د.محمود أبوزيد وزير الري الأسبق:أحذر من اللعب بالنار في النيل..وكل يوم يمر دون اتفاق يصعب الأزمة
حوار: محمد أبوالحسن
محرر الأهرام فى أثناء الحوار مع الدكتور أبوزيد
دخلت
مكتبه غاضبا وهذا لايليق, قلقا وهذا لا يجوز, انهلت عليه بأسئلة تتهم
بأكثر ما تستفهم. وأشهد أن الدكتور محمود أبوزيد, وزير الموارد المائية
والري الأسبق كان حليما كلما اشتددت. صبورا كلما تجاوزت, أما إجاباته فخالفت المتوقع. هناك من يغرس خنجرا في
قلب مصر, ويحاول إمساكها من أخطر أعضائها الحساسة- عن النيل أتحدث يا سادة-
إثيوبيا تزرع النهر سدودا وأخطرها النهضة, يتعرقل جريانه من المنبع إلي
المصب, بدعم إسرائيلي ودولي. علي مرأي من سلطة ومعارضة تنخرط في حرب بلا
جبهة أو ضمير, وجموع مصرية تطل مأخوذة بالحسرة علي ما يحدث أمامها, منقسمة
علي نفسها ما بين ساخط بالغضب, أو ساكت علي مضض, ويتواري ملف مياه النيل
المتفجر بالرعب, وهو أخطر حتي من الاستعمار, وبدون حمايتها يصبح أي كلام عن
الحاضر والمستقبل هرتلة وخطيئة فادحة. فإذا كانت التنمية حقا لدول
المنابع, فالأمن المائي حق لدولتي المصب, بعيدا عن أزيز الطائرات وطلقات
المدافع.
دكتور أبوزيد, كنت وزيرا للري من عام1997 إلي2009, وشهدت بدايات
الأزمة العاصفة التي نعيشها الآن, فكيف تري دعوات البعض' لمحاكمتك' عما
يجري؟ أجابني بغضب مكبوت: أرفض أن أجيب عن هذا السؤال. فهؤلاء لا يجدون مبررا
لفشلهم, سوي هذا الادعاء, لقد أنجزت43 بندا من بنود اتفاقية مياه النيل
الـ44, قبيل خروجي من الوزارة, في بداية المباحثات كان الإثيوبيون يرفضون
السلام علينا ويقولون أنتم' تسرقون مياهنا', ثم مددنا جسور التعاون
والتفاهم مع دول المنابع, فتغير الوضع, وكنا علي وشك الاتفاق. فلماذا لم
يبنوا علي ما أنجزته بدل البدء من نقطة الصفر ثانية.
إذا كانت دول حوض النيل علي وشك الاتفاق معنا, فما الذي منعها؟ كنا قريبين, لكننا فوتنا فرصة الاتفاق, اختلف وزراء الري حول( صياغة) بند
واحد فقط يتعلق بضمان حقوق مصر التاريخية في مياه النيل, فاقترحوا ثلاث
صيغ,رفعوها لرؤساء الدول, للبت فيها وهو ما لم يتم.
لماذا؟ لقد أهمل الرئيس السابق مبارك الأمر, حتي خرج الاختلاف من الحيز الفني إلي
السياسي, فشعرت دول الحوض أننا نتعالي عليهم, ولا نريد الوصول إلي اتفاق,
وأننا نماطل ونسوف, فتعقدت المشكلة.
لكن من صعد المواجهة؟ نحن, لأن د.نصر الدين علام( وزير الري بعد د.أبوزيد), لم يتفاوض بسلاسة, وهو المنهج الذي كنت أتبعه ويأتي بنتائج.
أقاطعه: هل تقول إنك لو بقيت في الوزارة لأنهيت أزمة مياه النيل بالاتفاق؟ نعم, أعتقد ذلك.
وما الذي يجعلك متأكدا؟! لقد وصلنا معهم لاعتراف' ضمني' بأنهم لا يودون التأثير علي حصة مصر والسودان من المياه, في إطار حل وسط لا يحجب حقهم في التنمية.
قال' تشرشل':' من يتحكم في مياه النيل يتحكم في مصر ومصيرها', فهل الخلافات الحالية حكم بالجفاف أو الإعدام علي مصر؟! لا أظن.. وعلينا أن نضع المشكلة في حجمها الطبيعي, دون تهوين أو تهويل,
يمكن' زيادة' حصتنا من المياه أو' تقليلها', أما حجبها لدرجة الهلاك, فغير
ممكن, المستغل من مياه النيل هو5% فقط من إيراد النهر البالغ1666 مليار متر
مكعب, ويمكن استقطاب الفواقد الهائلة لمصلحة شعوب الحوض.
