عندما شنت مصر و سوريا هجومهما المفاجئ المشترك على اسرائيل في السادس من اكتوبر عام 1973، و جد اﻷردن نفسه في موقف محرج: فمن جهة، لم تكن لعمان الرغبة في استفزاز اسرائيل بشكل غير ضروري. و قد ادرك اﻷردنيون التفوق العسكري اﻹسرائيلي و لم يكن لهم رغبة في تكرار ما حصل عام 1967. اضافة لذلك، فمنذ احداث عام 1970، فقد طور اﻷردن و اسرائيل علاقة تشاركية لم يرغب اي من الطرفين في تعطيلها. فقد دعم اﻹسرائيليون ملك اﻷردن عام 1970 عن طريق التهديد بالتدخل في الحرب ضد السوريين و هو ما ادى لتراجع السوريين عن تطوير هجومهم بعد 22 سبتمبر. و قد استفاد الطرفان من هذا السلام بعد خروج منظمة التحرير من عمان و لم ترد عمان ارجاع التوتر العسكري. و من الجهة الثانية، احس الملك حسين بالضغط الشعبي و الضغط العربي  ليشارك اﻷردن بقواته مع العرب، و كان من بين الدول العربية الضاغطة من دعم اﻷردن ماليا و عسكريا. و في النهاية، وافق الملك على ارسال قوات للدفاع عن سوريا، و لكن دون ان يهاجم اسرائيل. و باﻹضافة لذلك، ارسل الملك رسالة سرية ﻹسرائيل لتوضيح ان اﻷردن لن يفتح جبهة ثالثة في الحرب.

و بما يشبه السماح الضمني من اسرائيل، ارسلت عمان اللواء 40 المدرع بقيادة العقيد خالد هجهوج المجالي لسوريا يوم 13 اكتوبر. في ذلك الوقت، كان الهجوم السوري على الجولان قد فشل. و كان اﻹسرائيليون قد بدأوا بالهجوم نحو دمشق يوم 11 اكتوبر، و لكن الفرقة الثالثة العراقية المدرعة وصلت يوم 12 اكتوبر و اقتربت من ميمنة الهجوم اﻹسرائيلي المكشوفة، مما اضطر اﻹسرائيليين ﻷخذ المواقع الدفاعية و إيقاف التقدم. و بناء عليه، عندما وصل اﻷردنيون جنوب سوريا ليلة 13-14 اكتوبر كانت الجبهة قد استقرت: فلا تهديد سوري للجولان، و التهديد اﻹسرائيلي على دمشق قد انحسر.

بدايةً، تم وضع اللواء اﻷردني تحت قيادة الفرقة العراقية المدرعة، و التي كانت بدورها تتبع لقيادة اﻷركان السورية. و خلال الأيام التالية، قام السوريون باستخدام هذه القوة المشتركة بهجمات سيئة التخطيط، و بدون دعم مناسب، و بدون تنفيذ مناسب من قبل هذه القوات ضد الجهة الجنوبية من اﻹختراق اﻹسرائيلي. و من الغير واضح اذا كان السوريون يأملون حقا في ان يتمكن العراقيون و اﻷردنيون من دفع اﻹسرائيليين للتراجع، أو انهم ارادوا ان يبقوا اﻹسرائيليين مشغولين و تحت الضغط حتى يتسنى للسوريين اعادة تنظيم قواتهم و تحضيرها. و رغم ان الهجمات العراقية اﻷردنية انتهت كلها للفشل، فإن اﻹسرائيليين لم يجددوا هجومهم نحو دمشق. و تمكن السوريون من اعادة تنظيم قواتهم و تسليحها بما احضره الروس من سلاح عبر البحر.

تم الهجوم العراقي الأردني المشترك اﻷول يوم 16 اكتوبر. كانت الخطة ان يهاجم اللواء 40 المدرع اﻷرني و اللواء 6 المدرع العراقي بالتزامن على الجيب اﻹسرائيلي من الجهة الجنوبية. و قد كان للاسرائيليين "عقدة" من 4 الوية مدرعة خاضت القتال من اول الحرب ووصل مجموع دباباتها 130 دبابة فقط. و كانت هذه الدبابات متوزعة على مجموعة تلال شرق القنيطرة. و كانت الخطة ان يدفع اﻹردنيون اﻹسرائيليين من تل المال شمالا لقطع طريق دمشق القنيطرة. و تم تخطيط الهجوم ليبدأ بالتزامن فجرا. لكن العراقيين لم يستطيعوا تنظيم قواتهم ليبدأ في ذلك الوقت. و بدل ان ينتظر اﻷردنيون العراقيين ليتم الهجوم بالتزامن،  قرر العقيد المجالي ان يحافظ على التوقيت اﻷصلي و ان يهاجم وحده! قام اللواء 40 بهجوم بالتعرض المباشر باستخدام 80 دبابة سنتوريون و 40-50 مدرعة M113، و باسناد مدفعي عراقي و سوري و باسناد من قاذفات صواريخ اردنية ضد اللواء 17 المدرع اﻹسرائيلي (و الذي بقى له 30 دبابة فقط) في تل المال. و كان اﻹسرائيليون قد رصدوا الحشود العراقية شرق مواقع اﻷردنيين، و توجهت معظم تشكيلات العقدة اﻹسرائيلية نحو المواقع العراقية تحسبا. و بسبب كون اﻷردنيين قد هجموا لوحدهم، فقد قرر القائد اﻹسرائيلي توجيه كتائب اخرى لتعزيز تل المال. تقدم اﻷردنيون ببطء نحو التل، و عمد اﻹسرائيليون لتثبيتهم بالضرب المدفعي بعيد المدى (اضافة للمدفعية العراقية التي ضربت اﻷردنيين بالخطأ) و بعدها تحركت قوات لوائين اسرائيليين لعمل احاطة مزدوجة من جانبي القوات اﻷردنية  المهاجمة. و تم حصار القوة اﻷردنية المهاجمة من 3 جهات ب 60-70 دبابة سنتوريون اسرائيلية و بدأ اﻷردنيون يتقبل خسائر كبيرة. حارب اﻷردنيون بشكل جيد كدبابات منفصلة، لكن المشاة الأردنيين لم يساهموا في المعركة بشكل فعال و لم يمكن توجيه القوات كمجموعة لعمل رد فعل مدروس للمناورة اﻹسرائيلية. و في النهاية تراجع اﻷردنيون بعد تدمير 28 دبابة بدون اي اضرار مهمة للاسرائيليين.

