الحلقة الرابعة لشهر فبراير 2014 :

موضوع الحلقة :

A-10 او الصاعقة او الختزير او المدفع المحلق ، اربعة اسماء ينادون بها تلك الطائرة في القوات الجوية الامريكية ، هذه الطائرة التي استخدمت علي نطاق واسع في " عاصفة الصحراء " ، وفي دعم عمليات حلف شمال الاطلنطي ابان ازمة كوسوفو ، وفي غزو افغانستان والعراق .



الطائرة A-10 تتمتع بقدرة عالية علي البقاء في وسط اتون المعارك مؤثرة وموجهه ضربات قاصمة للقوات البرية ، ولذلك الغرض صممت فتهاجم " الدبابات ، المدرعات ، المنشأت ، وتقدم الدعم للقوات البرية ، A-10 لها ميزة اخري فيمكنها الاقلاع والهبوط علي ممرات مطارات قصيرة ، مما يجعلها اكثر مرونة للعمل في اكبرعدد من المطارات ، وفوق ذلك فمداها 800 ميل ، مع قدرة عالية علي التحمل والاستمرار في الطيران ، باختصار طائرة مزعجة للتشكيلات البرية التي تواجهها .

كما يمكن لهذه الطائرة القيام بمناورات بسرعة منخفضة ، وعلي ارتفاعات منخفضة " اقل من 1000 قدم " ، مما يمكنها من توجية ضربات دقيقة وموجعة مهما اختلفت التضاريس .

التطوير والتصنيع :

كان تحليق A-10 الاول في مايو من العام 1972 ، وعلي مدار السنين تم  تم انتاج 713 طائرة وكان انتاج الطائرات يتم اولا في شركة Fairchild وظل الامر هكذا حتي العام 1984 فتوقف الانتاج في هذه الشركة ، ومع العام 1987 اصبحت شركة " نورثروب غرومان " هي الصانع الرئيسي لطائرات A-10  ، واصبح ذلك بمثابة الخبر السعيد لطائرات  A-10 فنورثروب غرومان جاءت وفي حقيبتها برامج لتطويرها وتطوير الهيكل وتحسينه .

ويخدم حاليا اكثر من 367 طائرة في كل من " القوات الجوية الامريكية - قيادة القتال الجوي - احتياطي القوات الجوية الامريكية - الحرس الوطني الجوي الامريكي " ، وفي يونية من العام 2007 جاء شركة بوينغ لتضع بصمتها ففازت بعقد قيمته 2 مليار دولار للقيام ببرنامج استبدال الاجنحة لطائرات  A-10 ، وحتي العام 2018 فمن المفترض ان تكون بوينغ قد استبدلت اجنحة 242 طائرة ، وفي سبتمبر من العام 2009 فازت بوينغ مرة اخري ولكن هذه المرة بعقدين دفعة واحدة بلغت قيمتهما 4.2 مليار دولار ويشمل العقدين التطوير لعدد 365 طائرة ، وذلك ضمن المشروع الضخم الذي سيتكلف 1.6 مليار دولار والذي يهدف لزيادة مدة عمل طائرات   A-10  .

العقدين يشملان تطويرات للبدن وتعديلات هندسية عليه ، بالاضافة الي ترقية وحدة نقل البيانات وتطوير الكترونيات الطيران وتحسين ذاكرة الطائرة وقدرتها علي نقل وحفظ واستيعاب والتعامل مع البيانات .

برنامج التطوير وزيادة الدقة :



برنامج التطوير وزيادة الدقة لطائرات A-10 يشمل تعزيز قدرة الطائرة علي الاشتباك مع الاهداف ، عبر جعلها قادرة علي حمل الانواع الدقيقة من الاسلحة والذخائر علي سبيل المثال قنابل JDAM او الذخائر المتقدمة WCMD ، وبالاضافة الي ذلك اطالة مدة عمل الطائرة حتي العام 2028 .

التطوير ايضا يشمل حتي دواسة الوقود وعصا التحكم ، مع اضافة من شركة رايثون تتمثل في شاشتين جديدتين متعددة الوظائف بابعاد 5 انش * 5 انش في قمرة القيادة ، ووصلات بيانات data links تتيح للطائرة الوعي بكل مايحيط بها من تهديدات عبر تبادل المعلومات من والي جميع المنصات الصديقة سواء كانت طائرات او قطع بحرية او مدرعات او دبابات ، يتبادل كل ذلك المعلومات ليتوفر للجميع اقصي وعي ظرفي بكل مايحيط به ، كما تم تزويد الطائرة بحاسوب رقمي لادارة النيران من شركة BAE Systems ، كما ان الطائرة بعد التطوير اصبحت تحمل بودات تصويب عالية التطور والدقة مثل Sniper XR او Litening لتوجية الاسلحة عالية الدقة عبر العديد من انظمة الرصد والتصويب واضاءة الاهداف كانظمة الاشعة تحت الحمراء او الليزر او امكانية تعقب الاهداف بالليزر والاشعة تحت الحمراء معا ، بالاضافة الي خوذ للطياريين يعرض عليها اهم المعلومات للطيار عبر انظمة بصرية .

