malik.manai
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : التسجيل : 25/01/2014 عدد المساهمات : 3362 معدل النشاط : 3591 التقييم : 493 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: تبدلات في المحيط الهادئ: عودة إلى ثلاثينيات القرن الماضي الأحد 27 أبريل 2014 - 16:28 | | | [rtl]نشر الكاتب الأمريكي فكتور ديفيد هانسون في صحيفة الجريدة الكويتية - في عشرينيات القرن الماضي، بدأت اليابان بترجمة قوتها الاقتصادية المتنامية "بعد خمسين سنة من التعلم المكثّف من الرأسمالية والحركة الصناعية" إلى قوة عسكرية ضخمة.[/rtl][rtl]في البداية، بدا أن قليلين من خصومها يأبهون بذلك، فلم تعتقد الولايات المتحدة الأميركية والقوى الاستعمارية الأوروبية المتعجرفة أن أي قوة آسيوية قد تتجرأ حتى على تهديد مصالحها في المحيط الهادئ.[/rtl][rtl]كانت اليابان حليفاً بريطانيّاً وشريك الديمقراطيات خلال الحرب العالمية الأولى، وقد تدرّب معظم مهندسيها المبدعين في بريطانيا وفرنسا، حتى إن الغرب أعلن أن اليابان واحدة من القوى الاقتصادية العالمية "الخمس الكبرى" التي تملك مصالح مشتركة تدفعها إلى الحفاظ على السلام، والازدهار، والأمن العالمي.[/rtl][rtl]كذلك أقنعت الإصلاحات البرلمانية من حين إلى آخر كثيرين في الغرب أن تحسّن مستوى المعيشة في اليابان سيضمن في النهاية تمتعها بحرية ثقافية وسياسية.[/rtl][rtl]بدا ذلك حلماً ممتعاً، نظراً إلى أن الأميركيين عانوا خيبة أمل كبيرة في ثلاثينيات القرن الماضي نتيجة كلفة تدخلهم في الحرب الكبرى في أوروبا، فسئموا التزاماتهم في الخارج وأرادوا العودة إلى ما اعتبروه الوضع الطبيعي، وقد عزز كساد رهيب دام عقداً من الزمن الرغبة الشعبية الأميركية في الانعزال عن مشاكل العالم. تعاطف الأميركيون مع مخاوف الصين الأمنية، إلا أن تعاطفهم لم يؤدِّ إلا إلى إمطار الحكومات العسكرية الياباني بعظات متعجرفة عن النزاهة والقانون الدولي، فضلاً عن التلويح بفرض عقوبات قاسية.[/rtl][rtl]تجاهلت اليابان ادعاء البر والعفة ذلك، وراحت تبرز لجيرانها الآسيويين مساوئ الاستعمار الغربي والحاجة إلى توحيد قواهم تحت رعاية اليابان لإعادة تأكيد النفوذ الآسيوي في السياسات العالمية. لم تحرك عصبة الأمم ساكناً عندما بدأت اليابان باستعمار منشوريا عام 1931، وبدا الغربيون متأثرين بمعدل تقدم اليابان الاقتصادي المذهل ونمو قوتها العسكرية أكثر منه مصممين على وضع حدّ للتعديات اليابانية.[/rtl][rtl]بحلول عام 1941، أدرك قليلون من الأميركيين أن بحرية الإمبراطورية اليابانية صارت أكثر قوة من أسطول الولايات المتحدة في المحيط الهادئ في كل فئاته: السفن الحربية، وحاملات الطائرات، والزوارق السريعة، والمدمرات، والغواصات، ولا شك أن فكرة أن اليابان كانت تنتظر الفرصة الملائمة لتستغل الضعف الأميركي، في وقت تكون فيه أوروبا منهمكة بالحرب، بدت سخيفة في نظر الكثير من الأميركيين.