أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6
كاتب الموضوعرسالة
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10السبت 12 نوفمبر 2011 - 22:00

"الحرس الجمهوري"]

شكرا لكما يا اخواني ابطال الحرمين و عبدالرحمن
اخي الذي تقوله كله يؤكد كلامي و لم اره يناقضه فالحكام اليوم يوالون الكفار و يحبونهم ويرقصون مع من يذبح المسلمين ويدمر البلاد الاسلامية بل و وصل بهم الامر في بعض الحالات ان تقاد الحملات الصليبية من بلاده او ان تعلن الحرب على غزة (مثلا )من ارضهم و هم يضحكون و لا كأن هناك شيء يحصل هذا عدا الفساد الذي يعيثونه في الارض طبعا الفساد لا يكفر كما تفضلت و لكن الموالاة الظاهرة البواحة


اقتباس :
أظنك يا أخى الكريم نسيت ما كنت قد شرحته لك أن وأخى أبطال الحرمين من خطورة تكفير المسلمين وأن العامة مثلى ومثلك ليس لهم من العلم ما يجعلهم جديرين بالفتوى فكيف تعرض نفسك إلى مصير يهرب منه العلماء فضلا عن العامة ..كما أنك نسيت أيضا ما جاء من قصة أحمد بن حنبل وكيف أنه رفض تكفير الأمراء الثلاثة ( المأمون - المعتصم - الواثق ) رغم قولهم واعتقادهم بأقوال كفرية بل وأجبروا الناس على اعتقادها وسفكوا الدماء من أجل إقرارها كالقول بخلق القرآن وأن القرآن ليس كلام الله القديم وأنه يفنى كما يفنى الخلق .. وأنكروا رؤية أهل الجنة لله -عزوجل- يو القيامة كما حدثنا بذلك رسول الله .. بل وفعلوا كل ما يستطيعون ليدخلوا الناس الى معتقدهم هذا بمساعدة المعتزلة .. فكانوا يقتلون العامة ويعذبون العلماء ويقتلونهم فقتلوا الإمام أحمد بن نصر ونكلوا بالإملم أحمد بن حنبل وآذوه أيما إيذاء .. وكانوا إذا جاءهم الأسير من حروب الروم سألوه عن قوله فى القرآن أيعتقد أنه كلام الله القديم أزلا أم أنه مخلوق فإن قال أنه مخلوق افتدوه بأسير من الروم وإن قال أنه كلام الله القديم الأزلى الذى أنزله على نبيه-صلى الله عليه وآله وسلم- بواسطة الأمين جبريل ردوه إلى الروم ولم يفتدوه قائلين إنه ليس على ملة الإسلام .. بل وصل الأمر بهم أنهم قالوا إن أحمد بن حنبل يعبد إلها غير الذى نعبد ..

فهل كفرهم الإمام أحمد وأجاز الخروج عليهم لما اجتمع اليه الفقهاء والعامة يستفتونه فى الخروج ..؟؟

لا والله بل لزم منهج أهل السنة قائلا لهم :" اتقوا الله إنها الفتنة ..فقالوا له .. وأى فتنة أعظم مما نحن فيه يا إمام ..؟؟ قال إنما قصدت فتنة العامة ..انتهاك الأعراض واستباحة الحرمات ونهب أموال الناس وقطع الطرق وتعطيل مصالح المسلمين .. ولكن اصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ..؟؟ فهل كان مبارك يفعل ما فعل هؤلاء الأمراء .. لقد كان ظالما فاسدا .. قل ما شئت ولكنه لم يكن كافرا .. وأما موالاة الكفار كما تدعون فقد وضحناها أنا وأخى بطال الحرمين وأثبتنا للجميع أنها لا تنطبق عليه .. فالموالاة التى تخرج من الملة هى أن يناصر أهل الكفر حبا لهم ونصرا لدينهم ومعتقدهم .. هذا هو ما يخرج عن الملة .. والرجل لم يكن كذلك أبدا .. ومن قال ذلك فهو كذاب أشر وحسابه على الله .. وليحمل وزر تكفيره للمسلمين على كتفيه ويقابل به ربه .. وكأنك نسيت أيضا ما فصله لك أخى أبطال الحرمين من أقسام الموالاة وأحكامها .. وهذه لك مرة أخرى فارجع اليها واحتكم :
أن الولاء للكفار على قسمين :
القسم الأول : الموالاة للكفار التي يخرج صاحبها من الملة فيصير كافرا بعد أن كان مسلما وهذا هو التولي وقد قال تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ))
وقال تعالى (( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يواّدون من حاد الله ورسوله ..) الآية .
وضابط
هذه المولاة أن تكون محبة ونصرة من أجل دين الكفار وعقيدتهم فمن أحب
الكافر لدينه أو عقيدته فقد وقع في هذا القسم من الموالاة التي ينتقض بها
إسلامه ويبطل عمله .

