حوار: محمد جادين: ٭ بعيداً عن العبارات المألوفة والفاصلة بين حياة المدنيين والعسكريين، اقتحمنا سلاح المهندسين بأم درمان بكاميراتنا غير عابئين بتلك العبارة المتوسدة على الجدار بحروف بارزة «منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب والتصوير» والتقينا باللواء مهندس ركن / حسن صالح عمر محمدين قائد سلاح المهندسين وحامي حمى منطقة ام درمان العسكرية، فكان هذا الحوار القصير والتطواف في محطات مختلفة وعديدة.
٭ بطاقة تعريفية:
اللواء مهندس ركن حسن صالح عمر محمدين قائد سلاح المهندسين ومنطقة أم درمان، انتمى للدفعة «27» تخرجت في الكلية الحربية عام 1980م، وطلعت كل كورسات المشاة لضباط سلاح المهندسين، بجانب كورسات متقدمة وميدانية في الاستخبارات، وحاصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان كلية الدفاع، وأكادمية نميري العسكرية، وزمالة كلية الدفاع بجمهورية بنغلاديش، ورئيس شعبة الأمن الإيجابي سابقاً، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالاستوائية «جوبا» من عام «1997 ــ2000»، وحالياً قائد سلاح المهندسين ومنطقة ام درمان العسكرية، ومدير إدارة الاستخبارات والاستراتيجية لهئية الاستخبارات.
٭ حدثنا عن سلاح المهندسين؟
ــ «وضع الكاب على التربيزة واعتدل في جلسته ومن ثم قال»: سلاح المهندسين من أعرق المؤسسات العسكرية والقديمة، تكونت نواته قبل قوات دفاع السودان عام «1909م» بأمر من كتشنر، والفكرة ترجع الى حاجة الضباط البريطانيين الى سلاح المهندسين لمد البلاد بخطوط السكة حديد والطرق، واتبعوه للأشغال العسكرية في مصر، وعلى فكرة سلاح المهندسين أول مؤسسة سودانية عسكرية ومدنية تمت سودنتها في 14/10/1947م على يد الأميرألاي وقتذاك فضل المولي بك التوم، وبعدها بـ «6» سنوات تمت سودنة القوات المسلحة السودانية 1954م.
٭ لمحات عن تاريخ السلاح؟
ــ بالمناسبة سلاح المهندسين كان له دور مؤثر في الحرب العالمية الأولى التي شارك فيها اول ضابط وطني سوداني الأميرألاي عبد الله بك خليل، وقاد مجموعة سلاح المهندسين، وفي الحرب العالمية الثانية قاد المجموعة أيضاً قائم مقام فضل المولى بك التوم، وفي الاستقلال ايضاً كان سلاح المهندسين حضوراً، وهم من وقفوا في طابور الشرف لجلاء المستعمر، وشاركوا في اجمل اللحظات المؤثرة في تاريخ السودان، حيث سلم اثنان من ضباطه «مزمل سليمان غندور والجاك بخيت» الزعيم اسماعيل الأزهري ومحمد أحمد المحجوب، علم السودان الذي رفرف علياً في سماء البلاد معلناً ميلاد الوطن.
٭ علمنا أن عيد سلاح المهندسين اقترب؟
ــ نعم عيد سلاح المهندسن أزفت مواعيده، وارتبط بتاريخ 14/ أكتوبر من كل عام، وهو التاريخ الذي حرست فيه أول قوة من سلاح المهندسين القصر الجمهوري كأول خدمة لها، ولذلك أصبح هذا التاريخ عيداً للمهندسين كل عام ، وهذا العيد حافل بالبرامج والمشاريع، وأعددنا لمهرجان رياضي كبير، بجانب افتتاح عدد من المنشآت وتكريم القادة القدامى وأسر الشهداء، بالإضافة الى عدد من الفعاليات.
