*الجنرال أوفقير ، جنرال مغربي و وزير دفاع و وزير داخلية في المغرب ،كان اليد اليمنى للملك محمد الخامس ثم حسن الثاني. ويتهم في المغرب بأنه قام بمجازر عديدة ومتهم بقتل المعارض المهدي بن بركة.
فى 16 أغسطس 1972 قام بمحاولة انقلاب فاشلة ضد الملك الحسن الثاني، حيث قذف الطائرة الملكية بوابل من الرصاص فوق مدينة تطوان . تم إعدامه والانتقام من اسرته حيث آعتقلت عائلته لمدة 20 عاما بعد قضاء أربعة أشهر في الإقامة الجبرية في منزلهم في الرباط سجنت العائلة بأكملها، الوالدة فاطمة وأولادها الستة وذلك في 24 ديسمبر من العام 1972،
قُتل في القصر الملكي بالرصاص في بيت الأمير الصغير مولاي رشيد، وكان حاضراً الحسن الثاني والجنرال حفيظ والكولونيل الدليمي.
أغتيال بن بركة
يرفض اوفقير اتهامه باغتيال بن بركة بل يتهم الحسن الثاني بذلك وان محاولة الانقلاب التي قام بها هي لاظهار الحقيقة كما نشرته "الأحداث المغربية" في عددها ليوم 21 فبراير تحت عنوان: "التفاصيل الكاملة لمحاولة الانقلاب الفاشلة لـ16 غشت 1972" من خلال تسجيل نادر لاستنطاق محمد آيت قدور في سنة 1972 للضابط السابق أحمد الرامي.
حيث يظهر من التسجيلات الصوتية ان أوفقير قد قرر أن أول شيء سيفعله لو نجحت محاولته الانقلابية، هو تبرئة نفسه أمام الشعب المغربي من تهمة قتل ابن بركة والكشف عن المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة. يقول بصدد هذا الموضوع: »وعندي كل التسجيلات الصوتية وكل الوثائق في خزينتي التي تثبت الإشراف الكامل للملك وللعقيد الدليمي على عملية اغتيال ابن بركة وسأعلن في المستقبل كل ما عندي من أسرار للحقيقة والتاريخ«. بل إن أوفقير، عكس ما ينسب إليه من مسؤولية في مقتل ابن بركة، هو الذي نصح هذا الأخير باللجوء إلى الخارج عندما علم أن قرارا قد اتخذ لتصفيته: »أنا الذي نصحت المهدي بن بركة باللجوء إلى الخارج لأنني شعرت أن الملك بدأ يتآمر عليه«. ولا شك أن النظام كان عبقريا وذكيا جدا في استفادته إلى أبعد الحدود من مسألة اغتيال ابن بركة. فبمقتل هذا الأخير، تخلص النظام من خصمين في نفس الوقت: تخلص من ابن بركة وتخلص في نفس الآن من أي خطر قد يجيء من أوفقير بعد أن ألصقت بهذا الأخير تهمة اغتيال ابن بركة
سيرة حياته
ولد بتافيلالت, التحق بالجيش الفرنسي, حيث كان ادائه رائعا في الحرب العالمية, و بعد استقلال المغرب تصلق بسرعة إلى قمة السلطة و النفود.وقد كان قاسيا في ردع الاستقلالين وسكان الريف و اليسار المغربي عموما. وينسب اليه كذلك تورطه في اغتيال المناضل المهدي بن بركة.
