بسم الله الرحمن الرحيم
ندااء .. من غــزّة
أيها المسلمون:
من أرض غزة المحروقة أناديكم
بلسان أمي المفجوعة بولدها أناديكم
من تحت أنقاض مسجدي المهدوم أناديكم
ومن جنب جسد أخي الممزق أشلاء أناديكم
أناديكم وأنا أبحث عن رجله التي تطايرت جراء صاروخ يزن طنا ونصف ألقي علينا
ومن جنب أشلاء جيراني المحروقة أناديكم
ألسنا وأنتم أخوة ؟!
أليست لا إله إلا الله تجمعنا و تجمعكم؟!
أليس رسول الله قدوتنا وقدوتكم؟!
أليس كتاب الله مهوى قلوبنا وقلوبكم؟!
أليست الكعبة قبلتنا وقبلتكم؟!
أليس الدم الذي يجري في عروقنا هو دمكم؟!
نحن نذبح, ونقتل, أطفالنا تيتمت, ونساؤنا ترملت, وشيوخنا قتّلت, وبيوتنا هدمت, ومساجدنا دنست وقصفت, ومصاحفنا فيها حُرّقت ...
فماذا أنتم فاعلون؟!
أتتركونا في كهف اللئام, أتدعونا وحدنا نواجه الإجرام؟!
أتتركونا
لعدو ملك أمرنا، سماءنا وبرنا وبحرنا، أم لقريب أعانه علينا، فأغلق
متنفسنا، ومنع عنا المدد والعون، وطالب عدونا بأن ينتصر علينا جهارا نهارا
لا يخاف الله ولا عباد الله!!
يا ويحكم, ويا سواد آخرتكم, إن لم
توقفوا ذبح أطفالنا الذين هم أطفالكم, وتوقفوا هتك عرضنا الذي هو عرضكم,
وتوقفوا تدنيس مساجدنا التي هي مساجدكم..
أيها المسلمون:
كونوا على قدر الحدث وكفاكم تخبطا..
ألا ترتقون لمستوى الدماء التي أريقت والعبرات التي اهريقت؟!
المقتول هو الذي يحدد ما الذي يحتاجه لا المتفرج,
نعم حين لا ترقون لمستوى الحدث فأنتم متفرجون
أتتظاهرون ضد اليهود, أتحتجون ضد اليهود, وهل يُحتج ضد عدو؟!
هل تقابلون مجازر يهود، ومحرقة يهود، بالاحتجاج والتظاهرات فقط؟!
يا ويلكم أمام ربكم!
العدو الذي يقتلنا أقتلوه
العدو الذي يدمرنا دمروه
نريد مدافعكم لا مدامعكم
نريد طائراتكم لا شعاراتكم
نريد زحف جيوشكم لا قطع علاقاتكم الدبلوماسية مع عدوكم
نريد الجيش نريد الدبابات نريد الصواريخ نريد القنابل نريد الجحافل...
أزيلوا القاتل عن صدورنا ولا تطلبوا منا الصمود
وأنتم تتفرجون
فما أنتم قائلون لربكم إن رأيتم قاتلا فوق صدري,
وأنتم تكتفون بأن تطلبوا مني الصمود؟!!
أتعتبرون من الجدية أن يكون كل فعلكم طلب الصمود,
أو المقاطعة
أو الدعاء بظهر الغيب!!
هل هذا ما حرر به صلاح الدين بيت المقدس من رجس الصليبيين؟
هل جلس في مسجده يجأر إلى الله بالدعاء؟ أم أنه حرك الجيوش ووحد الأمة؟
وهل هذا ما اكتفى به العز بن عبد السلام أم أنه أجبر الحكام على الجهاد؟!
هل يعقل أن تنظر إلى أخيك مبطوحًا, وقاتله يشهر السكين, ثم تعطيه المال, أو تعطيه الدواء
فماذا يفعل المال لمقتول, وماذا يفعل الدواء لمقتول ؟!
