كانت الحكومة اليابانية تحصل على القروض المالية اللازمة من يعقوب شيف (نيويورك). وكان شيف احد الشركاء الكبار فى شركة كوهن-لوب وشركاءهما. وكان يتعاون مع السير ارنست كاسلز (انكلترا)ومع آل واربوغ (هامبورغ)وقد برز شيف تمويله تمويله لليابان ضد روسيا فى رسالة بعث بها الى الكونت وايت مبعوث قيصر روسيا الى محادثات السلام التى عقدت فى بورتسموث فى الولايات المتحدة 1905.
تقول الرسالة:"هل يتوقع من اليهود فى الولايات المتحدة ان تكون جهودهم وضغوطهم موجهة لمصلحة الدولة التى تضطهد اخوانهم فى الجنس والدين؟...فاذا لم يكن بمقدور الحكومة التى هى قيد التاليف الآن ان تؤمن السلامة وتكافؤ الفرص لليهود فى الاراضى الامبراطورية فسياتى الوقت الذى سيهجر فيه يهود روسيبا ارض آبائهم. وستكون المشكلة التى تواجه العالم المتحضر آنذاك عظيمة وهائلة. وتعرفون-وانتم السياسى البارع والاقتصادى البعيد النظر -ان هذه المشكلة عندما تحل سيكون قد قضى الامر بالنسبة لمصير روسيا.
ونستطيع ان نفهم يعقوب شيف اكثر عندما عندما نعلم انه منذ العام 1879 كان هو الممول لحركات الارهابيين فى روسيا. وعام 1904 ساعد فى تمويل الثورة التى نشبت فى العام التالى. كما ساعد فى تنظيم حملة عالمية لتمويل ثورة سنة 1917 التى اعطته وشركاءه اول فرصة لوضع نظرياتهم الديكتاتورية موضع التنفيذ-قال فى الهامش:كتب فرانسو كوتى فى الفيغارو بتاريخ 20 شباط 1932 يقول"ان الهبات الممنوحة للحركات العدمية والارهابية فى هذه الفترة
1904-1914 لم تعد اعمالا فردية . فقد انشا يعقوب شيف منظمة ارهابية روسية مقرها فى اميركا وتولى تمويلها . وكنت مهمتها اغتيال الوزراء والحكام"ا.ه
لقد تول اصحاب المصارف اثارة الحرب الروسية اليابانية بهدف ايجاد مناخ مناسب لحركة ثورية تطيح بسلطان القياصرة. وقد قلبت مخططاتهم راسا على عقب عندما قرر المنشفيك الذين يقودهم اليهود القيام بثورتهم عام 1905 . ولكن اصحاب المصارف توفوا عن تمويل الثورة ففشلتت فى الوقت الذى بدت فيه انها على اهبة النجاح.
ولما كان المنشفيك الذين يسيطر عليهم اليهود يعملون وفق مبادرتهم المستقلة قرر اصحاب المصارف العالميون ان يولو لينين مسؤولية قيادة مخططاتهم فى روسيا منذ ذلك الحين.
ولد لينين فى مدينة سمبرسك على ضفاف نهر الفولغا. وكان ابوه موظفا فى وظيفة استشارية لدى الدولة. ولم يكن لقبه"مستشار الدولة"وراثيا، بل ناله والده لينين لقاء خددماته البارزة كناظر للمدرسة. تلقى لينين ثقافة جامعية وسمح له بمزاولة مهنة المحاماة لكنه لم ينخرط فيها ابدا. وقام الطلاب اليهود باقناعه انه قد آن الاوان لقلب الطبقة الحاكمة ولكى تباشر الجماهير حكم نفسها بنفسها. وبينما كان لينين يلهو بفكرة ان الاصلاحات الضرورية لم تكن ممكنة الا بعمل ثورى . اعتقلت الشرطة اخاه واعدمته.