عندما قام العراقيون اخيرا بهجومهم صباح يوم 16 اكتوبر، كان اﻹسرائيليون قادرين على توجيه كل قوات عقدتهم ضدهم. و مع انتهاء التهديدي اﻷردني غربا، ارسلت قيادة العقدة اللواء 17 المدرع جنوبا و من ثم التف اللواء شرقا للهجوم على الجناح العراقي. و قد ضرب العراقيون بقوة و خسروا 60 دبابة من اصل 130.

بعد الهجوم يوم 16، انسحب اﻷردنيون لتصليح اﻷضرار و لتعويض الخسائر. و قد تركهم اﻹسرائيليون يومي 17 و 18 بسبب المشاغلة العراقية و السورية عن طريق المدفعية. اصلح اﻷردنيون ما امكن اصلاحه و احضرواتعزيزات لتعويض الخسائر. و طلب اﻷردنيون تغييرا في سلم القيادة، حيث لم يرغب اﻷردنيون في بقاء اللواء تحت قيادة الفرقة العراقية. حيث ان تأخر العراقيين في التحضير للهجوم، و ضرب المدفعية العراقية للمواقع اﻷردنية اثناء الهجوم اصاب اﻷردنيين بالضيق. و تم الحاق القوات اﻷردنية بالفرقة 5 مشاة السورية. و بعد كارثة الهجوم اﻷول، قرر الملك ارسال اللواء 92 مدرع لينضم للواء 40.

عاد اﻹردنيون للقتال يوم 19 اكتوبر. حيث خطط السوريون لهجوم جديد يتقدم فيه اللواء 40 كجناح ايسر للهجوم على الموقع اﻹسرائيلي شرق القنطرة. و مرة اخرى سيكون العراقيون هم الجناح اﻷيمن بينما تكون فرقة المشاة السورية (و التي ضربت بقوة في الحرب) احتياط لتعزيز الهجوم في حال نجاحه. لم يكن اللواء 92 قد وصل بعد، و بالتالي كان عاتق الهجوم يقع على اللواء 40 و الذي لم يعوض كل خسائره من الهجوم الأول (كان يملك 60 دبابة).

الهجوم العربي فشل مرة اخرى. و لكن ليس بسوء ما حصل في يوم 16. مرة اخرى، تم تخطيط الهجوم ليبدأ فجرا، و لكن هذه المرة لم يقم اﻷردنيون بالهجوم في الوقت المحدد! و بالتالي ركز اﻹسرائيليون كل قوتهم ضد الهجوم العراقي و تم ضرب الهجوم العراقي بقوة. تحرك اللواء 40 في حدود الساعة 9 صباحا بينما كان اﻹسرائيليون لا يزالوا مشغولين مع العراقيين، و بالتالي واجه اﻷردنيون اللواء 19 مدرع اﻹسرائيلي (و الذي كان بقي له 30-40 دبابة). قسم المجالي قواته لكتيبتين، و ارسل كل واحدة من جهة لتحيط بتل الحارة و ابقى المشاة الميكانيك كاحتياط. و اعطى المجالي صلاحيات ادارة المعركة لقادة الكتائب دون اي توجيهات اخرى.

كلا الكتيبتين ادت بشكل ضعيف. لكن هذه المرة - و بسبب دروس المعركة اﻷولى - كانوا حذرين جدا في التقدم و لم يتم ضربهم بقوة مثلما حصل المرة السابقة. الكتيبة الغربية وصلت لغاية طريق ام باطنه-جبه بسبب ان الكتيبة اﻹسرائيلية في ام باطنة ظنوهم اسرائيليين (بسبب تشابه المعدات) . و بمجرد ان ظهر الخطأ فتح اﻹسرائيليون النار، و قاتل اﻷردنيون بشكل جيد كدبابات منفردة و لكنهم لم يكونوا بقدرة اﻹسرائيليين و لم يكونوا جيدين كسرايا و ككتيبة. و بدا اﻷردنيون يخسرون الدبابات بسرعة اﻷمر الذي اوجب فصل اﻹشتباك و اﻹنسحاب. بينما تقدمت الكتيبة الشرقية بحذر شديد و وضعت قوات كشف في المقدمة و على اﻷجنحة حتى يمنعوا اﻹسرائيليين من تطويقهم كما حصل يوم 16. و لكن بعد اجبار الكتيبة الغربية على اﻹنسحاب، ركز اﻹسرائيليون كامل قوة لوائهم على الكتيبة الشرقية. و تم تثبيت اﻷردنيين من المقدمة و محاولة تطويقهم من الجانبين مثلما خشي اﻷردنيون، و بمجرد ان شعر اﻷردنيون بالكمين، انسحبوا بسرعة. و اثناء القتال لم تقم كتيبة المشاة الميكانيكية بغير اعمال ثانوية مثل اخلاء الجرحى دون اﻹشتراك في المعارك الفعلية ذلك اليوم. و في الحصيلة، خسر اﻷردنيون بين 17-20 دبابة مقارنة ب 4-5 دبابات اسرائيلية.

