الاخ منجاوي, القوات العراقية دخلت الارض السورية بدون خرائط ولا مرشدين ولا اي معونة ارشادية من القيادة السورية ولا حتى استعداد مسبق حسب السياقات العسكرية الامر الذي جعل القوات العراقية تجد نفسها اشبه بالتائه في ارض لا يعرفها. فور وصول القوات العراقية الاراضي السورية, صادفوا بعض الادلاء السوريين واستقبلوهم بعبارات صدمت القوات العراقية " انقذوا شرفنا يعطيكم العافية"! كما ذكرها الفريق العراقي رعد مجيد الحمداني في كتابه " قبل ان يغادرنا التاريخ " فقد كان العراقيون يتصورون ان الامر في انتصارات متصاعدة ولكن الحقيقة كانت غير ذلك وان الامور انقلبت راسا على عقب في غضون بضعة ايام! لم يكن امام القوات العراقية سوى الزج بالمعركة, قادمين على سرف الدبابات مسافة 1000 كم بدون راحة, لايقاف زحف الصهاينة نحو دمشق التي كانوا على مسافة 52 كم منها والاشتباك معهم باي ثمن. هذا الامر الذي كبد القوات العراقية خسائر كبيرة لانها رمت بنفسها امام الالة العسكرية الاسرائيلية لهدف اسمى واغلى. ما قالة مصطفى طلاس بحق القوات العراقية ليس الا مناكفات سياسية وطمس وتشويه المشاركة العراقية الفعالة لخلافات سياسية بين البلدين. اضف لذلك, ان حافظ الاسد كان بالاساس يخشى من تواجد قوات عراقية على الارض السورية وقريبة من دمشق فقد كان يشك ان القوات العراقية قد تنفذ انقلابا على نظامه والاطاحة به وكما ذكر الفريق العراقي نزار الخزرجي وكان ضابط صغيرا وقتها, انه كانت هناك قوات مدرعة سورية بدبايات تي 62 حديثة تراقب وتنطر بعين الريبة والشك للقوات العراقية الواصلة توا وتسائل الفريق في نفسه لماذا هذه القوات ليست في ارض المعركة وماذا تفعل هنا؟ ولاحقا ادركوا السبب هو الخوف والشك بالقوات العراقية القادمة!
ادرج تلخيصا مقتبسا للضباط العراقيين الذين شهدوا تلك المعارك:
الكلام لامر اللواء المدرع 12 العراقي العقيد الركن سليم شاكر الامامي:
في الساعة العاشرة من يوم 7 اكتوبر اصدرت القوات المسلحة العراقية الأمر الإنذاري للتهيؤ للقتال على الجبهة السورية أو الأردنية – إذا اندلع فيها القتال – وكانت أكبر المشاكل التي واجهها الجيش العراقي في تنفيذ هذا الامر معضلة تأمين ناقلات للدبابات حيث كان عددها لايكفي إلا لنقل لواء مدرع واحد، وقد خصصت لنقل اللواء المدرع 12 من الفرقة العراقية الثالثة.
الفرقة المدرعة الثالثة
وصلت أولى طلائع القوات العراقية إلى دمشق مساء يوم 10 اكتوبر المتمثلة باللواء المدرع 12 يقودة الرائد الركن سليم شاكر الإمامي، تبعه لواء المشاة الآلي 8 ثم اللواء المدرع 6.
اللواء المدرع 12
حينما وصل اللواء المدرع 12 إلى دمشق 10 أكتوبر، لم يستطع قائد اللواء التواصل مباشرة مع قيادة الأركان السورية ولم يستطع في الوقت نفسه ترك اللواء والذهاب إلى القيادة العامة، وكل ما أجابه الضباط السوريون بان يتوجه اللواء إلى الجبهة.
