بدأت وزارة الخارجية العراقية اتصالات عاجلة مع نظيرتها الروسية لتطويق تداعيات حادث إصابة عدد من طلاب المدرسة العراقية في موسكو اليوم باشتباك مع الشرطة الروسية التي تحاصر المدرسة منذ الجمعة الماضي وتحتجز دبلوماسيين وأساتذة عراقيين بداخلها، الأمر الذي القى بظلال قاتمة على العلاقات المتطورة بين البلدين.
لندن: أصيب عدد من طلبة المدرسة العراقية في روسيا عقب اشتباكات مع قوات الشرطة الروسية التي تحاصر المدرسة منذ الجمعة الماضي إثر ادعاء عضو مجلس الدوما الروسي "البرلمان" فلاديمير جيرنوفسكي ملكيته لمبنى المدرسة.
وقالت قناة "العراقية" الرسمية في خبر عاجل من موسكو إن الشرطة الروسية التي تحاصر المدرسة حاولت اقتحامها اليوم فتصدى لها الطلاب المعتصمون امام المبنى فحدث اشتباك بين الطرفين ادى إلى اصابة عدد من الطلاب بجروح.
وجاء الاشتباك بين الطلبة المحتجين وقوات الشرطة بسبب منعها من دخولهم إلى مدرستهم منذ الجمعة الماضي واحتجازها لعدد من الدبلوماسيين العاملين في السفارة العراقية في موسكو داخل بناية المدرسة وطاقمها الذي يضم عشرة أشخاص بذريعة أن ملكية المدرسة لا تعود إلى الحكومة العراقية.
ومن بين المحتجزين المستشار الثقافي في السفارة العراقية الدكتور طعمة مطير حسين وثمانية آخرون من الدبلوماسيين. وقام طلبة المدرسة بالاعتصام امام مدخلها الرئيسي رافعين شعارات تطالب بانهاء حصار مدرستهم والسماح لهم باستئناف دروسهم في عامهم الدراسي الجديد.
وأشار مصدر دبلوماسي عراقي إلى أنّ قوة من الامن الروسي اقتحمت المدرسة ظهر الجمعة واحتجزت بداخلها عددًا من الدبلوماسيين العراقيين بحجة عائدية البناية لعضو مجلس الدوما الروسي جيرنوفسكي.. مؤكدًا أن البناية هي ملك صرف إلى الحكومة العراقية وقد اشترتها بمبلغ 64 مليون دولار واستخدمتها مدرسة لطلاب الجالية العراقية في روسيا. وأشار إلى أنّ عائدية المدرسة قد حسمت في عام 2004 بقرار قضائي من المحاكم الروسية بتأكيد ملكيتها إلى جمهورية العراق، وفقاً للمستندات الرسمية.
وإثر محاصرة الشرطة الروسية لمبنى المدرسة ومنعها لدخول وخروج أي شخص منها فقد تجمع العشرات من افراد الجالية العراقية أمام المدرسة للاحتجاج على القرار وتظاهروا مطالبين بانهاء احتجاز الدبلوماسيين العراقيين. وتضم المدرسة حوالي 300 طالب من العراق واقطار عربية أخرى، حيث بدأوا عامهم الدراسي الجديد في 23 من الشهر الماضي.
ومن جانبه، قال الملحق الثقافي في السفارة العراقية في موسكو طعمة مطير حسين إن قوات تابعة للعضو في مجلس الدوما الروسي اقتحمت بناية المدرسة العراقية في العاصمة الروسية بذريعة أن ملكيتها تعود إلى السلطات الروسية.. وأكد وجود اتصالات رفيعة المستوى بين الجانبين العراقي والروسي حول الموضوع.
وقد طالب عدد من النواب العراقيين الحكومة العراقية بالتدخل العاجل لإنهاء تطويق المدرسة العراقية من قبل الشرطة الروسية معتبرين أن التعامل مع مثل هذه القضايا يجب أن يكون وفقاً للأعراف الدبلوماسية والقانونية وليس بأسلوب التطويق والاحتجاز للدبلوماسيين.
وجاء هذا الحادث ليلقي نوعًا من الظلال القاتمة على العلاقات العراقية الروسية التي شهدت خلال العامين الاخيرين تطورًا ملحوظًا، حيث قام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بثلاث زيارات رسمية إلى موسكو كان آخرها في تموز (يوليو) الماضي حيث وقّع عقودًا تسليحية لتزويد العراق بأسلحة روسية بقيمة إجمالية مقدارها 4.3 مليارات دولار أميركي لتصبح بذلك مجددًا أحد اكبر مزودي هذه الدولة بالسلاح بعد الولايات المتحدة.
ومدد العراق مطلع العام الماضي، عقد شركة لوك اويل الروسية النفطية من خمسة اعوام ليصبح 25 عامًا، مقابل تمديد فترة انتاج الذروة إلى 19 عاماً ونصف العام بدلاً من 13 عاماً.
والمدرسة العراقية في موسكو هي إحدى المؤسسات التربوية التي ترعى وتقوم بتعليم وتدريس الطلبة العراقيين والعرب في روسيا الاتحادية ويقع مبناها في العاصمة الروسية موسكو ضمن منطقة الساحة الحمراء في مبنى تملكه الحكومة العراقية.. وهي وتعتبر من أقدم المدارس العراقية في الخارج حيث تأسست في نهاية خمسينات القرن الماضي وكان يشرف عليها مجلس السفراء العرب في روسيا، ومن ثم توسعت المدرسة لتحتضن أبناء الجالية العربية والعراقية في روسيا، حيث تعتبر من أرصن المدارس العربية في روسيا الاتحادية.
وقد مرت المدرسة العراقية في موسكو بصعوبات كثيرة نتيجة الظروف التي مرّ بها العراق خلال العقدين الاخيرين، وهي تعمل حاليًا وفق مبدأ التمويل الذاتي إلا أنها تستقطب أعداداً متزايدة من الطلبة من عام إلى آخر.
- See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/10/840843.html?entry=Iraq#sthash.4lCj0rtw.dpuf