شركة لوكهييد مارتن ايضا لها دور في ذلك العمل الجماعي الرائع والذي يمثل لنا كيف يمكن ان نمتلك صناعة عسكرية محترمة عبر وجود عدد من الشركات الضخمة ، لوكهييد مارتن تعتبر هي الشركة الرئيسية في برنامج التطوير بشكل عام ، وبشكل عام طارت A-10C وهي النسخة المطورة لاول مرة في يناير2005 ، وفي اغسطس 2006 تم تسليم الطائرة الاولي لقاعدة بلتيمور للحرس الوطني الجوي الامريكي .

قمرة القيادة :



القمرة الخاصة بالطيار محمية بدروع تحيط بها بالكامل من جميع الاتجاهات بهيكل مصنوع من مادة التيتانيوم للحفاظ علي حياة الطيار ، والقمرة ايضا مصممه ايضا لتتيح للطيار رؤية ممتازة لما حوله ، وبالقمرة شاشة عرض رئيسية مخصصه لاغراض تحديد الاهداف وتحديد السلاح المناسب لتدميرها واستهدافها به ، كما ان هناك اكثر من نظام مؤمن للاتصالات اللاسلكية واجهزة للملاحة بالقصور الذاتي وانظمة للملاحة الجوية التكتيكية .

كما سيتم تزويد 21 طائرة بنظام لتحديد مكان الطائرة بشكل دقيق للغاية وانظمة ملاحة بالقصور الذاتي متطورة جدا من انتاج شركة لوكهييد مارتن ، كما سيتم تزويد طائرات  A-10 بنظام من تقديم شركة BAE Systems يقدم رسم وتوضيح للتضاريس التي تحلق فوقها الطائرة بشكل دقيق ، ويزود الطياريين بنظارات للرؤية الليلية واجهزة للاشعة تحت الحمراء لاطلاق صواريخ Maverick AGM-65 . 

التسليح :



بالطائرة 11 نقطة يمكن وضع اسلحة بها ، ثلاثة منها تحت بدن الطائرة ، ويحمل كل جناح اربعة نقاط ، ويمكنها حمل حمولة خارجية تصل الي 7260 كجم ، ولتوجية هذه الاسلحة دعمت A-10 بنظام Pave Penny وهو نظام يعمل بالليزر ويقوم باجراءات الكترونية وتوجية الاسلحة الي اهدافها ، الطائرة يمكنها حمل اكثر من 10 صواريخ جو-ارض طراز AGM-65 Maverick والتي بها مجموعة متنوعة من نظم التوجيه بما فيها الاشعة تحت الحمراء بمدي يصل الي 45 كم وقدرة عالية علي تدمير الاهداف واختراق الدروع ، كما يمكن للطائرة ان تحمل صواريخ Sidewinder للقتال الجوي اذا خشي من تهديد جوي لها ، ويمكنها حمل احتفالية من القنابل والذخائر منها علي سبيل المثال LDGP mk82 226kg, 500lb / BLU-1 و BLU-27/B Rockeye II cluster / كما يمكنها حمل كما سبق الذكر بود Litening ER والذي يمكنه تصوير صور بدقة 640×512 بيكسل وصور تليفزيونية وصور بالاشعة تحت الحمراء وامكانية تعقب الاهداف بالليزر وتقديم تحديد دقيق للمسافات ، ولايمكننا الحديث عن التسليح دون ان نغفل المدفع الذي لايرحم GAU-8/A Avenger عيار 30 مم والموضوع في مقدمة الطائرة بالضبط ، المدفع يمكنه حتي ان يعطل دبابة علي مدي ابعد من 6500 متر ويمكن للمدفع اطلاق رصاص خارق للدروع ورصاص حارق ويمكن للطيار الاختيار بين نظام اطلاق 2100 طلقة في الدقيقة او نظام 4200 طلقة في الدقيقة .

المحركات :



في النهاية نشير الي ان محركات الطائرة من انتاج شركة " جينيرال-اليكتريك " وهم محركين يعملان سنويا مع امكانية استمرار الطائرة في الطيران بسهولة الي حد ما حتي مع محرك واحد ، وتصل سرعة الطائرة القصوي الي 706 كم/س .



وبذلك ننتهي من حلقة اليوم بحمد الله وفضله .

