قلق أمريكى من التعاون النووى بين مصر وروسيا بعد زيارة مرسى لموسكو الثلاثاء، 23 أبريل 2013 - 17:22
صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد
يبدو أن زيارة الرئيس محمد مرسى، الأسبوع الماضى ولقائه بالرئيس
الروسى فلاديمير بوتين، لم تكن مريحة لواشنطن، وأثار قلقها بشكل أكبر من
مرسى وتوجهاته، لاسيما فى ضوء ما تم الإعلان عنه بعد هذه الزيارة.
حيث أعلن المتحدث باسم الرئاسة السفير عمر عامر أن المباحثات المصرية
الروسية شملت الاتفاق على التعاون النووى للاستخدامات السلمية، حيث تم
الاتفاق على عمل دراسة لمحطة "الضبعة" وتطوير مفاعل إنشاص، وجاء ذلك بعدما
نقلت وكالة الأنباء الروسية نوفروستى عن وزير الطاقة الروسى يوم الجمعة
الماضى، قوله إن مصر اقترحت أن تشارك روسيا فى تشييد محطة للطاقة النووية
وتطوير مكامن لليورانيوم فى مصر.
وأوضح الوزير ألكسندر نوفاك، فى حديث للصحفيين بعد لقائه مع الرئيسين بوتين
ومرسى، أن مصر اقترحت أن تقوم شركة روستوم النووية الروسية، المملوكة
للدولة بتجديد التعاون مع مصر فى خططها للطاقة النووية المدنية.
وتلك النقطة بالتحديد أثارت قلق الولايات المتحدة، كما جاء على لسان
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فينتريل، الذى قال إن واشنطن اطلعت
على تقارير إخبارية تشير إلى توصل مصر إلى اتفاق تعاون مدنى مع الحكومة
الروسية، مشيرا إلى أن أمريكا تبحث الأمر للوصول إلى حقيقته.
وجاء هذا ردا على سؤال عن مدى قلق واشنطن من هذا التعاون مع روسيا فى
المجال النووى وضمانات أن يكون فى المجالات المدنية فقط، فى متابعة لما
بدأه الرئيس السابق حسنى مبارك عام 2006، عندما أعلنت واشنطن حينئذ قلقها
من انتشار التكنولوجيا النووية، رغم التأكيد حينئذ على أنه تعاون فى
المجالات المدنية.
ربما لم تكن زيارة مرسى لروسيا بشكل عام مريحة للولايات المتحدة، لأسباب من
بينها أن الرئيس المصرى، وخلال تسعة أشهر من توليه الحكم زار إيران،
والتقى برئيسها محمود أحمدى نجاد مرتين، واحدة فى طهران والأخرى فى
القاهرة، وقام بزيارة الصين ووقع معها عدد من الاتفاقيات التجارية المهمة،
وهو ما يبدو فى مجمله نهجا يبتعد عن واشنطن، التى لا تزال حتى الآن تعلق
زيارتها لمرسى لها، حيث أن روسيا والصين لا تزالا قوتين تقفان فى وجه هيمنة
الولايات المتحدة على الساحة العالمية، وتقفان عائقا أمامها فى المشكلة
السورية وإمكانية تدخل مجلس الأمن والأمم المتحدة فيها باستخدامهما حق
الفيتو عدة مرات فى وجه مشروعات قرارات إدانة، فبرنامجها النووى يمثل معضلة
تواجه أمريكا فى الشرق الأوسط وتهديدا لحليفتها الأهم فى المنطقة إسرائيل.
ومن ثم، فإن تلك الخطوات التى يقوم بها الرئيس محمد مرسى، فى الخارج تثير
قلق واشنطن، فهى لا تزال لا تشعر بأمان فى التعامل مع حكم الإخوان المسلمين
فى مصر، برغم موقفهم فى الصراع الأخير بين غزة وإسرائيل، وعدم تدخلهم
لصالح حماس ونجاح الصدارة المصرية، ولو كان هذا عن طريق أجهزة المخابرات،
فى التوصل إلى تهدئة بين الطرفين.
و تعمقت تلك المخاوف الأمريكية مع لقاء مرسى ببوتين، كما تجلى فى تصريح
المتحدث باسم خارجيتها، وربما رأت واشنطن أن تلك الزيارة قد تكون محاولة من
جانب مرسى للحصول على مساعدات من قوى لا تخضع لهيمنة الولايات المتحدة فى
ظل تعثر محاولات الحصول على قرض من صندوق النقد الدولى، الذى تحتاجه مصر
لتدعيم اقتصادها.
وإضافة إلى ذلك، تلك التقارير التى تحدثت عن تعاون مصرى روسى فى المجال
النووى، أثارت مخاوف أخرى لدى أمريكا بشأن مدى سلمية هذا التعاون، فبالرغم
من التصريحات الرسمية المصرية والروسية التى تشير إلى تعاون بين البلدين فى
المجال المدنى فقط، لكن هناك شكوك أمريكية بأن يكون هناك تخطيطا للاستفادة
المصرية من التجارب والخبرة الروسية لوضع بذور برنامج نووى ذى أغراض
عسكرية، وهو أمر بالغ الخطورة بالنسبة لواشنطن لما يحمله من تهديد صريح
لإسرائيل، فامتلاك الإسلاميين فى مصر لبرنامج نووى عسكرى أمر قد يقلب
موازين القوى فى المنطقة، ويجعل الخطر الذى يهدد إسرائيل طوال الوقت أشد من
أى وقت مضى، وهو الأمر الذى لن تسمح به واشنطن على الإطلاق مهما كلفها
الأمر، وحتى لو وصل الحال إلى عداء صريح مع الإخوان المسلمين فى مصر.
كما صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن تبحث الأمر للوصول إلى
حقيقة مخاوف واشنطن وعدم ثقتها فى أن مرسى والإخوان المسلمين، الذين يحكمون
مصر يمكن السيطرة عليهم.
مصدر