقة متعمقة! ومن ثم فتخلتط عليه الأمور ويقف عاجزاً عن
تحليل المشهد تحليلاً سليماً مبنياً على صحة ودقة أرقام أو على موضوعية
مواقف معينة، وحيث إن كل ما بُنى على باطل فهو باطل، فإن التحليل الصادر من
فرد جاهل أو فقير فى أى شأن يصبح باطلاً بطلاناً كالعدم، ومنها مقارنة شعب
مصر بمكانة مصر وقوتها بالمقارنة بالعديد من دول العالم كاليابان وأمريكا
وفرنسا وتركيا وإسرائيل وقطر والبحرين، وفى قول آخر مع إيران!!
وهو حق لنا أن نرى دولتنا مصر دولة عُظمى، ونراها كذلك من أكبر عشر أو
عشرين دولة فى العالم، فهذا حق لا ينبغى أن يلومنا عليه أى حاقد أو حاسد من
الأفراد أو الدول، إلا أننا نبحث دائماً عن مكان دولتنا بالمقارنة بهذه
الدول، أو غيرها دون أن نلتفت إلى المقومات والفرص والتحديات التى جعلت هذه
الدول تحتل هذه المكانة الاقتصادية العالية !!
فتركيا – مثلاً – لديها قواعد عسكرية أمريكية يرفض الشعب المصرى السماح بها
على أرض مصر، وهى قواعد تحصل منها تركيا كل عام على عوائد اقتصادية ضخمة
نتيجة لوجودها، كما أن تركيا تُبيح ممارسة الدعارة، وتُرخص لها على أرضها،
وهو أمر مرفوض من الشعب المصرى أن يحدث على أرض مصر، وليس خافياً علينا
العوائد الاقتصادية الكبرى من مهنة الدعارة !! وثالثاً – فإن تركيا
(المسلمة) التى تقع فى قارة آسيا ترغب فى قبول عضويتها بالاتحاد الأوربى
(المسيحى – مع كامل احترامنا للديانة المسيحية) وأنها تبذل النفيس والغالى
لحصد هذه العضوية باشتراطات ومساعدات أوروبية على أعلى المستويات، فهل يقبل
شعب مصر هذه الاشتراطات ليحصل فى المقابل لها على هذه المساعدات؟ ! أظُنه
لا يقبل !! فكيف له أن يعقد دائماً المقارنات بين تقدم مصر (الحثيث) وتقدم
تركيا (السريع)؟ !
أما (قطر) هذه الدويلة الصغيرة من حيث المساحة ومن حيث عدد السكان، فكيف
لنا أن نعقد المقارنة بينها وبين مصر، فقد انفجرت فيها آبار البترول وآبار
الغاز وفقاً لإرادة الله، ولا راد لقضائه، ولم تنفجر فى مصر بنفس القدر،
فازادت قدرتها الاقتصادية ولم تزد فى مصر – هذا أولاً – أما ثانياً، فإن
قطر هذه هى الدويلة التى لديها أكبر القواعد العسكرية الأمريكية فى العالم
وتتحصل من وجودها هذا على حماية أمريكية كاملة، وما أدراك ما أمريكا- فى
جميع المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وهى كذلك
الدويلة التى لا تستحى من استضافة قادة إسرائيل، ولا تستحى من زيارة قادتها
ومواطنيها لإسرائيل، وقد أتمت (قطر) منظومة التطبيع مع إسرائيل على كافة
المستويات، وغير ذلك- فإن قطر هذه لا يُمكنها أن تحيا يوماً دون إصدار
أوامر مباشرة من إيران – عدوة العالم- فهل مُحبو المقارنة من شعب مصر مع
دولة مثل – قطر- يقبلون على مصر أن تكون مثلها !؟ أظُنه لا يقبل – فكيف له
أن يعقد دائماً المقارنات بين تقدم مصر (العاقل) وتقدم قطر (المجنون) !؟
وهو نفس الحال إذا عقدنا مقارنة بين مصر وماليزيا، فإن أسباب نهضة ماليزيا
آراها مرتبطة بأكثر من عامل، أول هذه العوامل- هو موقعها الجغرافى حيث
تحدها حدود سلسلة هادئة غير مُعادية (تايلاند وإندونسيا وسنغافورة وسلطنة
بروناوى) أما مصر- فما أدراك ما حدودها، فهى مُحاطة بحدود ملتهبة (إسرائيل
وفلسطين وليبيا والسودان)، ومن ثم- فإذا تحدثنا عن حماية هذه الحدود،
فكيفينا قول إن تكلفة القوات المسلحة المصرية بالمقارنة بتكلفة قوات
ماليزيا المسلحة كانت تكفى لجعل مصر من أقوى دول العالم، ولكن الضرورة
تُحتم علينا تجهيز قواتنا المسلحة بكُلفة باهظة تستنزف الكثير من مواردنا
!!
أما ثانى هذه العوامل وهو مرتبط بالحدود أيضا، فقد شهدت ماليزيا تطورا
سريعا فى الطفرة الاقتصادية نتيجة لوجود مضيق (ملقا) وهو طريق بحرى مهم
للتجارة العالمية، خاصة لجميع بلاد شرق آسيا العُظمى كالصين واليابان
وكوريا وتايوان وغيرها التى تفوقت صناعياً بأكثر وأعلى ما يكون التفوق،
وعلى رأى المثل – من جاور السعيد يسعد !! ولا يجب أن يفوتنا ذكر أن عدد
سكان مصر قد اقترب عام 2011 من 90 مليون نسمة، فى حين أن عدد سكان ماليزيا
لم يتجاوز حتى الآن 30 مليون نسمة !!
أما إذا عقدنا المقارنة بين مصر والصين، فسوف أُلخص حديثى فى جملة واحدة
أضعها بين القوسين الآتيين: أن اقتصاد الكُفر أكبر وأكثر ربحية، وأكثر
وأقوى نماءً، وأسرع وأسهل بلوغاً من اقتصاد الإيمان، فهل يقبل شعب مصر أن
يقوم اقتصاده على الكُفر والعياذ بالله).
فهكذا يجب أن تكون المقارنات لمن يُحب أن يعقد مقارنات !!
والله الموفق
المصدر