مع دخولنا شهر فبراير و اقتراب موعد الهجوم البري. كان هناك احباط في القيادة الجوية الامريكية من عدم فعالية سلاح الجو الامريكي ضد الدروع العراقية. التي كان يملك العراق منها الالوف. وقد كان احباط الامريكان من الاجراءات العراقية في تأمين الدبابات واضحا:
1- قام العراقيون يتغطية دروعهم باكياس الرمل، مما حجبها بشكل كامل من ارتفاع 3-4 كم، المدى المسموح به بالطيران لطائرات التحالف.
2- حتى لو رصدت الالية، فقد كانت في العادة موجودة في داخل مربض ارضي يحميها من كل الضربات باستثناء الاصابة المباشرة.
ازاء هذه المعطيات اجتمع قائد عمليات الجو مع العقيد Thomas Lennon. قائد السرب السادس لطائرات F111. خدم العقيد في حرب فيتنام و لكن لم يكن ذو شعبية كبيرة بين الطيارين. و قد كان معروفا عنه تبديل مهام الطيارين و فنيين الاسلحة باستمرار حين لا يعجبهم اداؤه. و كان يتعمد اشعال المنافسة بين الطيارين بوضع لوحة بعدد اصابات كل طيار في غرفة تخطيط العمليات! و لكنه لم يكن يخشى ان يواجه الرتب الاعلى حين يتطلب الامر دفاعا عن طياريه و رجاله. و يشهد له ان ولا طائرة من سربه قد سقطت. رغم ان حسابات الجيش كانت تتوقع 20% كنسبة خسائر.
في المحادثة تم استعراض الاسلحة التي ممكن استخدامها لضرب الدروع العراقية بشكل فعال. اول اقتراح كان قنابل CBU-87 العنقودية، لكن لينون رفضها على اساس انه لا يمكن توجيهها. و استقر الرأي على قنابل GBU-12 و هي قنبلة وزنها 250 كغم توجه بالليزر.
كانت طائرة F111 تعود لحرب فيتنام. و كان دورها كقاذفة و ليس كصائدة دبابات. و لكنها كانت مزودة بنظام كشف حراري اسمه Pave Tack. و لكن اثناء تدريبات الحرب، فشل النظام في تحديد مواقع اي من الدبابات الامريكية في الجبهة. و لكن قرروا اعادة التجربة مع الدرع العراقي هذه المرة. و كانت المفاجأة ان النظام اصبح فعالا! و كان السر هو انه قبل الهجوم كانت الدبابات التي حاولوا رصدها مبعثرة و كانت المحركات مطفأة. اما العراقيين فكانت حشودهم متقاربة و كان اطقم الدبابات يبقون الدبابة تعمل حتى في الليل. الامر الذي يكشفها للنظام. و حتى الرمل كان يمتص حرارة الشمس طوال النهار و في الليل يبدأ باشعاع الحرارة بمعدل مختلف عن بدن الدبابة المعدني. اضافة لذلك ان تقليب الرمل في الليل لحفر اي خندق جديد يعطي بصمة حرارة مختلفة بسبب برودة الطبقات السفلى من التربة.
و خلال اول طلعة على فرقة المدينة شمال الكويت تم تدمير 7 دبابات من اصل 8 قذائف اطلقت! و بدأ ما يشبة موسم الصيد للدبابات و المدرعات العراقية على يد طيران التحالف. و كانت تقارير الخسائر بالمئات كل يوم (رغم اعتراض المخابرات المركزية الامريكية على هذه الارقام). و كان هناك اتهام بان الطيارين يقصفون نفس الهدف اكثر من مرة، او ان قطعات من الجيش تحسب انها من الحرس الجمهوري. و قد قدرت القيادة الامريكيى انه تم تدمير 1400 دبابة من اصل 4280 و لكن المخابرات الامريكية اكدت تدمير 358 من هذه الدبابات فقط! و شعر شوارتزكوف بالغضب ان الرئيس الامريكي قد يتردد في قبول موعد الهجوم المقترح على اساس ان الجيش العراقي لا يزال قويا. و لكن كان مستشار الرئيس مستعدا لقبول خطة الهجوم بشرط واحد: ان تكون منطقية و سهلة بحيث يفهمها مدني مثله! و سافر كولن باول و ديك تشيني للرياض لسماع الملخص الاخير لاستعدادات القوات و خطط الهجوم. و كان ان اكد له قائد العمليات الجوية ان الجيش العراقي سيكون مدمرا بنسبة 50% خلال الاسبوع الثالث من شهر فبراير.
R. Atkinson - Crusade