وما الذي يمنع؟! عدم الاتفاق بين تلك الدول للعمل معا, في مشروعات تفيد الكل, وترجم هذا في
اتفاقية' عنتيبي', لكن مصر لم تتمكن من المشاركة لأسباب تخص أمنها
المائي..
آخذ رشفة من فنجان القهوة: عفوا, دكتور, معني كلامك أن الاتفاقية تضر بالأمن المائي المصري؟ أمن مصر المائي يتلخص في أمرين, الأول هو55 مليار متر حصتنا الحالية, يجب
أن نحافظ عليها, فإذا نقصت تأثر أمننا المائي. والثاني هو المستقبل,
سنصبح140 مليونا في2050, أي نحتاج مضاعفة الاحتياجات المائية, ولابد من
البحث عن طرق لذلك. إن الخلاف حول حصتنا الحالية, ليس حول المبدأ نفسه,
إنما حول كيفية( النص) عليها في الاتفاقية, أي الصياغة القانونية.
إذن الوصول لحل ليس مستحيلا؟! نعم, لكن مساعينا ومساعداتنا ليست علي المستوي المطلوب.
أفهم منك أن إدارتنا الحالية لملف مياه النيل مقصرة؟ لا أريد دخول هذه المساحة, التي تختلف زاوية النظر إليها من شخص إلي شخص, لكن ما أعرفه أن الطريق للتفاهم ليس مسدودا.
إثيوبيا لا توافقك الرأي, فقد شرعت في بناء سدود كثيرة علي النيل الأزرق؟
لا مفر من الاعتراف لهذه الدول بحقوق في النيل, فهو ينبع من أرضهم, وعلينا
مساعدتهم لإقامة عشرات السدود علي الروافد, سدود صغيرة محدودة السعة.
لكن إثيوبيا تتصرف كأن النيل ملكية خاصة, وتواصل بناء' سد
النهضة' وغيره, وقد نقل عن سفيرها قوله'سنواصل إنشاء السدود, شاء من شاء
وأبي من أبي!!'. كان من المفترض أن يسأل عن تصريحاته ماذا يقصد بها, هل ستحارب أم ماذا, لماذا لم يصدر رد فعل عليها.
وسد النهضة ومخاطره علي مصر؟ يري الإثيوبيون أن إنشاء السد أساسي للتنمية وتوليد الكهرباء بالذات وليس
الزراعة, وسيخزن نحو73 مليار متر مكعب, وتتوقف أضراره علي مصر, علي المدة
الزمنية اللازمة للتخزين, لذا يجب التفاوض علي زيادة المدي الزمني لملء
الخزان, برقابة لجان فنية, وبالطبع سيؤثر ذلك في نوعية مياه النيل وحجم
كهرباء السد العالي.
ذكرت صحيفة' جلوبال بوست' أن مصر تفقد سيطرتها علي النيل؟ رد باقتضاب: لا تنس أننا دولة مصب..
دعا د. إبراهيم نصر الدين إلي المسارعة بالانضمام لاتفاقية' عنتيبي'؟ علينا الاتفاق مع' أشقائنا' في دول المنبع, لتقليل الآثار الجانبية,
والسعي لإدارة مشتركة لموارد المياه وتكلفة ومشروعات مشتركة. لماذا نحن
ساكتون وتحركنا بطيء للغاية. أنا خارج دائرة القرار, ناديت كثيرا بعمل مجلس
قومي للمياه برئاسة الرئيس, ومشاركة جميع الوزارات والجهات المعنية وتشكيل
فريق تفاوضي قوي جدا جدا, وبوضع قضية مياه النيل علي قمة الأجندة السياسية
للدولة, بصرف النظر عمن يأتي أو يروح في الحكم, الاستهتار أو التهويل
يضيعان الأمر. لقد تأخرنا وأخشي أن كل يوم يمر يضيف صعوبات جديدة.
لماذا لانلجأ لـ'تدويل' القضية, خاصة أن اتفاقيتي1929 و1959
تضمنان حقوق مصر الثابتة, خلال7000 عام, جري فيها النيل صانعا الحضارة
والحياة في رحاب المحروسة؟ تدويل الموضوع واللجوء للقانون الدولي, في حال الوصول لطريق مسدود.
والحل العسكري؟ إلا الحرب, نحل المشكلة بأي طريق لكن الحرب لا. نحن لا نستطيع, وهم كذلك.
إنهم إخوة وأشقاء, لن نجني من وراء الحرب سوي العداوة بيننا.