قبل تعيينه على رأس الأمن الوطني لم يكن أوفقير قد عمل سابقاً في أي إدارة للاستعلامات والتوثيق، ولا في مصلحة للأمن، وكانت رتبته في "مصلحة التوثيق الخارجي" الفرنسية هي عميل مصدر للمعلومات في مكاتب المقيم العام بالمغرب تم تعيينه في تلك الرتبة في الفترة ما بين 1948 - 1949
في يوليو 1960 تم تعيين العقيد محمد أوفقير مديراً عاماً للأمن الوطني خلفاً لمحمد الغزاوي. كان أوفقير قد خدم في الجيش الفرنسي وعمل في "مصلحة التوثيق الخارجي ومحاربة التجسس" الفرنسية، وبعد عودة الملك محمد الخامس من منفاه عام 1955 اصبح قريبا من الملك وواحداً من محيط القصر،
قي أغسطس 1964 رقي إلى رتبة جنرال ووزير للداخلية خلفاً لأحمد رضا أكديرة، مع بقائه محتفظاً في ذات الوقت بإدارة الأمن الوطني ورئاسة "الكاب1" وبهذه المهام والمسؤوليات التي اجتمعت له أصبح أوفقير في الواقع الرجل الثاني في الدولة، مباشرة بعد الملك الحسن الثاني،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ * فاطمة أوفقير: بكيت حين توفي الملك.. ولم أكن عشيقته
يوحي عنوان كتابها <<حدائق الملك>> بأنه زاخر بالذكريات الجميلة والمناظر الغناء، ويعكس وجهها النقي الفتي بأنها خارجة لتوّها من قصة غرام أو أنها مستيقظة من نوم هانئ عميق.
أما كلامها، فيضفي ببساطته، حرارة لافتة على اللقاء وكأنما حياتها كانت مجموعة من المصادفات الجميلة. ربما هي إرادة البقاء أو صلابة التحدي تلك التي صنعت لهذه السيدة الجميلة جسرا عبرت فوقه من جحيم معتقلات الملك الحسن الثاني صوب الحرية والحياة.
إنها فاطمة اوفقير أرملة الجنرال الشهير محمد اوفقير، الفتاة اللعوب التي فرضت على والدها أن تتزوج وهي في الرابعة عشرة والنصف من عمرها، هي التي لفتت نظر السلطان محمد الخامس فقربها من العرش، ثم أثارت إعجاب الحسن الثاني فأبقاها في محيطه حتى ولو ان هداياه لها كانت تثير غيرة اوفقير بين الوقت والآخر.
أما زوجها الراحل الجنرال اوفقير فكان ظل الملك على الأرض والضارب بسيفه حتى أسال دماء كثيرة في المملكة المضطربة آنذاك بمئة قضية وقضية، فهو المتهم بقمع المعارضة والتنكيل برجالها، وهو الذي ضرب منطقة الريف بالنار والحديد، وهو الذي جعل الحسن الثاني الآمر الناهي الوحيد، فكل من يعترضه يرمى في غياهب السجون، وكل من ينظر في عينيه شزرا تقتلع عيناه.
ولكن ماذا لو كان في كل ذلك بعض المغالاة؟
هذا ما تحاول السيدة اوفقير أن تصححه في كتابها الذي نشرته في فرنسا، وهو الكتاب الثالث الذي تصدره أسرتها، فالأول كان لابنتها مليكة، والثاني لابنها رؤوف، والكتب الثلاثة تروي قصة عائلة انتقلت من القصر الملكي إلى غياهب السجون والمعتقلات المغربية، ذلك لان الحسن الثاني قرر ان يمحو أثر العائلة كلها حين اكتشف ان اوفقير، ظله عل الارض، خانه وقام بمحاولة الانقلاب ضده وهو في الطائرة.
عشرون عاما معظمها تحت الارض وفي الزنزانات السوداء، الوسخة، المقفرة، الباردة حتى الصقيع شتاء، والحارة كالأفران في الصيف، عشرون عاما بين الفئران والحشرات والجوع والمرض <<حيث يتحول الإنسان إلى مجرد حيوان يفكر طيلة الوقت بالطعام>> تقول السيدة اوفقير.
كان عمر فاطمة 36 عاما حين رماها الحسن الثاني في المعتقل مع عائلتها وخادمتيها، وكان عمر ابنها عبد اللطيف 3 سنوات، ومورست على العائلة كل صنوف السادية والقهر حتى نجحت في الهرب من خلال حفر النفق الشهير.
