مقابلة مع أردني شارك بمجزرة رهيبة في شارع الثورة بدمشق نشرت صحيفة 'صندي تايمز' البريطانية الصادرة صباح اليوم مقابلة مع أحد
إرهابيي 'جبهة النصرة' اللذين نفذا مجزرة التفجيرات الرهيبة في 'شارع
الثورة' بدمشق في 21 من شباط/ فبراير الماضي، التي أسفرت عن استشهاد وجرح
قرابة 300 من الأبرياء وعابري السبيل قسم كبير منهم من أطفال وتلاميذ
المدارس المجاورة والمواطنين ركاب الحافلات العامة والخاصة.
وقالت مراسلة الصحيفة في بيروت، هالة جابر، إنها التقت المدعو'أبو
اسماعيل' دون أن تحدد مكان التقائها به، مشيرة إلى أنه أردني الجنسية من
مدينة الزرقاء ويبلغ عمره 25 عاما، وإلى أنه أخبرها بأنه الشخص الثاني الذي
شارك في عملية 'شارع الثورة' لكنه فشل في تفجير سيارته نتيجة لكسر ذراعه
وإصابة إحدى عينيه إصابة بالغة جرّاء التفجير الذي نفذه زميله قبله ، ما
دفعه إلى إيقاف سيارته نظرا لعدم تمكنه من متابعة مهمته.
ويقول 'أبو اسماعيل' إنه أمضى أربعة أشهر في أحد مقرات 'جبهة النصرة' في
منطقة 'جوبر'قرب دمشق مع مقاتلين عرب ومن جنسيات أخرى بينهم أتراك وسعوديون
وألمان وكويتيون وتونسيون، وإنه حين نفذ مهمته كان في وداعه أكثر من عشرين
من زملائه الذين 'باركوا له سلفا نكاحه 72حورية عذراء كنّ بانتظاره في
الجنة'!
شريط يوثق عملية اعتقال الإرهابي 'أبو اسماعيل' وإسعافه إلى المشفى 601
(مشفى المزة العسكري) من قبل عناصر أمن حاجز'شارع الثورة' وهم يصرخونساخرين
( هدا هو العرعور) ...وسيارته التي لم تنفجر
وتابع روايته بالقول إنه ركب سيارته 'البيك آب'(في الواقع ميكرو باص صغير)
وانطلق من 'جوبر' عند الظهيرة محملا بطنّ من المتفجرات ، بينماكان زميله
'أبو القعقاع' (وهو كندي من أصل عربي) يسبقه مسرعا بسيارة أخرى على متنها 3
أطنان من المتفجرات. ويضيف'لم أكن خائفا خلال الرحلة، وفي الواقع كنت
سعيدا لأني ذاهب إلى السماء (لنكاح الحوريات) ...لكن سيارة أبي القعقاع
انفجرت قبل أوانها ، الأمر الذي أدى إلى تحطم السيارات المحيطة وقتل المارة
وتمزيق أطرافهم، وكان بينهم أطفال خارجون من مدارسهم'. ويتابع'لهذا اضطررت
إلى إيقاف سيارتي بسبب كسر ذراعي اليسرى وفقدان عيني وإصابة جمجمتي نتيجة
قوة الانفجار، وأخذت أصرخ طالبا ماء للشرب ، فقد كان اللهب والحرارة
الناجمان عن حريق الانفجار رهيبين(...).وأثناء ذلك ظهر رجل غريب من بين
الدخان قائلا : لا تقلق، أنا أبو خالد من الجيش الحر، اسمح لي بمساعدتك.
وبعد ذلك لم أعد أذكر شيئا إلى حين وعيت ووجدت نفسي في المشفى'.
وهنا 'المقلب' الذي شربته الصحيفة ومراسلتها،. فالمراسلة لا تعرف ، ولم
تنتبه إلى أن ما أخبرها به 'أبو اسماعيل' بشأن إنقاذه من قبل'الجيش الحر'
ليس سوى خرافة وفبركة غبية من قبله. في الآن نفسه من أن تكون صحفية عريقة
مثلها،سبق لها وغطت الكثير من الحروب في العراق وغيره، على درجة من السذاجة
بحيث 'تشرب مقلبا' من هذا النوع. فمن المعلوم أن 'أبو اسماعيل' اعتقل من
قبل أجهزة مخابرات النظام أمام المئات من الناس، وأن هناك شريطا يوثق عملية
اعتقاله مع سيارته التي لم تنفجر
المصدر