ولمع نجم لينين كواحد من المثقفين المفكرين،ارتبط بفادة الحزب الثورى حين كان فى اوائل عقده الثالث من عمره . وقد قلنا من قبل ان المرابين العالميين الواسعى الثراء والنفوذ كانوا يساعدون فى تمويل الحركة الثورية ضمن احياء اليهود. وحاول لينين ان يعرف كل ما يمكنه ان يعرفه عن الاشخاص الذين يديرون الحركات الثورية القومية التى تلتقى فى هدف واحد هو الثورة العالمية الشعبية. وفى العام 1895 سافر لينين الى سويسرا وكان عمره 25 سنة لملاقاة بليخانوف الذى فر من روسيا خاربا من المصير الذى لاقاه قبله شقيقه لينين الكسندر.
وفى سويسرا انضم لينين وبليخانوف،الذين كانوا من غير اليهود،الى فيرا زاسولليتش وليوديتش وب اكسلرود ويوليوس تسديرباوم،وكانوا كلهم من اليهود. والفوا جميعا جمعية ماركسية على نطاق عالمى اسموها"جماعة تحرير العمال". كان تسدير باوم شابا مثل لينين وقد نال شهرة واسعة لقيامه باالاعمال الارهابية القاسية نظرا لانه كان محرضا ومشاغبا ناجحا. وقد بدل اسمه واتخذ اسم مارتوف. واصبح فيما بعد زعيم المنشفيك بينما كان لينين قائد البلاشفة فى روسيا.
واقنعت المحاولة الثورية المجهضة عام 1905 لينين بان الطريق الوحيد للقيام بثورة ناجحة هو تنظيم لجنة دولية تتولى اولا التخطيط ثم الاعداد لتنفيذ الخطة التى يتفق عليها. وهكذا اوجد لينين الكومنترن وهى اللجنة المركزية الدولية للتخطيط الثورى.واختاره الصيارفة العالميون عميلهم رقم واحد فى روسيا. كان لينين قد قام بدراسة للثورة الفرنسية الكبرى . وعندما علم بان القوى الخفية التى تسبب فى الثورة الفرنسية ما تزال تعمل القى باسهمه فيها. وكانت خطته تفضى بايهام اعضاء الكومنترن بانهم هم "الادمغة المفكرة"،ومن جهة اخرى بالتاثير على تفكيرهم بحيث يعملون لصالح الخطط الطويلة المدى لاصحاب المصارف العالميون وعندما ياتى وقت لا يعود فيه بالمستطاع السيطرة على زعماء الثورة فبالامكان دائما تصفيتهم . وسنبرز الاثباتات التى تبرهن على ان هذا هو ما حدث بالفعل.
بعدما قر راى لينين حول سياسته الخاصة عاد الى روسيا مع مارتوف لتنظيم حملة التمويل التى تالفت من عمليات الابتزاز وسرقات المصارف وغيرها من الااعمال غير المشروعة. واحتج لينين لذلك بانه من المنطقى ان ياخذ اموال الناس الذين يخطط لقلب حكومتهم. وسن قانونا للحزب يقضى بان يخضع كل الشباب الذين ينتسبون للحزب لفحوص الشجاعة الجسدية والتركيز الذهنى وذلك لما حدث لاخيه الكسندر. واصر لينين على ان يكون من برامج التدريب للمبتدئين عمليات سرقات المصارف ونسف مخافر الشرطة وتصفية الخونة والجواسيس.
كما اصر لينين على ان جميع القادة الثوريين فى البلدان الاخرى يجدر بهم انشاء منظمة اجرامية ثورية . وحول هذا الموضوع قال لينين :"كل شئ قانونى او غير قانونى يقضى الى تحقيق خططنا هو شئ صحيح". ولكنه وجه تحذيرا يقضى بان "الجماعة الشرعية يجب ان تكون دائما المسيطرة على الجماعة غير الشرعية". وهذا ما يطبق حاليا بشكل خاص فى كندا والولايات المتحدة.فالشيوعيون الذين يعترفون علنا بعضويتهم لحزب الهمل التقدمى يحاذرون من التورط فى المماررسات اللا شرعية التى تقوم بها المنظمة السرية للحزب الشيوعى. ولكن الجهاز يدير بشكل سرى العمليات المختلفة ويصل منها على فوائد مالية.