٭ الفلاتية غنت في المهندسين؟
ــ الفنانة عائشة الفلاتية غنت في سلاح المهندسين عندما شارك ضباطه في الحرب العالمية، ومنهم الأميرألاي عبد الله بك خليل، وقائم مقام فضل المولى بك التوم، وغنت أغنيتها المشهورة «يجوا عايدين إن شاء الله عايدين.. يجوا عايدين ضباطنا المهندسين.. يجوا عايدين الفتحوا كرن باينين يا الله».
٭ مهام سلاح المهندسين:
ــ مهام سلاح المهندسين كثيرة جداً، وشعارنا دائماً «في الحرب تدمير وفي السلم تعمير»، وهذا الشعار يرجع الى اننا نبني الكباري ونشيد الطرق وندمرها في الحرب حتى لا يستخدمها العدو ضدنا، ومن مهماتنا الأساسية نزع الألغام والأعمال الميدانية وفتح المعابر والطرق والمهابط وإنشاء المطارات، وعندنا كتيبة استراتيجية لإمداد المياه.
٭ هل لكم مشاركات في الحياة المدنية؟
ــ «رد بسرعة بعد ان مده حرف الياء «كيف»: مهامنا في السلم أكثر من التي في الحرب، فسلاح المهندسين عضو أصيل في الدفاع المدني وفي درء آثار الكوارث والفيضانات، وحالياً نعمل من خلال المركز القومي للأركان وهي سلطة مختصة لنزع الألغام، وأريد أن أشير الى معلومة مهمة هي أن كل الشركات العاملة في البترول حالياً نواتها ترجع الى سلاح المهندسين، بجانب اننا عضو في المجلس الاستشاري لوزارة النقل والطرق والجسور، وأنشانا مطارا في المالحة مما ساهم في إحداث نقلة كبيرة في تنمية المنطقة، وساهمنا في أغلب مشاريع التنمية في البلاد من طرق وكبارٍ ومشاريع أخرى.
٭ حدثنا عن تجربة نزع الألغام؟
ــ وقعت حكومة السودان اتفاقية «أتاوا» لحظر الألغام المضادة عام 1979م وصادقت عليها في 2004 م، وبحكم الالتزام على الحكومة أن تدمر المخزون الاستراتيجي، وان تبقي ما يكفيها لأغراض التدريب، بجانب استحقاق اتفاقية السلام، وحرب الألغام تبدأ دائماً بعد نهاية الحروب، ولذلك علينا أن نزيل الألغام ومخلفات الحروب.
٭ أين أنتم من الوحدة؟
ــ لنا دور مؤثر في العمل لوحدة السودان، لأننا الوحيدون المسموح لنا بأن نعمل جنوب حدود «56م» لإزالة الألغام بالتعاون مع الحركة الشعبية، وعلاقتنا طيبة جداً معهم، فمن يحرسوني في حقل الألغام من الحركة الشعبية، فكنت قائدهم يوما ما قبل ان يلتحقوا بالحركة، ولذلك نتمتع بعميق الصلات وتعاون فعال، لأن الألغام ضحاياها دائماً من المدنيين، والألغام هاجس وعبء كبير، فاللغم ثمنة «5» دولارات، ونزعه يكلف «1000» دولار، وبالمناسبة الألغام حسب تصنيف اتفاقية جنيف سنة «1947م» صنفت على انها سلاح دفاعي وجبان لا يفرق بين العدو والصديق، ولذلك اتفقوا على تسويرها ووضع علامات في أماكنها، وأصبح يُستفاد منها في تأخير العدو حتى يتمكن من إزالتها ومن ثم يمكن له أن يعبر.
٭ علاقتكم بالرياضة؟
ــ علاقة كبيرة جداً، فالنشاط الرياضي جزء لا يتجزأ من النشاط العسكري، وألعاب القوى بدأت من سلاح المهندسين، ويكفي أن سبت دودو الحارس العملاق كان ينتمي الى سلاح المهندسين، بجانب عدد من الرياضيين.