لقد ذكرت الأنباء أن إسرائيل تمد إثيوبيا بالأسلحة, استعدادا لحرب مع مصر؟ إسرائيل ليست بعيدة بأي حال, ونحن أقوي كثيرا, لكن لايجوز أبدا أن نشهر
سلاحا في وجه أشقائنا دول الحوض. التفاوض والتعاون وتقديم المساعدة وسرعة
الحركة وفق رؤية سليمة كفيل بإحداث اختراق ملموس, بل يمكن نجني أكثر مما
نريد, لو تفاهمنا. إثيوبيا هي حصة مصر الحالية, إذ تزود النيل بنحو85% من
إيراداته, أما جنوب السودان فهي حصة مصر المستقبلية, وهناك آفاق واسعة
للتعاون بيننا وبينهم جميعا, وللأسف يتركز الوجود الإسرائيلي فيهما لضرب
النفوذ والأمن القومي المصري والإضرار بمصالحنا والتنكيد علينا بكل
الوسائل.
هل يهدف الإسرائيليون لتوصيل مياه النيل إليهم عبر ترعة السلام بسيناء أو شراء المياه؟ هذا من أخطر ما يمكن, وقد اتفقت دول النيل علي عدم توصيل مياهه خارج دول
الحوض وهذا مبدأ مستقر دوليا, وأكثر من دولة عرضت أن تبيعنا جزءا من حصتها
ونحن رفضنا, لأننا ضد تسعير المياه, وسنقف ضده بالمرصاد لخطورته.
هل فشلت' الدبلوماسية الشعبية' في ردم الفجوة بيننا وبينهم؟ لم تأت بنتيجة بل هم استغلوها, لكن ضخ استثمارات ومشروعات في هذه الدول شيء جيد.
وهل ينزعجون من وجود حكم' إسلامي' بالقاهرة؟ من حق أي شعب اختيار من يحكمه. وأظن إسرائيل تؤجج مخاوف الأفارقة من هذه الناحية.
ألا توجد أي' وساطة' تقرب المسافة بين الطرفين, خاصة من جانب
واشنطن التي تحتفظ بعلاقات' استراتيجية' مع الجميع, و مقر قيادة قواتها
الأفريقية' الأفريكوم' في القرن الأفريقي؟ وساطات كثيرة, قمنا برفضها, ربما خشية' تدويل' القضية, وأعلم أن وساطة
أمريكية مازالت قائمة, أرجو أن نطورها ونقبل بها إذا كانت في مصلحتنا, علي
قاعدة لا ضرر ولا ضرار, تجاه توفير التنمية لمصر وإثيوبيا.
كيف يؤثر الحضور الصيني والهندي والأوروبي والإيراني والتركي والاستثمارات الخليجية في المنابع علي موضوع المياه؟
هناك حضور قوي لتلك الدول وإن كان بنسب متفاوتة, مساحات شاسعة في حوض
النيل يجري استثمارها لصالح دول أخري, وفق مبدأ بات معروفا يسمي' خطف
الأرض'- توقف د.محمود أبوزيد برهة, ثم ابتسم بأسي, مواصلا- قلنا لإخواننا
العرب إن استثماراتكم( الآن) قبل حل المشكلة خطر علينا, ونرحب بها بعد
حلها, فلم يلتفتوا إلينا؟!!.
طرح بعض الخبراء التعاون مع الكونجو التي يلقي نهرها بنحو1000 مليار متر في المحيط الاطلنطي لحل الأزمة نهائيا؟
أنا أول من نبه إلي ذلك, وهناك سيناريوهات كثيرة وصعوبات أيضا, ومن
المفارقات المحزنة, عندما كنت في الوزارة طلبت نحو13 مليون دولار, لدراسة
نهر الكونجو ورفع خرائطه ومعرفة أفضل طرق استثماره, لمصلحة الكونجو ومصر
وبقية دول الحوض, وللأسف لم تتجاوب الحكومة مع طلبي, وتركنا المجال لآخرين
يفعلون ويعبثون في مجالنا الحيوي, علينا أن نفيق الآن من أجل المستقبل.
أيضا في جنوب السودان هناك دراسات جاهزة للتنفيذ علي الفور, في بحر الغزال
وبحر الزراف, حيث تهطل500 مليار متر مكعب أمطار, لا يأتينا منها سوي, نصف
مليار ويضيع الباقي في المستنقعات.
تقصد مشروع قناة جونجلي؟
جونجلي وغيرها يمكن أن توفر18 مليار متر مبدئيا, كذلك مشروع جاهز للتنفيذ
أيضا علي بعض الروافد في إثيوبيا يوفر12 مليار متر مكعب لإثيوبيا والسودان
ومصر. مجالات التعاون هائلة, ومياه النيل لو أحسن استغلالها تكفي الجميع
وتفيض, لاتوجد مشكلة حقيقية, إنما نحتاج تحركا سياسيا-فنيا رشيدا عاجلا..!!
