أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : المهنة : Physicist and Data Scientistالمزاج : هادئ التسجيل : 04/05/2013عدد المساهمات : 3659معدل النشاط : 3247التقييم : 329الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: حرب عام 1991 - العراق يتحدى - الحلقة الرابعة الخميس 13 نوفمبر 2014 - 10:16
لمواجهة التهديد العراقي باستخدام صواريخ سكود، نشرت امريكا 132 قاذف باتريوت حول الرياض و حول مناطق اخرى حساسة. كل قاذف يحوي 4 صواريخ. واحد مخصص لاسقاط الطائرات (وهو ما كان الهدف اﻷصلي لتصميم الباتريوت) و ثلاثة صواريخ اكثر تعقيدا لضرب الصواريخ. دخل الباتريوت الخدمة على المسرح الأوروبي عام 1985، و كان استخدامه بدأ يتطور تدريجيا نحو اعتراض الصواريخ عندما بدأت الحرب مع العراق.
شرق السعودية كان اهم هدف هو مطار الظهران العسكري. و كانت المنطقة محمية بخمس بطاريات - كل واحدة تتحكم بأربع قاذفات باتريوت: 1- فوكس تروت في مدينة الجبيل 2- إكو في مطار الملك فهد 3- دلتا في ميناء الدمام 4- برافو و الفا في مطار الظهران 5- تشارلي في البحرين
كل الطواقم كانوا في غاية الاستعداد و التوتر في اول 24 ساعة. و لكن ساعات التحديق في شاشات الرادار لم تسفر عن شيء. فلم تشاهد اي طائرة عراقية أو صاروخ خارج الحدود العراقية. انقطع حبل الانتظار في الساعة 3 فجر يوم 18 يناير عندما دوت صافرات الانذار في القاعدة و تبعها اعلان برصد اطلاق صاروخ سكود في العراق و انذار الجميع بلبس واقي الكيماوي و بدء ترتيبات الاشتباك مع الهدف.
كان اسلوب الامريكان في رصد السكود العراقي ينتمي لحرب الفضاء، حيث تمركز قمران صناعيان فوق العراق و كل منهما مزود بتلسكوب يرصد الأشعة تحت الحمراء (المرتبطة بالحرارة). و بمجرد رصد الحرارة الكببرة من انطلاق صاروخ سكود، يرسل الساتل اشارة الى مركز الرصد في امريكا و الذي يرسلها اليا للرياض و البنتاغون. كان الملازم المناوب يعلم ان امامه 3-5 دقائق قبل وصول الهدف لشاشة الرادار امامه بسرعة اكبر من سرعة الصوت بعدة مرات.
مرت 3 دقائق، و بعدها 5 دقائق، و بعدها 10 دقائق، و لم يحصل شيء على شاشة الرادار. و تبين ان الصاروخ كان بعيدا ناحية الغرب و خارج مدى الرادر الخاص بالبطارية الفا. تنفس الطاقم الصعداء و جلسوا بانتظار صافرة انتهاء الخطر.
بعد ساعة و نصف ضرب الانذار السكون في القاعدة و هذه المرة لم يطل الانتظار، ظهر الهدف و كان يتقدم نحوهم بسرعة رهيبة. كان النظام معدا للعمل بشكل اوتوماتيكي بمجرد ان يلتقط الحاسوب الاشارة و يحسب مسار الصاروخ المتوقع. بحلق الملازم بلوحة التحكم الصامتة! توتر امر الكتيبة و طلب من ضابط الاطلاق التحول الى النظام اليدوي و الاطلاق فورا. و لكن قبل ان ينفذ اﻷمر كان الباتريوت قد انطلق اليا. يكفي لمعرفة حجم الضجيج ان نتذكر ان الباتريوت يتسارع من صفر لسرعة الصوت قبل ان يمر كامل الصاروخ من الفوهة. كان من المفروض ان ينفجر الباتريوت بجانب السكود مطلقا 300 شظية بحجم مكعب الثلج، و كل مكعب ثلج يحمل طاقة تصادم تماثل سقوط سيارة على الارض من 90 طابق. و كان اي خطأ في الحساب كفيل بعدم تدمير السكود كاملا.
