تحياتي للجميع :
اولا : الاخ a7med_gladiator وضعنا بمنتهي الذكاء امام طرح مهم واتفق معه فيه ، وهو ان الدفاع عن سماء مصر يتم بالتكامل بين قواتنا الجوية وقوات الدفاع الجوي ، في منظومة متكاملة يتم تطعيمها دوريا بما يضمن بقاءها قادره علي حماية سماء الوطن ، وانا متفق معك في اقترحاتك للمستقبل واري ان الجيش المصري سيحصل ان اجلا او عاجلا باذن الله علي الاس-400 ، الرئيس بوتين اتصل بالمشير السيسي بالامس مهنئا اياه ، ومعلنا امام العالم كله دعمه وتأييده .
ثانيا :
- Field Marshal Medo كتب:
يا ريت لو سمحت
و شكرا علي مجهودك في العبور بموضوع هذا الشهر
لامشاكل اخي الكريم .
هذا ماحدث في 2007 :
ان الاحداث البارزة لاتكون علي الدوام العناوين الرئيسية للصحف ، والضربة الجوية الاسرائيلية ضد مازعمت انه منشأة نووية سورية في سبتمبر من العام 2007 ، هو خير مثال علي ذلك ، ففي أعقاب الهجوم تركز الاهتمام العالمي علي طموحات سوريا النووية ، بينما كان الحدث الرئيسي هو الضربة الجوية نفسها ، والتي قد تكون من اوائل الهجمات في بيئة معادية حية من " الحرب الالكترونية " .
والحرب الالكترونية كأي مجال ناشئ حديث يحمل العديد من الاسماء ولكننا يمكنا ان نعرفه بأنه : " الجهود المبذوله لهزيمة او تحييد الوحدات العسكرية العدائية من خلال استخدام الارسال الالكتروني للتشويش ، والتقاط وتحليل البنية التحتية المعرفية للعدو ، ولكن دون احداث اضرار مادية ملموسه لمعدات العدو والتي يستخدمها في جمع ورصد الميدان ومعرفة مايدور فيه ، وهي في جوهرها بهذا الشكل تماثل قرصنة الحواسيب التي يقوم بها المدنيين وتقنيات التجسس الالكترونية ولكن تستخدم لاغراض عسكرية .
الحقائق المجرده :
في السادس من سبتمبر من العام 2007 ، قامت الطائرات الاسرائيلية باغارة علي موقع ضخم في " دير الزور " ، وهي بلدة سورية علي نهر الفرات تبعد 60 ميلا عن الحدود العراقية - السورية ، و 250 ميلا شمال شرق العاصمة " دمشق " ، ونجحت الغارة في تدمير الموقع الذي كان تحت الانشاء وقتها بشكل فعال .
وقبل الهجوم الرئيسي قامت قوة جوية بمهاجمة مواقع الدفاع الجوي السوري في " تل الابيض " بالقرب من الحدود التركية ، والتي تضم منظومتين رادار ، ويعتقد ايضا ان بها مزيج من منظومات صاروخية مضادة للطائرات ، والحقت بها اضرارا واعاقتها عن الرؤية والعمل ، واستخدمت في ذلك مزيجا من منظومات الحرب الالكترونية والصواريخ التقليدية ، وسمحت تلك الهجمة لقوة الهجوم الرئيسية ان تقوم باختراق الاجواء السورية دون ان تضطر للدخول في معركة ودون ان يتم اكتشافها .
ومن ثم جاءت المفاجأة الحقيقية ففور وقوع الهجمة المذكوره علي مواقع " تل الابيض " ، تحطمت شبكة الدفاع الجوي السورية بشكل كامل ولفترة زمنية طويلة سمحت لمقاتلات سلاح الجو الاسرائيلي ان تقوم بمهمتها وتخرج من المجال الجوي السوري ايضا دون ان يتم اكتشافها ، ومافعلته اسرائيل هنا لايمكن ان يعتبر عملا عاديا بالنظر الي ان سوريا ينظر لها علي نطاق واسع بأنها من الدول الاكثر كثافة والاكثر شمولية في منظومات الدفاع الجوي في منطقة الشرق الاوسط .