قرر آمر اللواء المدرع 12 التوجه إلى الطريق العام دمشق - درعا متفاديا الذهاب إلى القنيطرة مباشر لكي لا يكون في وسط ساحات القتال
و واصل سيرة ليلا على خط دمشق - درع وتولت مفارز الشرطة العسكرية السورية السيطرة وتوجيه أرتال اللواء. ويصف آمر اللواء سليم شاكر الامامي المسير «كنت عند وصولي إلى كل مركز مروري جديد أترجل من السيارة وأسئل مسؤول المرور فيها أو من أجده من العسكريين السوريين إن كان هناك من مقر عسكري أستطيع الاتصال به أو الاستفسار منه عما سيؤول إليه حالنا ولكن دون جدوى، بل وفي إحدى النقاط اقترح علي ضابط سوري أن أذهب إلى الأركان العامة في دمشق إذ سأجد هناك كل ما أريد وإجابات لكل ما قد يخطر على بالي من أسئلة، ولم أكن لأفعل ذلك تحت أي ظرف من الظروف، إذ متى سأصل ومتى سأعود؟ ثم هل سأبقي اللواء خلال رحلتي هذه يواصل سيره أم يقف على الطريق؟ وماذا لو كانت الأركان العامة قد أرسلت إلى أمرا ما أو أحد ممثليها وصل إلى مقر لواءي قبل عودتي فهل سأترك لهم توجيه اللواء... قلت لصاحب الاقتراح لن أذهب إلى الأركان العامة وسأواصل مسيري.»
تابع اللواء 12 مدرع مسيره إلى أنخل حيث حاول أمر اللواء التحدث مع المركز المروري هناك وتكررت الاقتراحات بالعودة إلى الأركان العامة حينها قال لهم أمر اللواء أنه سيواصل السير حتى درعا ثم سيدخل إلى الحدود الأردنية لأنه لن يسمح أن يطلع النهار لتغدو أرتال اللواء هدفا سهلا للطيران الإسرائيلي، حينها وصل ضابط سوري برتبة مقدم ذكر أنه أمر لواء مدرع وقد أنسحبت قطاعاته وأنه سيترك مواقعه في أنخل وهي جاهزة كموقع دفاعي جيد. فقام اللواء المدرع 12 بالانتشار في أنخل وأخذ المواقع الدفاعية قبل طلوع شمس يوم 11 أكتوبر.
وكانت قوات اللواء المدرع 12 تتألف كتيبة دبابات المعتصم وكتيبة دبابات قتيبة فيما تركت كتيبة دبابات القادسية في العراق لعدم توافر الناقلات. وقد تقرر أن يلحق اللواء المدرع الثاني عشر بفرقة السورية الخامسة مشاة.
لواء المشاة الآلي الثامن
تحرك لواء المشاة الآلي الثامن فور اندلاع الحرب إلى الاردن إلا أنه وبسبب تخصيص ناقلات الدبابات للواء المدرع 12 أضطرت كتيبة دبابات اللواء أن تسير ذاتيا حتى تصل ناقلات الدبابات الأردنية وقد كان اللواء الثامن يتألف من كتيبتي مشاة آلية وكتيبة دبابات. وفي 9 اكتوبر بدأت الناقلات الأردنية برفع السرايا العراقية، ثم عززن بعدد من الناقلات العراقية، إلا أنها كانت من النوع القديم والبطيء الحركة، وقد وصلت رسالة من رئيس أركان الجيش الفريق الركن عبد الجبار شنشل تنبيء اللواء الثامن بالتوجه إلى الجبهة السورية للقتال لأن الأردن اعتذر عن فتح جبهته لعدم استعداده للحرب.
وصل اللواء إلى دمشق في الساعة 02:00 من يوم 12 وتوجهوا إلى أنخل حيث سبقهم إلى هناك اللواء المدرع الثاني عشر.
أعمال القتال
وخلال تقدم القوات الإسرائيلية على محور جيعا-كفر ناسج، باغتهم اللواء المدرع 12 الواصل حديثا لساحة المعركة وكبدهم خسائر كبيرة واسر عدد من اطقم الدبابات والجنود. وقد بين التقرير السري المرقم (7) المعد من قبل مكتب الشؤون العسكرية المصرية عن سير المعارك والمقدم للرئيس أنور السادات عن الموقف في الجبهة السورية النص التالي:(اشترك اللواء العراقي في تثبيت العدو وتوجيه ضربة مضادة ومنعه من تطوير هجومه شرقا ومنع قوات العدو من الاتصال بكتيبة مظلات العدو التي نزلت في منطقة العدسية واستعاد الأوضاع)
خسائر الجيش العراقي في سوريا
323 شهيدا عراقيا من الفرقة المدرعة الثالثة 137 دبابة وناقلة جنود 26 طائرة عراقية تم دفن الشهداء العراقيين في منطقة السيدة زينب الكائنة جنوب دمشق.