ماذا عن تحلية المياه؟
تحلية المياه والتوسع في استخدام المياه الجوفية وترشيد الاستخدام بدائل
لمواجهة الأزمة, لكن ينبغي ألا نترك مياه النيل البديل الأهم, لأنها تتوافر
بكثرة ولا تستغل, بل أن نزيد حصتنا منها. وقفت وراء مشروعات ضخمة اعتبرها البعض بلا عائد, كتوشكي وترعة السلام؟ هذا خطأ شديد, كيف نقول فشلت, هذه مشروعات أساسية للخروج من الوادي وعلينا
إعطاؤها حقها واستكمالها سريعا, فالبنية الأساسية التي لم تستكمل حتي الآن
مهددة بالدمار.
هل صحيح أن جمال مبارك كان وراء إقالتك من الوزارة؟ جمال مبارك وآخرون وبعض كبار المستثمرين كان لهم دور.
وما هو السبب؟ دعنا من هذا, فتلك أيام قد مضت.
مصدر
ملحوظات بسيطة فى نقط
* الكونغو الديمقراطية الدولة الوحيدة من دول حوض النيل التى لم توقع على اتفاقية
عنتيبى حتى الاّن و تساند مصر و تحفظ لمصر جميلها منذ ايام الزعيم الراحل عبد الناصر
* اكبر قوات مصرية خارج مصر فى الكونغو تابعة لقوات حفظ السلام
* دور الازهر فى استقبال البعثات لطلبة و طالبات الكونغو للدراسات الاسلامية
* جنوب السودان و العلاقات الاّخذة فى النمو منذ زيارة رئيس الوزراء المصرى و لقائه
مع الرئيس سلفا كير
كل تلك النقط السابقة مع ما ذكر فى الموضوع اذا احسن استغلالها سيحث الفارق
وبفضل الله من الممكن ان ينقلب الاذى الى فوائد لا حصر لها
--------------------------------------------------------
سد النهضة.. هل أصبح كارت إرهاب لمصر؟
امل سرور
إثيوبيا
تنوي بناء سبعة سدود علي أعالي النيل الأزرق وضفاف بحيرة تانا. بل وبدأت
بالفعل انشاء أضخمها علي الاطلاق علي حدودها مع السودان ألا وهو سد
الالفية التي غيرت اسمه مؤخرا ليلقب بسد النهضة. خبراء إسرائيليون متخصصون في المياه وبناء مشروعات السدود العملاقة علي
الأرض الإثيوبية وزيارات متبادلة ربما تكون سرية في أحيان كثيرة ما بين
أديس أبابا وتل أبيب.
حصص مصر في مياه نهر النيل بالتأكيد ستتأثر بل وستتحول بحيرة ناصر بعد
اقامة السدود الإثيوبية إلي بركة يمرح في مياهها الاوز المصري.
أقاويل وأحاديث كثيرة وربما ايضا شائعات تصل إلي حد المبالغة والتهويل
وربما أيضا يكون أكثر من نصف الكلام حقيقيا ولكن يبقي السؤال بل تتعدد
علامات الاستفهام فتحاصرنا لنجد أنفسنا طوال رحلتنا إلي بلاد الحبشة نحاول
ان نجيب عن سؤال واحد ومهم وخطير قد يحسم أمورا كثيرة ألا وهو. أين
الحقيقة؟
وما هي حكاية كارت الإرهاب الذي اصبح يحاصرنا كلما سمعنا عبارة دول حوض
النيل ألا وهو السدود؟ ولماذا هذا الكم من التكتم الإثيوبي علي مشروع سد
الالفية الذي بات وكأنه سر حربي أو عسكري؟a بداية موضوع سدود إثيوبيا ليس
بجديد فلقد تكلم عنه تفصيليا د. رشدي سعيد ـ رحمه اله ـ وهو واحد من أهم
الجيولوجيين المصريين في كتابه الذي يحمل عنوان نهر النيل نشأته واستخدام
مياهه في الماضي والحاضر ما يدلل علي أن موضوع السدود علي النيل الأزرق ليس
بجديد ولا مستحدثا فلقد كشف د. رشدي سعيد عن دراسة تمت بواسطة مكتب
استصلاح الأراضي بالحكومة الأمريكية فيمابين عامي1959 و1964 عندما دعت
الحكومة الإثيوبية هذا المكتب لدراسة حوض النيل الأزرق لبحث إمكانية تنمية
حوضه بعد ان اتخذت مصر قرارها ببناء السد العالي والكلام علي لسان د. رشدي
أن أحدا لم يكن يعرف كيف يمكن أن يكون هذا العمل وخاصة ان النيل الأزرق
يجري كخانق عميق لم يركبه أحد حتي عشرينيات القرن العشرين, وقد قام المكتب
الأمريكي بدراسة هيدرولوجية, كما قام المكتب بإنشاء59 محطة لرصد النهر
وقياس تصرفاته وبتصوير الحوض من الجو ورفع خرائط له, وقد اظهرت دراسة
المكتب انه لا توجد أراض في دول حوض النيل يمكن زراعتها وإنما توجد اراض في
الهضاب المحيطة يمكن توصيل المياه بها وزراعتها وعلي الأخص منطقة بحيرة
تانا وتصل جملة الأراضي التي ذكرها التقرير أكثر قليلا من المليون فدان
يحتاج ريها إلي حوالي6 بلايين متر مكعب من المياه في السنة وركز التقرير
علي إمكانات استخدام مياه النيل الأزرق لتوليد الكهرباء لذا اقترح بناء
أربعة سدود كبيرة في الجزء الاخير من المجري والذي يبلغ متوسط إنحداره
حوالي متر واحد لكل كيلو متر من المجري والذي يبلغ متوسط إنحداره حوالي50
بليون متر مكعب هي جملة تصرف النيل الأزرق تولد من الكهرباء حوالي25 بليون
كيلو وات في الساعة أي ما يزيد علي ثلاثة اضعاف كهرباء السد العالي.