وبعد ان اعترفت سوريا بوقوع الغارة فأننا يجب ان نطرح سؤالين :
السؤال الاول هو كيف تمكنت مقاتلات ليست شبحية مثل الاف-16 والاف-15 من اختراق شبكة الدفاع الجوي السوري دون ان يتم كشفها ؟ .
السؤال الثاني كيف تمكنت القوة المهاجمة ان تعطل بشكل فعال كل او المعظم من شبكة الدفاع الجوي السوري بشكل فعال مع انها لم تهاجم سوي جزء واحد فقط من هذه الشبكة وهي تلك التي في تل الابيض ؟ .
التكتم الاسرائيلي :
بالطريقة الامثل ، وبشكل مباشر ، فأن هذه الغارة مصدرها سلاح الجو الاسرائيلي ، بالرغم من ان المصادر الاسرائيلية لاتقدم اي فكرة عن هذا الامر ، " كيف يعمل هذا النظام الاسرائيلي ؟ " هذا السؤال طرح علي الجنرال بنحاس بوخريس احد قادة الجيش الاسرائيلي فرد قائلا : " الحرب الالكترونية الدفاعية والهجومية هي امر مثير جدا للاهتمام ، ولكنها حساسة للغاية وهذه القدرات هي امور في اعلي درجات السرية ، انت تحتاج الي مثل هذه القدرات ، واذا استطعت ان تبني هذه المنظومة فأن حدودك في تعطيل قدرات العدو هي السماء نفسها " - يقصد ان لاحدود لقدراتك في تعطيل العدو اذا امتلكت هذه المنظومة - .
وعلي الرغم من ان الاسرائيليين التزموا الصمت ، فأن هناك مصادر في الولايات المتحدة قدمت لمحة عامة عن الغارة وأعطت خلفية علي الانواع المستخدمة فيها ، ولنضرب مثالا بما ذكرته المجلة الاكثر شهرة Aviation Week & Space Technology بعد اسابيع من وقوع الغارة ، حيث ذكرت ان اسرائيل تلقت نصائح من الولايات المتحدة بشأن نقاط الضعف في نظام الدفاع الجوي السوري قبل واثناء الهجوم علي حد سواء ، وان الولايات المتحدة نفسها رصدت الاعمال الالكترونية التي تخرج من سوريا وقت تنفيذ الضربة ، ومع ان المصادر الامريكية كلها تنفي وحود وحدات امريكية مشاركه في اي جانب من جوانب الغارة ، ومع ذلك فيمكن للقائمين علي الابحاث في وزارة الدفاع الامريكية ان يشعروا بنفس الفخر الذي يشعر به نظرائهم في اسرائيل ، فالحرب الالكترونية ، وذلك لان " الحرب الالكترونية " نشأت في ذلك الجانب الغامض من البرامج الدفاعية في الولايات المتحدة .
الجليد الاسود : المخابرات والاتصالات والالكترونيات :
وفقا لاحد ضباط سلاح الجو الامريكي ، لبعض الوقت قامت القوات الجوية الامريكية مبادرة سرية للغاية تسمي Big Safari ، وهي عبارة عن سلسلة مستمرة من المشاريع للقيام بمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات لهزيمة اي تهديدات قد تثير قلقا ، وان هناك نوعين من هذه المشاريع استخدمتها اسرائيل وكان لها اهمية خاصة في الغارة هما سوتر و NCCT .
نظام سوتر هو جزء واحد فقط من سلسلة من المشاريع الكبري ، والتي تندرج جميعها تحت مظلة Big Safari ، ونظام سوتر سمي تيمنا بالكولونيل الامريكي " ريتشادر موديز سوتر " وهو مؤسس تدريب " العلم الاحمر " الشهير في قاعدة نيليس الجوية ، ونظام سوتر يقوم بمهمة حرب بيانات الكترونية ضد أنظمة الدفاع الجوي ، وهو من انتاج الشركة البريطانية الشهيرة BAE Systems .