خلال ثوان اختفى السكود من على شاشة الرادار و افاد الحاسوب ان الهدف قد دمر على اﻷرجح. احتفل الطاقم بهذا النصر و منح الجيش الكتيبة شرف اول اسقاط للسكود في الحرب.... قبل ان يسحب هذا الشرف بعد عام! فما الذي جرى؟
الحقيقة ان لا احد يعلم مالذي اصابه الباتريوت. فلم يعثر على حطام الصاروخ. و لكن وقتها كان الجميع مقتنعا بنجاح الباتريوت و اعلن شوارتزكوف يعدها بساعات عن اعتراض ناجح. و بدأ ما يسمى بظاهرة السكود الشبح. حيث يظهر السكود على الرادار و يتم اطلاق صاروخ و يشير الحاسوب لاصابة و لكن بدون اي حطام.
لم يكن هذا هو اللغز الوحيد، فقد لاحظ الفنيون ان السكود العراقي: 1- اسرع من السكود السوفياتي بحوالي 40%.
2- مقطعه الراداري اصغر . 3- منحى سقوطه لولبي و ليس منحني بشكل قوس مثلما هو متوقع. 4- مقابل كل صاروخ واحد يكشفة القمر الصناعي، وجدت كتائب الدفاع الجوي عدة اشارات على الرادار و تم اطلاق صاروخ على كل منها.
كل هذا كان شأنا ثانويا احتاج عدة ايام من التفكير قبل الوصول لحل له، لكن كان هناك مشاكل اهم امام اﻷمريكان، فقد كان الانذار اﻷول - و الذي لم يرصد في السعودية - صحيحا، و كان الصاروخ المطلق نحو الغرب، باتجاه تل ابيب. فقد كان قرار صدام ان يرد الضربة اﻷمريكية بضرب اسرائيل، و التي لم يكن فيها باتريوت (عرض اﻷمريكان تزويد الاسرائيليين بباتريوت - بطواقم امريكية - قبل بدء الحرب لكن الصهاينى رفضوا). كان نصيب تل ابيب في تلك الليلة 6 صواريخ و حيفا اثنان. بمجرد التقاط الاشارة كان الامريكان يحسبون المسار و يقدرون مكان السقوط و يتم ابلاغ الاسرائيليين لتبدأ صافرات الانذار هناك.
جلس المطبخ السياسي في قلق، و كانت اول التقارير تشير الى التقاط بقايا مواد تستخدم كسلاح كيماوي في احد مواقع السقوط، و ان عدد سيارات الاسعاف في تل ابيب كبير جدا. كان القلق الأمريكي ليس من تأثير الهجوم العراقي، فحتى ضربة كيماوية بالكاد ستقتل 10-100 مواطن بسبب صغر حجم الرأس الحربي و الترتيبات الاسرائيلية. لكن الذعر كان من قيام اسرائيل بعمل مضاد مما قد يحرج العرب و يخرجهم من التحالف. تم طلب تل ابيب من البيت الأبيض و كانت الرسالة التالية: "الخط المطلوب مشغول، يرجى المحاولة في وقت لاحق". يتبع
عدل سابقا من قبل منجاوي في الجمعة 14 نوفمبر 2014 - 20:45 عدل 1 مرات
منجاوي
لـــواء
الـبلد : المهنة : Physicist and Data Scientistالمزاج : هادئ التسجيل : 04/05/2013عدد المساهمات : 3659معدل النشاط : 3247التقييم : 329الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: حرب عام 1991 - العراق يتحدى - الحلقة الرابعة الجمعة 14 نوفمبر 2014 - 20:46
شكرا عزيزي، تم تعديل الموضوع و اضافة روابط الحلقات السابقة
جندي من الصحراء
رائـــد
الـبلد : العمر : 36المهنة : مصرح لدى الجماركالمزاج : سريع الغضبالتسجيل : 27/03/2014عدد المساهمات : 920معدل النشاط : 1224التقييم : 28الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: حرب عام 1991 - العراق يتحدى - الحلقة الرابعة الأحد 16 نوفمبر 2014 - 19:18
موضوع جبار و غاية في الروعة اخي الكريم اثارت انتباهي عبارة السكود العراقي اسرع من السكود السوفياتي بحوالي 40 في المائة هل هذا راجع الى التطويرات اللتي جرت على الصاروخ ام ماذا
منجاوي
لـــواء
الـبلد : المهنة : Physicist and Data Scientistالمزاج : هادئ التسجيل : 04/05/2013عدد المساهمات : 3659معدل النشاط : 3247التقييم : 329الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: حرب عام 1991 - العراق يتحدى - الحلقة الرابعة الأحد 16 نوفمبر 2014 - 22:10
جندي من الصحراء كتب:
موضوع جبار و غاية في الروعة اخي الكريم اثارت انتباهي عبارة السكود العراقي اسرع من السكود السوفياتي بحوالي 40 في المائة هل هذا راجع الى التطويرات اللتي جرت على الصاروخ ام ماذا