منقول للإفادة
الضابط بين التلقي والأداء
تتجلى مهارات الضابط وتنكشف كمائن مواهبه وتوجهات أفكاره مع بداية تفعيل ما تلقاه من علوم عسكرية تطبيقية وأسس نظرية وتخصصات فنية بعد تخرجه من الكلية العسكرية أو معهد التدريب في الوحدات الميدانية، ويزيد من ذلك تألقاً، حماسه في إتقان ما يكلف به من عمل وما يسند إليه من مهمات، ولا شك أن ذلك لا يأتي إلا لمن أدرك أنه تحمَّل مسؤولية وأدار دفة القيادة، ليسهم بنجاح في الوصول بمرؤوسيه لغايتهم وهدفهم المنشود.
ومما يزيد ثقة المرؤوسين بقائدهم: إدراكه الجيد، وحسن أدائه، وتخطيطه الكفيل بإنهاء المهمة على وجهها المطلوب، وفي المقابل فإن ذلك يُدرك جلياً من قبل القادة المباشرين، الذين يبادرون - دون أدنى شك - إلى تصنيف ذلك الضابط ضمن من يُعتمَد عليهم في أداء العمل وأنه مهيّأ لتحمّل مسؤوليات أعظم وأشمل؛ وبذلك تتلاقى المعرفة بالأداء فينتج الإتقان ويرتفع مستوى المهارة بتناسب طردي بين تلقي المزيد من العلوم المتخصصة في مجال وحدته وبين تطبيقها ضمن فريقه المتكامل الذى يعمل معه.
ومما لا يختلف عليه اثنان، أن الدورات التدريبية في المعاهد والمدارس العسكرية تصقل الموهبة وتبرز المآثر الفنية والسلوك القيادي وتزيد من ثقة الأداء المقيد بالتميز، وهذا لا يرجع أثره إلى الضابط فحسب، بل يتوسع بشموليته وبانطباعه المرموق لوحدته وقطاعه، بل يتجاوز ذلك لمن يتعاملون معه، ولا يكون ذلك إلا لمن كان ينهل بكل جدته ويكتسب من مدربيه كل الخصائص الكفيلة بإلمامه بأصناف المعرفة وتقنيات الآلة العسكرية، وبهذه الدورات يمر المتدرب بمراحل عدة تبدأ بالتلقي النظري، منتهية بالتطبيق العملي، بالإضافة لمشاركة زملاء في أوجه عمل مختلفة يتبادل معهم الضابط أساليب مختلفة تهدف لتغيير نمط العمل الرتيب الموصِّل لتجديد روح العطاء والمزيد من التألق في أداء الوظيفة.
وعندما يرجع الضابط إلى وحدته وقد أثقلته صنوف المعرفة المكلف بنشرها بين جوانب من له حق في تحوير المضمون لمنظومة عمل متكاملة، وينتج عن ذلك رفع مستوى الأداء للوحدة ككل ويزداد مستوى جاهزيتها وبه يتحقق الهدف المنشود