لم يشترك اﻷردنيون بعدها بأعمال قتالية بعدها على مستوى اعلى من اعمال القنص و التحرش الناري، و لم يدخل اللواء 92 في الحرب بصورة فعلية حتى توقف اطلاق النار يوم 24 اكتوبر. و كانت مجمل الخسائر اﻷردنية حوالي 54 دبابة و حوالي 80 قتيل.

الفعالية اﻷردنية خلال حرب اكتوبر

في عام 1973، ارسل اﻷردن فقط عينة من قواته للمشاركة في الحرب ضد اسرائيل، و كان ذلك فقط للدفاع عن سوريا. كان اﻷردنيون هناك فقط من باب المشاركة و كان اجتهادهم في الحرب ليس على الوجه الكامل. و بالتالي يجب الحذر من عمل استنتاجات كبيرة على اﻷداء اﻷردني في تلك الحرب. عموما، ادى اﻷردنيون كأفراد و اطقم افضل من غيرهم من الجيوش العربية، لكنهم لم يكونوا على مستوى كاف لهزيمة اﻹسرائيليين. و في كل مرة  تواجه الطرفان، لم يواجه اﻹسرائيليون صعوبة كبيرة في دحر اﻷردنيين.

العقيد المجالي و قادة الكتائب كانوا سيئين لعدة اسباب: اولا، المجالي لم يبدو انه فهم حقيقة ارسال اﻷردن لقواته للجبهة السورية. فعمان لم ترد ﻷفضل لواء في الجيش اﻷردني ان يتم تدميره من قبل اﻹسرائيليين، بل ارادوا ان يشارك اللواء في اﻷعمال الدفاعية عن القطر السوري مع تجنب الخسائر. و لكن قرار المجالي الهجوم و لوحده يوم 16 كان قرارا غبيا و ضد توجيهات القيادة العليا. الهجوم لوحده مكن اﻹسرائيليين من تركيز كل قوتهم عليه و تدميره مما ادى لفقدان ثلث قوة اللواء من الدروع. و يبدو منطقيا توقع ان المجالي سمع كلاما لم يسره من القيادة بعد فشل الهجوم، و بالتالي كان حريصا على عدم التقدم يوم 19 حتى تحقق من ان الهجوم العراقي قد بدأ. و في المعركة الثانية ايضا، كان اداء العقيد المجالي سيئا: فقد قسم قواته ل 3 اقسام و ترك لقادة الكتائب التصرف لوحدهم دون اي اشراف و دون اي تنسيق بين الكتائب الثلاث. و لم تستطع الكتائب الثلاثة القيام بجهد منسق او مساعدة بعضهم البعض في المعركة الثانية. و اخيرا، ترك السماح للكتيبة الثالثة في اللواء - كتيبة المشاة الميكانيك - بعدم المشاركة بالقتال بشكل فعلي علامات استفهام كثيرة حيث كان من الممكن لها مساعدة الكتيبتين المدرعتين اثناء اشتباكهم مع العدو.

تشير هذه الأخطاء لمشاكل اخرى عانى منها اﻷردنيون. فبينما كان اﻹسرائيليون دائما يشيدون بحرفية الجندي اﻷردني و مهارة طاقم الدبابات اﻷردني، فإنهم لم يكونوا بمثل قدرات الجانب اﻹسرائيلي. و بشكل اهم، كان هناك مشاكل في خوض المعارك على مستوى التشكيل كاملا. كدبابات فردية، كان اﻷردنيون ممتازين، اما على مستوى السرايا و الكتائب فكان التنسيق مفقودا. و باستثناء الكتيبة الشرقية في المعركة الثانية، لم يهتم اﻹردنيون بحراسة المقدمية و اﻷجناب للحماية من الكمائن، و لم ينجح اﻷردنيون بالمناورة في وجه التحركات اﻹسرائيلية و كان اغلب هجومهم بالتعرض المباشر و من ثم اﻹنسحاب في حال اكتشاف محاولة تطويق اسرائيلية.

