محمد علام كتب:

مقدمة :




اطلق العراق في الفترة من سعت 0259 الي سعت 0327 من صباح 18 يناير 1991 وهو اليوم الثاني للحرب سبعة صواريخ سكود scud علي تل أبيب وحيفا جرح من جرائها سبعة أشخاص جروحا خفيفة وفي اليوم التالي سقطت أربعة صواريخ scud أخري اطلقت من غربي العراق علي تل أبيب أو بالقرب منها . ثم جاء دور المملكة العربية السعودية فأطلق 20 صاروخ سكود علي الرياض والظهران من جنوبي العراق في 20 , 21 , 22 ، 23 من يناير . كما تلت ذلك هجمات عراقية علي كل من المملكة العربية السعودية واسرائيل ولكن حدة هذه الهجمات أخذت تنحسر تدريجيا وكان اخرها في 26 فبراير وبلغ اجمالي صواريخ سكود التي أطلقها العراق أثناء الحرب 88 صاروخا منها 42 علي اسرائيل و 43 علي المملكة العربية السعودية وثلاثة علي البحرين .

لم تحدث خسائر كبيرة في المملكة العربية السعودية باستثناء الحادثة التي وقعت والحرب تقترب من نهايتها وأظهرت مدي خطر صواريخ سكود .

ففي 25 فبراير أصاب صاروخ عراقي ثكنة للجنود الامريكيين في الظهران فقتل 28 فردا وجرح 100 اخرين وكانت تلك أكبر ضربة تمكن العراق من توجيهها الي التحالف خلال الحرب كلها ، كان القتلي 26 رجلا وامرأتين يعملون ضمن وحدات احتياطية للامداد والتموين .

اما في اسرائيل فقد كانت الخسائر ثلاث قتلي و309 جريحا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عمليات الهجوم الجوي :




في 18 يناير 1991 أعلن الفريق الاول نورمان شوارتزكوف في أول مؤتمر صحفي له اثناء الحرب :

" ان القوات الجوية الامريكية اكتشفت هذا الصباح ثلاثة قواذف متحركة وعليها صواريخ داخل الاراضي العراقية وقد تم تدميرها ، وفي الوقت نفسة اكتشفنا ثمانية قواذف متحركة أخري في الموقع عينه ونقوم الان بمهاجمتها وقد تأكد لنا تدمير ثلاثة منها وما زالنا ماضين في مهاجمة القواذف المتبقية .." .

لم يكن ذلك صحيحا ، فمن غير المحتمل أن يحرك العراقيون قواذفهم في وضح النهار معرضين سلاحهم الثمين للضربات الجوية والامر الاكثر احتمالا أن الطيار الامريكي قد دمر أهدافا هيكلية وليس قواذف حقيقية ، واذا لم تكن اهدافا هيكلية فربما كانت شاحنات طويلة تستخدم في نقل الصواريخ ( وهي تشبة القواذف من حيث الشكل ) وكان هذا هو الواقع فقد تبين بعد أيام قليلة أن الاهداف التي دمرت لم تكن الا اهدافا هيكلية فعلا .

وقد سببت هذه القواذف لقوات التحالف احباطا وضيقا شديدين وكانت مئات الطائرات المزودة بأحدث أنظمة الرؤية الليلية تدور في السماء للانقضاض عليها الي حد تخصيص 2500 طلعة طائرة ضد صواريخ سكود ( المواقع الثابتة ، والقواذف المتحركة ومصانع الانتاج ، ومستودعات الوقود ) .

واستهلكت مطاردة صواريخ سكود نحو 25 % من طلعات f-15e و8% من طلعات f-111 ، و 7% من طلعات A-10 ، و6% من طلعات F-16 .

وعلي الرغم من ذلك فأن عملية اصطياد منصات صواريخ سكود كانت أقل العمليات نجاحا ، فقد تمثلت المشكلة في تحديد أماكن تلك المنصات وذلك للاسباب الاتية :

أ. كان ثمة قمران صناعيان أمريكيان للانذار ضد الصواريخ في وسعهما كشف الوميض الناتج من اطلاق سكود وارسال المعلومات عن مكان القاذف خلال دقيقتين من الاطلاق ولكن القواذف كانت تنطلق بأقصي سرعتها بعد الاطلاق لتختبئ في أماكن جهزت لذلك الغرض ، فاذا اخفقت طائرات التحالف في الوصول الي موقع الاطلاق بالسرعة المطلوبة فان القواذف ستتمكن من الهرب والاختباء .

ب. كان جميع قواذف سكود متحركة اذ توضع علي عربات ذات هيكل طويل وتستطيع القواذف اطلاق صواريخها من علي الطرق أو من الاراضي المفتوحة ( مواقع غير مجهزة ) ثم تسارع الي الاختباء بعد الاطلاق كما تستطيع أن تطلق صواريخها كذلك من مواقع اطلاق مجهزة ومحصنة باكياس الرمل ومزودة بملاجئ منيعة لاطقم القواعد ولقائد البطارية ولقد هوجم الكثير من تلك المواقع المجهزة من قبل التحالف في الايام القليلة الاولي من الحرب ولكن القواذف المتحركة تمكنت من الهرب وظلت هذة القواذف تراوغ قوات التحالف حتي نهاية الحرب .

ج. كان العراقيون يجيدون الاستفادة من الظروف الجوية اذ كانوا يطلقون صواريخهم في الاحوال الجوية الرديئة فقط عندما يكون سقف السحاب عند ارتفاع 3000 قدم أو اقل وقد لاحظت قيادة التحالف الارتباط الشديد بين هجمات سكود والظروف الجوية السيئة في مواقع الاطلاق ( حيث كان العراق ضمن الدول التي تحصل بانتظام علي معلومات شبكة الاقمار الصناعية للارصاد الجوية وظل يحصل علي معلوماتها أثناء الحرب ) ورأي كثير من الطيارين صواريخ سكود تخرج من حجب السحاب أثناء قيامهم بالدوريات الجوية وكانت أنظمة الاقمار الصناعية الامريكية التي تستخدم في الانذار ضد الهجمات الصاروخية أنظمة صممت لفترة الحرب الباردة لاكتشاف الصواريخ العابرة للقرات وليس للصواريخ المتوسطة المدي وهناك فارق كبير بين شدة اللهب المنبعث من كل منهما ونوعيته فانها كانت تفتقر الي الدقة المطلوبة لتكتشف بالتحديد مواقع الاطلاق من خلال حجب السحب ثم تنقل تلك المعلومات بدورها الي الطيارين الذين ينتظرون في الجو .

د. كانت القوات الامريكية تعرف خصائص صاروخ سكود الا أنه لم يكن لها سابق خبرة عملية به فلم يكن الامريكيون يعرفون أسلوب استخدامه ولايمكن معرفة نقاط القوة والضعف لصواريخ سكود الا بالاستخدام العملي لوحداتها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


متبووووووع

الموضوع بأكمله  منقول  من  موسوعة  المقاتل  كان  يجب أن تضع المصدر    
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/DefaModad/index.htm