اما نظام NCCT فهو نظام شبكي مركزي لايكاد يحتاج الي شرح فهو باختصار نظام يمكن شبكة أجهزة الاستشعار من التعاون في تحديد مكان وجود الهدف مع الحد الادني من التدخل البشري ، واختبر عمليا في كل من العراق وافغانستان ، وربما يكون قد استخدم ايضا ضد شبكات الاتصالات الخاصة بالمسلحين هناك ، وكذلك استخدمت اسرائيل نسختها من سوتر ومن NCCT في حرب لبنان 2006 ، ولقد اظهرت المهام التي استخدما فيها انه من الممكن استخدام كل نظام بشكل مستقل عن النظام الاخر ، واظهر NCCT انه اكثر قابلية للاستخدام وعلي نطاق واسع واستخدم الامريكيين انواع متنوعة من الاسلحة ضد الاهداف الذي قام بتحديدها ، ومع ذلك فأن النظرة الموضوعية للامر تقول ان كلا النظامين يجب ان يعملا معا لان سوتر هو الامتداد الطبيعي لنظام NCCT .
اولا ، اكتشف مع NCCT :
من المعروف ان جميع الاشياء المادية التي تعمل تشع او تعكس طاقة علي شكل واحد او علي عدة اشكال ، وهذه الطاقة تتمدد علي عدة اشكال " كهرومغناطيسية ، حرارية ، وسمعية ..... الخ " ، ويمكن كشف هذه الانبعاثات بواسطة أجهزة استشعار .
نظام NCCT استخدم في فكرته مقارنة ماحدث عبر ملايين السنين من تطور بيولوجي للانسان مكنه من الاستجابة للافعال المحيطه به ، ويشبهه ضباط سلاح الجو الامريكي بأنه نظام مماثل للجهاز العصبي المركزي ، فالانسان مثلا عندما يسمع صوتا مهددا له تبحث العين عن مصدره ، وتشير الاذن الي مصدره ، وهكذا ايضا يعمل NCCT ، ويتجه الي مكان انبعاثات اجهزة العدو ويقدم مايفيد في توضيح هوية العدو ومكان تواجده بشكل تلقائي وعلي بعد مئات الاقدام منه ، ويحدد الابعاد الثلاثة للهدف ، وذلك كله في غضون ثواني ، بعد ان كانت اجهزة الاستشعار تستغرق دقائق لعمل هذه المهام .
ونظام NCCT نظام حساس للغاية حيث يمكنه التقاط حتي الاشارات الضعيفة مثل اشارات الهواتف المحمولة ، وكذلك يكشف ايضا التوقيعات الكهرومغناطيسية للاهداف ، ويمكن ان يقوم ايضا بمقارنة طبيعة الاشارات التي قام بجمعها بتلك المخزنه لديه لتأكيد طبيعة الهدف .
ثانيا ، استغل التكنولوجيا مع سوتر :
بعدما يقوم NCCT بتحديد موقع الهدف والتعرف عليه ، يبدء نظام سوتر في العمل ، ويقوم باختراق الاتصالات وشبكات الحواسيب الخاصة بالعدو ، وخاصة تلك المرتبطة بمنظومات الدفاع الجوي المتكاملة ، وفي ذلك الوقت تكون قوات الدفاع الجوي غير مستوعبه وغير قادرة علي مواجهة الطبيعة الدقيقة لهذا الاختراق ، ويقوم سوتر تحديدا بتحديد دقيق جدا لهوائيات العدو ثم يقوم بتنفيذ سحره فيرسل نبضات الكترونية الي هذه الهوائيات تقوم بافسادها بشكل فعال ويمكن ان نصف ذلك بأنه " عملية خطف للهوائيات " مما يحرم الدفاعات من وسائل جمعها للمعلومات عن مايجري حولها .