والحقيقة ان القادة القلائل الاول للشيوعية كانوا ينتمون الى طبقة العمال وكانوا من المثقفين ثقافة حسنة. وفى عام 1895 تسببوا بسلسلة من الاضرابات . ولقد تم تحويل بعض هذه الاضرابات الى اعمال شغب. وهكذا اوجدوا واحدا من الاصول الاساسية فى التخطيط الثورى "تطوير الحوادث الصغيرة حتى تصبح اعمال شغب والتسبب فى احداث مواجهة فعلية بين الشرطة والشعب".
والقى القبض على لينين ومارتوف وعدد آخر من الثوريين وارسلوا الى السجن،وانهى لينين فترة سجنه عام 1897.
والسجناء السياسيون فى روسيا والذين كانوا يرسلون الى سيبيريا فى تلك الفترة لم يكونوا يسجنون الا اذا كانوا متهمين بجريمة اخرى. وهكذا اخذ لينين معه زوجته اليهودي الشابة الجميلة وامها وذهبوا الى المنفى. وخلال فترة منفاه كان ياخذ من الحكومة الروسية معاشا م سبعة روبلات واربعين كوبيكا فى الشهر. وهذا لم يكن كافيا الا لدفع الايجار وتامين التنقلات،فعمل فى مكتبة ليكسب المزيد من المال. وكان خلال فترة المنفى ان اتفق لينين ومارتوف وشريك آخر لهما اسمه بوتريسوف على ان ينشؤا صحيفة بعد منفاهم تكون جامعة لشتات المفكرين والطاقات العقلية فى القوى الثورية التى كانت ما تزال منقسمة الى احزاب عديدة.
انهى لينين فترة الحكم بالنفى فى شباط 1900، وسمح له بالعودة الى سويسرا للقيام بزيارة . فاتصل بالزعماء والعملاء الثوريين التابعين للقوى الخفية. ووافق هؤلاء على فكرته وانشئت "الايسكرا"Iskra ومعناها الشرارة. وتكون مجلس تحريرها من الاعضاء الاكبر سنا،بليخانوف زاسوليتش واكسلرود. وكان لينين وماتروف وبوتريسوف يمثلون الشباب. وكانت زوجة لينين سكرتيرة المجلس. وانضم تروتسكى الى اركان التحرير بعد عامين. ولمدة من الزمن كانت تتم طباعة لجريدة فى ميونخ بالمانيا وكان مجلس التحرير يجتمع فى لندن-قال فى الهامش:لما كان لآل روتشيلد اكبر النفوذ لدى مدراء مصرف انكلترا . ولما كان هؤلاء المدراء يستطيعون السيطرة على سياسة الدولة،كان الثوريون فى العالم عندما لا يجدون مكانا ياويهم يلجاون الى انكلترا. وماركس وانجلز مثالان واضحان على هذا ا.ه. وكان مجلس التحرير يجتمع فى لندن وفى عام 1903 ارجع الى جنيف. وكانت نسخ الجريدة تهرب الى روسيا وغيرها من البلدان بواسطة الشبكة السرية التابعة لماسونى الشرق اللاكبر،وقد عرف اتباع هذا الخط باسم الجريدة.
ودعت الصحيفة الى انشاء مؤتمر لتوحيد الجمعاعات الماركسية المختلفة يكون مركزه فى بروكسل عام 1903 . وتمثل فى هذا المؤتمر الديمقراطيون الاشتراكيون من روسيا،والديمقراطيون الاشتراكيون البولنديون التابعون لروزا لوكسمبورج وجماعة تحرير العمل وجماعة "الماكسيماليين". ولكن الشرطة البلجيكية اتخذت اجراءات مضادة فى اوائل آب مما دفع الاعضاء للتحرك بمجموعهم الى لندن. ولهذا المؤتمر اهمية تاريخية فخلاله حدث الانشقاق العقائدى بين الكتاب الذين يكتبون فى "الشرارة". واصبحلينين زعيما لمجموعةالبولشفيك الذين كانوا يشكلون الاكثرية واصبح مارتوف زعيما لمجموعة المنشفيك وكانوا الاقلية.
يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=6114