الجيش ينفذ "الأطواق الحديدية" لنسف أوكار الإرهاب بسيناء
كشفت مصادر عسكرية مطلعة أن قوات الجيش والشرطة واصلت، أمس، عملياتها لضرب البؤر الإرهابية وملاحقة التكفيريين فى مناطق شمال سيناء المختلفة، خاصة فى الشيخ زويد ورفح، ومحاصرة العناصر الإجرامية هناك، وذلك فى أعقاب الحادث الإرهابى الذى وقع صباح أمس الأول، مستهدفاً عدداً من الأكمنة والذى أدى إلى استشهاد 17 من رجال القوات المسلحة.
وأضافت المصادر أنه تم فرض خطة «الأطواق الحديدية»، وهى الخطة التى تعتمد على محاصرة التجمعات الإرهابية وفصلها عن بعضها، والتعامل مع كل مجموعة بضربات نوعية يقوم بها رجال الجيش والشرطة بمعاونة الطائرات، وهو ما أصاب الإرهابيين بالشلل فى التحركات وقطع الإمدادات عنهم بشكل نهائى.
ولفتت المصادر إلى أن رجال القوات المسلحة، وبروح معنوية عالية، مصممون على اقتلاع جذور الإرهاب نهائياً والأخذ بالثأر لزملائهم، وأنهم يرفضون الراحة أو الإجازات ويتنافسون على الخروج فى العمليات التى يتم شنها ضد بؤر الإرهاب سواء فى وقت الصيام نهاراً أو ليلاً بعد الإفطار.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش بالتعاون مع الأمن تواصل ضربها للبؤر الإرهابية، حيث إن أعداد القتلى من التكفيريين وصلت إلى ما لا يقل عن 140 عنصراً إرهابياً منذ نجاح قوات الجيش فى التصدى للهجوم الإرهابى صباح أمس الأول، كما نجحت القوات خلال تلك الساعات القليلة فقط فى تدمير أكثر من 95% من البنية التحتية للعناصر الإرهابية المتمثلة فى مخابئ تحت الأرض ومخازن للسلاح وغيرها، كما ضبطت العشرات من العناصر الإرهابية والتكفيرية وأحالتهم لجهات التحقيق المختصة.
وفى نفس السياق، لفتت المصادر إلى أن العناصر الإرهابية كانت تسعى لتنفيذ عمليات جديدة بالتزامن مع ذكرى 3 يوليو، ولكن تم إحباط المخطط بالكامل بخطة «الأطواق الحديدية» التى تم خلالها تصفية والقبض على العناصر الإرهابية التى كانت تستهدف عدداً آخر من الأكمنة والأبنية الأمنية.
وفى سياق متصل قالت المصادر إن قوات الجيش واصلت عملها مساء أمس الأول بشكل متواصل، حيث منعت المجموعات الإرهابية من الهروب أو التسلل إلى مناطق أخرى، حيث كانت تسعى المجموعات الإرهابية التى تم محاصرتها بين رفح والشيخ زويد إلى الهروب إلى المناطق المجاورة ولكن طائرات الجيش ومجموعات الصاعقة ورجال الجيش الثانى الميدانى لم يسمحوا لإرهابى واحد بالخروج حتى تم تصفية أغلب المجموعات الإرهابية الموجودة بالمنطقة.
وفى السياق ذاته أكدت المصادر أن الحملات التى شنتها القوات، عقب إفطار أمس الأول، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، أسفرت عن تدمير 32 بؤرة إرهابية، ما بين منازل وعشش تستخدمها عناصر التكفير كمأوى لها ونقطة انطلاق لعملياتهم الإرهابية، فضلاً عن حرق وتدمير 6 سيارات ودراجتين بخاريتين بلا لوحات معدنية، تُستخدم فى تنفيذ العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة بشمال سيناء.
وأضافت المصادر أن القوات داهمت بعض البؤر المشتبه فى اختباء العناصر الإرهابية بها، وتحذير أصحابها من إيواء العناصر الإرهابية، ومشطت القوات معظم المساجد والمصالح الحكومية من مدارس ووحدات صحية وخلافه، بعدما رصدت القوات معلومات تؤكد استخدام العناصر الإرهابية بعض هذا المصالح الحكومية للهرب من ملاحقات الجيش.
وكشف مصدر عسكرى رفيع المستوى بشمال سيناء أن عدداً من جثث القتلى بين صفوف العناصر الإرهابية التى شنت تلك العمليات الإرهابية بدا على ملامحها أنها عناصر أجنبية تسللت لسيناء للمشاركة فى التنفيذ.
وأضاف المصدر أنه تم التحفظ على تلك الجثث لإرسالها للطب الشرعى لتحليلها، فى محاولة للكشف عن هويتها وجنسيتها، مشيراً إلى أنه من بين جثث العناصر الإرهابية «فلسطينيين» تم التعرف عليهم، وتبين تسللهم من قطاع غزة عبر الأنفاق، وشاركوا فى تنفيذ تلك العمليات الإرهابية.
