تحياتى لكم جميعا وبعد
يثور التسائل بين الحين والاخر حول هلو وضع الاسلام نظام سياسى كامل ام لا
و تجد نفسك اخى الكريم بين اتجاهين
فاتجاه يرى ان الاسلام لم يضع اى نظام سياسى وانه يترك هذا للمسلمن وهذا خلاف لمجافاته لما اعتقد ولكن له ضرر بالغ اذا حسب الرائي فما المانع اذا ان تحكم دوله وفق صحيح الدين على طريقة كوريا الشماليه مثلا
بل هذا القول لو لا يخدم الا الاستبداد والمستبدين ولو كان من غير قصد
واتجاه اخر يرى ان الاسلام وضع نظام كامل ينبغى ان يطبق بمظهره قبل جوهره وربما تجد هؤلاء يستخدمون سيف التكفير والعوده للجاهليه الاولى فى موجهة اصحاب اى فكر او تصور مخالف لهم فكل شئ خلاف ما يظنون انه النظام الاسلامى الذى لا يحاد عنه كفر بواح فالنظام السياسى الان فى دولنا بالنسبه لهم كفر والقائمين كذلك وربما الشعب ايضا فالمعادله لديهم على طريقة الاستنساخ او الكربون هل يوجد تطابق شكلى ام لا(دون تقدير للتطور الحاصل ) ان لا فهذا يعنى اننا عدنا للجاهليه
وهذا نظام كافر الخ
ذلك لاننا كما قال ابن سينا ا
بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد
سواهم"
وهنا يجد من هم مثلى واظنهم قله انفسهم بين شقى رحى فمن ناحيه اقول ان الاسلام وضع اسس النظام السياسى ومن ناحيه ننكر ان الاسلام وضع لنا على سبيل الحصر اليات النظام او الزمنا بشكل معين
فلهذا سيتطرق الموضوع للاتجاهين على السواء
فالحقيقه فى نظرى ان الاسلام وضع اسس نظام سياسى واضح جدااا
وهنا ياتى السوال كيف يا اخى؟ واين ؟!
جميل تعرفون ان السياسه متغيره حسب الزمان وحسب المكان اليس صحيح
فمثلا ما يناسب مصر لا يناسب اليمن العزيز او سوريا الغاليه وما يناسب مصر الان ربما لا يناسبها بعد عدد سنين
وهذا لا يعيب احد بل تلك هى طبائع الامور سواء من كيفية اختيار الحاكم او حتى شكل الحكم او غيره
ولو ان الاسلام حدد نظام معين لكان الامر سيكون صعب اننا كمسلمين ملزمين بنظام واحد والى الابد
ياتى اخ كريم يقول هكذا انت تقول الاسلام لم يضع نظام سياسى اذا ما الخلاف بينك وبين الاتجاه الاول
لا الاسلام حسب رائي على وضع اساس النظام سياسى محكم وسوف نورد امثله مثل اساس اختيار الحكام
وهذا يظهر منه لمحه فى حديث ابى زر ( عن
أبي ذر
قال
قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها
)
وايضا قول الحق وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
لكن كيفية الشورى وشكلها يكون من اختيار المسلمين انفسهم
وما يبن المسلمن الاوائل فهموا النظام الاسلامى على هذه الحال هو هذه القصه
عمر بن الخطاب وهو يخطب الجمعة بالناس -وكان قد أتته ثياب من اليمن فوزعها على المسلمين كل مسلمٍ ثوبًا- فبدأ الخطبة وعليه ثوبان، وقال: أيها الناس! اسمعوا وعوا. فقام سلمان من وسط المسجد، وقال: والله لا نسمع ولا نطيع. فتوقف واضطرب المسجد، وقال: ما لك يا سلمان؟ قال: تلبس ثوبين وتلبسنا ثوبًا ثوبًا ونسمع ونطيع؟! قال عمر: يا عبد الله! قم أجب سلمان. فقام عبد الله يبرر لسلمان، وقال: هذا ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين أعطيته أبي. فبكى سلمان، وقال: الآن قُلْ نسمع، وأمر نطع. فاندفع عمر يتكلم
وايضا
ﺳﺎﺭ ﻋﻤﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻓﺎﻟﺘﻘﺘﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ ":ﺁﻩ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﻤﻰ ﻋﻤﻴﺮﺍ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻌﻜﺎﺽ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺳﻤﻴﺖ ﻋﻤﺮﺍ،ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻣﻴﺮﺍ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺎﺗﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﻭ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺎﺋﻠﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻛﻴﻒ ﺭﻋﻴﺘﻬﺎ"ﻓﺒﻜﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻜﺎﺀﺍ ﺷﺪﻳﺪ
المسلم هنا يعرف حقوقه ووجباته لى حق وعلى واجب وفق لنظام سياسى واذا ضاع حقى او ظننت هذا لا اسكت عليه بل ادافع عنه حتى لو امام الحاكم هنا يجب ان تلتفتوا اخوانى لجوهر ما اقوله لحضرتكم
المسلمين كان يعرفون حقوقهم وواجباتهم يعنى طبعا هذا سيدنا عمر والخليفه والحاكم لكن دا مال امه مال دوله
بلغة العصر مال عام والحاكم مسؤل عنه ليس فقط امام الله لا بل امام الرعيه فهمت قصدى
والصحابيه هنا تعرف ان لها حق تنبيه الحاكم ليس لانه اخطا لا لكن حتى للتذكير ولو لم يخطاء فى حق الرعيه لا للتنبيه والتاكد حتى لو كان الحاكمم هو الذاهد العابد التقى النقى سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه (ما بالكم بمن سواه )
وسيدنا عمر ايضا يحاسب الولاه كما سوف يات وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وكان عامله على مصر: من عبد الله عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص سلام عليك، أما بعد.. فإنه بلغني أنك فشت لك فاشية من خيل وإبل وغنم وبقر وعبيد، وعهدي بك قبل ذلك أن لا مال لك، فاكتب إليَّ من أين أصل هذا المال، ولا تخفي عني شيئًا.
وللقصه بقيه طبعا اقتطعتها حتى لا اطيل
فالحاكم ملزم بالقران اذا خرج عنه لا طاعه له انتهى يلخص الامر سيدنا ابى بكر
أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإِذا عَصَيْت اللَّهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم.
وطاعة الله ليست فقط بناء مساجد ولا مسابقة القران الكريم التى تقام والمعصيه ليست منع من الصلاه او ما شابه
لا طاعة الله اوسع والمعصيه اوسع فسرقة المال العام معصيه توجب المسائله وتعين اهل الثقه دون اهل الكفائه يوجب المسائله
واهدار المال العام كذالك وهكذا ومش المسائله امام ضمير الحاكم لا اما الشعب الرعيه واذا ثبت انه اخل اذا انتها لا طاعه له ولا طاعه بنظركم ماذا تعنى ان يظل خليفه هكذا ام يعزل يعن لزوم ما يلزم (طبعا ان يعزل )
وطبعا هذا ما لم يرجع لانه الجميع معرض يخطاء
هل ادق من هذا نظام ؟!
طيب ان كان الامر هكذا لماذا لم يحاسب خلفاء بعد الراشدين فعلوا الافاعيل سوف اجيبك بسوال لو انك سمحت لى
لماذا لايطبق الدستور فى بعض الدول .....! نعم لنفس ذات السبب
ولكن الاشكاليه التى نعانى منها هو تسطيح المعانى وتسطيح النصوص فى امور غايه فى الاهميه
فيختزل طاعة الله فى فقط بناء مساجد وهى عمل عظيم ولكن ليست كل شئ والاغداق على العلماء وربما فتحا هنا او هناك و ذهاب الحاكم للصلاه وربما امامة الناس
فيرضى الحاكم بالمعنى المسطح للطاعه وللمعصيه ويلتزم بهم لانهم لا يزعجوه فى شئ ولا يحدوا له حدا ودمتم
من ناحيه اخرى
يتم تعميق امور شديدة السطحيه فتجد البعض يقيم الدنيا ولا يقعدها لان الحاكم اصبح لايسمى بامير المؤمنين او الخليفه وان يصبح اسم وزارة الماليه بيت مال وربما العمله دينار ودرهم وهو (ربما لا يعرف اصل التسميه )
وتكون هذه القشور لديه هى الاساس وما عدا ذلك قشور وهنا يظهر بجلاء اختلال الموازين فكما تعرفون مثلا ان سيدنا عمر اول من سمى بامير المؤمنين ولم تقم الدنيا ولا المسلمين لذلك ولم يقل احد ان هذا كفر ولم ترتعد فرائس سيدنا عمر رضى الله عنه لان عوام المسلمين وقتها كانوا يعرفون جوهر الدين ويهتمون به اكثر من بعض علماء عصرنا الحالى وتجدوا ايضا ان سيدنا عمر هو اول من اسس نظام الدواوين واخذه عن الفرس فسييدنا عمر يعرف ان لو تعثرت بغله فى العراق لسئل هنا فيتخذ كل وسيله تقربه للغايه ولو لم يسبقه فيها احد طلما تحقق الهدف ومتطلبات العصروتتماشى مع تحدياته فى وقتها مثل التساع رقعة الدوله وخلافه ولم تقم الدنيا ايضا لان المسلمين وقتها كانوا يعرفون تماما ان الاسلام لا يمنع هذا ولا يهتم بالشكل والمظهر قدر الاهتمام بالغايه والجوهر وانه ليس دين جامد بل على العكس وان هناك سعه واتساع كبير وما قام بالفاروق رضى الله عنه لو عرض على الصديق رضى الله عنه ما انكره
(وتعرفون طبعا موافقة الصحابه على جمع القران رغم ان النبى لم يفعل لكن هذا لا يتعارض مع الدين ولا روح الدين بل يحقق النفع )
فحاكم كسيدنا عمر بتطبيق صحيح الاسلام لن يكترث بالشكليات لم يامر بها الاسلام بحال فهو سيهتم بتحقيق غاية الاسلام اكثر من اهتمامه ان يصف بالامام الزاهد او ( الحاكم المؤمن) فتطبيق جوهر الدين هو الهدف من قلوب احبت الدين وفهمت وليس تطبيق شكليات لتسكين الناس وجعلهم يقبلوا بالظلم فتجد الحاكم ربما يذيق الناس اصناف العذاب والاستبداد خارج خروج تام عن منهج الدين وروحه ولكنه لا يفكر ابدا ان يضيف نظام ادارى كالدواوين او يغير لقب الحاكم
فهذه لديه هى الثوابت ويحافظ ويحتفظ بلقب امير الخليفه (والذى كان يقصد به كما تعرفون من خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم )ولا يسير الا على منهج من وحى شيطان السلطه فيكون الحكم اخر عهده بروح الاسلام مع الالتزام بالشكليات التزام تام
والحق ان هذا من طبائع الامور فلا زلت اذكر حينما كنت فى المدرسه ان احرصنا على اضافة جماليه لورقة الاجابه فى الامتحان كان اقلنا كتابه فيها وانما كان يستعين على فراغ المضمون بسحر العيون بشكل براق
وفى الحقيقه حرصه على الشكل مبرر فليس له سو هذا المظهر فحاكم خرج عن كل مضمون فا بقى له سوى كل واى مظهر يصننع به بريق ينطلى على البسطاء ؟!!
وتجده يشجع ويحث كل من يعظم المظهر ويتغاضى و يتسامح عن الجوهر من العلماء
ولكن ياتى السوال كيف يسال اما الشعب يعنى الاسلام لم يحدد صحيح يعنى لم يقل اما مجلس شعب مثلا او خلافه صح
وهذا ما اختم به
الاسلام وضع لنا نظام سياسى لكن لان السياسه بها متغير والدين هو للجميع وفى كل العصور كان الحل
فليس امامك سوا خيارين اما الاول فوضع نظام سياسى ثابت محدد وهنا تاتى مشكلة ان السياسه متغير واما يناسب دوله لا يناسب غيره وما يناسب دوله فى زمن ربما لا يناسبها فى اخر وايضا مع التطور توفر اليات لم تكن متوفره
ووجود نظام ثابت هنا سيحرم المسلمين من الاستفاد بهذه الاليات ويصعب عليهم التبع الديل للظروف المزكوره سلفا
والخيار الثانى ترك السياسه بالكامل وترك الرعيه يعانون من انظمه ظالمه ومجحفه
اما امر ثالث وهو ما عليه الاسلام فى رائي وضع اسس ثابته فيما لا خلاف فيه فلا يمكن ان نقول ان مسائلة الحكام مثلا تصلح لدوله ولا تصلح لاخرى او الشورى تصلح لدوله ودوله اخرى وهكذا
ولهذا كان ذلك لزام للجميع فى كل زمان ومكان اما كيفية الشورى وكيفية المسائله فهى وبلا شك من الامور التى تختلف بالزمان والمكان (وهذا ما لا يستوعبه اصخاب العقول المتحجره )
فقد الشورى بمجلس الشعب وربما بطريقه اخرى تبتكر فى المستقبل فالابداع هنا مطلوب ولا يخالف الشريعه ابدا وختيار الحاكم قد يكون بالاقتراع المباشر او غير المباشر وربما بوسيله افضل يتوصل اليها البشريه
وواخيرا كون ان يتم التحايل على هذا النظام او التغافل عنه لا يعنى ابدا عدم وجوده اونقصه انما يعنى تقصير فينا حكام بعدم الاتباع ومحكومين برضى بالامر الواقع مخافة بطش الحكام .
وخلاصة القول فى رائي هى
الاسلام وضع لنا اسس نظام الحكم لكنه ترك لنا اليات ذلك كما هو الحال فى كل دستور يترك اليات تطبيق نصوصه للجهات المعنيه كونها اكثر قدره على القيام بالمهمه مما يحقق الغايه المرجوه وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم انتم اعلم بامور دنياكم ومنهنا تفهموا اخوانى كيففهم المسلمين الاوائل التغيرات التى حدثت فى عهد الرشدين سواء ما ذكرنها او حتى غيرها فهذا ولكن للاسف عنينا الام من ضيق فى الافق وبتلينا بقوم لم يستطيعوا ان يتكيفوا مع حاضرهم لاسباب تخصهم فتعلقوا بدين ورفعوا رايته متخذين منه ظلما وبهتان ذريعة عددم قدرتهم على التعايش مع متغيرات ومتطلبات كل زمان رغم انه جاء سباق لكل هذا وجاء نور للحضار ولكن لا ينتفع بالنور الا البصير كما قال المتنبى وما انتفاع اخي الدنيا بناظـــره ****إذا استـــوت عنده الأنوار و الظلم
ولاسلام اخيرا لم يترك المسلمين لاهواء اللحكام دون منهج يرشدهم او اسس يسيرو عليه ولم يترك للحكام السلطه المطلقه مهتم فقط الدين تارك الدنيا لان السلطه المطلقه مفسده مطلقه كما تعرفون ولهذا وضع اسس ثابته فيما لايختلف بختلاف الزمان والمكان وتصلح به الاحوال تاركا للمسلمن الحريه فى ابداع ما يلائم عصورهم واحوالهم من وسائل تلتزم بهذه الاسس بل وتقيس وتتوسع فى الوسائل دون تعارض مع اسسه مستنده فى ذات الوقت للغايات الاسلام العظيمه
فكان هذا ما عتقد انه اسس النظام الاسلامى .
(رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل
الصواب)