الحديث عن توجيه ضربة لإيران في المدة الأخيرة من طرف الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني ،يتوجب الوقوف عنده مطولا،وذلك لتحليل قدرات كل من الأطراف المعنية بموضوعنا.
و على هذا الأساس يمكننا تحليل قدرات إيران والولايات المتحدة في هذه المواجهة و ذلك بتقسيم طبيعتها إلى نوعين:
І-هجوم عن بعد
П-إشتباك ميداني
و في كلا النوعين توجد أسلحة ستستخدمها الولايات المتحدة و أسلحة مضادة لها ،و كذلك أهداف مختلقة بالإضافة إلى عدة عوامل ردع تمنع إستخدامها كالعوامل السياسية و الإستراتيجية و دور كل من الأطراف،و قبل التعمق في تحليلنا هذا ،يجب أن نحصر هذه الأطراف في طرفين أساسيين و هما إيران و الولايات المتحدة.
•الهجوم عن بعد:
*نوع الأسلحة المستعملة:صواريخ جوالة أو قنابل موجهة
*الأهداف:
قد تشمل الأهداف الأمريكية بالأساس مفاعل بوشهر و المنشآت النووية المختلفة فقط.
و إما توجيه ضربة أوسع و أشمل ، و تشمل بذلك كل من مقرات الحرس الثوري و الجيش الإيراني و مقرات المخابرات و قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم و حتى وزارة الدفاع ومحطات توليد الكهرباء الكبرى و قطاع الإتصالات.
و هناك عدة عوامل ردع سياسية و إستراتيجية قد تمنع من توجيه هذه الضربة ، ومن بينها التخوف من هجوم إيراني قاس على المصالح الأمريكية في دول الخليج وخاصة القواعد العسكرية و المنشآت النفطية و التي تعد هدفا سهلا للصواريخ الإيرانية.
أما عن خلفاء الولايات المتحدة الأمريكية فهم حلفائها التقليديون ومنهم من إنضم حديثا وهم أولا كما العادة الكيان الصهيوني و بريطانيا و دو الخليج ،مصر و الأردن و من الحلفاء الجدد فرنسا التي كانت حليفا غامضا إلى درجة في عهد الرئيس جاك شيراك و أصبحت علنيا مِؤيدة للولايات المتحدة الأمريكية.
و بالنسبة لحلفاء إيران فهم كالتالي،سوريا و حزب الله و الميليشيات الشيعية في العراق،و بعض فصائل المقاومة الفلسطينية مثل حماس رغم قدراتها المحتشمة،و كذلك لا ننسى حركة طالبان التي توطدت علاقاتها مع إيران التي تدعمها و تزودها بأسلحة و قذائف خارقة للدروع.
أما بالنسبة للأسلحة المستخدمة في الهجوم البعيد المدى، فمن الأرجح أن تعتمد الولايات الأمريكية على الصواريخ المتوسطة المدى( حوالي 1000 كلم)،و بمصطلح آخر الصواريخ الجوالة مثل صاروخ توماهوك التي تطلق من الغواصات و السفن الحربية،و يمكن أيضا إستخدام قنابل موجهة ضد أهداف محددة مسبقا.
و هذا مشابه للضربات التي تلقتها يوغسلافيا سنة 1999،وكذلك عاصفة الصحراء في العراق،و ستعتمد القوات الأمريكية على هذه الإستراتيجية لتفادي وقوع إصابات في صفوف قواتها،وإن كان ذلك على المدى القريب زمنيا من ناحية،ومن ناحية أخرى ضمان إصابة محققة دون اللجوء إلى خيار الإجتياح البري.
و بالحديث عن الأهداف قد تكون أهدافا محددة و مقتصرة على المنشآت النووية لعرقلة البرنامج النووي الإيراني لسنوات عديدة،وقد تحتاج إيران إلى عدة سنوات لإعادة تشغيله و هذا إن لم تلغيه نهائيا،و ذلك لإركاع إيران و إخضاعها للإرادة الأمريكية و إفقادها دورها الإستراتيجي الإقليمي.
الهجوم القريب(الإشتباك الميداني): •
يتمثل في إرسال قوات خاصة إلى الأراضي الإيرانية،و سيكون هذا تاليا أو متزامنا مع الهجوم البعيد المدى،و تعتمد في هذه الحالات على قوات خاصة(كوماندوس)، و الغاية من ورائها القيام بعمليات إغتيال و تخريب داخل المدن الإيرانية الكبرى و الإستراتيجية الحساسة مع أن هذا النوع من الهجمات يبقى مستبعدا نسبيا.
أما عن دور خلفاء و.م.أ سنبدأ بالكيان الصهيوني ، و الذي سيشارك بتدخل عسكري فعلي و إن كان مموها نوعا ما و ذلك لتفادي ردة فعل العالم الإسلامي،أما بريطانيا فستكتفي يلعب دور لوجيستي و دعم سياسي بحت،وذلك لخصوبة الحكومة الجديدة.
أما حلفاء و.م.أ من العرب و الخليج خاصة سيقدمون دعما لوجيستي بدعم خطوط الإمداد الأمريكية،كما سيكون لها دور إخمادي أي إخماد تأثير هذه الهجمة على أسواق البترول العالمية و أسعاره لتفادي أزمة إقتصادية جديدة لم تندمل جراحها عن الإقتصاد العالمي بعد.
هذا تحليل بسيط و متواضع و نرجو من الأعضاء الأعزاء المشاركة بالردود الجدية في مضمون موضوعنا و شكرا.
أم عن دور خلفاء إيران فسيكون مرتبطا بردة فعل إيران،أي إنه إذا قامت إيران بتوجيه ضربات إلى الكيان الصهيوني أو القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج،فعلى الأرجح سيشترك معظم حلفاء إيران بالرد فورا مثل سوريا، حزب الله و حماس،أو رد لاحق تالي على المدى البعيد زمنيا و يعتمد هذا على المليشيات الشيعية العراقية مثل جيش المهدي في العراق و كذلك حركة طالبان،و قد تشترك الطائفة الشيعية في دول الخليج مثل شيعة البحرين التي قد تلعب دورا و إن كان صغيرا.