0
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 18/05/2013.المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية لموقع دبكا 18/5/2013في يوم الأربعاء 15 مايو صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى
لصحيفة نيويورك تايمز أنه إذا ما واصل الأسد نقل السلاح لحزب الله فإن
إسرائيل ستعمل على إسقاطه.
بعد أربعة أيام من ذلك وفي السبت 18 مايو صرح مسؤول إسرائيلي
رفيع المستوى لصحيفة التايمز اللندنية أن إسرائيل تفضل أن يبقى الأسد في
السلطة.
في ليلة الجمعة بثت شبكة التلفزيون الأمريكية فوكس صورة
لجنود كوماندوس إسرائيلي يتحركون داخل أراضي سورية وهم يعودون إلى داخل
الأراضي الإسرائيلية.
وبدون الدخول في السؤال إذا كان الأمر يتعلق بذلك المسؤول
الرفيع المستوى الذي تحدث مع الصحيفتين أو لا فإن هذه المواقف المتناقضة
الواقعة في الميدان تشير إلى ارتباك وتشوش يسيطران على القيادة السياسية
والأمنية الإسرائيلية بالنسبة لما يحدث في سوريا.
الأسوأ من ذلك الارتباك استمر بالنسبة لاحتمال شن حرب
استنزاف سورية في هضبة الجولان وربما حرب استنزاف يشنها حزب الله باتجاه
الجليل الأعلى والغربي، وهناك ستة أسباب أساسية حسب أهميتها:
1-عدم قدرة ورغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يقرر فيما
إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا في سوريا ولو بشكل محدود على شكل
تطبيق الحظر الجوي في مناطق محدودة.
أوباما لم يقرر ما إذا كان سيزود المتمردين السوريين بالسلاح وإذا ما قرر ذلك فمن هم المتمردين الذين سيحصلون على السلاح.
على الرغم من أن أوباما اعترف يوم الخميس 16 مايو عندما كان
رئيس الحكومة التركية طيب أردوغان يقف إلى جانبه في البيت الأبيض بأن
الولايات المتحدة اكتشفت أدلة لاستخدام سلاح كيماوي في سوريا، وعلى الفور
أضاف من المهم أن نحصل على تفاصيل أكثر أهمية عن هذه الهجمات الكيماوية.
بعبارة أخرى الولايات المتحدة توافق على استخدام -على الأقل
بشكل محدود- السلاح الكيماوي في الحرب في سوريا وهكذا تم اجتياز الخطوط
الحمراء التي وضعها الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو بالنسبة للسلاح الكيماوي السوري، لذا ينبغي أن نضيف ما قاله
بنيامين بن أليعازر وزير الدفاع الأسبق الذي صرح الأسبوع الماضي بأنه
متأكد من أنه نقل إلى حزب الله سلاح كيماوي ومنظومات أسلحة متقدمة.
3-الإخفاق الأمريكي الإسرائيلي في منع نقل صواريخ مضادة
للطائرات من نوع متقدم من طراز S-300 وصواريخ بحر-بحر ياهونت المزودة
برادار متقدم تضاعف من مداها ودقة إصابتها من روسيا إلى سوريا.
رئيس الحكومة نتنياهو رفض يوم الجمعة الانتقادات والتقارير
عن فشل لقائه يوم الثلاثاء 14 مايو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث
حاول إقناعه بعدم إرسال الصواريخ إلى سوريا قائلا:سأواصل السفر إلى أي
مكان يتطلب ذلك وسأتحدث مع كل من يرى ضرورة في الحفاظ على أمن إسرائيل.
وبذلك اعترف نتنياهو بأنه لم يكن بوسعه أن يفعل شيئا أمام تدفق السلاح الروسي إلى سوريا غير الكلام.
4-هذا الموقف من قبل نتنياهو ناجم بصفة أساسية عن الأخطاء
الإستراتيجية الإسرائيلية التي اعتمدت بصفة أساسية على التقديرات
الاستخباراتية المضللة وكذلك من خلال الالتصاق التام لنتنياهو بسياسة
أوباما تجاه سوريا.
