الحلقة الثامنة لشهر فبراير 2014 :
موضوع الحلقة : الطائرة المروحية بدون طيار الامريكية A160 Hummingbird " الطائر الطنان " :
الطائرات بدون طيار A160 Hummingbird هي طائرة مروحية بدون طيار تستطيع الطيران لفترة طويلة للقيام بمهام الاستخبارات ، المراقبة و الاستطلاع ، اضاءة الهدف للطائرات المسلحة لكي تقوم الاخيره بتدميره ، كما يمكنها القيام بمهام الاتصالات ايضا ، وعبر مروحياتها التي تدور بسرعة مثالية يمكن لطائرات A160 Hummingbird التحليق بسرعة تصل الي 260 كم/س ، مع الوصول لسقف تحليق 9150 متر كحد أقصي ، وقدرة علي الطيران تصل الي اكثر من 20 ساعة متواصلة في حال الطيران علي ارتفاع 4570 متر .
الطائرة من ابداع وانتاج شركة " بوينغ للانظمة الدفاعية المتكاملة " وتحديدا " قسم الانظمة المتقدمة " ، وتم تصنيع ثلاثة طائرات A160 Hummingbird خصيصا من اجل " وكالة مشاريع البحوث المتقدمة الدفاعية الامريكية " المعروفة اختصارا بأسم (DARPA) وهي الوكالة التي تدرس الاسلحة الامريكية عالية التطور والتي ستدخل الخدمة في الجيش الامريكي لتكون قادرة علي خوض معارك القرن الواحد والعشرين الاكثر تطورا مما يعطي للطائرة نقطة امتياز ، كما تم تصنيع ثمانية طائرات اخري لصالح قيادة العمليات الخاصة الامريكية SOCOM ، وهناك نموذج اضافي ايضا حمل الاسم A160T Hummingbird ويتميز بأنه يطير بمحرك توربيني سداسي الاسطوانات من نوع Pratt & Whitney PW207D مما يسمح لها بمدي اطول وقدرة اعلي علي تحمل الطيران لاوقات اكثر ، وحلق هذا النموذج للمرة الاولي في يونية من العام 2007 في مطار شركة بوينغ في فيكتورفيل ، كاليفورنيا .
تصنيع وتطوير طائرات A160 Hummingbird : في مايو من العام 2008 حقق النموذج A160T - والذي ذكرنا انه تم تزويده بمحركات اقوي - حقق النجاح في المرحلة الاولي من الاختبارات والتي شملت 14 رحلة طيران والتي تضمنت القيام بالوصول الي السرعة الاقصي 263 كم/س ، الطيران في رحلة لثمانية ساعات متواصلة بحمولة 450 كجم ، الطيران في رحلة لاكثر من 18 ساعة متواصلة بحمولة 136 كجم ، اختبار القدرة علي الطيران علي ارتفاعات عالية وأثر ذلك علي الطائرة وشمل ذلك الوصول للارتفاع 4572 متر اي مايساوي 15 الف قدم ، ثم الارتفاع 6000 متر اي مايساوي 20 الف قدم .
لقد اثبتت طائرات A160 Hummingbird قدرتها علي التحليق علي ارتفاعات عالية مع حمل حمولات ايضا ، مع القدرة علي كشف الاهداف المتحركة ببطء ، وتقديم وصف وتحذير ورصد للتهديدات المحتملة ، كل ذلك بفضل تكنولوجيا عالية استخدمت في صناعتها ، هذه التكنولوجيا التي جعلتها جزء من برامج استشعار عن بعد استمرت لمدة ثمانية شهور اجرتها وكالة DARPA والتي بدأت من شهر مارس 2008 واجريت ايضا بجانب هذه الاختبارات 60 ساعة طيران اضافية و 250 ساعة من الاختبارات الارضية .
في ديسمبر من نفس العام 2008 أعلنت بوينج ان النموذج A160T حقق استخدام ناجح في تغيير السرعات والتروس اثناء التحليق في الجو في الخامس والعسرين من نوفمبر ، وانها قد تخطت حاجز المائة ساعة طيران وقد أجريت الاختبارات التي حققت فيها الطائرات ذلك النجاح بموجب عقد بقيمة 5 مليون دولار بين شركة بوينغ ووكالة DARPA ، وفي اكتوبر من العام 2009 ربحت بوينغ عقدا بقيمة 5 مليار دولار مع هيئة دعم عمليات القوات الخاصة SOFSA لتقديم خدمات الدعم اللوجيستي الشامل لقيادة قوات العمليات الخاصة الامريكية لمدة عشر سنوات .