ولما كانت تكلفة المشاريع التي جاءت بالتقرير كبيرة فقد اقترح المكتب
الأمريكي ان تقوم إثيوبيا بالتركيز خلال القرن العشرين علي بناء السدود
الصغيرة أما مشروعات السدود الكبيرة علي النيل الأزرق فقد اقترح تأجيلها
إلي القرن الحادي والعشرين وقدرت تكاليف مجموعة مشروعات القرن الحادي
والعشرين بحوالي2 بليون دولار وتكلفة سدود النيل الأزرق بحوالي3.8 بليون
دولار هذا حسب أرقام عام.1964
ويستكمل د. رشدي سعيد حديثه عن السدود قائلا ان بناء هذه الخزانات
المتفرقة سيئ بالضرورة فلو تم بناؤها بالتنسيق مع دول ادني الحوض فقد يكون
ذلك خيرا علي الجميع خاصة وان هذه السدود ستنظم سريان مياه النيل الأزرق
علي مدار السنة بدلا من نمطها الحالي الذي يأتي بمعظمها في موسم واحد ولو
ان إثيوبيا بنت جميع السدود المقترحة علي النيل الأزرق وحجزت لنفسها6
بلايين متر مكعب فإنها ستطلق الباقي بمعدل3.6 بليون متر مكعب في الشهر بعد
حجز نحو3% من الماء سيضيع في البخر في خزاناتها, كما ان إطلاق الماء
بانتظام من إثيوبيا سينهي ظاهرة الفيضان والتذبذبات التي تأتي معه في خزان
السد العالي وسيقلل من إرتفاع الماء في بحيرة ناصر إلي الحد الذي سيقلل
منها بما يوازي ما ستأخذه إثيوبيا.
وأكد د.رشدي في نهاية حديثه أن كل هذه الحسابات نظرية ولا يمكن لها أن
تتحقق لمصلحة الجميع دون أن يتم التنسيق بين كل دول حوض النيل خاصة مصر
والسودان وإثيوبيا.
حديث د.رشدي سعيد ربما أضاء لنا الكثير من النقاط حول خلفية موضوع السدود
والخزانات التاريخية وربما ايضا اظهر لنا بعضا من الجوانب الإيجابية لإنشاء
سدود يستفيد منها الجميع ولكنه اشترط الاتفاق والتنسيق الذي يترجم بلغة
هذا العصر إلي المصالح الإقتصادية والتعاون في كل المجالات ما بين دول
الحوض.
الأمر الغاية في الأهمية والذي علينا أن نعرفه جيدا ان هناك علي الأرض
الاثيوبية العديد من السدود التي أقامتها بالفعل والتي تستكمل بناءها وهذا
ما كنت قد عرفته اثناء رحلتي السابقة والتي كانت منذ عام ونصف وقبل أن ندخل
في تفاصيل سد الألفية أو النهضة أصحبك قارئي في جولة سريعة لتتعرف فيها
معي علي السدود الاثيوبية والدول التي تسهم في تمويلها بل واقامتها.
بداية من هيئة الكهرباء الاثيوبية والتي قد قامت بتوقيع اتفاقيات مع ثلاث
شركات صينية لتطوير مشروعات الطاقة الكهربائية وتوليد الطاقة من الرياح
وكان أولها تلك الاتفاقية التي تم توقيعها مع
شركةGEZHOUBAGROUPCOMPANYCHINA وذلك لتوليد الطاقة في منطقة جبنالي داو
جنوب اثيوبيا ووصلت تكلفة هذا المشروع إلي408 ملايين دولار بطاقة254
ميجاوات ومن المقرر الانتهاء من هذا المشروع خلال4 سنوات.
أما الاتفاق الثاني فهو مع شركةSINHYDROCORPRATION لإنشاء مشروع في منطقة
شيمو جايدا باقليم أمهرا ويشمل بناء5 سدود علي خمسة أنهار بقيمة55 مليون
دولار وينتهي العمل فيها بعد4 سنوات.
