نشرت صحيفة "فريميا نوفوستيه" الروسية مقالا تحت هذا العنوان جاء فيه:
يجري في روسيا إعداد مشروع جديد لبرنامج إعادة تسليح القوات المسلحة لأعوام 2011-2020. وتعد ازالة عدم التوازن بين الاموال المخصصة لتأمين المستوى المعيشي في القوات المسلحة والاموال المرصدة لتزويدها بالاسلحة والمعدات الحربية والخاصة احد المهام الرئيسية لهذا البرنامج. وقد أعلن ذلك يوم 10 مارس / آذار الجنرال فلاديمير بوبوفكين نائب وزير الدفاع الروسي رئيس ادارة التسليح في هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الروسية. ومن المخطط لبلوغ توازن نسبته 50% في 50% بهذا الشأن بحلول عام 2011 . اما بحلول عام 2015 فستخصص نسبة 30% فقط من الميزانية العسكرية للاغراض المعيشية في الجيش ونسبة 70% منها لتزويده بالاسلحة والمعدات.
وأوضح بوبوفكين ان العسكريين يعتزمون في إطار البرنامج الحكومي الجديد التركيز على إنشاء قواعد الاطلاق الصاروخية الموحدة والاسلحة الذكية ومنظومات الاستطلاع والتـأمين المعلوماتي ، الامر الذي سيمكن قيادة وزارة الدفاع من تزويد الجيش والقوات البحرية بالاسلحة الجديدة وجعل نظام التسليح يستجيب لوقائع الصراع المسلح في القرن الحادي والعشرين.
أما برنامج التسليح الساري المفعول فيتم تنفيذه أخذا بالحسبان الآفاق المستقبلية . ويقضي هذا البرنامج بتطوير الوسائل الاستراتيجية والفضائية الذي يتم تمويله تمويلا تاما بالرغم من وقوع الازمة الاقتصادية. وتبلغ الطلبيات الدفاعية الحكومية لعام 2009 قيمة 1.5 تريليون روبل (زهاء 43 مليار دولار). وقد تم تمويل نسبة 15% من هذا المبلغ لحاجات الصناعة الحربية ، علما بان نسبة 95% من الاموال تخصص لشراء النماذج الجاهزة للاسلحة والمعدات. و يتم التركيز لدى ذلك على شراء نماذج تتميز بتكنولوجيات عالية. اما الجهود الرئيسية فتبذل لإنشاء منظومات الاستطلاع والتأمين المعلوماتي وادارة العمليات القتالية التي يبنى على أساسها المجال المعلوماتي الموحد لميدان المعركة. ومن ضمن ذلك اذا ما فكر احد بوضع اسلحة في الفضاء . وقال الجنرال بوبوفكين بهذا الصدد انه ولهذا الغرض " توجد لدينا عناصر محورية اساسية للقيام بهذا العمل".
ومن المخطط في الفترة ما بين عامي 2009 و2011 لتشكيل نظام الاتصال الفضائي الموحد مع الاجهزة الفضائية المحلقة في المدار الفضائي العالي ، والنظام الفضائي الخاص بالاستطلاع الالكتروني البصري الدقيق للاهداف الواقعة في مسارح العمليات الحربية. كما يتم اعادة تجهيز منظومة التحكم في القوات النووية الاستراتيجية. ويجري ايضا تشكيل منظومة وسائل الدفاع الفضائي الجوي التي وافق رئيس الدولة على انشائها. وتزداد في هذه السنة وتائر إعادة تسليح قوات الصواريخ الاستراتيجية. وسيتم شراء ما يزيد عن 10 قواذف للصواريخ الاستراتيجية. كما يخطط لانجاز العمل على صنع المجمع الصاروخي المخصص للغواصات الاستراتيجية المزودة بصواريخ بالستية صغيرة الحجم.
وتزداد بمقدار عشرة أضعاف مشتريات الصواريخ "جو- جو" و " جو- سطح" ومنظومات الحرب الالكترونية للقوات الجوية. وستحصل القوات الجوية الروسية في عام 2009 على طائرات ومروحيات جديدة بعدد 50 لكل منهما ، وبينها طائرة الاستكتشاف الراداري البعيد والتوجيه " آ- 50 أو" والمقاتلة المحدثة " ميغ-31" والمروحية "كا-52". وسيتم تجهيز طائرات المدى البعيد الاستراتيجية بصاروخ جديد. وارصدت وزارة الدفاع لتصميم وصنع طائرات جديدة دون طيار مبلغ 1 مليار روبل ، ما يعادل نحو 29 مليون دولار. كما يبدأ تزويد قوات الانزال الروسية بعربة جديدة من طراز "بي أم دي – 4".