السجن تحت الأرضي
ولكن من يجالس السيدة الستينية العمر اليوم، سرعان ما ينسى ان هذه المرأة ذات العزيمة كالفولاذ قد عرفت كل ذاك القهر. تبدو السيدة اوفقير أنيقة جدا وأصغر بسنوات طويلة من عمرها الحقيقي، تضحك حين أسألها عن السبب وتقول: <<أدعوك الى السجن تحت الارضي عشرين عاما سوف ترى>>، وتضيف: <<أنا تعلمت طيلة حياتي ان أمحو النقاط السوداء من عمري، هكذا كنت قبل المعتقل وهكذا عدت بعده، أحاول ان أبدأ دائما حياة جديدة ، وكنت أقول لأولادي في المعتقل اننا يوما ما سنخرج، ولكن بعضهم وخصوصا الصغار منهم لم يسامحوا، فعبد اللطيف مثلا لم يعرف حتى الآن كيف يتكيف مع الحياة لأنه لم يعرف سوى المعتقل>>.
وهل فعلا ان عبد اللطيف ساعدها في محاولة الانتحار؟ تكاد عيناها تدمعان، ولكنها سرعان ما تلجم الدمعة عن التدحرج على خدها، تستوي في مقعدها ويعود ذاك البريق الحامل كل التحدي الى بؤبؤيها الجميلين، وتقول <<نعم، كانت هناك قطعة من الزجاج في الزنزانة، أخذت منها كسرة وإعطيته إياها، وراح يقطع لي عروق اليد، وكان رؤوف يحاول هو الآخر الانتحار في الغرفة المجاورة>>... تكشف عن ساعدها حيث لا تزال آثار المحاولة بادية بوضوح على معصمها، ذاك المعصم الذي كان قد عرف سابقا كل صنوف الهدايا من الملك المغربي حين كانت عائلة اوفقير في كنف العرش.
ليس في الكتاب محاولة استعطاف، ولا فيه بكاء ونحيب، انه محاولة لتصحيح بعض ما تعتقده السيدة اوفقير تجنيا على زوجها الذي لم تزر قبره حتى اليوم، فأوفقير وفق ما تروي كان صديقا حميما للمناضل المهدي بن بركة أثناء النضال ضد المستعمر الفرنسي، وليس صحيحا انه هو الذي أشرف على اغتياله، أوفقير كان يساعد المقاومة المغربية حتى حين كان لا يزال ضابطا في الجيش الفرنسي، وبن بركة نفسه هو الذي نصح السلطان محمد الخامس بأن يوليه الامن، وهي، الشابة فاطمة، التي لا هم لها آنذاك سوى السفر وعلب الليل والثياب الجميلة، كانت تنقل بصندوق سيارتها بن بركة الى مركز خدمة زوجها.
وفي الكتاب مقارنة، بين محمد الخامس والحسن الثاني، <<فمحمد الخامس كان قد تقدم بنا 50 عاما الى الامام ، والحسن الثاني أعادنا 50 عاما الى الوراء>>. وتروى كيف ان السلطان كان بسيطا مع أناسه وعطوفا، بينما الحسن الثاني الذي ربما فاقه ذكاء كان جائرا ويعامل الجميع سواسية، فليس عنده كبير ولا يريد إلا أولئك الذين كانوا على مستوى حذائه.
قد يبدو لزائر السيدة اوفقير في منزلها المتواضع جدا في باريس، ان السيدة الخارجة من سنوات السجن الرهيب، انما تريد الانتقام، ولكن الفكرة تتبدد سريعا، فهي بكت حين توفي الملك، وبقدر ما تشرح كيف انتقم منها ومن عائلتها، بقدر ما توضح الجوانب الايجابية في شخصيته. ولكن هل كنت عشيقة الحسن الثاني كما قيل، وهل فعلا انتقم منك لأنك شتمته أثناء تشييع زوجك؟
شائعات
تبتسم السيدة اوفقير. يضاء وجهها الفتي وتقول: <<كل ذلك شائعات، كنت أوده وأكن الاحترام له، وكان يبادلني المودة، والحسن الثاني لم يكن يحب نوعي من النساء، فأنا كنت أعترض ولا أساق كبقية النساء، أما ان يقال اني شتمته، فهذا هراء، أولا أنا تربيت تربية تقليدية ومحافظة، وليس من عاداتي ان أشتم. لقد قتلوا زوجي أمام الملك وشهد الطبيب الفرنسي الذي أشرف على تشريح الجثة بأنه أصيب برصاصات في الخاصرة والكتف والصدغ والبطن، ولم أعرف شخصا انتحر بهذه الطريقة ولكني لم أشتم احدا>> (الرواية المغربية الرسمية تقول انه انتحر أمام الملك).