[/rtl][rtl]كان يُفترض بنقل الولايات المتحدة عام 1940 مقر أسطولها في المحيط الهادئ من سان دييغو إلى موقع بيرل هاربر المكشوف بأن يشكّل رادعاً لليابان، لكن اليابانيين اعتبروا استعراض العضلات هذا مجرد مناورة فارغة، هذا إن لم نقل رمزية متهورة، وأدى كل ذلك إلى اعتداء بيرل هاربر.[/rtl][rtl]استبدِلوا الإمبراطورية اليابانية بالصين الشيوعية لتلاحظوا أننا نشهد تطورات مماثلة في المحيط الهادئ اليوم، فتعتقد الصين أن الوقت قد حان أخيراً لتعكس قوتها العسكرية قوتها الاقتصادية الضخمة.[/rtl][rtl]تنمو القوات المسلحة الصينية، في حين تتقلص القوات الأميركية، ولا تحب الصين أن تستقبل المسؤولين الأميركيين المتعجرفين "وآخرهم نائب الرئيس جو بايدن" الذين يعظونها بشأن حقوق الإنسان، خصوصاً في وقت تبدو فيه القوة الأميركية، العسكرية والاقتصادية على حد سواء، في تراجع.[/rtl][rtl]إذا تحدث يابانيو الثلاثينيات عن التقهقر الغربي والتهور الأميركي، يشعر الصينيون اليوم أن الجيل الأميركي الحالي، الذي يتمتع بحياة رغيدة نتيجة 17 مليار دولار من الأموال المقترضة، ومعظمها من الصين، لا يستحق النفوذ العالمي الأميركي.[/rtl][rtl]على نحو مماثل، تشعر الصين بعزلة الولايات المتحدة المتزايدة، وتسمع الأحاديث الخاصة عن خفض واشنطن ترسانتها النووية، وتلاحظ عادة الأميركيين الجديدة: الابتعاد عن الحلفاء.[/rtl][rtl]سبق أن تحدث الأميركيون بقوة عن العراق، وإيران، وأفغانستان، وليبيا، وسورية، بيد أن الصين لاحظت أن هذا مجرد كلام فارغ، وتنبهت لأننا تخلينا عن العراق بعد نجاح عملية زيادة عدد الجنود، أن قوانا استُنفدت في أفغانستان، وأن بشار الأسد أذلنا في سورية، وأننا نلنا جزاءنا في بنغازي بعض الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا. نتيجة لذلك، صارت الصين واثقة من أن أقوال الولايات المتحدة تختلف كثيراً عن أفعالها.[/rtl][rtl]الأهم من ذلك أن الصين تكره على ما يبدو اليابان بالطريقة ذاتها التي كرهتا بها اليابان في ثلاثينيات القرن الماضي، فتمقت الصين عدم ندم اليابان الواضح على قتلها نحو 15 مليون صيني لقوا حتفهم خلال العدوان الياباني في الحرب العالمية الثانية، كذلك يشعر الصينيون أن قوة اليابان قد أصبحت جزءاً من الماضي، مع تقلص عدد شعبها المسن، وكوارثها في مجال الطاقة، وتباطؤ اقتصادها المنكمش، والغياب المتزايد لراعيها الأميركي، الذي كان دائماً يسارع لنجدتها.[/rtl][rtl]علاوة على ذلك، تعتبر الصين أن الأمم المتحدة تعجز، على غرار عصبة الأمم، عن حل التوترات العالمية، وهذا ما تفضله بالتأكيد.[/rtl][rtl]وإذا أخذنا كل هذه النقاط في الاعتبار، نلاحظ أن الصين تبدو واثقة من مستقبلها، تماماً كما كانت اليابان قبلها في ثلاثينيات القرن الماضي، وتبدو تواقة لتلقن اليابان درساً مثلما فعلت اليابان مع الصين سابقاً.[/rtl][rtl]تقف الولايات المتحدة مرة أخرى حائرة أمام التغييرات الجذرية في المحيط الهادئ، وسيبقى الوضع على حاله إلى أن يحاول أحد في تلك المنطقة مرة أخرى القيام بأمر متهور.[/rtl][rtl] http://www.almasalah.com/ar/PrintNewspage.aspx?newsid=22740[/rtl] |
|