- الجندي أحمد كتب:
- كل عام وانت والجيش الأدرني بخير إن شاء الله
تمنياتي له وللأردن بمزيد من التطور والتقدم
لكن هل للسير غلوب باشا فضل يذكر في تلك الحقبة
الجيش اﻷردني هو خريج المدرسة البريطانية. منذ تأسيس اﻹمارة عام 1921 و هي تحت اﻹنتداب البريطاني. بدأ البريطانيون في تشكيل قوة عسكرية خفيفة لحماية البلاد. استثمر البريطانيون في الجيش جيدا. حيث كان اﻹختيار صارما جدا للجنود، و التركيز على اﻹنضباط و على النوعية بدل الكم. و كان اﻹنضمام للجيش مطمح للكثير من الناس بسبب المزايا الممتازة التي كان يحصل عليها المنتسب. و هذا جعل المنتسب للجيش يخدم في العادة سنوات طويلة، و مع التدريب المستمر يؤدي لارتفاع المستوى القتالي. انضم غلوب للجيش العربي في الثلاثينات و نجح في استمرار هذه السياسة و اصبح الجيش اﻷردني قوة يعتد بها. فقد نجحت سياسته في تشكيل قوات بدوية خالصة لصد غارات البدو في صد الغزو الوهابي على شرق اﻷردن. و كان غلوب ماهرا في اﻹختلاط بالناس و تقبل ثقافتهم. و كان يحسن العربية البدوية و يجلس مع الناس و يأكل بيده معهم. و حاول نشر التعليم بين البدو لرفع مستوى الجنود. فكان يرسل المدارس المتنقلة على ظهر الجمال لتذهب لصبيان البدو في مراعيهم ليعلمهم القراءة و الكتابة و المناهج الدراسية!
تلقى الجيش دفعة اخرى عند الحرب العالمية الثانية، عندما كان هناك قلق من ثورة رشيد عالى الكيلاني في العراق و انضمامه للمحور و ان يسعى مع سوريا (التي كانت تتبع فرنسا فيشي الموالية للمحور) للهجوم على اﻷردن و فلسطين و بعدها قناة السويس. فتم تعزيز الجيش و تسليحه لصد اي خطر على مستوى جيوش تلك المنطقة. و عندما بدأت الحرب عام 1948 كان هناك جيش واحد فقط محترف في المنطقة: الجيش العربي اﻷردني. كان جيشا صغير العدد (حوالي 10000 مقاتل) لكنه كتدريب و كتسليح كان افضل الموجود.
في تلك الحرب اختلط السياسي بالعسكري. فموقف اﻷردن العسكري و السياسي كان متأثرا بالوجود البريطاني. و كل الضباط الكبار في الجيش اﻷردني كانوا منتدبين من بريطانيا. و كانت تعليمات بريطانيا لهم ان يقاتلوا دفاعا فقط عن حدود التقسيم. و ضمن هذه المحددات، فقد ادى غلوب بشكل ممتاز. و كانت خياراته العسكرية اكثر من موفقة في تلك الحرب:
فقد استغل قواته الصغيرة العدد في صد عدة هجمات من قبل اﻹسرائيليين اﻷكثر عددا و لكنهم اسوأ تدريبا و تسليحا.
و نجح في اخراجهم من القدس القديمة و استطاع اﻷردنيون قطع الطريق من تل ابيب للقدس و دارت حول هذا الطريق وحدة 3 معارك كبيرة.
شخصيا لا اعتقد ان اﻷردن كان يستطيع ان يفعل اكثر من هذا و بالتالي يحسب اﻷمر كنصر لغلوب. حيث كان جيشة الصغير اكثر من ند لعصابات الصهاينة، و نجح مرات كثيرة في مفاجأة العدو على المستوى التكتيكي.
في النهاية يبقى غلوب عسكريا بريطانيا تابع مصالح بلاده بدقة. و حقق اهدافه العسكري من تكوين جيش اردني قوي، و كذلك حصل على معظم ما اراد من حرب 1948 ضمن اﻹمكانيات.