اذاً لماذا انتقم الملك؟
لا تزال السيدة اوفقير حائرة بالاجابة على هذا السؤال حتى اليوم، أما يقينها الوحيد فيتعلق بأمرين: فإما ان الملك أراد الانتقام من اسم اوفقير، وإما ان العرش لم يصدق انها لم تخف البزة العسكرية لزوجها، فالبزة التي اختفت، كانت الشاهد الوحيد على انه قتل ولم ينتحر. ثم ان فاطمة اوفقير لم تبعث للملك برسالة تعزية خلافا لما درجت عليه العادة حيث ان عائلة الفقيد تعزي الملك وليس العكس.
وحين أسال السيدة اوفقير عن حقيقة ما قيل عن انها كانت صلة الوصل بين زوجها والاستخبارات الاميركية سي آي أي، قبل الانقلاب الفاشل، تكتفي بالقول: <<لو كنت آنذاك ذكية الى هذا الحد، ولو كنت على علم بمخطط زوجي، لكنت على الاقل قبلت نصيحة أصدقائي وسافرت مع عائلتي الى اسبانيا قبل إلقاء القبض علينا، فالسفينة كانت أمامنا ولم نرحل، وأنا اليوم مع مرور الوقت أحمّل زوجي جزءا كبيرا من المسؤولية عن تركنا نعاني ما عانيناه >>.
وهكذا فإن <<حدائق الملك>> يتخطى كونه مجرد رواية سجين وعذاباته، ورواية أم كانت ترى عيون أطفالها تنطفئ رويدا رويدا تحت ناظريها، ليصبح قراءة جديدة للتاريخ المغربي منذ عهد السلطان محمد الخامس حتى اليوم، ففيه السنوات السعيدة لفاطمة وزوجها، وفيه قصة غرامها مع ذاك الضابط المغربي، وفيه روايات مغايرة تماما لكل ما قيل حتى اليوم عن المعارضة والعرش ودور زوجها.
وهل سامحت الحسن الثاني عما فعل بك، وهل سامحت الذين عذبوا عائلتك؟ <<لقد سامحت، ولكني لا أنسى>> تقول السيدة اوفقير التي تعيش اليوم في <<استوديو>> متواضع في باريس، ما ينفي كل ما قيل عن ان الجنرال ترك لهم ثروة كبيرة خلفه، ولو شكك الزائر بالامر، فإن ابنها رؤوف يسحب طاقم أسنانه وجزءا من فكه الاعلى، ويقول: <<لو كان لدينا المال لكنت زرعت أسنانا بدلا من ان أحمل هذا الفك الاصطناعي طيلة الوقت>>. لقد أكل المعتقل أسنانهم، ولكن عزيمتهم من فولاذ.
[b][b][size=16]مجرد رأي للكاتب(إدريس ولد القابله)
هل أوفقير خدع الأسرة الملكية أكثر من مرّة؟
إن المتتبع لمسار الجنرال محمد أوفقير، يتوصل بسهولة إلى صحة الفكرة القائلة بأن الجنرال فرضه الاستعمار الفرنسي فرضا على البلاط، قبل مغادرته بلادنا، ليحتل الموقع الذي ظل يحتله في دواليب صناعة القرار ودوائره، واستمر في احتلاله بفضل دعم الأمريكيين والموساد.
حاليا، بعد تسليط الأضواء الكاشفة على عدّة زوايا من تاريخ المغرب كانت مغيبة أو مسكوت عنها، يطرح السؤال هل محمد أوفقير خدع الملكين محمد الخامس والحسن الثاني ونصب عليهما على امتداد مشواره؟
لقد ظل محمد أوفقير يسعى إلى السلطة منذ أضحى محسوبا على الضباط. فمع بداية الإستقلال أخذ يبحث عن تثبيت قدميه في دواليب الحكم، وشرع بتأسيس مؤسسات عسكرية لتكوين رجال موالين له، عيّن على رأسها رجال ثقته. فقد عمل على أن يكون الكولونيل الفرنسي "كوردان" على رأس مدرسة الاتصالات بالقنيطرة ثم تلاه إدريس الزرهوني، والثانوية العسكرية بالقاعدة الجوية بالقنيطرة التي ترأسها الكولونيل الفرنسي "لا نجري" قبل أن يخلفه "لوباريز"..
