الحرب السورية ودول المنطقة الحرب الأهلية في سوريا لا تتعلق فقط بالمعارضة والنظام، بل تتجاوز ذلك كثيرا. فجيران سوريا في الشرق الأوسط لديهم حصة لا بأس بها في الصراع، الذي أصبح اليوم يدار بالوكالة بين أنظمة كبرى متنافسة. اضغط على الدول المظللة لتتعرف إلى دور كل منها في المشهد السوري.
تركياانهارت العلاقات بين سوريا وتركيا منذ بدء الأزمة وتدفق اللاجئون إلى الأراضي التركية ودول مجاورة أخرى. وطالب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي نزولا عند رغبة الجموع.
واليوم، تدعم تركيا المقاتلين السوريين لوجستيا، عبر استضافة المجموعات المعارضة، والسماح لشحنات الأسلحة والذخيرة بالدخول إلى سوريا عبر أراضيها.
وقد شهدت الحدود السورية التركية عددا من الاشتباكات بالمدفعية خلال العام الماضي، كما تم إسقاط مقاتلة تركية من قبل القوات السورية فوق البحر المتوسط.
لبنانتمكن لبنان من الحفاظ على استقراره بشكل نسبي رغم الحرب الأهلية التي مزقت الجسد السوري، الجار الأكبر للبنان. وكانت سوريا قد أنهت وجودها العسكري في لبنان عام 2005، ولكنها مازالت تمارس بعض التأثير من خلال حزب الله.
ورغم ذلك، أسهمت الحرب الأهلية في سوريا في إثارة صراعات طائفية في لبنان. ولطالما كافح لبنان للحفاظ على التوازن بين مختلف الأطياف الدينية والعرقية، غير أن التوترات الحالية تعكس ذلك الوضع المنعكس في سوريا: ففي البلدين، يؤيد الشيعة والعلويون النظام العلوي في سوريا، بينما يؤيد السنة في لبنان المقاتلين السوريين.
الأردنمنذ بدء الصراع في سوريا، استقبلت دول الجوار نحو 1.5 مليون لاجئ.
وقد شكل اللاجئون في الأردن بشكل خاص عبئا على المملكة، التي وصلت نسبة البطالة فيها إلى 30 في المائة، كما أنها تعاني بدورها اقتصاديا بسبب ضعف الموارد الموجودة لديها.
وينافس أكثر من 450 ألف لاجئ سوري الأردنيين اليوم على فرص العمل الضئيلة، والسكن، ومصادر المياه، كما أن هناك قلقا بشأن عدم استقرار الأوضاع في ظل التنوع السكاني في المملكة.
إسرائيلشنت إسرائيل هجوما بالطائرات داخل سوريا بداية مايو/ أيار 2013، وفقا لما أكده مسؤول أمريكي، مؤكدا أن إسرائيل قلقة بشأن نقل أسلحة خطيرة إلى حزب الله اللبناني.
ولطالما دعم نظام الأسد حزب الله، الذي يعتبر عدوا لدودا لإسرائيل، كما أنه حاربها عام 2006 في حرب استمرت 34 يوما. ويحصل حزب الله على الدعم المالي والأسلحة من حليفه إيران، عدو إسرائيل الأول.
يقول شاؤول موفاز، عضو الكنيست الإسرائيلي، متحدثا لراديو الجيش الإسرائيلي: "بالنسبة لإسرائيل، من المهم جدا إيقاف الأعمال العسكرية على الجبهة الأمامية لإيران، وهي لبنان."
العراقيحتل العراق، الذي يعاني الآن من أزمة طائفية، موقع الوسط بين الخصمين إيران والسعودية. ويشكل السنة أقلية في العراق، وكما هو حال السنة في سوريا، يشعر الكثير منهم بالاضطهاد الممارس عليهم من قبل حكومات غير سنية. وقد ألقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باللائمة على ما يجري في سوريا بشأن تجدد موجات العنف في بلاده، وقال إن الصراع أشعل نارا لن تنطفئ. يذكر أن هناك روابط قبلية قديمة بين السنة في العراق وسوريا.
وتشعر القوى الغربية بالقلق من تحرك المجموعات الجهادية كالقاعدة من العراق إلى سوريا للمشاركة في المعركة ضد الأسد.
إيرانتعتبر سوريا الرابط الأبرز بين إيران وحزب الله اللبناني، وهو التنظيم الذي يمكن لإيران من خلاله تهديد إسرائيل، عدوها الأول، باستخدام عدد من الصواريخ قصيرة المدى.
ويمكن لإيران أن تخسر هذا الرابط وحليفا قويا في حال سقط نظام الأسد وأصبح الحكم بيد المعارضة السنية. فآل الأسد من العلويين، الذين ينحدرون من الشيعة.
وقد أطلق أندرو تابلر، المحلل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، على سوريا اسم "حجر الزاوية" بالنسبة إلى إيران.
ويقول تابلر: "يسمح هذا الأمر لإيران بحماية مصدر قوتها على شواطئ البحر المتوسط، وحدودها مع إسرائيل، خصوصا وأنها من أكبر الداعمين لحزب الله في لبنان."
قطرتقدم كل من السعودية وقطر، وهما اثنان من أكبر خصوم إيران في المنطقة، الدعم للمقاتلين السوريين وذلك بسبب خوفهما، وخوف دول خليجية أخرى، من انتشار المد الإيراني في المنطقة.
كما أن هناك عنصر طائفية في الأمر أيضا. فالقيادة في كل من السعودية وقطر هي قيادة سنية، والسنة يشكلون الجزء الأكبر من المعارضة في سوريا. وعلى الطرف الآخر، إيران هي القوة الشيعية الأكبر.
والوصول إلى حكومة سنية في سوريا ستشعر دول الخليج براحة أكبر، وفقا لميتشيل دون، مديرة المجلس الأطلنطي في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط بواشنطن.
وأضافت دون: "على الأرجح، فإن رغبتهم في تغيير توازن القوى الطائفية والسياسية في المنطقة، أملت على هذه الدول سياساتها تجاه سوريا."
السعوديةتقدم كل من السعودية وقطر، وهما اثنان من أكبر خصوم إيران في المنطقة، الدعم للمقاتلين السوريين وذلك بسبب خوفهما، وخوف دول خليجية أخرى، من انتشار المد الإيراني في المنطقة.
كما أن هناك عنصر طائفية في الأمر أيضا. فالقيادة في كل من السعودية وقطر هي قيادة سنية، والسنة يشكلون الجزء الأكبر من المعارضة في سوريا. وعلى الطرف الآخر، إيران هي القوة الشيعية الأكبر.
والوصول إلى حكومة سنية في سوريا ستشعر دول الخليج براحة أكبر، وفقا لميتشيل دون، مديرة المجلس الأطلنطي في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط بواشنطن.
وأضافت دون: "على الأرجح، فإن رغبتهم في تغيير توازن القوى الطائفية والسياسية في المنطقة، أملت على هذه الدول سياساتها تجاه سوريا."
تحليل CNN Arabic
http://arabic.cnn.com/interactive/middle_east/2013/05/15/map-syria-neighbors/