اسقط العراقيون اعداد كثيرة من هذة الطائرة فى حرب 1991 بسبب سرعتها البطيئة مثلما يقول الفريق رعد الحمدانى فى مذكراتة( قبل ان يغادرنا التاريخ)                   (واضح ان رسايلى بتوصلك متأخرة ياعلام او انك لاتفتحها)                

اخي غزلان هل ماسقط من A-10 في عاصفة الصحراء كان يوازي بأي حال من الاحوال الخسائر التي اوقعتها في القوات العراقية ؟ .

اخي العزيز egypt 777 الاجابة علي سؤالك هو نعم فطائرات A-10 تمتلك تدابير مضادة الكترونيا (ECM) ضد الصواريخ الموجهه ضدها .

الــ A-10 هى طائرة ممتازة لكنها عرضة للسقوط كثيرة بسبب الطيران على ارتفاعات منخفضة
لكن سؤال لصاحب الموضوع ما هى التعديلات التى ستقوم بها شركة بوينج بجناح هذة الطائرة؟؟
و خاصة أنى قرأت أن الجيش الأمريكى سيخرج أكثر من نصف الطائرات التى تخدم فى القوات الجوية
خاصة بعد بزوغ نجم البريداتور  

h_1985 كتب:

الــ A-10 هى طائرة ممتازة لكنها عرضة للسقوط كثيرة بسبب الطيران على ارتفاعات منخفضة
لكن سؤال لصاحب الموضوع ما هى التعديلات التى ستقوم بها شركة بوينج بجناح هذة الطائرة؟؟
و خاصة أنى قرأت أن الجيش الأمريكى سيخرج أكثر من نصف الطائرات التى تخدم فى القوات الجوية
خاصة بعد بزوغ نجم البريداتور  

اخي العزيز بعد التحية ماتم ذكره ان بوينج فازت بعقد لاستبدال الاجنحة وليس لاجراء تعديلات عليها ، بالمناسبة في سبتمبر 2013 القوات الجوية طلبت من بوينج اجنحة جديدة اضافية ، الاجنحة الجديدة توفر للامريكيين 1.3 مليار دولار ، كما ستزيد من قدرة الطائرة علي حمل الاسلحة بنسبة 4 % .

  

الحلقة الخامسة لشهر فبراير 2014 :

موضوع الحلقة : المدرعة البرمائية التي تخدم في الجيش الامريكي من طراز AAV7A1 .

مركبة الهجوم البرمائية الامريكية AAV7A1 مركبة مجنزرة بالكامل من انتاج وتصنيع Samsung Techwin الكورية الجنوبية ، و شركة BAE Systems الانجليزية .



مدرعات AAV7A1 تعمل حاليا كمركبات برمائية لنقل القوات ، وتخدم لدي قوات مشاة البحرية الامريكية ، حيث يمكن ان تنطلق تلك المدرعات من داخل سفن الهجوم البرمائية الضخمة وتخرج للمياة وتقوم بايصال القوات الي الشاطئ خلال عمليات الانزال ، كما انها تقدم امكانية التواجد كقوات ميكانيكية علي الشاطئ ، ويطلق علي هذه المدرعة في البحرية الامريكية أسم Amtraks ، و مدرعات KAAV7A1 تخدم في العديد من الدول فنراها في الخدمة لدي مشاة البحرية في كوريا الجنوبية ، ولدي الارجنتين ، البرازيل ، كمبوديا ، ايطاليا ، تايوان ، اسبانيا ، تايلاند ، فنزويلا .

الصناعة والتطوير :



دخلت مدرعات AAV7A1 الخدمة لاول مرة تحت أسم LVT-7 لتحل محل المدرعات القديمة من طراز LVT-5 في العام 1972 ، المدرعات البرمائية  LVT-7  تم تطويرها وتحسينها لتصبح في يومنا هذا  AAV7A1 ، عندما تم القيام ببرنامج التطوير وزيادة مدة الخدمة للمدرعات والذي تم في الفترة بين عامي 1983 : 1986 ، وشمل تغيير المحرك بمحرك جديد متطور ، تم اضافة انظمة نقل جديدة بالاضافة الي انظمة تسليح جديدة ، كما تم تحسين المدرعة بشكل كامل وتسهيل عملية صيانتها ، وقتها حملت المدرعات اسم LVT-7A1 ، ويرجع تسمية AAV7A1 الي مشاة البحرية الامريكية فحملت الاسم لديهم في العام 1984 .

القدرة علي الفتك ، البقاء ، وكذلك اجراء الاتصالات ، تم تطويرها خلال برامج التطوير التي حصلت عليها المدرعة التي تم تنفيذها في الفترة مابين 1987 : 1999 ، جنبا الي جنب مع زيادة الموثوقية في الاداء والقابلية للصيانة عبر اضافة مكونات المدرعات القتالية M2 Bradley وتحديدا  " المحرك ، ادوات التعليق " لتصبح هي اجزاء المدرعة  AAV7A1 وذلك في برنامج تم من عام 1999 : 2007 . 
 