يشمل العقد الصيانة والاصلاح للطائرات التي لدي قيادة قوات العمليات الخاصة ، توريدات الاحتياجات وتقديم اي تكنولوجيا معلومات لادارة العمليات ، ومن ناحية اخري فأن طائرات A160T من المرجح ان تكون احدي الطائرات دون طيار التي تدخل الخدمة وتنضم لصفوف مشاة البحرية الامريكية .
برنامج الطائرة :في العام 1998 وقعت شركة Frontier Systems والتي تقع في ارفين ، كاليفورنيا ، عقدا مع وكالة DARPA لتطوير وتصنيع طائرة هيلكوبتر خفية عن الرادار عالية التحمل لمهام المراقبة ، وحدد الهدف ان تكون قادرة علي الطيران من 30 : 48 ساعة ، مع سقف تحليق يصل الي 16.750 متر ، مع قدرة علي حمل وقود بداخلها يكفيها لكي تقطع مسافة تصل الي 5500 كم ، ومنحت شركة Frontier Systems مشاريع اضافية يتم تمويلها في اطار برنامج " نظم القتال المستقبلية للجيش الامريكي " ، ومن خلال ذلك كله انتجت الشركة النموذج الاولي لطائرتنا اليوم A160 Hummingbird بثلاثة شفرات رئيسية وقامت بأول رحلة لها في ديسمبر من العام 2001 ، بعد ذلك تم تحويل كل النماذج التالية لتكون بأربعة شفرات رئيسية بدلا من ثلاثة .
وفي العام 2004 استحوذت بوينغ علي شركة Frontier Systems ، وحصلت علي امتياز العقود التي كانت تملكها ، وأنتقل مشروع طائرة A160 الي صانعي مقاتلات الفانتوم الشهيرة في بوينغ ، وفي سبتمبر من العام 2004 حلق النموذج الاول من اشراف بوينج A160 Hummingbird ، وفي العام 2005 وبشهر أغسطس حدث تعاقد مع مركز الحرب الجوية في البحرية الامريكية لتنفيذ برنامج لمدة ثلاث سنوات لتقييم تطبيقات الاقلاع والهبوط العمودي للطائرات مع مختلف الحمولات ، وفي يومنا هذا تكون الطائرة قد أمضت عشرة سنوات في خدمة قيادة العمليات الخاصة الامريكية ، ويجري حاليا اختبارات لامكانية جعلها طائرة ذات مهام قتالية ، فبعد استكمال اكثر من 18 ساعة من الطيران المتواصل ، تم الاعلان انه سيتم تركيب صواريخ " جو-ارض " علي الطائرة والقيام بتجارب لقياس مدي فعاليتها .
ومن المخطط ان تقوم بوينغ بتوفير 20 طائرة A160T Hummingbirds من اجل " قيادة العمليات الخاصة الامريكية " لمهام المراقبة والاستطلاع و القتال مابين اعوام 2012 : 2017 ، مع مزيد من أنظمة الاستشعار الجديدة التي صممت خصيصا لطائرات A160T Hummingbirds ، مما يوفر للطائرة امكانية ان ترصد اهداف علي مسافات بعيدة ، وكذلك استطلاع واكتشاف العدائيات التي تختبئ خلف اوراق الاشجار ، مع رادار مراقبة وتتبع واشتباك FORESTER خصص ايضا لهذه الطائرة ، ومن 31 اغسطس 2009 الي اكتوبر في نفس العام تم اجراء حوالي 20 رحلة طيران تجريبي مع رادار FORESTER وأجريت في فورت ستيوارت بولاية جورجيا بأمريكا ، هذا الرادار من اهم نقط قوة الطائرة فهو يستطيع العمل والرصد حتي للقوات التي تختبئ في الغابات وحتي لو حاولت القوات المعادية ان تتحرك بسرعة السلحفاة سترصد ايضا .