كل هؤلاء رفضوا أن يروا ويعترفوا بالوضع الحقيقي في ساحات
المعركة السورية، وبينما الجيش السوري بدأ ينتصر في ساحة المعركة
والمتمردون فقدوا جزءا كبيرا من إنجازاتهم في السنتين الأخيرتين تواصل
واشنطن والقدس وأنقرة التمسك بالتقدير بأن الأسد سيسقط في الأيام القليلة
القادمة.
5-التقديرات المضللة بالنسبة للأسد ناجمة بصفة أساسية عن سببين رئيسيين:
أ-عدم رغبة أو قدرة إدارة أوباما ونتنياهو وأردوغان على وقف
التدخل العسكري الروسي والإيراني وحزب الله في الحرب في سوريا، واشنطن
والقدس وأنقرة صمتت وما تزال تواصل الصمت عندما دخل أفراد الجيش الروسي
ومازالوا يواصلون الدخول إلى سوريا من أجل تأهيل بطاريات الصواريخ إلى أن
تتمكن الأطقم السورية من تلقي التدريب ومن القدرة على استخدامها.
الجسور الجوية والبحرية الروسية والإيرانية تواصل الهبوط في
القواعد الجوية السورية ألوية بأكملها من حزب الله ووحدات خاصة من الباسيج
الإيرانية تتولى بنفسها وتحت مسؤوليتها قطاعات كاملة في الحرب.
واشنطن والقدس والأردن أيضا التزمت الصمت عندما دخلت وحدات
شيعية عراقية وعلى الأخص رابطة المؤمنين وحزب الله العراقي وعصائب أهل
الحق وحوالي 3000 مقاتل دخلوا من العراق إلى سوريا.
ب-في سوريا نشأ وضع فشلت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل من
تفكيك محور طهران دمشق وحزب الله وهو الهدف المفضل لدى إدارة أوباما عرض
كسبب رئيسي لماذا يتردد في مهاجمة البرنامج النووي الإيراني.
الآن هذا المحور تعزز وانضمت إليه كل من روسيا والعراق.
في مثل هذا الوضع لا ينبغي أن نستغرب أن طهران دمشق وحزب الله الذين يشعرون بأنهم الطرف المنتصر في الحرب يعدون للمرحلة القادمة.
حرب الاستنزاف ضد إسرائيل في هضبة الجولان هذه الحرب بدأت في
الحقيقة بإطلاق قذائف هاون على موقع الرصد التابع لجيش الدفاع في هضبة
الجولان يوم الأربعاء 15 مايو ولم يكن هناك أي رد فعل إسرائيلي عليه.
6-حرب الاستنزاف في الجولان ليست جديدة لا بالنسبة لموسكو
ولا بالنسبة لدمشق، قبل 39 سنة وعلى مدى ثلاثة أشهر من مارس وحتى مايو
1974 خاض السوريون الذين رفضوا الاعتراف بهزيمتهم في حرب يوم الغفران
وطبقا لنصيحة موسكو حرب استنزاف ضارية في مواجهة جيش الدفاع في الجولان.
في إطار هذه الحرب التي سميت في ذلك الوقت الحرب الصغيرة
سقطت القذائف على مستوطنات هضبة الجولان وحاول السوريون عدة مرات احتلال
جبل الشيخ.
السر الكبير لهذه الحرب هو أن موسكو نقلت في حينه إلى الجولان السوري لواءين مدرعين من كوبا حاربا ضد إسرائيل.
الآن موسكو تجد نفسها في سوريا في تحالف مع طهران وهي معفاة من نقل قوات أجنبية إلى سوريا نظرا لأن مثل هذه المهمة تقوم بها طهران.
وفي يوم الجمعة 17 مايو ورد أن زعيم إيران خامينائي كلف قائد
كتائب القدس الإيرانية الجنرال قاسم سليماني بنقل قوات إلى سوريا والبدء
بحرب استنزاف ضد إسرائيل في هضبة الجولان.
مصادرنا العسكرية تشير إلى أن هذه الحرب تحمل في طياتها
القدرة على الانتشار إلى الحدود الإسرائيلية مع لبنان والحدود التركية مع
سوريا والحدود السورية مع الأردن والعراق.
http://natourcenter.info/portal/2013/05/18/%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%83-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A8%D8%B3%D8%A8/