التصميم والمميزات :



للمدرعات AAV7A1 العديد من المزايا فبدنها تم تصميمه علي شكل سفينة مما يعني قدرة حركية ممتازة في المياة ، والطرازات الحديثة من المدرعة مزوده بلوحة لاجهزة القياس ، واجهزة للرؤية الليلية بالاضافة الي نظام جديد للتهوية ، كما يتم السيطرة حاليا علي المدرعة بأنظمة هيدروليكية ، مما يوفر للمدرعة الثبات والاستقرار عند العمل ، كما تم تعزيز دروع لمزيد من الحماية .

امكانيات ونسخ المدرعة المتعددة :




مدرعات AAV7A1 تتوافر بثلاثة طرازات ، الطراز الاول للقيادة ويحمل الاسم AAVC7A1 ، الطراز الثاني لنقل الافراد ويحمل الاسم AAVP7A1 ، الطراز الثالث ويعمل بالاصلاح ويحمل الاسم AAVR7A1 .

بالنسبة للطراز الاول AAVC7A1  الذي يقوم بمهام القيادة غير مزود ببرج ، ومزود بأجهزة اتصالات خاصة به يتم وضعها في الاجزاء الفارغة من المدرعة ، هذا الطراز مزود بأنظمة اتصالات متطورة ويمكنه حمل ونقل اسلحة وامدادات لوجيستية ، ويتكون طاقم هذا الطراز من ثلاثة افراد ، وخمسة لتشغيل اجهزة الراديو ، ثلاثة افراد لادارة المدرعة ، واثنين من الضباط للقيادة ، وتم تطوير اجهزة الراديو علي هذا الطراز لتصبح Harris Falcon II .

اما الطراز الثاني AAVP7A1 الذي يقوم بمهام نقل الجنود فيتميز ببرج مزود برشاش تقيل من نوع M2HB عيار .50 ، مع قاذف قنابل الي Mk19 ، ومزود بأربع اجهزة راديو ، مع نظام الاتصال الداخلي AN/VIC-2 ، ويمكنها ان تحمل طاقم مكون من سائق ، مدفعجي ، قائد المدرعة ، وافراد الطاقم الخلفي للمدرعة و 25 جندي من مشاة البحرية " المارينز " مجهزين بكامل تجهيزاتهم ، كما يمكن تجهيزها من الامام لتحمل معدات تنظيف شاطئ الانزال من الالغام ايضا ، مما يعد ميزة كبري للقوات التي تقتحم شؤاطي الاعداء بمدرعات   AAV7A1 . 

الطراز الثالث AAVR7A1 والمخصص لمهام الاصلاح فهو كالطراز الاول غير مزود ببرج ، ولكنها للقيام بمهامها مزوده برافعة ، قدرات العمل كونش ، قاطعة ، ادوات لحام ، والعديد من ادوات الصيانة المحمولة لتقديم الصيانة والدعم للمركبات الاخري في ساحة المعركة ويمكن ايضا استخدامها لرفع واسترداد المركبات المماثله لها والاصغر منها .

التسليح والحماية :



كما تم الذكر يحمل برج المدرعة الجديد  قاذف قنابل الي Mk19 ، ورشاش تقيل من نوع M2HB عيار .50 ، ويمكنها الاشتباك مع الاهداف حتي مسافة كيلو ونصف وكذلك يمكنها الاشتباك بزوايا 360 درجة ، اما عن الحماية فبدن المدرعة من الالومنيوم الملحوم مما يوفر الحماية لافراد الطاقم من نيران الاسلحة الصغيرة ، وشظايا القذائف ، كما تم تعزيز حماية البدن من القذائف ايضا بدروع EAAK ، وتم تزويد مدرعات  AAV7A1 ايضا بنظام اخماد حرائق تلقائي ونظام حماية NBC لتعزيز الحماية . 

المحرك والحركية :



تعمل مدرعات AAV7A1 بقدرة 400 حصان بمحركات وقود سائل مبرد ديزل من طراز V-8 مرتبط بناقل حركة اوتوماتيك HS-400-3A1 يدمج التوجية والكبح معا ، ويمكن للمدرعة نفث 14 الف جالون مياة في الدقيقة الواحدة مما يوفر سرعة تصل الي 9.7 كم/س في المياة ، وتوفر انظمة التعليق وتلقي الصدمات قدرة نقل وتحرك ممتازة علي جميع التضاريس بسرعة قصوي تبلغ 72.4 كم/س .

 

الحلقة السادسة لشهر فبراير 2014 :

موضوع الحلقة : هذه الحلقة للقوات البحرية وان تم اختيار طائرة للحديث عنها فهي طائرة للمهام البحرية وهي الاسبانية A319 MPA .

A319 MPA هي طائرة بعيدة المدي للدوريات البحرية ، ومهام القتال ضد الغواصات وكذلك القتال ضد قطع السطح بالاضافة الي الاستطلاع وجمع المعلومات والمراقبة ، وهي من ابداع شركة Airbus Military الاسبانية ، ومن ابرز مميزاتها امكانية الطيران البطئ علي سرعات منخفضة ، والقدرة العالية علي البحث والتنقيب ، والمدي العملياتي الواسع ، والقدرة ايضا علي الطيران السريع كل ذلك يجعل من A319 MPA أفضل طائرة دوريات بحرية في فئتها .



التصميم :

طائرة A319 MPA مشتقه من طائرة الركاب المدنية Airbus A319 والتي تم تصنيع بدنها من مواد مركبة خفيفة الوزن ومفاومة للتأكل ، مما يوفر ايضا انخفاض معدل استهلاك الوقود ، كما ان ابواب الطائرة الكبيرة في الحجم تسهل من امكانية استبدال بعض المكونات الداخلية بها ، وهي ميزة اخري ، كما ان الطائرة مزوده بأنظمة صيانة مركزية تراقب اداء مكوناتها الرئيسية وتقوم تلقائيا بتحويل الحالات الشاذة الي قاعدة الطائرات ، كما ان الطائرة يمكن ايضا وحسب رغبة الزبون ان تكون اكثر فعالية عبر تركيب ذراع للتزود بالوقود في الجو مما يمكنها من التزود بالوقود في الجو وبالتالي يزيد مدي الطائرة .

كما ان عرض جسم الطائرة الذي يبلغ 3.7 متر يوفر مقصورة فسيحة ومريحة ، ورفوف للمعدات الالكترونية ، مطبخ ، حمام ، مخزن ، 6 لوحات الكترونية لمراقبة تشغيل الطائرة ، كما ان الكابينة باتساعها توفر للطياريين مكانا للعمل ومكانا للراحة بالنسبة للرحلات التي يكون فيها الطيران طويلا ، كما ان طائرات A319 MPA تملك طابقا سفليا تم تصميمه ليوفر مساحة كبيرة ايضا ليوضع به تسليح الطائرة وكذلك خزانات وقود اضافية ليمكن للطائرة ان تطير لمسافات وامدية ابعد ، حقا انها طائرة لاتجعل القائد يفكر كثيرا اين تتوقف امكانياتي ؟ .



مهام طائرات A319 MPA :

طائرات A319 MPA مجهزه لمهام وادوار القتال الكلاسيكية ، بالاضافة الي الادوار الحديثة المطلوبة للطائرات البحرية المماثلة لها ، ففوق مهام القيام بدوريات بحرية ، يمكن لها ان تكون جزء فعال في مهام العمليات المشتركة مع الوحدات الاخري من مختلف الاسلحة .

مقصورة القيادة :

مقصورة القيادة لطائرات A319 MPA الحق بها ست شاشات عرض متعددة الوظائف ، وهناك شاشة عرض رئيسية ايضا لمتابعتها ، ويعمل ذلك كله لتوفير المعلومات للطياريين وايضا لتوفير الوعي بالظروف المحيطة بالطائرة سواء بتواجد عدائيات او اهداف ، وكذلك تيسير عملية الاقتراب من المطارات والهبوط فيها ، ويتيح التصميم المريح لكابينة القيادة للطياريين النظر في جميع الاتجاهات والرؤية بوضوح تام ومراقبة جميع الاجهزة بارتياحية ، كما ان هناك عصا للتحكم علي جانبين تتيح ايضا خاصية fly-by-wire والتي تجعل الحاسوب يتحكم في الطائرة بدلا من التحكم اليدوي عبر اشارات الكترونية تنتقل عبر الاسلاك دون تدخل من الطيار ، والحاسوب بذلك يحافظ علي اتزان الطائرة فلا يؤثر مركز ثقلها عليها ، كما ان هذا النظام يقلل من المحهود الذي يبذله الطيار ايضا .

قمرة القيادة توفر انه واثناء حدوث اضطرابات خلال الطيران ستكون المناولة بين الطياريين الاثنيين في منتهي السهولة ، كما ستقوم محطة معلومات الطائرة (OIT) بنقل المعلومات التفصيلية حول الظروف والاجواء المحيطة بالطائرة من خلال مستشعرات الطائرة المتعددة لطاقم الطائرة ، كما ان هذه المحطة تلعب دورا اخر وهو التنسيق بين افراد الطاقم بالكامل .



التسليح :

طائرات A319 MPA مسلحه بمنظومات قتالية ضد الغواصات ومنظومات قتالية ضد قطع السطح ايضا ، ويمكن وضع هذه الاسلحة المتنوعة داخل بدن الطائرة او علي الجناحين ، فيمكن للطائرة ان تحمل بداخلها ثمانية قواذف طوربيد ، بالاضافة الي قنابل اعماق ، الغام واسلحة مختلفة ضمن تشكيلة للاسلحة المضادة للغواصات ، وعلي الجناحين هناك اربعة نقاط تحميل للاسلحة يمكن من خلالها للطائرة حمل صواريخ تهاجم بها القطع البحرية او حتي الاهداف الارضية .

الرادار واجهزة الرصد والاستشعار :

نتيجة لمهام طائرات A319 MPA المتعددة ، ولشهيتها المفتوحة للقيام بعمليات متنوعة ، فلقد تم تزويدها بالعديد من اجهزة الرصد والاستشعار متعددة المهام ، هذه الاجهزة تم توصيلها بأجهزة حديثة للاتصالات ، مما يمكن للطائرة من خلال ذلك ان يكون لديها (NCO) او " شبكة مركزية للعمليات " وبها يتم تجميع كل المعلومات التي رصدتها الاجهزة مع المعلومات التي وصلت للطائرة عبر اجهزة اتصالاتها ليكون امام الطاقم وعي كامل بما يحيط بالطائرة بشكل تام ، ومن جانب اخر هناك حزمة من اجهزة الرصد والاستشعار مخصصة للغواصات وقطع السطح لكشف وتحديد وتعقب مساراتها سواء بالنسبة للغواصات او قطع السطح .

هذه الاجهزة ايضا تشمل بالطبع رادار رصد رئيسي ، اجهزة للتمييز بين العدو والصديق ، اجهزة متطورة للكشف بالاشعة تحت الحمراء ، انظمة رصد صوتية ، اجهزة لكشف الشذوذ المغناطيسي (MAD) والاخيرة هي احدي اشهر وسائل كشف الغواصات .



الملاحة والاتصالات :

تتميز طائرات A319 MPA بنظام تكتيكي متكامل FITS ، وهو نظام اثبت نجاح فيما قبل فلقد تم تركيبه علي متن انتاجات شركة Airbus من الطائرات MPA ، ووظيفة النظام هو الدمج بين انظمة الاتصالات ووصلات البيانات datalink والتي تتيح تبادل المعلومات والصور والفيديوهات مع جميع المنصات الصديقة وعلي وجه الخصوص مع المروحيات والطائرات دون طيار ، مما يوفر للطائرة وعي تام بكل مايحيط بها وهي الاخري تعطي للمنصات الصديقة ماتقوم بجمعه من معلومات ، وبجوار ذلك هناك ستة رجال يجلسون للعمل امام ستة حواسيب الية لتوفير وعي ظرفي أفضل وأفضل ويزيد من نجاح مهامها سواء كان المطلوب منها دورية مراقبة او اشتباك مع قطع سطح او غواصات. 

الاجراءات المضادة والمحرك :

حزمة الاجراءات المضادة تتضمن اجهزة للتحذير من التواجد بها رادار وكذلك للتحذير من اي صواريخ يتم اطلاقها ضد الطائرة ، وتتكامل هذه الاجهزة بشكل تام مع ناثرة للشراك الخداعية والفليرز التي تضلل الصواريخ الموجهه ضدها ، كما لاننسي نظام الاجراءات المضادة للاشعة تحت الحمراء DIRCM والذي يعمل علي القيام بالعديد من الاجراءات لخداع الصواريخ الموجهه بالاشعة تحت الحمراء وجعل الطائرة تفلت منها ، كما تم تثبيت نظام للحرب الالكترونية ايضا علي متن الطائرة .

اما عن المحرك ، فطائرات A319 MPA تطير بمحركين من نوع IAE V2527M-A5 او CFM56-5B7 وتوفر تلك المحركات سرعة قصوي للطائرة تصل حتي 0.82 ماخ .


وبذلك تنتهي حلقة اليوم بفضل الله .

هل هي هذه المفاجئة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

صاروخ m75 كتب:

هل هي هذه المفاجئة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لا يا اخي العزيز ليست هذه المفاجئة ، ارجو من الاعضاء التعليق علي محتوي الموضوع ، ولكم جزيل الشكر .

 

الحلقة السابعة لشهر فبراير 2014 :

" رأيت ان لاستكمال رونق الموسوعة وزيادة الفائدة فمن الانسب تطعيمها بمواضيع تاريخية ، لذا سيكون باذن الله هناك حلقة تاريخية بجوار الحلقات الثلاثة الدائمين والتي اتناول فيها شرح سلاح جوي ثم سلاح بري ثم سلاح بحري ، وفقنا الله لما فيه الخير " .

موضوع الحلقة : " معركة كريت في الحرب العالمية الثانية " : 

حدثت هذه المعركة في الحرب العالمية الثانية علي ارض الجزيرة اليونانية " كريت " ، حيث أندلعت في صباح 20 مايو 1941 ، حينما بدأت قوات الجيش الالماني بغزو الجزيرة عبر المظليين ، واعطي الالمان لهذا الهجوم اسم " عملية الزئبق " Operation Mercury ، وعلي ارض كريت وقف القوات اليونانية وقوات الحلفاء وسكان الجزيرة المدنيين يدافعون عن كريت ضد الغزو الالماني .





وبعد يوم واحد من القتال كان الالمان يعانون من خسائر فادحة جدا بين صفوفهم ، وسادت الثقة لدي قوات الحلفاء بأنهم اصبحوا علي مقربة من النجاح في صد الغزو الالماني ، وفي اليوم التالي ونتيجة لسوء فهم قادة قوات الحلفاء للوضع وعدم قدرتهم علي تقدير الوضع بشكل صحيح ، نجح الالمان في الاستيلاء علي مطار " ماليم " الواقع غرب الجزيرة ، مما مكن الالمان من القيام بارسال تعزيزات حولت الدفة لصالحهم فأصبحت قواتهم اكبر واقوي من القوات المدافعة عن الجزيرة ، واستمرت المعركة عشرة ايام اخري .

وكانت عملية الغزو الالماني لكريت فريدة في نوعها ولم يسبق لها مثيل من ثلاثة جوانب : 
1 - لم تكن هي المرة الاولي التي يستخدم فيها الالمان لقوات المظلات بشكل كبير ولكن كانت هي المرة الاولي في التاريخ التي يعتمد فيها غزو ما علي قوات المظليين فقط .
2 - كانت هي المرة الاولي التي يستفيد فيها الحلفاء من مخابراتهم عمليا في التغلب علي مشكلة الشفرات الالمانية حيث كانت استخبارات الحلفاء قد توصلت لحل الشفرات الالمانية Enigma .
3 - للمرة الاولي تواجه قوات القوات الالمانية مقاومة جماعية من سكان جزيرة كريت ، مما سبب الخسائر الفادحة التي منيت بها قوات المظليين ، وكان ذلك سببا في ان ادولف هتلر منع القيام بأي عملية ابرار مظليين علي نطاق واسع مجددا ، ومع ذلك فأن الحلفاء قد اعجبوا باداء قوات المظلات الالمانية في هذه المعركة وبدأ التوسع في انشاء قوات مظلات خاصة بهم . 

افتتاحية المعركة : 

كانت قوات الحلفاء قد تمركزت في كريت عندما هاجم الجيش الايطالي اليونان في 28 أكتوبر 1940 ، وعلي الرغم من ان الايطاليين قد تم صدهم في بداية هجومهم علي اليونان ، فأن التدخل الالماني اجبر الحلفاء علي سحب 57 الف جندي من اليونان قامت القوات البحرية الملكية البريطانية باجلائهم ، معظم هولاء الجنود تم ارسالهم الي كريت لتعزيز الحماية هناك .

وكانت السيطرة علي جزيرة كريت امر مهم للغاية ، فحيازة كريت تقدم للبحرية الملكية البريطانية مؤاني ممتازة شرق البحر المتوسط ، ومن هناك ايضا يمكن تهديد الجبهة الجنوبية الشرقية لدول المحور ، ومن هناك يصبح في مدي القاذفات البريطانية ان تشن هجوم علي حقول النفط في " بلويتي " في رومانيا والتي تمثل عصب مهم جدا بالنسبة للمجهود الحربي لدول المحور ، كل تلك العوامل أعطت لكريت أهمية استراتيجية كبري ، حتي ان ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني بعث برقية الي رئيس هيئة الاركان العامة الانجليزية في الرابع من يونية عام 1940 يقول فيها : " لو فقدنا كريت بسبب اننا لانملك مايكفي من قوات للدفاع عنها ، نكون قد ارتكبنا جريمة " .



ونستون تشرشل .

وعلي الجانب الاخر كانت القيادة العليا للجيش الالماني مستغرقه في وضع خطط " العملية بارباروسا " والخاصة بغزو " الاتحاد السوفيتي " ، وفي ذات التوقيت كان كبار قادة سلاح الجو الالماني Luftwaffe متحمسين لفكرة الاستيلاء علي جزيرة كريت عبر القيام بهجوم محمول جوا بشكل جرئ ، حيث كانوا يرغبون في رد الاعتبار عقب هزيمتهم في المعارك الجوية التي خاضوها مع سلاح الجو الملكي البريطاني في العام 1940 ويشغل ذلك الامر تفكيرهم بشكل كبير ، خاصة ان الهجوم علي روسيا لم يكن قد بدأ بعد ، ووسط كل هذا كان هتلر والذي سبق له ان حقق نجاحات باقتراحات جريئة من قبل ، ووافق بالفعل علي اقتراح قادة سلاح الجو لديه واشار الي ان بداية العملية يجب ان تكون في شهر مايو ، مع التأكيد في نفس الوقت ان العملية ذات أولوية ثانوية وانه لن يسمح تحت اي ظرف من الظروف ان تتداخل مع الغزو المزمع للاتحاد السوفيتي .

وبدا ان قادة سلاح الجو الالماني كانوا يرفضون خسارة تلك المعركة فمع بداية المعركة البرية تم الدفع بالقاذفات في غارات متكررة ضد قوات الحلفاء في الجزيرة وايضا لكي يحققوا السيادة الجوية ، وفي نهاية المطاف نجحت الحملة الجوية الالمانية في تحقيق اهدافها ، واضطرت القوات الجوية الملكية البريطانية الي نقل طائراتها المتواجدة بالجزيرة الي مدينة الاسكندرية بشمال مصر ، وايضا في بداية المعركة البرية كان الحلفاء لديهم تفوق بحري يمكن الاستفادة منه والدفاع عن الجزيرة بصحبة التفوق العددي الموجود اصلا ضد قوات المظلات الالمانية ولكن المظليين الالمان كانوا قوات ذات تدريب افضل بشكل كبير للغاية ، ويسبقها سيرة زخم كبير من الانتصارات قد حققته .

ترتيبات المعركة :

في الثلاثين من ابريل من العام 1941 تم تعيين الضابط بالجيش النيوزيلندي الجنرال Bernard Freyberg قائدا لقوات الحلفاء في جزيرة كريت ، وبحلول شهر مايو ، كانت القوات اليونانية تتألف من تسعة الاف جندي يشكلون ثلاثة كتائب من الجيش اليوناني ، كانوا هولاء من طلاب في اكاديمية الدرك و مجندين في مراكز التدريب في البيلوبونيز اليونانية ووصلوا الي كريت ليحلوا محل القوات المدربة تدريب راقي والتي ارسلت لتقاتل في البر الرئيسي حيث المعارك الكبري ، وتم تزويدهم ايضا بجنود ذو خبرة قادمين من البر الرئيسي حيث قاتلوا قتالا فعليا . 



الجنرال النيوزيلندي  Bernard Freyberg علي اليمين .

 بينما تألفت القوة القادمة من دول الكومنولث البريطاني من 14 الف جندي من قوة الحماية البريطانية للجزيرة و 25 الف جندي بريطاني وجنود من دول الكومنولث تم اجلاؤهم من البر الرئيسي ، وهذه القوات التي تم اجلاءها جميعا كانت المزيج الاكثر نموذجية في اي اخلاء تم القيام به ، حيث كان فيه العديد من الوحدات السليمة تحت قيادتها الاساسية ، وتم تجميع الوحدات الميكانيكية من قبل قادتها بشكل سريع ، وتشكل هولاء الرجال  اللواء 19 الاسترالي ، اللواء الثاني النيوزيلندي ، اللواء 14 مشاة الانجليزي يشكلون معا 15 الف مقاتل تقريبا ، و 5 الاف جندي ليسوا مشاة وان كان قد تم تجهيزهم كوحدات المشاة ، بالاضافة الي قوات مدفعية استرالية .

 قائد القوات البريطانية في الشرق الاوسط الجنرال  " أرشيبالد يفل " .



وفي الرابع من مايو ارسل قائد قوات الحلفاء في كريت الجنرال  Freyberg رسالة الي قائد القوات البريطانية في الشرق الاوسط الجنرال  " أرشيبالد يفل " يطلب منه اخلاء حوالي 10 الاف فرد لايجد لهم تسليحا ، كما ان فرص تشغيلهم في اعمال هنا في كريت تكاد تكون معدومة فضلا عن امكانية اثارة المشاكل مع السكان المحليين ، ومع حلول الوقت الذي بدأت فيه المعركة كان عدد قليل فقط من هولاء الرجال قد غادروا الجزيرة .


فماذا حدث ؟
هل استطاع الالمان النجاح في الغزو والسيطرة علي كريت ؟ .
ام هل نجح الحلفاء في صد الغزو الالماني والابقاء علي كريت بين ايديهم ؟ .
هذا ما سنعرفه معا في الحلقة القادمة في الجزء التاريخي عقب الحلقات الثلاثة المخصصه للاسلحة المختلفة باذن الله .

تمت حلقة اليوم بحمد الله .