في عيدها: حكاية سيناء التي ضحينا بدمائنا من أجلها .. ثم أهملناها !
تحرير سيناء... صورة موضوعية
إسراء كارم _ آية سمير _ مني إمام الخميس، 25 أبريل 2013 08:31 ص
توشريت.. حوريب.. خاست مفكات..
مدرجات الفيروز أو سيناء من اسم إله القمر "سين"، اختلف العلماء في أصل
مسمى المكان، لكن أحدا لم يخطئ أنه أصل الأماكن كلها.
احتار العلماء كثيرا في أصل سيناء
وتسميتها وأول القبائل التي سكنتها، لكن النقوش التي فكها العالم بتري عام
1905 أوضحت أنها نقوش سينائية، عليها أبجدية لم تكن معروفة في ذلك الوقت
مشابهة كثيرا للهيروغليفية، وُجد بعد ذلك أنها كتابه كنعانية ترجع للقرن
الخامس عشر قبل الميلاد.
لعبت سيناء دور "حجر الزاوية" في معظم
الحضارات القديمة التي وجد لها نقوشا وآثارا في كل الجدران، عاش في شمالها
قبائل "الهروشاتيو" وعملوا بالمناجم واستخراج الأحجار الكريمة، على عكس
قبائل "المونيتو" التي عاشت في الجنوب وعملت بالزراعة والأصواف وصناعة
الملابس، ومما تميزت به سيناء قصة "بني إسرائيل" وكيفية خروجهما من مصر
للاختباء في سيناء، ومرور العائلة المقدسة بها في رحلتها.
تكمن قيمة سيناء أنها قلب الوطن الحبيب
مصر، لما لها من مكانة استراتيجيه، سواء اقتصادياً ، سياسياً، جغرافياً،
غير أنها تعتبر خط الدفاع الأول لمصر.
ويلعب موقعها الجغرافي دورا كبيراً في
أهميتها، حيث تقع تحديدا في شمال جمهورية مصر العربية، ويحدها البحر
المتوسط شمالا، و الحد السياسي مع غزة وإسرائيل شرقا ومن الغرب قناة
السويس.
واعتبرت سيناء هدفا حاولت عدد من الدول
الحصول عليه، وظهر ذلك واضحاً في الحروب التي دخلتها مصر حفاظا على هذه
البقعة المباركة من الأرض، كالعدوان الثلاثي الذي قامت به دول "إسرائيل
وفرنسا وانجلترا"، ثم هجوم إسرائيل مرة أخرى في 5 يونيو 1967.
وعانت سيناء كثيرا خلال الأعوام الكثيرة
الماضية، من إهمال، وسوء خدمات، وعدم اهتمام بأهلها، عدا القليل من القرى
السياحية المتناثرة، وفي ظل الظروف الراهنة والانفلات على جميع المستويات،
رأينا أشياءا لم نكن نسمع عنها، مثل الأزمات الكثيرة التي مرت علينا الفترة
الأخيرة من أزمات أنابيب البوتاجاز، السولار، السلع التموينية بجميع
أنواعها، ولم نكن نعلم أنها أزمات مفتعلة، لأنها تهرب عن طريق سيناء إلى
غزة، بدون الطرق المشروعة - الأنفاق التجارية المعلنة -.
ويبدو أن سيناء مطمع استعماري
للكثيرين، وكل حسب مبتغاه، فمنهم الناظرين إليها بعين السياحة، ومنهم بعين
التعدين، ومنهم بعين التهريب من خلالها، والأسوأ المستخدمين لأنفاقها في
تهريب الأسلحة ، المخدرات، وملابس الجيش، لتحقيق مآرب حقيرة لضرب مصر، من
خلال قلبها "سيناء"،ولا ننسى شهدائنا في رمضان 2012عندما دخل عليهم بعض
المسلحين الملثمين، وذبحوهم عند آذان المغرب، وأيضاً ضباط الشرطة المختطفين
في العريش.
وتتميز سيناء باعتدال مناخها شتاءاً،
خصوصاً على شواطئ خليجي العقبة، السويس، والبحر المتوسط، واعتداله أيضاً في
الصيف في جبالها العالية، وبالتأكيد يقوم هذا بدوره في تنيط السياحة بها.
ويذهب السياح من كل أنحاء العالم إليها،
حيث دير سانت كاترين، جبل موسى، ومراكز الاستشفاء الطبيعية فيها مثل عيون
موسى، وأيضاً المنتجعات والمدن السياحية مثل شرم الشيخ، الغردقة، نويبع، و
طابا، كما يحب بعض السياح الذهاب لمناطق البدو، والتواجد معهم، والقيام
برحلات السفاري التي تقام في الصحراء.
وتعد سيناء من أهم المواقع المنتجة
للبترول، وتشتهر بثروتها المعدنية، حيث يوجد بها النحاس، الفوسفات، الحديد،
الفحم، المنجنيق، و اليورانيوم، هذا بالإضافة إلى أجود أنواع الفيروز.
و من أكثر ما يميز سيناء، النباتات
النادرة الموجودة بها على اختلاف ألوانها و أهداف استخدامها الطبيبة والتي
تستفيد منها شركات إنتاج العقاقير إعتمادا على أكثر الاعشاب ندرة في العالم
، ومن أنواع هذه النباتات:
"البطران": والذي تظهر منه أنواع وألوان
مختلطة مابين الأخضر والأزرق، ويتناولها أهالي سيناء بعدة طرق سواء بالغلي
أو بتناوله كما هو، ومن فوائدة إزالة ألام المعدة والمحافظة على جمال
البشرة.
ويقول البدو إن هذه الأعشاب من أفضل ما يتم استخدامه لديهم لهذه الآلام، كما أنهم يأخذونه أحيانا يوميا قبل النوم كنوع من الوقاية.
و"النهيدا" نوع من أنواع النباتات
المهدئة التي يستخدمها بدو سيناء، يمكن أن يتناولوها كما هي أو يقوموا
بوضعها على الطعام، وتتميز "النهيدا" بألوانها العشبية الخضراء مع نمو بعض
الزهور الصفراء في منتصفها، وهي من أكثر الأعشاب انتشارا في سيناء.
و"الإليجان" يأخذ منه البدو الشاي
الأخضر الذي يتميز بقدرته على تقليل الكولسترول بالجسم و الإنقاص من نسبة
الدهون وتوازن ضغط الدم، ويجده البدو غالبا ينمو على الصخور في الأماكن
الجبلية.
أما "النجد" والذي يقول البدو انه يتميز بمذاق ورائحة رائعان، فهو يبدو في طعمه كفاكهة الخوخ وينمو غالبا بعد هبوط الأمطار.
و"نبات الغاغا" يعمل كمضاد للسموم
القاتلة من اقسي أنواع الحيوانات في صحراء سيناء ،مثل سموم العقارب
والأفاعي ، ويقول البدو أنهم يضعون "الغاغا" فوق الجرح مباشرة، فيقوم
بامتصاص السم من داخلها.
"السياله": وهو من أكثر النباتات المتواجدة في سيناء، لكن البدو لا يستخدمونها في طعامهم بقدر ما يضعوها كطعام للجمال.
ونشر موقع"لون ترافيل" أن سيناء بها
بجانب كل هذا حوالي أكثر من 36 نوع نبات نادر آخر وغير متواجدين في العالم
سوى في سيناء، وكما يصفها الشيوخ البدو هناك فهي"صيدلية طبيعية" لكل
الأمراض الموجودة بالعالم.
وينقسم السكان في سيناء حتى الآن إلى
الشمال والجنوب، تماما كما كان الحال في الماضي، هؤلاء لهم أعمالهم وشئونهم
الخاصة، وهؤلاء لهم حياتهم المختلفة تماما، إلا أن أعمال البدو في أكثر
اللحظات التي احتاجتها مصر لا تنسى، فمن ضمنهم "المجاهدين" الذين اشتركوا
في الحرب بجوار الجيش المصري دفاعا عن بلدهم ، وكان لهم دور بارز لمحاربة
العدو.
وافتتحت -الأربعاء٢٤ أبريل- جمعية تضم
عدد من هؤلاء المجاهدين ضد الاحتلال الإسرائيلي بحضور محافظ شمال سيناء
اللواء عبد الفتاح حرحور واللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني.
وجاء هذا الاختيار لموعد الافتتاح بمناسبة عيد تحرير سيناء، إلا أن المجاهدين اعتبروا هذا اليوم بمثابة عيدين.
و قال رئيس جمعية المجاهدين في سيناء
الشيخ "عبدالله جهامة"، أن طلب تأسيس جمعية للمجاهدين جاء من زمن بعيد، إلا
أن القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسي هو
من وافق علي سرعة إنشاء مبنى جمعية للمجاهدين ."
وأشار إلى أن هذا جاء تقديرا من القائد
العام للمجاهدين الذين قاموا بأعمال بطولية بعد حرب ٦٧ ، وانخرطوا في العمل
الوطني وجعلوا سيناء كتاب أمام القيادة العسكرية.
وأوضح، أن القوات المسلحة هي التي تعرف قيمة وقدر المجاهدين، مشيرا لأن تقدير الدولة للهم يرفع قيمة الانتماء في نظر الشباب لهم.
وأختتم حديثه، بأن الجمعية تضم ٧٥٧ بطلا من معظم محافظات الجمهورية وليس من سيناء فقط.
مصدر