مناقشة حرب بين الجزائر و الناتو في الشق العسكري فقط غباء في حد ذاته لأن الأسلحة الاقتصادية و السياسية قد تكون أقوى و الجزائر تمتلكها بالفعل .
هناك ثلاث خطوط يجب ان تستطيع اوروبا تجاوزها لمحاربة الجزائر :
الخط الاول هو المصالح الاستراتيجية للدول الاوروبية الفاعلة في القرار مع الجزائر اذكر منها
مع فرنسا :
اهم شريك اقتصادي في افريقيا
نلبي حوالي 10 بالمائة من حاجاتهم الغازية
5 ملايين جزائري مغترب عندهم اي قنبلة موقوتة في حال اي اعتداء على الجزائر وسبق ان اثبتنا ذلك في امور بسيطة جدا اذا ما قورنت بالحرب .
مع ايطاليا :
نلبي 34 % من حاجتهم الغازية
مبادلات تجارية بقيمة 8 مليار دولار
شريك مهم في محاربة الهجرة الغير شرعية
استثمارات ضخمة لايطاليا في قطاع الطاقة بالجزائر
صفقات عسكرية مهمة
مع اسبانيا :
نلبي 50 % من احتياجاتهم الغازية
مبادلات تجارية بقيمة 7.6 مليار دولار
شريك مهم في محاربة الهجرة الغير شرعية
أمريكا :
يعتبرون الجزائر أهم شريك في مكافة الارهاب.
هذه اهم البلدان الاوروبية القريبة من الجزائر بالاضافة الى و.م.أ و هذا لا يعني ان بقية البلدان علاقتنا معها ضعيفة ففي أغلبها جالية جزائرية بعشرات او مئات الآلاف و مبادلات تجارية بمليارات الدولارات.
-----------------
الآن اتكلم عن الشطر الثاني وهو في حالة ما قررت الدول الاوروبية تجاوز تلك المصالح المهمة مع الجزائر خصوصا الدول السالفة الذكر و التي من الواضح انها لن تستطيع تجاوزها و بشكل اخص فرنسا الاقوى فيهم عسكريا و سياسيا و التي تعتبر الجزائر ضمن مجال نفوذها و لا ترغب حتى ان ينافسها في ذلك دول اخرى على غرار بريطانيا الغريم التقليدي.
الشطر الثاني يتعلق بالدول الحليفة للجزائر وهي كثيرة و لكن لابد ان نتكلم عن اهمها و هما روسيا و الصين
فمعلوم للجميع ان الجزائر حليف استراتيجي للدولتين و تتفق معهما في مختلف القضايا بشكل يجعل تخليهما عن الجزائر من سابع المستحيلات و يكفي المثال السوري فضلا عن الاسلحة النوعية التي تحصل عليها الجزائر من روسيا و التي لا تدع مجالا للشك في ان علاقتها مع الجزائر عالية النوعية.
--------------
الشطر الثالث و الاخير اتكلم عليه بالرغم من يقيني من عدم قدرة الدول الاوروبية على تجاوز الشطرين الأولين .
يتعلق هذا الشطر بالقوة العسكرية للجزائر فالجزائر كما تعلمون لها جيش محترم يمتلك احدث التقنيات العسكرية و له ميزانية كافية مع امتيازات طبيعية كالمساحة الواسعة التي تتيح عمق جغرافي ممتاز و توزع المطارات والقواعد العسكرية في مختلف الانحاء خصوصا الصحراء يجعل الوصول اليها صعب للغاية .
الجزائر لها سلسلتين جبليتين متوازيتين تقطعان شمال الجزائر من اقصى الشرق الى اقصى الغرب تعطي فعالية اكبر لانظمة الرادار و منصات الدفاع الجوي بحكم الارتفاع و التموية الجيد بالاضافة الى التحصين .
بعد المسافة بين القواعد الجوية للعدو و الاهداف داخل الجزائر سيجعل استعمال حاملات الطائرات امر ضروري و هو ما سيقلص من اعداد الطائرات الممكن استخدامها و جعل تلك الطائرات بكل تأكيد في حيز عمل القوات البحرية وهو ما يعطينا افضلية الرصد المبكر و القدرة على الاعتراض بمنظومات الدفاع الجوي البحرية و القيام بأعمال التشويش بالاضافة الى جعل تلك القطع البحرية للعدو في مرمى صواريخ الغواصات الجزائرية بمدى 300 كلم وصواريخ السو-24 المضادة للسفن و امكانية تنفيذ عمليات كبيرة من قبل الضفادع البشرية .
في الختام يمكن التأكيد على شيء واحد وهو ان الشغل الشاغل لاوروبا و العالم بأكمله هو المال و بالتالي الصراع هو حول الاسواق و التموقع ولا يمكن تجاهل هذا الاحتياج الذي يحل كل المشاكل و الدخول في حرب باهضة الثمن على كافة المستويات من اجل لا شيء و اوروبا في ظل ازمة صعبة بل على العكس حاجة الاوروبيين في رفع حصتهم من واردات الجزائر التي تبلغ النصف و توسيع استثماراتهم بشكل يحقق الفائدة للطرفين.