كانت العمليات المشتركة بين مختلف اﻷسلحة للجانب اﻷردني سيئة جدا. فلم يستغل اﻷردن قاذفات الصواريخ لديه في بداية المعارك (كان لدية كتيبتين) و كان اﻹعتماد على المدفعية العراقية و السورية. و حتى عندما ارسل اﻷردن كتيبة مدافع 105 ملم للجبهة، كان تأثيرها على المعركة محدودا. و اﻷسوأ من ذلك، فقد فشل اﻹردنيون في تحريك المشاة الى جانب الدروع. كانت الوحدات اﻹسرائيلية في اغبها تضم فقط الدروع مع دعم مشاة قليل و كانوا بالتالي معرضين لمشاكل كبيرة لو واجههم خصم يملك قدرة عالية في مجال اﻷسلحة المشتركة: دروع و مشاة مع مضادات الدبابات و المدفعية. و في بعض الحالات ضربت الدروع اﻷردنية بقوة من فرق صائدي الدبابات اﻹسرائيليين (و كانوا قليلي العدد) و كان يكفي عدد قليل من المشاة للتعامل معهم. بشكل عام، كان اﻷداء اﻷردني ضعيفا من الناحية التكتيكية.



   


K. Pollack, Arabs At War

3 تقييمات لك يا اخي على الموضوع
بصراحة اثارتني نقطة 130 دبابة الاسرائيلية هذه فهل كانت كل القوة المتاحة للاسرائيليين في ذلك الوقت بعد ان تتوجه معظم التزيزات للجبهة الغربية ؟؟؟؟
بالاضافة الى نقطة الخسائر العراقية والاردنية الاجمالية 54 دبابة و80 قتيل والعراقية 80 دبابة الاترى معي بان هذه الخسائر اقل من مايمكن اتكون بحرب مثل هذه ؟؟؟
بالاضافةالى طلب خاص عن المشاركة العراقية في حرب العاشر من رمضان كاملة
ومشاركة الجيش الاردني في معارك الخليج الثانية ان وجدت
السلام عليكم ورحمة الله

Manfred von richthofen كتب:

3 تقييمات لك يا اخي على الموضوع
بصراحة اثارتني نقطة 130 دبابة الاسرائيلية هذه فهل كانت كل القوة المتاحة للاسرائيليين في ذلك الوقت بعد ان تتوجه معظم التزيزات للجبهة الغربية ؟؟؟؟
بالاضافة الى نقطة الخسائر العراقية والاردنية الاجمالية 54 دبابة و80 قتيل والعراقية  80 دبابة الاترى معي بان  هذه الخسائر اقل من مايمكن اتكون بحرب مثل هذه ؟؟؟
بالاضافةالى طلب خاص عن المشاركة العراقية في حرب العاشر من رمضان كاملة
ومشاركة الجيش الاردني في معارك الخليج الثانية ان وجدت
السلام عليكم ورحمة الله

تحياتي اخ رختهوفن. الجبهة السورية تم تثبيتها و رد الهجوم السوري باستخدام 3 فرق مدرعة و لواء مدرع مستقل. و عندما تم صد الهجوم السوري و العودة لخطوط 1967 كانت اسرائيل قد خسرت 200 دبابة فقط في دفع السوريين لما بعد خط وقف اطلاق النار ( هذا غير ما خسرته في صد الهجوم السوري وقت افتتاح الحرب حوالي 100 دبابة اخرى ). من هذه القوات توجهت فرقتان مدرعتان لاستكمال الهجوم على سوريا. الفرقة 240 (او العقدة ) هي التي كانت تملك 130 دبابة فقط و هي التي واجهت العراقيين و اﻷردنيين. كان هناك فرقة اخرى مدرعة شمالا و لواء مشاة اسرائيلي لكنه لم يشترك في هذه المعارك.  

ليس عن معلومة و لكن تقديرات انه من الصعب جدا على اﻹسرائيليين سحب أي من هذه القوات و الذهاب بها لسيناء اثناء الحرب. اتصور ان جبهة سيناء كان فيها 3-4 فرق مدرعة (حسب الوقت الذي تسأل فيه) و هذه ما كان موجود و خاض به اﻹسرائيليون الحرب مع المصريين. فالجندي الذي ذهب شرقا بقي شرقا، و الذي ذهب غربا بقي غربا. الطيران اﻹسرائيلي هو الذي غير الجبهة حسب اﻷولويات. اولا سوريا و بعدها عاد لمصر.

بالنسبة للخسائر العراقية فهذا الرقم لا يعكس كل الخسائر. فقد قام العراق باشتباك مع اﻹسرائيليين قبل وصول اﻷردنيين و تعرض لضربة قوية و بالتالي عدد الخسائر بالدبابات وصل حدود 200 دبابة. سوف اكتب موضوع عن المشاركة العراقية في الحرب في المستقبل. هناك بعض المواضيع في المنتدى التي تحدثت عن بعض جوانب المشاركة العراقية ايضا و انصحك بقرائتها. طبعا اشعر بالفخر من حجم التلاحم العربي في تلك الحرب، لكن مقارنة حجم الخسائر بين الطرفين تجعلنا ندرك ان الطريق امام الجيوش العربية طويل قبل وصول اليوم الذي نستطيع فيه غلبة عدو قوي مثل اسرائيل.

بالنسبة للسؤال اﻷخير. اﻷردن وقف على حياد اثناء حرب الخليج الثانية. فهو لم يقبل رسميا احتلال العراق للكويت، و لكنه اراد حلا عربيا للموضوع و بالتالي لم يشارك الجيش اﻷردني مع اي من الطرفين. تحياتي.

