تنوع مصادر السلاح غايات وأهداف وطموح
في المقدمة أود أن اشير الى ان الاستراتيجية العامة لأي دولة هي التي تحدد مصادر السلاح كما أن المنظومة الشاملة للامن القومي ودائرة النفوذ ومصادر التهديد والمصالح الاقتصادية والموارد الوطنية وكذلك هندسة بناء القوات كل هذا مشتملا مرتبط ارتباطا وثيقا بالتجهيزات ونوع التشكيلات ،
وكذلك هندسة بناء القوات كل هذا مشتملا مرتبط ارتباطا وثيقا بالتجهيزات ونوع التشكيلات ، فهي بدون ادنى شك تفرض نوع الحاجة الى أنواع واصناف محددة من السلاح تتلاءم مع احتياجات كل بلد وفق المؤثرات الجغرافية والسياسية والاقتصادية . فكل سلاح مرتبط بمجال استخدامه من الناحية الهجومية او الدفاعية ومكان التمركز ومساحة البلاد المترامية الاطراف فقد تتحول الاسلحة الدفاعية الى هجومية في حالة تمركزها على الحدود اوفي البلدان صغيرة المساحة ..لكنها تعتبر ضرورة ملحة من ضرورات السيادة على الاقليم وغاية لتحقيق الامن القومي.
ن مصادر السلاح يمكن ان تكون محلية أو خارجية وهذة الاخيرة ذات اتجاهين شرقي وغربي اما الغربي فمصدره الدول الصناعية الغربية ومن اشهرها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا. المانيا ، بريطانيا ، كندا ، استراليا ،اليابان والشرقي مصدره روسيا الاتحادية والصين ، كوريا ، اوكرانيا ، روسيا البيضاء اما المصدر المحلي فهو عربي و وطني حيث كانت هناك محاولات للتصنيع الحربي العربي الا انه نظرا لعدم وجود التكامل في الاستراتيجية وتوزيع الادوار واعتماد هذه الدول على شراء الاسلحة الجاهزة حسب المتطلبات الخاصة وتدويل امنها با ستضافة القواعد الاجنبية او مزج الحالتين وكذلك بتمركز هذة الصناعه في مصر والتي تعتمد في تجهيزها بالاسلحة والمعدات العسكرية محليا على المساعدات الامريكية بالاضافة الى الدعم والتدريب الخارجي والتى تصل قيمتها الى 3 مليار دولار سنويا.. اما المصدر المحلي الوطني فكل دولة تجتهد من اجل محاولة التصنيع المحلي الا أن الأمر لايتعدى الاسلحة البسيطة وبعض انواع الذخائر والتى لا تلبي الحاجة ولا تؤمن متطلبات جيوشها كما وان كلفتها الباهضة واعتمادها على الخبرات والمواد الاولية من الخارج يجعلها لاتشكل مصدرا مهما من مصادر تنوع السلاح وتبقى ا لمحاولة في بعض البلدان مهمة خاصة في وجود الدعم الخارجي مثلما الحال في اسرائيل وجنوب افريقيا والهند .
وعلى اية حال فان معظم الدول العربية تراكمت لديها خبرات في هذة المسالة بالذات وذلك من خلال الحروب العربية الاسرائيلية الستة وحروب الخليج الثلاثة وتحول بعض البلدان في علاقاتها السياسية من المعسكر الشرقي الى الغرب والتوجهة نحو السلام وما الى ذلك مما دعا بعض الدول الى تغيير استراتيجياتها واعادة بناء قواتها وكذلك تنوع اوتغير مصادر اسلحتها والتي تحصل عليها بالهبات او الصفقات الميسرة والتي يكون في الغالب فارق الثمن هو ثمن سياسي اوعسكري يتمثل في تسهيلات وقواعد عسكرية ..علما بان نوعية الاسلحة لا تتضمن تلك الانواع المتطورة من الاجيال الاخيرة وتفضل الابقاء عليها لقواتها وحلفائها والقادرين على دفع الثمن واحيانا تكون لمن يدفع هذه الصفقات فخاخ وشراك منصوبة للمشتري فتبدؤ اسعار بعض السلاح والمعدات او التجهيزات ليست باهضة غير ان اسعار قطع الغيار وكلفة الصيانة والتدريب اغلى من سعر المعدة ذاتها رادارا كان او طائرة او غواصة .ومع ذلك ونظرا الى سعي هذة الدول للمحافظة على مسافة مهمة من التفوق العسكري على جيرانها ومحيطها الافليمي والحيوي تجدها تركز على النوع وليس الكم والنوع هنا يعني اسلحة حديثة متقدمة تكنولوجيا مع وجود المبدأ الذي يفرض نفسة وهو مرتبط بتجانس المنظومات وهو المحافظة على مصدر التزود التقليدي نظرا لأن ذلك يوفر النفقات كون هذة المنظومات معروفة وتم التدريب عليها وتتوافر الخبرة المحلية في الصيانة والتشغيل والادامة ومخزون قطع الغيار ..والمهم في هذا ان تكون الدولة قادرة على الاختيار الصحيح للسلاح والمنظومات المختلفة الدفاعية والهجومية والتي تفي بالاحتياجات المحلية ومراعات المساحة العامة للدولة وتضاريسها ومناخها والأهم امكانية تطوير وتحديث هذة المنظومات باستمرار بحيث تواكب كل المتغيرات الفنية والتعبوية ، أن من المفارقات الغريبة حقا ان تجد شخصا يقوم بتشغيل معده ما كلفتها تتجاوز الملايين ووسائل الاتصال بها مازالت بدائية بواسطة الهاتف الميداني وتتصل وترتبط هذة المعدات بواسطة كوابل ارضية معرضة للقطع والعبث بواسطة الجرذان والثعالب وبالتالي اخراجها من العمل والخدمة في أي لحظة و لاتفه الأسباب بينما يملك هذا المشغل وفي جيبه هاتف نقال يرسل الرسائل المكتوبة ويتصل بالشبكة العالمية للمعلومات وينقل الصوت والصورة وبه حاسوب من الجيل الخامس وثمنه لا يتعدى بضع دنانير ..ان تعدد مصادر السلاح اصبح اليوم متاحا للجميع واسواق السلاح مليئة بما هو جديد وحديث ..لكن القاعدة الاهم هو وجود البنية التحتية القادرة على التشغيل والادامة والصيانة ومتابعة التدريب والتحديث في وقت السلم وعلى الاستخدام الامثل وقت الحرب
http://www.almusallh.ly/index.php/ar/stratigystud/493-vol-25-400
.