أما الاتفاق الثالث فهو مبدئيا مع شركةHYDROCHINA بهدف إنشاء مشروعات
لتوليد الطاقة من الرياح في منطقة أداما وميسو بوهارينا وتبلغ طاقة هذا
المشروع51 ميجاوات لكل منها, علما بأن هذه الشركة هي نفسها التي تتولي
حاليا إنشاء سد يتكيزي ووبليس وامبرتي ينشي وجيبي2 و.3 وضعت الحكومة
الاثيوبية خطة رئيسية لمدة25 عاما لتطوير قطاع الكهرباء بقيمة12 مليار
دولار70% منها لتوليد الطاقة.
أما عن سد جيلجيل جيبي1 والذي يقع علي أحد الروافد الصغيرة لنهر جيبي
الرئيسي علي مسافة260 كيلو مترا جنوب شرق أديس أبابا فقد بدأ العمل فيه منذ
عام1985 وبشكل جدي من عام1997 وانتهي في عام2003 وبدأ الانتاج في فبراير
من عام2004 بطاقة183 ميجاوات ويبلغ طوله40 مترا مع وجود ثلاث توربينات وقد
تكلف بناؤه280 مليون يورو قدمها البنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي
وهيئة التنمية النمساوية والحكومة الاثيوبية وتولي عملية الإنشاء كونسريتو
مكون من12 شركة من ايطاليا واسبانيا وألمانيا والبوسنة وفرنسا والنمسا
واثيوبيا.
الألفية بالأرقارم
هذه المعلومات عن السدود الاثيوبية كانت كما قلت منذ عام ونصف بالتمام
والكمال. أما عن هذه الايام فنحن أمام سد الألفية أو النهضة ذاك المشروع
الجبار علي حد وصف الإثيوبيين والذي سينقل بلاد الحبشة نقلة عالمية من جميع
النواحي وفي كل القطاعات. والحق لقد حاولت جاهدة طوال فترة اقامتي في بلاد
الحبشة ان أحصل علي معلومات تفصيلية بشتي الطرق تخص سد النهضة, ولكن للأسف
باءت كل المحاولات بالفشل لأنهم كما قلت يتعاملون علي انه سر قد يرقي إلي
الأسرار الحربية.
لذا استميحكم عذرا ألا يسألني أحد من أين أتيت بكل التفاصيل الخاصة
والدقيقة عن سد الألفية فقط كل ما يهمنا جميعا أن نعرف ما هي حكاية هذا
المشروع. أمننا القومي والاستراتيجي المائي لذا أعرض كل ما وصلت إليه
أيدينا من معلومات لتكون أمام كل القراء بمن فيهم خبراؤنا المتخصصون في ملف
النيل خاصة بعد التطورا الأخيرة وتغيير مجري النيل الأزرق حتي انتهاء
المشروع, فهل يمكن لهذا السد الذي بدأت اثيوبيا في بنائه بالفعل ان يؤثر
علي وصول مياه نهر النيل إلينا؟ أو يمكن أن نصحو من نومنا يوما لنجد بحيرة
ناصر وقد تحولت الي بركة أم أن المسألة أبسط من ذلك بكثير؟
مشروع الألفية هو واحد من أهم خطوات الحكومة الإثيوبية في طريق التزامها
بالطلب الحالي علي الطاقة في البلاد, ومن المتوقع ان يتم الانتهاء من العمل
فيه في سبع سنوات.
المولد تم تصميمه بقوة توليد5250 ميجاوات.
الشركة الاثيوبية للطاقة الكهربائية هي الشركة المسئولة عن توليد الطاقة, تحويلها وتوزيعها وبيعها في اثيوبيا كلها.
وسيتم هذا ضمن خطط موضوعة وأهدافها أن تكون رائدة في توزيع الكهرباء بشكل يقابل الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للأمة الاثيوبية.
سد الألفية هو جزء من السيناريو الخاص بالشركة الاثيوبية للطاقة
الكهربائية حتي تستطيع أن تواكب النمو المتزايد في الطلب المحلي والانتشار
الصناعي, وأيضا تصدير فائض الكهرباء للدول المجاورة.
الإستكمال الناجح للمشروع سيزيد من الطاقة التوليدية للشركة الاثيوبية للطاقة الكهربائية إلي عشرة آلاف ميجاوات.
شركة ساليني للانشاءات ذات نشاط في اثيوبيا منذ العديد من السنوات ومؤخرا
قامت بالانتهاء بنجاح من سد جلجيل جيبي2 بسعة420 ميجاوات, وبيليس بسعة460
ميجاوات اللذين يشكلان معا مايقرب من50% من إنتاج البلد الحالي من
الكهرباء. جلجيل جيبي2 هو إمتداد لجلجيل جيبي1 الذي يعمل من عام2004,
وسيضاف اليها جلجيل جيبي3 الذي يتم إنشاؤه حاليا وسيكون بسعة1870 ميجاوات.