الأخ حكاية: اهلا و سهلا بيك. الجيش اﻷردني من الجيوش العربية التي تركز على النوع على حساب الكم (منذ تأسيس الجيش على يد اﻹنجليز) و هو ما يظهر في قلة عدده، و كونه جيش محترف يخدم افراده سنوات طويلة. و هو في العادة موضع احترام عالمي بسبب حرفية جنوده و مهاراتهم القتالية. لكن الجيش له نقاط ضعف (مثله مثل غيره من الجيوش) و ذكرت بعضها في مواضيع سابقة عندما كتبت عن حروبه مع اسرائيل. تحياتي.

Manfred von richthofen كتب:

تحياتي اخ منجاوي

كما ذكرت انت ان الهجوم العراقي كان قب لوصول الافواج الاردنية بيوم واحد فالاردنيين وصلو بيوم 13 اكتوبر بعد العراناقلة جند فهل الارقام صحيحة قيين بيوم واحد فقط  ... لكن اعتقد ان الخسائر العراقية تعود لضخامة اعداد القوة المشاركة وكلما زات الاعداد زادت الخسائر ... ايضا الهجوم الاردني العراقي المشترك على  وفي 16 اكتوبر والخطأ الفادح الذي وقع فيه الجانبان العراقي بتاخير الهجوم والاردني بتنفيذ الهجوم بموعده بقوات ناقصة ...  لكن ماذا كان السيناريو في حال قام اللواء 6 العراقي والاردني المسلح باكثر من  80 دبابة و40 مدرعة فهل كان سيؤثر على مسار الاحداث في الجبه ..؟؟؟؟

ايضا ما خسائر الضربة العراقية الخاطئة على الاردنيين ؟؟؟؟

بجانب اني قرات ايضا ان معدل الخسائر الاجمالية للعراقيين بالحرب وصلت الى 137 دبابة وناقلة جند فهل الارقام صحيحة ؟؟؟؟ِِ

القوات العراقية اعلنت النفير اول ايام الحرب و امرت افضل قواتها بالتحرك نحو الحدود. و خلال 24 ساعة بدات القوات ملحمة التنقل لمسافة 1000 كيلو متر حتى تصل لسوريا. و بسبب قلة الناقلات كانت القوات العراقية تصل بالتدريج. و عند نهاية المعارك كان للعراق في سوريا فرقتيان مدرعتان و لواءان مشاة و لواء قوات نخبة (700 دبابة ت-55 و 500 ناقلة جنود و 200 مدفع و 60000 رجل). و هاتان الفرقتان المدرعتيان كانتا فعلا احسن فرق الجيش تسليحا و الفرقة الثالثة كانت تعتبر فرقة النخبة في الجيش العراقي. و كانت هي التي نالت اكبر نصيب من المعارك.

وصل اول لواء للجبهة يوم 12 اكتوبر (4 ايام قبل الهجوم اﻷردني العراقي) و هو اليوم الذي تم فيه اول اشتباك مع اﻹسرائيليين و هناك خسر العراق حوال 50 دبابة و استمر اﻹشتباكات لعدة ايام و تراكمت الخسائر العراقية فيه قبل هجومي 16 و 19 اكتوبر. و بالتالي اتصور ان خسائر العراق كانت اعلى من رقمك و اقرب للرقم الذي ذكرته انا.

الحقيقة ان عدد القوات العراقية الكبير و وجودهم في المكان المناسب اوقف التقدم اﻹسرائيلي كون العراقيين لم يأتوا في وجه الهجوم اﻹسرائيلي، بل الى جانبه، و قد يكون هو ما حمى العاصمة دمشق من محاولة هجوم اسرائيلية (كانت توجد قوات سورية امام دمشق لكنها كانت بحاجة للوقت ﻹعادة التنظيم و لتبديل الخسائر). لكن في القتال بين العراقيين و اﻹسرائيليين كانت الخسائر العراقية مهولة بسبب اصرارهم و استبسالهم على الهجوم من جهة (معارك يوم 19 هجم فيها العراقيون 3 مرات على نفس الموقع في يوم واحد و في كل مرة كانوا يضربون بقوة و من قوة اسرائيلية اصغر حجما) و كذلك ضعف المستوى القتالي (حسب اﻹسرائيليين). و الحقيقة ان العماد طلاس ذكر نفس الشيء ( و لكن قد يكون ذلك لدوافع سياسية).

الخط العام لسير المعارك لم يكن يوحي ان الطرفين العراقي و اﻷردني كانا قادرين على قلب المعركة. فالمهمة التي اعطيت لهم، و اسلوب تنفيذها مع حجم القوات لم يكن ليحدث (على افضل اﻷحوال) اكثر من دفع القوات اﻹسرائيلية للخلف بضعة كيلو مترات. و هذه كانت خطة الجيش السوري، ابقاء اﻹسرائيليين مشغولين في جنوب الجولان حتى لا يفكروا بالتقدم نحو العاصمة. و بعد عدة ايام من القتال صارت القوات السورية بوضع يسمح بعمل هجوم مضاد على شكل جبهة (بسبب اﻹمداد الروسي بالدبابات). و هو ما يطلق عليه اسم الهجوم العربي الشامل و الذي لم يتم بسبب قبول السادات وقف اطلاق النار.

العراق شارك بفرقتين مدرعتان الثالثه والسادسه  + لوائان مشاة جبلي + لواء مشاة راجل . أما بالنسبة للقوة الجوية فقد شارك العراق بسربين من طائرات السوخوي + سرب واحد من طائرات الميغ 21.