لا ينفع المقتول إلا أن تزيل القاتل عنه
فأزيلوا القاتل عنا
لا نريد معبرًا يفتح, ونبقى بعده سجناء, نريد حدودًا بأكملها تفتح، وأن يزال المعتدي عن الدنيا, فهذا الذي نحتاج.
لم تفكرون في نطاق 67 ولا تفكرون بأن كيان يهود المسخ يجب أن يزال شرعا من الوجود وأن يقتلع من جذوره
وأن سبيل ذلك الوحيد هو تجييش الجيوش ، جيوش الأمة وفتح كل حدودها في معركة شاملة فاصلة تنهي هذا الكيان، كما كانت حطين وعين جالوت
ألم تخبروا هزيمة يهود على يد حزب الله.؟ فكيف سيصمد أمام جيوش أمة لا إله إلا الله؟
أتمنعكم دويلاتكم وحكوماتكم؟
أتمنعكم المخابرات؟ وعصي وهروات الإمعات، من شرطة حكومات الضرار؟
أهذه هي الجدية في التعامل مع قضايا الأمة المصيرية؟ أهذه هي النصرة؟!
أتعتبرون
هذا حاجزًا يوقف أمة الشهادة، أمة العقيدة الحية، أمة أحفاد صلاح الدين
ونور الدين، وابن الوليد، وعلي بن أبي طالب، يوقفها عن الانتصار من أرذل
أهل الأرض؟
أتظنون أن حكامكم لا يخشون غضبتكم للحق؟
لم
يكونوا يخشونكم عندما كان تعاملكم مع الأحداث الجسام يقتصر على جمع
التبرعات والدعاء، والتظاهرات التي ترفع الشعارات الجوفاء التي لا ترتقي
لمستوى الحدث
لا ترتقي لمستوى الدماء الطاهرة ، دماء أبنائكم التي سالت في غزة وجنين والعراق وأفغانستان وغيرها
تقاطعون
بضائعهم، وحكامكم يمدونهم بالنفط والغاز بربع سعر التكلفة، ويعقدون
الصفقات المشبوهة معهم تمتص دماء الأمة وأموالها أضعاف أضعاف ما قاطعتموه
فهل هذه هي الجدية؟ وهل هذه هي النصرة المطلوبة؟!
أم هذه هي الفردية؟ تتصرفون كأنكم فرادى، هذا جل ما يستطيع واحدنا فعله!!
تنسون أنكم تنتسبون لأمة، وأن عليكم أن تتصرفوا كأمة،
تحرقون أعلام اسرائيل وأمريكا، وتنسون أنهم ما تمكنوا من رقابنا إلا لوجود أعلام مصر والأردن وسوريا و...
ولوجود حكام عملاء في بلاد المسلمين
فلتحرقوا أعلام دويلات الضرار، وصور حكام الضرار
إيذانًا بمطلبكم الكبير الذي يخيف الكفار ويقض مضاجعهم
وحدة إسلامية على أنقاض دويلات الضرار
وراية
العقاب راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، راية رسول الله صلى الله
عليه وسلم بدلا من أعلام سايكس بيكو التي فصلتها لكم بريطانيا العجوز،
وجعلتها مقدسة لدى التافهين من أبناء هذه الأمة
لذلك
اجعلوا صوتكم يرتفع نحو القصور
اجعلوا سيركم يتجه نحو القصور
نحو ثكنات الجيوش
واحملوا الخُمُرَ بأيديكم،
وقولوا لهم حي على الجهاد
فهذا أوان الجهاد
فإن لم تفعلوا فالبسوا هذه الخُمُر
ودعوا النساء تقاتل, يا نساء بلحى وشوارب
وإن منعكم حاكم فأزيلوه
فإنه لن يستطيع أن يوقف مظاهرة مليونية، تتوجه لقصره متحدية
لن يستطيع إلا أن يحرك الجيوش لتلبية مطالب الأمة رغم أنفه
أو يزول ملكه
هذا ما نريد
نحن المذبوحون أعلاه أهل غزة.