مولد الألفية للطاقة الهيدرولوجية سيتم العمل به علي أساس خطة مسار سريع
ومن المتوقع أن يبدأ في توليد الطاقة الكهربائية بحلول سبتمبر2014
الموقع
ويقع مكان المشروع تقريبا علي بعد700 كيلو متر شمال غرب أديس أبابا علي
ضفاف نهر الأباي, في إقليم بينيشانجل ـ جومز, والمشروع عنصر أساسي في
استغلال إمكانات نهر الأباي ما بين بحيرة تانا والحدود السودانية في توليد
الكهرباء, ويعتمد العمل في الأساس علي إسطوانات من الأسمنت المضغوط للجزء
الرئيسي من السد ومحطتي طاقة في أسفل السد, ويحوي السد محطتين. واحدة ستكون
علي الضفة اليمني بقوة10 توربينات والثانية علي الضفة اليسري بقوة5
توربينات, بقوة5250 ميجاوات للاثنين معا. وعلي الضفة اليسري من السد الذي
سيبلغ ارتفاعه50 مترا وطوله5 كيلو مترات ستقام قناة تصريف فائض المياه
مبنية من الأسمنت ليكملوا الشكل العام للمشروع.
مستويات المياه.
وحسب التقارير الفنية يصل متوسط تدفق النهر في موقع بناء السد الي
حوالي1574 مترا مكعبا في الثانية, لاستغلال هذا الدفق الهائل ـ مع الأخذ في
الاعتبار تضاريس الوادي ـ من المتوقع أن يتم بناء سد رئيسي بإرتفاع150
مترا عبر نهر الأباي, هذا الخزان ستكون1680 كيلومترا مربعا, ويكون مستوي
إرتفاع المياه في الأوقات العادية640 مترا فوق سطح البحر, ومستوي إرتفاع
المياه في الأوقات المتدنية590 مترا فوق سطح البحر, أما سعة الخزان أثناء
الأوقات العادية فستصل الي63 مليار متر مكعب وفي الاوقات المتدنية ستصل سعة
الخزان الي12 مليار متر مكعب الجدير بالذكر أن الخزان سيغمر منطقة تكاد
تكون مسكونة, فلا يوجد قلق من إعادة تسكين.
أما السد الرئيسي فسيكون سدا ثقيلا من إسطوانات الأسمنت المضغوط ينقسم الي
ثلاثة أقسام الضفة اليمني, الضفة اليسري والقطاع الرئيسي في المنتصف أما
القطاع الرئيسي فسيتم استخدامه كقناة لتكثيف تصريف المياه في إطار عمل
المولد, وواجهة الخزان ستكون عمودية مع إنحدار طفيف من الأعلي إلي الأسفل,
وسيبلغ طول واجهة الخزان حوالي1800 متر.
مولدات الكهرباء
ومع نظرة علي التقارير الهندسية نجد أن إرتفاع السد سيكون145 مترا, وارتفاعه من علي سطح البحر645 مترا.
مقدار حجم السد10 ملايين متر, مكعب, وسيحوي أربع قنوات بقطر8 أمتار للقناة
سيتم بناؤها في هيكل السد للسماح بتحويل النهر, كما سيتم بناء سد من
الركام في قاع النهر لاغلاق النهر في موسم الجفاف لاستكمال بناء القطاع
الرئيسي في منتصف السد.
وبالاطلاع أيضا علي تفاصيل التشييد لمولدات الكهرباء وجدنا أنه سيتم إنشاء
مولدي طاقة سيتم بناؤهما أسفل السد الرئيسي علي كل ضفة من ضفاف النهر,
المولد الموجود علي الضفة اليمني سيكون بقوة عشر وحدات توليد, والأيسر
سيكون بقوة5 وحدات توليد, كما سيتم التحكم في مستوي المياه في محور الخزان
عن طريق ثلاثة ممرات لتصريف المياه بحد أقصي19370 مترا مكعبا في الثانية
للدفق, علي أن يكون الممر الرئيسي لتصريف المياه محتويا علي6 بوابات نصف
قطرية تتحكم في التدفق وتقع علي الضفة اليسري للنهر.
أما الممران الأخران لتصريف المياه فليس لهما بوابة ويقع أحدهما في القطاع
الرئيسي في منتصف السد الرئيسي, اما الممر الثاني فسيقع علي الضفة اليمني
للسد الثاني الذي سيصل بين قمتين(saddledam), والذي سيكون ذا محود منحني
بطول متوقع4800 متر, علي أن يكون السد الواصل بين القمتين بارتفاع السد60
مترا, وبطول4800 متر, أما إرتفاع قمة السد عن سطح البحر فسيصل الي645 مترا,
علي أن يكون مقدار حجم السد17 مليون متر مكعب.