كما حرص محمد أوفقير على تعيين من يكّن له الولاء، من الذين عملوا بجانبه في الهند الصينية والفيتنام، في مناصب عسكرية ومدنية عليا.
ومن المعلوم أن السلطات الفرنسية كانت قد اعتمدت على محمد أوفقير، بعد نفي الملك الراحل محمد الخامس وتنصيب محمد بن عرفة، لعزل كل القواد ورجال السلطة الوطنيين وتعويضهم بمن شاركوه في الحرب العالمية الثانية تحت لواء الراية الفرنسية، وأغلب هؤلاء نعتوا بالخونة، غير أنه لم تصادر أملاكهم كما حدث للبعض، ضمن هؤلاء القائد اعبابو بالغرب والقائد بنسليمان... كل المحيطين بمحمد أوفقير، إما تربطهم به علاقة قرابة أو سبق لهم أن عملوا إلى جانبه في الجيش الفرنسي أو تخرجوا من مدارس الأعيان الموالين للاستعمار أو من أبناء الخونة.
ونظرا لأن القنيطرة احتضنت أهم قاعدة جوية ذات أهمية استراتيجية "حلف أطلسية"، وأيضا لأن محمد أوفقير بدأ تقعيد نفوذه اعتمادا على المؤسسات التي أنشأنها بها، فإن هذه المدينة ظلت منطلقا لمجموعة من المؤامرات هندس لها الجنرال الدموي، بما في ذلك محاولة تسميم الملك الراحل الحسن الثاني بواسطة طباخ يدعى "صلاح" وانقلاب الصخيرات (أحد الأخوين اعبابو كان يقطن بالقنيطرة) والهجوم على الطائرة الملكية.. ولا يخفى على أحد أن الجنرال محمد أوفقير كان يقضي جل أوقات فراغه بالقنيطرة أو بضواحيها (الفوارات).
كما أن محمد أوفقير وقف بقوّة ضد رغبة الملك الراحل محمد الخامس لما تبين بروز تيار "فرنسا الحرّة" تحت الاحتلال النازي. آنذاك كان الراحل محمد الخامس قد نادى على قائد منطقة الغرب وطلب منه أن ينشر رسالة دعم ومساندة تيار "فرنسا الحرة" وسط الضباط، غير أن محمد أوفقير والفرنسيين الموالين لحكومة "فيشي" النازية دبّروا جميعا مكيدة لقائد المنطقة وتخلصوا منه بعد علمهم بأمر الرسالة، حيث وضعوا مكانه القائد بوشعيب الحريزي الموالي لهم ولأوفقير حتى لا تصل رسالة الملك إلى أصحابها، وهذا ما أدى إلى وقوع معارك ضارية بين الأمريكيين والفرنسيين الموالين لحكومة "فيشي"، عند الإنزال بشواطئ المهدية.
وكان محمد أوفقير أيضا ضمن المجموعة التي وقّعت على إبعاد الملك الراحل محمد الخامس عن العرش، إذ زكّى اختيار الإقامة العامة الفرنسية لمحمد بن عرفة كسلطان مفبرك. وفعلا اضطلع الضابط محمد أوفقير بمهمة الحراسة الخاصة لمحمد بن عرفة بعد تنصيبه، وكان القيم على أمنه الشخصي. ولم يقف محمد أوفقير عند هذا الحد، بل ظل يعمل في الخفاء، بجدية ونشاط، ضد عودة الملك الراحل محمد الخامس إلى عرشه حتى آخر لحظة.
ومن المعلوم أن محمد أوفقير هو الذي تكلّف بمرافقة محمد بن عرفة إلى مدينة "نيس" الفرنسية للاستقرار بها بعد عودة الملك الشرعي إلى عرشه.
فكيف خدع الملكين الراحلين، محمد الخامس والحسن الثاني في محمد أوفقير، رغم أن تاريخه كله ينضح خيانة؟ [/b]