الطائرة التي صنعت لتبدع :طائرات A160T Hummingbird التي لاتملك أجنحة ومزوده بريشتين خلفيتين وأربعة شفرات رئيسية ، بعد ان كانت ثلاث شفرات في النموذج الاولي الذي تم تصنيعه ، ويرجع سبب ذلك التعديل ان الطائرة تحطمت مرتين خلال الرحلات التجريبية فأضيفت شفرة لمزيد من الاتزان والموثوقية ، وتم تعديل التصميم ليكون متماشيا مع الشفرة الرابعة ، واصبحت الطائرة ذات تصميم وشفرات مبتكرة شبة جامدة تم تصنيعها من ألياف الكربون مع قطر أكبر مقارنة بالشفرات من نفس القدرة .
ويمكن اثناء الطيران تخفيض معدل الدوران الي اكثر من نصف الحد الاقصي ، الامر الذي يسهم في زيادة كفاءة استهلاك الوقود عند التحليق بسرعات منخفضة او عند التحليق بحمولات منخفضة ، وفي المقابل فأن الشفرات في بقية الطائرات مصممه لكي تقوم بالدوران التقليدي ، ولكن هذه الميزة في A160T Hummingbird تعني انخفاض البصمة الصوتية للطائرة مما يجع اكتشافها امرا اكثر صعوبة ، ولنضف الي ذلك ان الشفرات المتصلبة والمدببة بشكل كامل وعالية السماكة تؤدي لاداء اكثر مرونة وتوفير اداء اعلي من حيث زيادة نسبة الرفع الي السحب ، بالاضافة الي انها اخف وزنا وتحد ايضا من مشاكل الاهتزازات خلال الطيران .
وجسم الطائرة مصنع من ألياف الكاربون ، بتصميم هندسي متميز يجعل الطائرة تحلق علي نحو سلس مما يعطي ايضا بصمة رادارية منخفضة للطائرة ، كما يمكن للطائرة بالاضافة الي الاقلاع والهبوط بشكل عمودي ان تقوم بالاقلاع والهبوط بالطريقة التقليدية ايضا .
الحمولات :ارتفاع جهاز الهبوط يوفر 0.84 متر من المساحة الفارغة بين اسفل جسم الطائرة والارض ، ويتم تثبيت الحمولة الاكبر في اي مهمة في مقدمة الطائرة ، اما اجهزة الاستشعار فيتم تركيبها خلفها بقليل وفي اسفل جسم الطائرة ، ويمكن الاختيار بين العديد من البدائل المتاحة في اي مهمة لكي تحملها الطائرة فلدينا في البداية اجهزة رصد بالليل والنهار تعمل بأنظمة الرصد الكهرو-بصية electro-optical ، ولدينا ايضا العديد من نظم التصوير بالاشعة تحت الحمراء ، كما يمكن تركيب رادار بفتحة اصطناعية (SAR) ، اجهزة لتعقب الاهداف المتحركة (MTI) قادرة علي اختراق اوراق الشجر حتي ، كما يوجد اجهزة ليزر لتحديد وتعريف الاهداف ، اجهزة تشويش وحرب الكترونية واجراءات مضادة ، اجهزة اتصالات بالاقمار الصناعية ، و datalink لاستقبال وارسال المعلومات مع منصات الاسلحة الصديقة برا اوبحرا او جوا .
التحكم والملاحة :نظم الطيران تم تصميمها وتصنيعها بواسطة شركة Frontier Systems ، وهناك انظمة ملاحة كالجي بي اس GPS ، وانظمة تحديد احداثيات موقع الطائرة ، وقامت نفس الشركة بتصنيع الاصدارات الاساسية والمتقدمة من الاجهزة والبرمجيات الخاصة بطائرات A160T Hummingbird والتأكد من فعاليتها ، وكانت الطائرة المروحية Robinson R22 رفيقة الدرب لطائرتنا اليوم في اختبارتها تقوم بتتبعها وتزويد المصنعين بالنتائج .
المحرك : الطائرة تطير بمحرك واحد من انتاج شركة برات اند ويتني كندا من نوع Pratt & Whitney Canada PW207D وهو محرك توربيني وهو مزود بنظام (FADEC) احدث صيحة في عالم المحركات الذي يتحكم بالمحركات بشكل كامل رقميا عبر جهاز كمبيوتر رقمي بما في ذلك التحكم في الوقود ، وكذلك يتحكم بريش الطائرة ، وهذا النظام يقلل من العمل الملقي علي عاتق قائد الطائرة علي الارض ، وطول وارتفاع المحرك هو 0.91 ، 0.61 متر علي التوالي ، والعرض 0.5 متر .
وبذلك تنتهي حلقة اليوم بحمد الله وفضله وتوفيقه .