ويحوي السد أيضا محطة تحويل بقوة400 كيلو فولت ببسبار مزدوج من المتوقع أن
يتم بناؤها علي بعد1.4 كيلو متر من السد الرئيسي. وسوف تحتوي علي ثمانية
مبان لاستقبال الطاقة المغذاة والمحولة من السد, ومحطات تحويل وتوزيع تلك
الطاقة.
وتقيم إثيوبيا عددا من المخيماتBARRACKS أولها هو المخيم الدائم والذي
سيتم استخدامه عن طريق العاملين يقع علي الضفة اليمني للنهر علي بعد
حوالي12 كم من السد الرئيسي وعلي إرتفاع1200 متر من علي سطح البحر.
ليحتوي علي أماكن الاعاشة والتسكين والخدمات علي مساحة10800 متر مكعب,
ومبني إداري علي مساحة400 متر مكعب, ومبني للزوار علي مساحة360 مترا مكعبا,
ومخفر علي مساحة300 متر مكعب, كما سيحوي عيادة علي مساحة150 مترا مكعبا,
ومدرسة علي مساحة400 متر مكعب, وقد تم بالفعل بناء مخيم مؤقت لتسكين العمال
والمهندسين في بداية سبتمبر2010 ومن المتوقع أن يصل عدد العاملين في السد
إلي12000 شخص في وقت ذروة الإنتاج.
طرق جديدة
وتقوم اثيوبيا الآن ببناء طريق جديد حتي يتم الفصل بين المرور الطبيعي
والمرور الخاص بالمشروع, حيث يستلزم الوصل للمشروع أن تسلك الطريق القائم
والذي يمتد علي الجانب الأيمن للنهر, من جوبا وحتي حدود السودان, وعلاوة
علي ذلك سيتم بناء نحو25 كم من الطرق بداخل موقع المشروع لتسهيل عمليات
التنقل وخصوصا عند مخيمات الإعاشة, وأيضا سيتم بناء جسر جديد يعبر فوق نهر
النيل الأزرق أمام السد الرئيسي ليصل الضفتين معا, ونظرا لعزلة المكان قام
الاثيوبيون ببناء مهبط للطائرات الخفيفة لضمان سرعة التواصل مع أديس أبابا.
الموعد
أما عن الجدول الزمني للبناء فالخطوة الكبري الأولي فيه ستكون تحويل
النهر, حيث سيتم تحويل النهر ليتمكن من بناء القطاع الرئيسي في منتصف السد
الرئيسي, وسيتم ذلك عن طريق أربع قنوات في جسد السد.
القطاع الرئيسي في منتصف السد سيكون أكثر إنخفاضا من الجزءين الأيسر
والأيمن من السد وذلك ليعمل كممر لتصريف المياه في موسم الأمطار حتي يتسني
بناء الأجزاء الأخري من جسد السد أثناء موسم الأمطار, ومن المتوقع أن ينتهي
العمل في بناء السد الرئيسي في يونيو.2016
كما سيتم بناء مولدي طاقة. المولد الأيمن سيتم تشغيل وتجربة وحدتي توليد
فيه مع بداية سبتمبر2014, ثم يتم تشغيل الثماني وحدات المطبقية في
يناير.2016
أما المولد الأيسر فستتم تجربة المولد أثناء الجفاف في ديسمبر2016, علي أن يتم تشغيل جميع الوحدات في مارس.2017
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الأعمال المدنية في يناير2017, علي أن يعمل المشروع بكامل طاقته في يونيو.2017
يد إسرائيلية
تلك كانت كل المعلومات التي وقعت عليها ايدينا والتي تخص سد النهضة
الاثيوبي ليتبقي لنا الاجابة عن تساؤل ربما يحاصر ذهن الجميع في الفترة
الأخيرة الا وهو علاقة اسرائيل بملف نهر النيل وهل لها دور فعال تلعبه في
الخفاء لتوسيع الفجوة بين مصر ودول حوض النيل وعلي رأسها اثيوبيا؟
الاجابة سألخصها لكم علي لسان مايكل كيلو وهو أحد المحللين السياسيين
الأمريكيين والذي كتب كتابا تحت عنوان حروب مصادرة الثروة تكلم فيه الرجل
عن العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية وعن لقاءات عقدت في تل أبيب بين
المسئولين من البلدين والتي تعلقت بإقامة أربعة سدود علي النيل لحجز المياه
وتوليد الكهرباء وضبط حركة المياه باتجاه السودان ومصر بل وأيضا كشف عن
الهدف الإسرائيلي وراء دعم مشروعات إثيوبيا المائية ألا وهو الهمس في أذن
الإثيوبيين لنقض المعاهدة الدولية التي تنظم توزيع مياه النيل.
وأخيرا لا تعليق!.
مصدر