ومن جانبها، قالت مصادر قبلية وشهود عيان، يقيمون بقرية أبوطويلة بجنوب الشيخ زويد، إن القصف المدفعى الذى تعرضت له عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» عند منطقة بحبوح أسقط العشرات من عناصره ومعظمهم تحولوا لأشلاء، وأن من بينهم 3 قيادات كبيرة سقطوا خلال القصف، وعلى رأسهم «كمال علام»، قائد الجناح العسكرى للتنظيم بسيناء.
وأكدت المصادر أنهم شاهدوا جثته رؤى العين وقد تحولت لأشلاء وقامت عناصر التنظيم بنقل جثمانه وآخرين عبر سيارة ربع نقل خضراء اللون تحمل لوحات معدنية «نقل جنوب سيناء»، مضيفة أن من بين القيادات الثلاث للتنظيم «أبوإسكندر»، وهو ليس من أبناء محافظة شمال سيناء، ونزح إليها من محافظة الفيوم عقب ثورة يناير 2011، وعُرف بين المواطنين باللقب سالف الذكر، بجانب مصرع «باسل حسين محارب» نجل أبوالتكفيريين بسيناء «حسين محارب» الملقب بـ«أبومنير» والذى لقى مصرعه مع نجله الأكبر منذ عامين فى مواجهات مسلحة مع الجيش جنوب الشيخ زويد.
ومن ناحية أخرى، أكد شهود عيان أن عناصر تنظيم «بيت المقدس» قاموا فى الساعات الأولى من صباح أمس بدفن أكثر من 40 جثة تابعة للتنظيم بمدافن خاصة بهم بالظهير الصحراوى لقرية الجميعى بجنوب الشيخ زويد وقرية العجراء بجنوب رفح.
وقال الشهود إن عناصر التنظيم نقلوا جثامين عناصرهم داخل سيارات ربع نقل، وقاموا بدفنهم بالمقابر بملابسهم، حيث كان يرتدى معظم القتلى ملابس تشبه لحد كبير ملابس القوات المسلحة، وأشاروا إلى أن معظمهم كانوا عبارة عن أشلاء بسبب شدة القصف الذى تعرضوا له، وأوضحوا أنه أثناء عمليات دفن تلك الجثث قامت عناصر التنظيم بالانتشار أمام المنازل بالقريتين لتأمين من يقومون بدفن الجثث وسط حالة من القلق والترقب بين عناصر التنظيم الذين سيطرت عليهم حالة من الذهول والحزن بعدما شاهدوا سقوط العشرات من زملائهم أمام أعينهم بعدما ظنوا أنهم حققوا نصراً على الجيش بعد هجومهم المباغت على الأكمنة العسكرية بطريق الجورة.
ولفتت مصادر إلى أن الوضع فى سيناء تحت السيطرة تماماً، ولم ولن تتمكن العصابات الإرهابية، ومن يقف وراءها من أجهزة تسعى لهز استقرار مصر، من المساس بالسيادة المصرية على أراضيها مهما حدث، وأن الإرهاب نهايته معروفة وحتمية مهما طال الوقت.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش تقوم أيضاً بعمليات تمشيط واسعة للمناطق الأخرى بشمال سيناء، سواء بالعريش أو غيرها، علاوة على شن حملة موسعة بمناطق وسط سيناء والطرق الرابطة بينها ونفس الشىء فى مدن القناة، حيث تم نشر قوات مدربة بجميع مداخل ومخارج تلك المناطق لشل حركة العناصر الإرهابية.
وفى السياق ذاته أشارت المصادر إلى أن قادة القوات المسلحة ومعهم رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى يتابعون تطورات الأوضاع أولاً بأول لتوفير كافة الإمكانيات لمعاونة القوات فى نسف البؤر الإرهابية نهائياً من سيناء.
من ناحية أخرى، قدم الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب جزيل الشكر والتقدير للقوات المسلحة على الملحمة البطولية التى قامت بها أمس للتصدى للعمليات الإرهابية الغاشمة فى شمال سيناء، وهو ما أفشل مخططات هذه المجموعات الإجرامية.
وقدم «الطيب»، فى بيانه، الدعم لكافة عمليات القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب فى سيناء، حيث يواجه جنودنا البواسل مجموعة من المجرمين والخونة يعملون لحساب قوى خارجية تستهدف النيل من مصر وأمنها واستقرارها، مؤكداً أن الأزهر يقف مع الجيش فى خندق واحد فى حربها ضد الإرهاب، وأن الإسلام برىء من هذه التنظيمات الإرهابية وأعمالها الإجرامية، وأفكارها الظلامية، مشدداً على أن القضاء عليها هو واجب دينى ووطنى، والوقوف مع الجيش حتى اجتثاث هذا الإرهاب واقتلاعه من جذوره بكافة الوسائل والطرق الممكنة، والأزهر بعلمائه ورجاله هم جنود فى هذه المعركة يلبون نداء الوطن كتفاً بكتف مع أشاوس القوات المسلحة والشرطة على جبهات القتال.
http://www.elwatannews.com/news/details/762979