وقد انجزت القوات البحرية صنع دفعة جديدة من الصواريخ البالستية للغواصات. ويعتزم البحارة الروس تقليص انواع النماذج المصممة. ويتم في القوات البحرية الروسية انجاز برنامج بناء السفن الحربية بغية الاحتفاظ بالسيطرة على المياه في المنطقة البحرية القريبة وتأمين الاستقرار القتالي في مجال القوات النووية الاستراتيجية في البحر. كما من المقرر صنع غواصة ديزل جديدة من طراز " لادا" ذات مجمع هيدروصوتي وتحديث الغواصة من طراز " فارشافيانكا" والاسراع في إنجاز بناء سفينة الانزال الكبيرة الجديدة والمجمع الصاروخي الساحلي من طراز" بال-أو". وبالاضافة الى ذلك فمن المقرر إنجاز تزويد الكتائب النارية بالمجمع الصاروخي الساحلي " باستيون" وشراء كميات من الصواريخ المجنحة و مروحيات الدوريات الرادارية.
وستستمر في القوات البرية عملية تقليص طواقم الوسائل القتالية والحد من أنواع الاسلحة التقليدية المصممة. والمقصود بذلك راجمات الصواريخ والمدفع الذاتي الحركة "خوستا" والمنظومات المضادة للطائرات " بوك- أم3 " و"تور".
وتعتزم وزارة الدفاع الروسية بعد ان أجرت التحليل المفصل لنتائج النزاع في أوسيتيا الجنوبية تعتزم تدعيم القوات واسطول البحر الاسود في المنطقة. وسيتم الاسراع في تحديث راجمات الصواريخ و تصميم وسائل جديدة للاستطلاع التكتيكي وزيادة حجم المشتريات الخاصة بها. كما سيتم تحديث الطائرات " ميغ-29 " و"سو-25" والمروحيات "مي- 28 أن". وسيجري ربطها بالحقل المعلوماتي الاداري الموحد الذي يضم أيضا وسائل التدمير البرية. وسيتم شراء الطائرات الحديثة المزودة بوسائل الحرب الالكترونية ووسائل الدفاع الجوي الجديدة بما فيها المجمع الصاروخي المدفعي " بانتسير – اس".
في حين أذا لم تتخل الولايات المتحدة عن فكرة نشر عناصر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا فيخطط لانشاء محطات رادارية عاملة في المجال الديسيمتري تقوم بالانذار عن الهجوم الصاروخي وصنع دفعات إضافية لمجمعات "اسكندر" والصواريخ الملحقة بها. وقال بوبوفكين : اننا طلبنا نفقات اضافية لتنفيذ هذه المهام. غير ان طلبياتنا لعامي 2010 و2011 لم تتم تلبيتها باستثناء عدة كتائب من مجمع " اسكندر" سيتم تقديمها في اواخر العام الجاري.
بحسب تقديرات وزارة الدفاع فان مستوى تجهيز الجيش بنماذج اساسية من الاسلحة يبلغ نسبة 100%. وسيتم صرف 95% من الاموال الحكومية المخصصة لشراء نماذج جاهزة من الاسلحة والمعدات ، الامر الذي لا يستثني اصلاح نماذج قديمة.
واعترف الجنرال بانه لا يتم تنفيذ كافة البنود للبرنامج الحكومي الخاص بتسليح الجيش حتى عام 2015 . ويقصد الجنرال قبل كل شيء المجمع الصاروخي البحري الاستراتيجي " بولافا" الذي تخطط وزارة الدفاع لانجاز تجاربه في العام الجاري. ومن غير المستبعد انه سيتطلب زيادة عدد التجارب عليه.
وتجدر الاشارة الى ان 5 تجارب أطلاق لـ"بولافا" من مجموع 10 وصفت بانها فاشلة. ومن المقرر اجراء تجربة أخرى في يونيو/حزيران القادم. وتم تشكيل لجنة خاصة من شأنها ان تكشف النواقص والسلبيات في هذا الشأن . وبقدرما تتم ازالة العيوب بقدرما يتم الاسراع في صنع دفعة اولى من المجمع " بولافا".
ثمة أمر آخر قد يؤثر على جودة المنتجات العسكرية ، وهو حضور ممثلين دائمين عن وزارة الدفاع في كافة شركات الصناعة الحربية اعتباراً من عام 2009 . كما يجري إنشاء مراكز الصيانة التي ستقوم باصلاح وصيانة المركبات والمدرعات. وقد تم الوصول الى اتفاق بهذا الشأن مغ شركتي " كاماز" و "اورال".
المصدر :
http://www.rtarabic.com/news_all_news_def/26709