 الخسائر العراقيه في القطع المدرعه كانت بسبب صواريخ مقاومة الدبابات من نوع تاو الأمريكية والتي كانت تمتاز بدقة الإصابه وقوة التدمير .

وبالإضافة الى ذلك وصلت كتائب اللواء المدرع /12 العراقي كأول لواء وصل  الى الجبهة السورية من دون أي دليل سوري يقودها الى مكان الإنفتاح ولكي يتم إنفتاح القطعات وأخذها وضع القتال .

وحتى كان الضباط السوريين المنسحبين من أرض المعركه والذين صادفوا اللواء العراقي المدرع/12 يشيرون على آمر اللواء المقدم الركن شاكر الإمامي بالرجوع الى دمشق لغرض الحصول على التعليمات من مقر القيادة السوريه هناك !!!

ومع هذا أوقفت قطعات الجيش العراقي تقدم الجيش الإسرائيلي وكبدته خسائرا أيضا وكان في مركز معهد الدروع العراقي في محافظة صلاح الدين معرضا للدبابت الإسرائيلية التي تم أسرها ومع أنواعا أخرى من الأسلحه .

وهذا رابط خطير ولكنه مسند من قبل قادة الجيش العراقي :

https://www.youtube.com/watch?v=R6bxFFcuPc0

والعماد طلاس زائدا الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قاموا بعد تدهور العلاقات العراقية - السورية بعد ذلك بالتقليل من دور جيش العراقي في تلك الحرب !!!

وكان للعماد مصطفى طلاس وزير الدفاع للجيش السوري آنذاك إهتمامات بكتابة وتأليف الكتب التي تهتم بالطبخ وبتنسيق الزهور .

المشاركات العربية في حرب 73 على الجبهة السورية جاءت في وقت متأخر باستثناء قوة مغربية شاركت باستعادة جبل الشيخ مع القوات السورية في وقت مبكر من الحرب  وهذا على مايبدو ان مضمون الخطة لم تكن جميع الدول العربية  عل علم بها  لكن يبقى ويجب الاعتماد على الجيش السوري في هذه المهمة وكان هناك بعض الأخطاء في الهجوم السوري المفاجئ اولا   التقديرالسوري الخاطئ لزمن التعبئة في  الجانب سرائيلي  فكان التقدير ان اسرائيل ستقوم باستدعاء وتجهيز الاحتياط ب20 ساعة والجيش الاسرائيلي نفذ هذا ب10 ساعات و اعتماد الجيش السوري على القوة المدرعة في استعادة الجولان وربما تكون مجدية في المنطقة الجنوبية من الجولان كونها منطقة سهلية لكن في المنطقة الشمالية أرض وعرة فالدبابات السورية تي 55 كان مدى مدفعها اقل من الدبابة الاسرائيلية سينتوريون وتم تعويض ذلك بالتفوق في اعداد الدبابات على اسرائيل وعدم قدرة دبابات تي 55 على التصويب للأسفل بشكل فاعل عند صعودها على التلال   ولو اعتمد الجيش السوري في هذه المنطقة على سلاح المشاة بتزويدهم بالصواريخ المضادة للدروع ساغر وغيره   بعد اقتحام الدبابات للتلال المشرفة على الجانب الشرقي وجعلهم في وضع دفاعي على هذه التلال  لاستنزاف الجيش الاسرائيلي   كما حدث في الجانب المصري وكسب الوقت  ريثما يتم السيطرة الكاملة على القطاع الجنوبي من الجولان والإلتفاف على القوات الاسرائيلية في القطاع الشمالي وبهذا تكون بين فكين ربما غير هذا من مجريات الحرب والسيطرة على الجسور والطرق الرئيسية التي تصل بين الجولان والجبهة الشمالية في اسرائيلي فهذا سيمنع الجيش الاسرائيلي من شن هجوم مضاد انطلاقا من شمال فلسطين المحتلة وهذا مالم يكن وعدم معرفة وجود حشود اسرائيلية على الجانب الغربي من الاجولان كان من ضمن هذا الاخطاء  او شن هجوم جوي في بداية الحرب على مراكز الاحتياط للجيش الإسرائيلي ربما هذا سيؤخر من تعبئة القوات كون الهجوم سيكون مفاجئ

وخرجت بعض الأقاويل ان سوريا كان بأمكانها استعادة الجولان بالمساعدة العربية لكن قبول القيادة السورية بوقف اطلاق النار حال دون ذلك اولا الجيش السوري عندما شن هجوم في بداية الحرب كان يملك عنصر المفاجأة والتفوق العددي الكبير في الدبابات والجند ولم يستطع الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرة عليها في الجولان لمدة يومين والجيش الاسرائيلي سيكون في هذا الوقت قد اكل تعبئة  الاحتياط بالكامل وجهز القوات بكامل تجهيزاتها والنقطة الاهم سيحارب على جبهة واحدة وسيركز كل ثقله الجوي والبري على هذه الجبهة هذا فضلا على القوات العربية لم تكن كافية لمثل هذه المهمة  والخسائر الجسيمة اضعاف الخسائر الاسرائيلية في الجانب العربي

استعادة الجولان في الوقت الحالي ربما الطريقة الوحيدة هي مقاومة من الداخل الجولان مع دعم  خارجي كشن حرب استنزاف وعمليات على القوات الاسرائيلية في الجولان وتقديم دعم لوجستي للمقاومين في داخل الجولان اما شن حرب نظامية فاستعادة الجولان بهذه الطريقة في ظل التفوق الاسرائيلي في كافة الأفرع و  في الوقت الحالي اشبه بالخيال

