تحل علينا اليوم الذكرى الـ65 لمعركة تبــة 86 التي وقعت على تبة 86 جنوب قطـاع غزه شرق دير البلح حيث خاض فيها مجاهدوا الاخوان اشرس معركة دفاعاً عن هذة المنطقة المرتفعه والاستراتيجيه ونجحوا في افشال محاولة العدو الصهيوني احتلال التبـه وقتل مايقارب 500 جندي صهيوني كما كان هناك العديد من شهداء الاخوان الذين دفنوا في ذات المكان ،،
استغاثة الجيش بالإخوان
الجيش المصري في التبة
وحاول الجيش استرداد التبة في نفس اليوم فبدأت في السادسة صباحًا يوم 23/12/48 معركة تولى قيادتها في البداية اللواء محمد نجيب (والذي سرعان ما أُصيب) فتقدمت سريتان من الكتيبة الثالثة مشاة تعاونهما الدبابات ثم تقدمت السرية الرابعة من الكتيبة السابعة مشاة لتطويق التبة من الشمال، واستمر تراشق النيران حتى الساعة العاشرة دون جدوى.
اتصل الأميرالاي محمود رأفت قائد القوات المصرية بقطاع دير البلح بالمجاهد كامل الشريف قائد معسكر الإخوان بالبريج، وطلب منه التوجه إلى قيادة القطاع فورًا ومعه ما يمكن حشده من مقاتلي الإخوان (كانت قوة الإخوان بالبريج عبارة عن 4 فصائل؛ حيث كانت القوات الرئيسية للإخوان تعمل في قطاع القدس- صور باهر تحت قيادة المجاهد محمود عبده).
ورغم ما كان يخيم على مجاهدي الإخوان من حزن بسبب حل جماعتهم وإحساسهم بالغدر والخيانة من جانب الحكومة المصرية، إلا أنهم ضربوا أروع الأمثلة في إعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، وسطَّروا للتاريخ أن فلسطين هي قضيتهم الأولى، وأن دماءهم فداءٌ لها، وأن غايتهم هي إرضاء رب العالمين وليس الوصول إلى جاهٍ أو سلطان أو تحقيق مكاسب سياسية، وخصوصًا بعد أن جاءهم خطاب عاجل من المرشد العامالإمام الشهيدحسن النبا جاء فيه: "أيها الإخوان لا يهمكم ما يجري في مصر فإنَّ مهمتكم هي مقاتلة اليهود وما دام في فلسطين يهودي واحد فإن مهمتكم لم تنتهِ".
وعكس ما توقع الجيش تقدم مجاهدو الإخوان وروح الإيمان تملأ قلوبهم وروحهم المعنوية ترتفع في ثقة في أن نصر الله آت لا محالة.
واستجاب الإخوان للنداء وتمَّ تجهيز قوة قوامها 35 مجاهدًا قادها المجاهد حسن دوح والمجاهد عبد الهادي ناصف، وانطلقت إلى قيادة القطاع ثمَّ إلى موقع المعركة.
ويضيف الأخ فوزي فارس قائلاً: إنه بمجرد أن وصلت قوة الإخوان المسلمين إلى دير البلح تقدم قائدها حسن دوح إلى قائد القطاع العسكري ليتلقى منه الأوامر، بينما أخذ بقية الإخوان المسلمين يتلون على أبناء الجيش ما حفظوه من آيات القتال في كتاب الله ويتذكرون أحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- في فضل الشهادة في سبيل الله ثم أخذ أفراد القوة بعد ذلك سنة من النوم، واستيقظوا مستبشرين بهذا النعاس الذي ذكرهم بقول الله تعالى ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ(11)﴾ (الأنفال).
استئناف المعركة ودور الإخوان في استرداد التبة
مشاة الإخوان في بدء الهجوم على التبة
وفي الثانية بعد الظهر بدأ الإخوان المسلمون في اقتحام التبة، وكان تسليحهم مكونًا من المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية بالإضافة إلى مدفعي هاون من عيار 81 ميللي، وانقسموا إلى مجموعتين اتجهت إحداهما بقيادة الأخ حسن دوح لاقتحام خنادق شمال التبة، تقدمها المجموعة الثانية بقيادة الأخ عبدالهادي ناصف لاقتحام خنادق جنوب التبة، وكان الإخوان المسلمون يسترون تقدمهم بإطلاق قنابل الدخان، وقد نجحت المجموعتان في تحقيق هدفهما حيث تمكَّنت مجموعة الأخ عبدالهادي ناصف من الوصول إلى جنوب التبة واحتلال بعض خنادقها، كما نجحت مجموعة الأخ حسن دوح في احتلال بعض خنادق التبة الشمالية، ولكن بعد استشهاد بعض أفراده.. وكان نجاح الإخوان المسلمين في اقتحام التبة هو الذي مهد لنجاح الهجوم المضاد الرئيسي الذي قام به الجيش.
ثم بدأ الجيش هجومه في الثالثة بعد الظهر بالسرية الثالثة من الكتيبة السابعة مشاة، ونجح الهجوم في اقتحام التبة وأخذ العدو في التراجع، وتقدم الإخوان إلى الخنادق وقد ركَّب كل منهم السونكي في بندقيته واستعدوا بالقنابل اليدوية في أيديهم، وبعد أن أسكتوا نيران العدو تمامًا ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير.