مقاله قديمه لكنها على صله مباشره بالموضوع 
الإسناد الجوي القريب في العمليات المشتركة
الإسناد الجوي القريب هو عنصر إسناد ناري مشترك يساعد القوات المشتركة على الحركة والمناورة والسيطرة ويستخدم لتعزيز نيران الإسناد ضد العدو في مختلف الظروف، ليلاً أو نهاراً، وقد عززت التطورات في التبعية والأساليب والإجراءات والمعدات من قدرة وفاعلية الطائرات لتقديم الإسناد، حيث إن السرعة والمدى والقدرة على المناورة تسمح لهذه الطائرات بمهاجمة أهداف قد لا تكون أسلحة إسناد أخرى قادرة على الاشتباك معها بفاعلية لكثير من العوامل منها: نوعية الهدف والمدى وطبيعة الأرض، وحدد القائد الذي يتم إسناده الأسبقية والتوقيت والتأثير في نطاق حدود منطقة عمليات القوات المشتركة، كما أن قوات العمليات الخاصة أيضاً قد تتطلب إسناداً جوياً قريباً وإسناداً نارياً مشتركاً في مواقع وراء مناطق عمليات قادة عمليات القوات المشتركة.
ويعرف الإسناد الجوي القريب بأنه العمل الذي يتم بوساطة طائرة ذات أجنحة ثابتة، أو الطائرات العمودية الهجومية، ضد أهداف معادية في موقع قريب من القوات الصديقة، و يتطلب ذلك العمل دمجاً مفصلاً لكل مهمة جوية مع نار وحركة تلك القوات .
الاستخدام:
يستخدم القادة الإسناد الجوي القريب لكسب وتوظيف قدرات غير عضوية في القوات، أو لتعزيز نيران السطح العضوية، حيث يسند الإسناد الجوي القريب العمليات المشتركة وغير المشتركة بمهام مبرمجة، أو مهام تحت الطلب، ويستخدم القادة الإسناد الجوي القريب اعتماداً على نوع العمليات التي سوف يتم تنفيذها،
ففي العمليات الهجومية يتم إسناد القوات من أجل التحرك للاشتباك أو الهجوم أو استغلال النجاح أو المطاردة مع العدو، أما في العمليات الدفاعية فيستخدم لإسناد القوات بهدف دفع العدو على الانفتاح قبل الأوان، أو إبطاء أو إيقاف هجومه، وعليه يقرر قادة القوات المسندة الأسبقيات والتأثيرات والتوقيتات في نطاق مناطق عملياتهم .
تحديد الأهداف:
عند تحديد الأهداف على المستوى التعبوي تتم عملية اختيار ووضع الأسبقيات للأهداف ومطابقة رد الفعل المناسب معها، وخلال عملية تحديد الأهداف يؤخذ في الاعتبار أمور التالية نوع الهدف والمهمة والعدو والدفاعات الجوية وطبيعة الأرض والطقس والتسليح المتوفر ووقت الاستجابة وقرب الموقع من القوات الصديقة، بالإضافة إلى المتطلبات العملياتية والقدرات المتيسرة، لذلك يجب على المسيطرين وطاقم الطائرة الحصول والتمرير السريع للمعلومات لتقويم أضرار المعركة، ويمكن للقادة والمسيطرين وأطقم الطائرات استخدام تقويم أضرار المعركة لتحديد ما إذا تم تحقيق الأهداف وإلا فإن إعادة الهجوم ضرورية.
الطلبات:
هناك نوعان من طلبات الإسناد الجوي القريب، الطلبات المسبقة التخطيط وهي الطلبات المرتبطة بمسرح العمليات، وهناك توجيهات مفصلة لهذه الطلبات من ناحية الأسبقية وكمية التفاصيل والحد الزمني والتنسيق، ترسل الطلبات المصدق عليها إلى مركز عمليات القوات الجوية لتضمن في دورة تخطيط أوامر التكليف الجوي، أما النوع الثاني من طلبات الإسناد الجوي القريب هي الطلبات الفورية التي تبرز خارج دورة تخطيط، ولا يمكن معرفتها مبكراً.
المسؤوليات:
يضع قائد القوات المشتركة التوجيه والأسبقيات لأهداف الإسناد الجوي القريب في مفهوم العمليات، بالإضافة إلى خطط الحملة أو العملية وقرار توزيع الموارد الجوية، وكذلك يوفر قائد القوات المشتركة القدرات والقوات للمكونات، ويمنح قائد المكون الجوي المسؤوليات الضرورية لانجاز مهام وواجبات محددة له تشمل هذه المسؤوليات التوصية فيما يتعلق بقرار توزيع الموارد الجوية وتخصيص القوات والموارد التي تم توفيرها من قائد قوة الواجب المشتركة وقادة المكونات، بالإضافة إلى إصدار وتنفيذ أمر التكليف الجوي، بجانب أعمال أخرى ملائمة وذات علاقة بتنفيذ الإسناد الجوي القريب، ويحافظ قائد المكون الجوي لقوة الواجب المشتركة على التنسيق مع قادة المكونات الأخرى ليضمن تنفيذ متطلبات الإسناد الجوي القريب حسب توجيهات قائد قوة الواجب المشتركة .
التخطيط:
يجب على القادة التخطيط لعمليات الإسناد الجوي القريب على امتداد عمق فضاء المعركة المحدد لهم، وأن يضع القادة في الاعتبار عدة معايير منها, المهمة ومفهوم العمليات وتوزيع قوات العدو ودفاعه الجوي وقدرة القوات المشتركة على مقاومتها والمتطلبات الضرورية لدمج الإسناد الجوي القريب مع النيران الأخرى، وأسلوب المناورة وقدرة ومحدودية موارد الإسناد الجوي المتوفرة المخصصة للإسناد والذخائر المتوفرة والالتزام بقانون النزاع المسلح، ويوجد نوعان من التخطيط لعمليات الإسناد الجوي القريب، الأول هو التخطيط المدبر ويؤمن على كل المستويات ويدعم النوع الثاني من التخطيط، أما الثاني هو التخطيط عند الأزمات ويكون في وقت حرج حيث يجب القيام بتطوير أوامر العمليات وخطط الحملات كرد فعل لأزمات وشيكة.
التنفيذ:
الإسناد الجوي القريب عنصر إسناد ناري مشترك يؤمن القوة النارية في العمليات الهجومية والدفاعية للقوات المشتركة، وبالرغم من أن الإسناد الجوي القريب ينفذ على المستوى التعبوي إلا أنه متصل بالمستوي العملياتي من خلال عملية التوزيع والتخصيص، ينفذ الإسناد الجوي القريب لأداء أهداف عسكرية لوحدات تعبوية أو قوة واجب مشتركة، ويركز على ترتيبات منظمة ومناورة العناصر القتالية وعلاقتهما مع بعضهما البعض بقصد تحقيق الأهداف القتالية، ويمكن أن تنفذ عمليات الإسناد الجوي القريب لإسناد القوات المشتركة في مناطق عميقة، هذا النوع من الإسناد يكون محدوداً في الهدف والفترة الزمنية بقصد إسناد قوات مناورة أو نشاطات لعمليات خاصة، ويتطلب مزيداً من التنسيق لمنع التضارب مع مهام عميقة أخرى في منطقة العمليات، كما يمكن أن تنفذ عمليات الإسناد الجوي القريب لإسناد القوات المشتركة في مناطق قريبة, عادة يعين القائد معظم الإسناد الجوي القريب المتوفر لديه للقوات التي تم تعينيها كمجهود رئيس أو لتلك التي تعينها للهجوم، و يمكن أيضاً أن تنفذ عمليات الإسناد الجوي القريب لإسناد القوات المشتركة في مناطق خلفية يكون فيها هذا النوع من الإسناد فعالاً في مقاومة اختراقات العدو، كما أن سرعة الاستجابة والقوة النارية للإسناد الجوي القريب تعزز بصورة كبيرة القوة القتالية لقوات المنطقة الخلفية.
ويمكن تنفيذ الإسناد الجوي القريب في أي زمان ومكان تكون فيه القوات الصديقة في موقع بالقرب من قوات العدو، وفي بعض الأوقات قد يكون الإسناد الجوي القريب أفضل الوسائل لاستغلال الفرص التعبوية في الهجوم أو الدفاع لأنه يقدم نيراناً في العمليات الهجومية والدفاعية لتدمير أو إعاقة أو إخماد أو تثبيت أو إزعاج أو إسكات أو تأخير قوات العدو .
عمليات القوات المشتركة:
يكون تنفيذ الإسناد الجوي القريب على المستوي العملياتي خلال التوزيع الجوي لخطة العمليات الجوية، والتي هي خطة قائد المكون الجوي في قوة الواجب المشتركة وثُمّل هذه الخطة جهداً جماعياً يساهم به كل من ت هيئة ركن قائد المكون الجوي في قوة الواجب المشتركة وهيئة ركن قائد قوة الواجب المشتركة وهيئات ركن قادة المكونات القتالية الأخرى، ويتم تنفيذ هذه الخطة في نهاية المطاف من خلال أمر الواجب الجوي الذي يصدر بشكل يومي، وعادة لا يتم إعداد أمر الواجب الجوي إلا عندما تبدأ العمليات بشكل فعلي، إلا أن بعض خطط الطوارئ قد تحتوي على أمر واجب جوي جاهز مخصص للأيام القليلة الأولى من النزاع المحتمل، وبغض النظر عن تنفيذ عمليات هجومية أو دفاعية، القادة يخططون للإسناد الجوي القريب على امتداد عمق ميدان المعركة ويجب عليهم أن يضعوا أسبقيات عمليات الإسناد الجوي القريب، ويهيئ قائد المكون الجوي المتطلبات والمهام وموارد الطيران لتقديم أقصي إسناد فاعل ومؤثر للمكونات الأخرى وهناك مقاصد هامة أخرى لهذه الخطة منها إن خطة العمليات الجوية تحقيق أهداف قائد قوة الواجب المشتركة، بالإضافة إلى تحديد الأهداف والمهام حسب قائمة أولويات معينة موضحة الترتيب والتي سيتم تنفيذها، وما هي التأثيرات المرغوبة وحجم الجهد الجوي المطلوب لتحقيق هذه الأهداف والمهام، وتقرّر معايير ومؤشرات تستخدم لقياس مدى نجاح العمليات للتأكد من أنها تحقق أهدافها المحددة، وتظهر خطوط عمليات الإسناد الجوي مدى مواءمتها الزمنية مع خطة قائد قوة الواجب المشتركة بما في ذلك مدى توفر القوات وتوقيتات الانتشار وتوفر القواعد الجوية ومتطلبات إدامة العمليات الجوية .
الفاعلية والتأثير:
لأجل تنفيذ إسناد جوي قريب فاعل ينبغي وجود طواقم مدربين بصورة جيدة مع مهارات عالية ومتطورة، بالإضافة إلى شمولية التخطيط المتماسك والدمج المفصل للإسناد الجوي في العمليات المشتركة، وتيسر أنظمة قيادة وسيطرة واتصالات مؤثرة وتأمين تفوق جوي يسمح بالعمل دون تدخل سلبي من قبل العدو، كما يجب أن يكون هناك تقديم تأشير دقيق وموقوت للأهداف يحقق الإلمام بالموقف مع إجراءات منسابة ومرنة تسمح للقائد استغلال فرص ميدان المعركة، كما يجب توفر الذخائر والأسلحة الملائمة لتحقيق نية القائد من هذا الإسناد، أما بخصوص الحالة الجوية فإن الطقس الملائم يحسن من تأثير عمليات الإسناد الجوي القريب رغم أنه ليس من متطلباته .
صناعة القرار:
إن عملية صناعة القرار عند تنفيذ عمليات الإسناد الجوي القريب تتكون من خمس خطوات تم تصميمها للإسناد الناري المشترك، الخطوة الأولى استلام المهمة، والخطوة الثانية تحليل المهمة، والخطوة الثالثة تطوير مسلك العمل والخطوة الرابعة تحليل مسلك العمل والخطوة الخامسة إصدار الأوامر .
القيادة والسيطرة:
يتطلب تنفيذ عمليات الإسناد الجوي القريب تنظيم قيادة وسيطرة مدمجة ومرنة ومتفاعلة، بالإضافة إلى ذلك وجود هيكل اتصالات مستقل له قدرة عمل مؤمنة لممارسة السيطرة بكفاءة عالية، ويمارس قائد قوة الواجب المشتركة السيطرة العملياتية من خلال قادة المكونات، ويتم تنفيذ عمليات الإسناد الجوي القريب للقوات المشتركة بصورة تخصصية عبر هيئة ركن قائد المكون الجوي بمركز العمليات الجوية، وباستخدام منظومة قيادة وسيطرة مؤمنة يمكن الاعتماد عليها لتبادل المعلومات بين كل المشاركين، كما أن المكونات أثناء العمليات المشتركة تؤمن وتشغل منظومات القيادة والسيطرة، والتي لديها وظائف متشابهة على كل مستوى من مستويات القيادة .
مصدر
موضوع: رد: الدعم الجوي القريب في بيئات العمل المتطورة 
السبت 5 أغسطس 2017 - 19:52