جادن كتب:

المشاركات العربية في حرب 73 على الجبهة السورية جاءت في وقت متأخر باستثناء قوة مغربية شاركت باستعادة جبل الشيخ مع القوات السورية في وقت مبكر من الحرب  وهذا على مايبدو ان مضمون الخطة لم تكن جميع الدول العربية  عل علم بها  لكن يبقى ويجب الاعتماد على الجيش السوري في هذه المهمة وكان هناك بعض الأخطاء في الهجوم السوري المفاجئ اولا   التقديرالسوري الخاطئ لزمن التعبئة في  الجانب سرائيلي  فكان التقدير ان اسرائيل ستقوم باستدعاء وتجهيز الاحتياط ب20 ساعة والجيش الاسرائيلي نفذ هذا ب10 ساعات و اعتماد الجيش السوري على القوة المدرعة في استعادة الجولان وربما تكون مجدية في المنطقة الجنوبية من الجولان كونها منطقة سهلية لكن في المنطقة الشمالية أرض وعرة فالدبابات السورية تي 55 كان مدى مدفعها اقل من الدبابة الاسرائيلية سينتوريون وتم تعويض ذلك بالتفوق في اعداد الدبابات على اسرائيل وعدم قدرة دبابات تي 55 على التصويب للأسفل بشكل فاعل عند صعودها على التلال   ولو اعتمد الجيش السوري في هذه المنطقة على سلاح المشاة بتزويدهم بالصواريخ المضادة للدروع ساغر وغيره   بعد اقتحام الدبابات للتلال المشرفة على الجانب الشرقي وجعلهم في وضع دفاعي على هذه التلال  لاستنزاف الجيش الاسرائيلي   كما حدث في الجانب المصري وكسب الوقت  ريثما يتم السيطرة الكاملة على القطاع الجنوبي من الجولان والإلتفاف على القوات الاسرائيلية في القطاع الشمالي وبهذا تكون بين فكين ربما غير هذا من مجريات الحرب والسيطرة على الجسور والطرق الرئيسية التي تصل بين الجولان والجبهة الشمالية في اسرائيلي فهذا سيمنع الجيش الاسرائيلي من شن هجوم مضاد انطلاقا من شمال فلسطين المحتلة وهذا مالم يكن وعدم معرفة وجود حشود اسرائيلية على الجانب الغربي من الاجولان كان من ضمن هذا الاخطاء  او شن هجوم جوي في بداية الحرب على مراكز الاحتياط للجيش الإسرائيلي ربما هذا سيؤخر من تعبئة القوات كون الهجوم سيكون مفاجئ

وخرجت بعض الأقاويل ان سوريا كان بأمكانها استعادة الجولان بالمساعدة العربية لكن قبول القيادة السورية بوقف اطلاق النار حال دون ذلك اولا الجيش السوري عندما شن هجوم في بداية الحرب كان يملك عنصر المفاجأة والتفوق العددي الكبير في الدبابات والجند ولم يستطع الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرة عليها في الجولان لمدة يومين والجيش الاسرائيلي سيكون في هذا الوقت قد اكل تعبئة  الاحتياط بالكامل وجهز القوات بكامل تجهيزاتها والنقطة الاهم سيحارب على جبهة واحدة وسيركز كل ثقله الجوي والبري على هذه الجبهة هذا فضلا على القوات العربية لم تكن كافية لمثل هذه المهمة  والخسائر الجسيمة اضعاف الخسائر الاسرائيلية في الجانب العربي

استعادة الجولان في الوقت الحالي ربما الطريقة الوحيدة هي مقاومة من الداخل الجولان مع دعم  خارجي كشن حرب استنزاف وعمليات على القوات الاسرائيلية في الجولان وتقديم دعم لوجستي للمقاومين في داخل الجولان اما شن حرب نظامية فاستعادة الجولان بهذه الطريقة في ظل التفوق الاسرائيلي في كافة الأفرع و  في الوقت الحالي اشبه بالخيال

اخ جادن هذه مشاركة ممتازة. فعلا القطاع الشمالي من الجولان حركة الدبابات صعبة فيه و كان المفروض ان تعطى اﻷولوية فيه للمشاة الميكانيك على حساب الدروع، و كانت مشكلة المشاكل في هجوم وادي الدموع هو ان السوريين هجموا بالدبابات وحدها. بينما اﻷسلوب اﻷصح كان استخدام المشاة الى جانب الدبابات. و في هذا تم توجيه انتقاد للواء المغربي الموجود هناك و لواء سوري مشاة. ذكر Oballance عن الضباط السوريين انهم طلبوا من اللوائين المشاة المشاركة في الهجوم و اما لم يتم الرد على اﻹتصال اللاسلكي أو تم الرد باﻹعتذار عن المشاركة في المعركة. طبعا نحن ناقلين و بإمكان اي اخ خصوصا من المغرب الرد على هذه النقطة.

المسألة الثانية التي حيرتني في موضوع الهجوم السوري هو الضربة الجوية: لماذا لم يتم فيها ضرب جسر بنات يعقوب على نهر اﻷردن؟ وهو اكبر جسر و الجسر الوحيث الثابت من بين كل جسور اسرائيل على نهر اﻷردن. ضرب الجسور كان سوف يؤخر الحشد اﻹسرائيلي و هو كان امرا حساسا في هذه المعركة التي لعبت الساعات فيها ادوارا حاسمة.

انا اتفق معك تماما انه بناءا على معطيات اول يومي الهجوم عندما كان التفوق السوري كبيرا، يمكننا استنتاج انه حتى لو وصل السوريون لنهر اﻷردن لكان من الصعب تصورهم قادرين على الحفاظ على مكتسباتهم بعد اكمال التعبئة العامة في اسرائيل. و المشكلة الثانية هي موضوع الدفاع الجوي السوري، فهو لا يغطي اكثر من النصف الجولان عرضا. و بالتالي فالقوات التي تتقدم اكثر من ذلك ستصبح مكشوفة. و بالتالي كان لا بد من تعديل الخطط لتحقيق مكسب اقل على اﻷرض لكنها ارض تكون جيدة للدفاع عنها.

لكن هناك عدة امور ذكية في الخطة السورية، اولا ان الهجوم تم على محورين لم يكن بينهم طريق دمشق القنيطرة. و هذه كانت مفأة استراتيجية كبيرة ﻹسرائيل، كون كل خطة الدفاع اﻹسرائيلية تصورت ان الهجوم اﻹساسي سيكون من ذلك المحور. ثانيا ادراك القيادة السورية ثاني يوم هجوم ان هدف الخطة صار بعيد المنال و قرروا سحب الفرقة الخامسة في الجنوب و العودة لما وراء خط وقف اطلاق النار. هذا التصرف انقذ هذه الفرقة من احتمال التطويق (مثلما حصل مع الجيش الثالث المصري) كونها كانت متقدمة جدا عن الفرقتين الثامنة و السبعة في الشمال. و هذا التصرف، مع وجود خنادق دفاعية على شكل 3 خطوط دفاع و حصول التدخل العراقي هو ما اوقف الهجوم المضاد اﻹسرائيلي.

بخصوص المشاركة العراقية و اﻷردنية، مع اﻷسف الشديد، و رغم اننا نشكر اﻷردن مرة و العراق اكثر من مرة على حجم المساهمات العسكرية. فإن ضعف التنسيق و عدم اﻹستعداد منذ زمن طويل لمثل هذه المعركة جعل فعالية المشاركة في حدودها الدنيا. فالسوريين لم يحلموا ان ينزل العراق بمثل هذا الثقل في معركة المصير المشترك (رغم سوء العلاقات) و لا بأن يرسل اﻷردن لواء مدرعا كان هو نفس اللواء الذي واجه السوريين عندما دخلوا اﻷردن عام 1970 في الحرب اﻷهلية هناك. و كان الوجه اﻷمثل ان يتم نوع من التنسيق على مستوى الجيوش و تحديث الخرائط و توحيد العلامات و اﻹشارات. العراقيين ذكروا ان السوريين لم يعطوهم اي معلومات او اوامر عندما وصلوا الجبهة و لا حتى خرائط! و كان من الطبيعي ان تحصل اخطاء مثل سوء التغطية المدفعية، هذا غير ان دبابات اﻷردن تشابه الدبابات اﻹسرائيلية.
-----------------------------------
بالنسبة للأخ مخيف. انا اقبل شهادتك في كتاب بولاك او في اي كتاب اخر لو انك قرأته فهل قرأته قبل ان تقول عنه جيد او سيء؟  انا قرأت الكتاب (وهو حوالي 600 صفحة) مرتين و اعرف ما فيه من خطأ و ما فيه من صواب و قرأت كتبا اخرى كثيرة اقارنها معه. وهو يميل للأخذ بوجهة النظر اﻹسرائيلي خصوصا في ارقام الخسائر وهذا حقه طالما لا توجد ارقام ثابته. لكن هذا لا يعني شيئا ﻷننا نناقش كل معلومة على حدى و لا اتصور فارق كبير في حرب اكتوبر بالذات لو خسرت اﻷردن 50 دبابة او 25. نحن نتناقش في حرب و في اوجه صواب او خطأ فيها. و اكثر من مرة عرضت لك من الكتاب و من كتب عربية كتبها مصريون ما يتفق معه، فهل اقنعك هذا بشيء؟ اضعف حجة ان تهاجم الشخص بدل ان ترد على ما يقوله.

أخي العزيز القاتل لكل شخص معتقداته وان كان منجاوي أو الأندلس يرون أن الجيش الإسرائيلي انتصر فذلك الرأي لا يمثل قيمة بالنسبة لنا كمصريين اما معاهدة السلام التي يزعمون انها حققت العمق الاستراتيجي لإسرائيل بحيث بعد أن كانت سيناء عملهم الاستراتيجي وحدودهم المعتقدي الخزعبلي فذلك يدل أن الصمت وعدم مناقشته هو خير دواء لأسوأ داء و نحن غير مطالبين للرد عليهم دعم يعيشون في أوهام صفحات الكتب و دعنا نحن نعيش على أرض الفيروس ههههه و عاشت مصر حرة أبية قلب الأمة العربية و الاسلامية

اشكرك اخي العزيز في الله علي ذلك التقدير و تقبل تحياتي اليك و احب انوه علي اخواني الاعزاء علي ان الخلاف علي الرأي لا يفسد من الود قضية