هذا ما جرى في حلب وليس " تورا بورا " .. تفاصيل تنشر للمرة الأولى
شتائم ، إهانات ، اتهامات بالكفر ، وبالوقوف إلى جانب النظام " الكافر " ، والتهمة الأساسية كانت " التخاذل عن الجهاد " ، جهاد مع من وضد من ، هذا السؤال الذي يصفعك فجأة ، ولا تبدو الإجابة عنه " عبثية " حين تعرف أن هذه الأحداث تجري هنا في حلب ، وليس في " تورا بورا " .
يروي أحد أقارب إحدى العائلات التي " نفدت بأرواحها " من جحيم " النصرة " وأخواتها من " السوريين قبل أن تطول لحاهم .. المجاهدين بعد أن طالت " تفاصيل تنشر للمرة الأولى حول ما جرى خلف الابواب ، بين الخاطفين ، والمدنيين الابرياء ، في منطقة "غرب الزهراء " في حلب .
يقول القريب الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه خوفا على حياته وحياة أقربائه ، أن المجموعة التي تسللت واحتلت البيوت وأسرت المدنيين ، جاءت من جهة قرية الليرمون وكفراحمرا، وقدّر نسبة الأجانب بينهم بـ 75% معظمهم من داغستان والشيشان ومصر والسعودية .
يروي أنه في البداية قاموا بحجز " النساء والاطفال " في مكان ، و" الرجال والشباب " في مكان آخر، بعد سحب الهويات واجهزة الاتصال ، وقاموا بتلغيم كبل الاتصالات الأرضي لقطع التواصل نهائياً مع المخطوفين .
ويتابع أنهم قاموا بتفخيخ جدران بعض الأبنية وتفجيرها بهدف فتح طلاقيات ( ممرات ) لهم لسهولة التنقل بين الأبنية .
يقول القريب أن المخطوفين كانوا يواجهون صعوبة في التواصل مع خاطفيهم " الأجانب " وحتى " السعوديون " منهم ، كان هناك صعوبة في فهم الكلام حتى حين ينطقونه بالعربية .
وعن السوريين الموجودين مع " الأجانب " ، أشار القريب إلى أنهم كانوا مجرد " أتباع " ينفذون الأوامر والتعليمات التي يصدرها الأجانب .
ونقل القريب عن أن بعض المسلحين الأجانب استغربوا حين علموا أنهم في منطقة " غرب الزهراء " وظلوا مصرين حتى اللحظة الأخيرة أنهم في " حلب الجديدة " وهو الأمر الذي يؤكده لهم أحد المسلحين السوريين الذي تدل لهجته على أنه من ريف حلب الشمالي .
وعن التهمة التي وجهت للمدنيين ، يقول أن المسلحين الأجانب اتهموهم بـ " التقاعس عن الجهاد " وأنهم لم ينفذوا أمر الله في القرآن ، حين قال " جئناكم بالذبح " ، وينضموا لما أسموهم " المجاهدين " في حرب الكفار .
ويتابع أن أحد الموجودين حاول أن يناقشهم ، حيث قال أنه ليس في القرآن اية تقول " جئناكم بالذبح " ، فنهروه وقالوا له أن " قرآنكم غير صحيح ، محرف " .
وأضاف أنه في اليوم التالي لاحتلال بيوت المدنيين ، قام المسلحون الأجانب يتبعهم بعض المسلحين المحليين ، بنقل بعض الرهائن كمجموعات على متن سيارات مكشوفة ، لعلمهم أن الطيران لن يستهدفهم ، إلى قرية حريتان حيث " المحكمة الشرعية "
وكشف عن أن المسلحين المتشددين قاموا بإعدام " عائلتين " بـ " تهمة التشبيح " بعد أن اكتشفوا أن لديهم اقارب في الجيش العربي السوري .
ويؤكد أن هناك عدد من المدنيين لا زالوا محتجزين داخل الأبنية السكنية ، يستخدمهم الأجانب كدروع بشرية في وجه الجيش العربي السوري .
وعن العدد الإجمالي للرهائن ، يشير إلى أنه لا يمكن تقدير العدد الإجمالي بسبب فصل المخطوفين عن بعضهم البعض .
ولا تزال عدد من العائلات السورية ترزح تحت أسر المجموعات الإسلامية المتشددة ، غرب الزهراء ، لاستخدامهم كدروع بشرية ، في وقت تم إطلاق سراح البعض لاعتبارات متختلفة .
وكان تساءل قريب أحد المحتجزين، فضل عدم الكشف عن اسمه، خلال حديثه لتلفزيون الخبر عن سبب عدم تطرق وسائل الإعلام الحكومية، أو الموالية للحكومة لهذه القضية .
وتابع المواطن، الذي اشار إلى انه حاول الوصول إلى اقربائه بشتى الطرق إلا أن التعتيم الإعلامي على قضية إنسانية من هذا النوع زاد من حالة التوتر لدى عائلات كثيرة، تنتظر بفارغ الصبر خبراً عن أقربائهم، الذين يخشون أن يكون مصيرهم كمصير سابقيهم في مناطق سورية عديدة، منها على سبيل الذكر لا الحصر "عدرا العمالية".
يشار إلى أن " جبهة النصرة " اصدرت بياناً بشأن المخطوفين ، قالت في أن جميع الفصائل اتفقت على " تأمين الإخوة المستضعفين " ، والمستضعين هو الاسم الذي يطلقه الإسلاميون على المدنيين السوريين .
وتابعت الجبهة التي تعتبر " فرع القاعدة في سوريا " في بيانها " تحمّل المجاهدون الأعباء الكبيرة والمخاطر الجسيمة لجمع المدنيين في بيت واحد " وأن " بعض المدنيين قرروا الذهاب إلى أقاربهم في مدينة حريتان فتم إيصالهم إلى أقاربهم " .
وتعليقا على المعلومات التي جاءت في البيان سخر قريب العائلة المطلق سراحها والتي لازالت تروح تحت وطأة الصدمة النفسية ، نتيجة ما تعرضت له ، وضحك للمرة الأولى في اللقاء ، غير مصدق أن " السخرية من عقول الناس يمكن أن تصل لهذه الدرجة "
يذكر أن تقارير إعلامية واستخباراتية غربية ، أكدت أن هناك مقاتلين ينتمون إلى 83 جنسية أجنبية في سوريا ، جاؤوا إليه من بلدانهم بهدف إقامة " دولة الخلافة " فيها .
جدير بالذكر أن المدنيين لازالوا هناك ، وأن أهاليهم ، لا زالوا في حالة ذهول ، وخوف على مصير عائلاتهم وأقربائهم ، ويتمنون لو أن ما يجري مجرد " كابوس " سيفيقون منه عما قريب ، مثله مثل ما يجري في سوريا كلها .
الخبر
http://www.shamtimes.net/news-details.php?id=1425