وعلي عكس هجمات الحرب الالكترونية ، وهجمات النبضات الكهرومغناطيسية التقليدية ، والتي تقوم باغراق العدو بالضوضاء والاعاقة ، فأن سوتر يمكنه حتي الوصول الي قلب الاتصالات وقلب شبكات العدو سواء كانت سلكية او لاسلكية ، وكذلك يصبح الاحباط الالكتروني لوسائل الدفاع الجوي المعادية هي مجرد وسيلة للنفاذ دون عوائق للاحواء العادية ، بالاضافة الي ان الاف-16 المسلحة يمكنها القيام بتدمير وسائل الدفاع الجوي بواسطة الاسلحة التقليدية .
وفي معظم الحالات فأن الاف-15 تقوم بمهام التفوق الجوي التقليدية ، ومع ذلك فأن معظم النسخ اللاحقة لطائرات الاف-15 زودت بقدرات الهجمات الارضية ، وابرزها الطراز F-15E والتي اصبحت تمتلك قدرات متطوره للقيام بهجمات برية ، وبذلك يكون لدي الاسرائيليين طائرتين لهذا الغرض هما الاف-15 والاف-16 المتعدده المهام اصلا .
وفي حالة فشل النظامين في مهامهم والنجاح في التصدي لمحاولاتهم في التأثير علي عمل الدفاعات الجوية يمكن ان يعني ذلك اشياء مهمة كثيرة ، فوقتها يتم اللجوء الي الاعاقة الالكترونية عبر الاجهزة الاخري التي تحملها الاف-16 او ضرب رادرات العدو بالصواريخ المضادة للرادار وكذلك ضرب اجهزة الاتصالات.
وفي النهاية ، ضع كل ذلك معا :
لايمكن ابدا ان نتجاهل الاستعدادات التي قام بها الاسرائيليين قبل توجيه ضربتهم ، وعلي وجه الخصوص اطلاق القمر الصناعي" افق-7 " لاغراض الاستطلاع والذي يعطي القدرة للاسرائيليين علي تحديد المواقع بالاضافة الي رسم خرائط لها وذلك بدقة غير مسبوقة ، وتم ذلك في صيف نفس العام " 2007 " اي شهر او شهرين قبل الغارة ، وعلاوة علي ذلك فمنذ معارك سهل البقاع عام 1982 قامت اسرائيل باستخدام الطائرات دون طيار في استنفاذ صواريخ سلاح الدفاع الجوي السوري مما كان يكشف ويضي لباقي الطائرات مواقعها .
اما فيما يتعلق بالهجوم عام 2007 فيبدو ان منظومتي NCCT وسوتر عملا بشكل نظيف للغاية ، فلم تهاجم اسرائيل الشبكة الكهربائية السورية علي غرار مافعلت امريكا عندما هاجمت بلغراد خلال الحرب في البلقان ، ولم تستخدم اسرائيل الطائرات دون طيار ، ولاننسي ايضا ان اسرائيل استخدمت وسائل تشويش تقليدية بجوار هذين النظامين .
في الحقيقة فأن العامل الرئيسي في نجاح الغارة يرجع الي شبكة الدفاع الجوي السوري ذاتها ، فعلي الرغم من ان سلاح الدفاع الجوي السوري منتشر في كامل سوريا بشكل واسع النطاق ، فأن جودة الانظمة المنتشره غير متكافئة .
الاهم من ذلك ان شبكة الدفاع الجوي السورية ، هي شبكة مركزية ، مما يعني ان السوريين يدعون الي ارتكاب كارثة في حقهم فهم لايملكون جدار لحماية هذا النظام ، وكذلك ارتكب السوريين خطأ اخر وهو انهم يعملون علي ترددات مخصصه ، مما يعني ان القوات الجوية الاسرائيلية ، تعرف بالضبط اين ومتي وكيف تعثر علي اتصالات قوات الدفاع الجوي السورية ، وحتي قبل بدء الهجوم .