القسم الثاني : الموالاة الظاهرة للكفار :
فهو يتعامل معهم في الأمور الظاهرة في البيع والشراء ويزورهم ويزوروه ويتبادل معهم الهدايا ونحو ذلك وهذه الموالاة لاتخرج من الملة .
وتارة تكون جائزة : كالإحسان إلى الكافر غير الحرب كما قال تعالى (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ))
وتارة تكون محرمة :
كالتشبه بهم فيما هو من خصائصهم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (( من تشبه بقوم فهو منهم )) أخرجه أحمد وصححه الألباني.

وتارة تكون مستحبة : كالإحسان إلى الكافر لاستئلافه ودعوته للإسلام .
وتارة تكون واجبة : كالبر بالوالدين الكافرين أو أحدهما قال تعالى (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا .)) الآية .
وتارة تكون مكروهة : كاستخدام الخادم الكافر مع وجود المسلم الذي يغني عنه . ويدل لهذا النوع من الموالاة قوله تعالى ((
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن
تبروهم وقسطوا إليهم * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين
وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولهم ومن يتولهم فأولئك هم
الظالمون
))

وهذه
الآية شتملت القسمين مع ملاحظة أن الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من
ديارنا – وهم الحربيون – لا مانع شرعا أن ندخل معهم في صلح وهدنة إذا رأى
ولي الأمر ذلك كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك مع كفار قريش في صلح
الحديبية .


فتاوى الشيخ ابن باز في الموالاة
محبّة الكفار وإعانتهم على باطلهم، واتخاذهم أصحاباً وأخداناً ونحو ذلك من كبائر الذنوب، ومن وسائل الكفر بالله.
فإن نصرهم على المسلمين وساعدهم ضد المسلمين، فهذا هو التّولي، وهو من أنواع الردّة عن الإسلام؛ لقول الله سبحانه: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[2]، وقال سبحانه:
لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ
أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ[3]الآية. وقال عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ
دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن
قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم
مُّؤْمِنِينَ
. والله ولي التوفيق.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
موالاة
الكفار بالموادة والمناصرة واتخاذهم بطانة حرام منهي عنها بنص القرآن
الكريم، قال تعالى: {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}
[المجادلة:22]

وقال تعالى: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ
ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ تَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً
وَلَعِباً مّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ مِن قَبْلِكُمْ
واَلْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
[المائدة:75]
وقال تعالى: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ
تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَلنَّصَـارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ
يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّـلِمِينَ} [المائدة:51]
قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} [آل عمران:118]
وأخبر
أنّه إذا لم يكن المؤمنون بعضهم أولياء بعض والذين كفروا بعضهم أولياء
بعض، ويتميز هؤلاء عن هؤلاء، فإنها تكون فتنة في الأرض وفساد كبير.
ولا
ينبغي أبداً أن يثق المؤمن بغير المؤمن مهما أظهر من المودّة وأبدى من
النصح؛ فإن الله تعالى يقول عنهم: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا
كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} [النساء:89]
ويقول سبحانه لنبيه: {وَلَن
تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ نصَـارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}
[البقرة:120]، والواجب على المؤمن أن يعتمد على الله في تنفيذ شرعه، وأن لا
تأخذه فيه لومة لائم، وأن لا يخاف من أعدائه، فقد قال الله تعالى:
{إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَـنُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ
وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:175]
وقال تعالى:
{فَتَرَى الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَـرِعُونَ فِيهِمْ
يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِىَ
بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ
فِى أَنفُسِهِمْ نَـادِمِينَ} [المائدة:52]
وقال سبحانه: {يأَيُّهَا
الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً
فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ} [التوبة:28] والله الموفق
الشيخ اسامة العتيبي
متى تكون موالاة المشركين كفراً أكبر مخرج من الملة ؟ ومتى تكون ذنباً وكبيرة من كبائر الذنوب ؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالموالاة أقسام وأنواع منها المكفر ومنا المفسق، وثمة أمور يتوهم البعض أنها من الموالاة وليس الأمر كذلك.
معنى الموالاة والتولي
الموالاة مأخوذة من الفعل: والى يوالي موالاة، وهي بمعنى النصرة والتأييد.
قال
تعالى: {وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[البقرة:257]، وقال تعالى في
سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {51}، وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ
وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ
الْغَالِبُونَ {56} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ
أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ
اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {57}
والآيات في الموالاة كثيرة.
وكلها بمعنى النصرة والتأييد، فأمر تعالى بمحبة المؤمنين ونصرتهم، ونهى عن محبة الكفار ونصرتهم.
قال
الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهُ اللهُ-: عن
الموالاة«هي لازم الحب، وهي النُّصرة، والإكرام والاحترام، والكون مع
المحبوبين باطناً وظاهراً»
وما ذكره الشيخ سليمان -رحمهُ اللهُ- هو
الموالاة التامة التي من صرفها لله ورسوله والمؤمنين كان مؤمناً تام
الإيمان، ومن صرفها للمشركين كان مشركاً مثلهم.
وأما التولي: فهو مأخوذ من الفعل «تولَّى»، وقد ورد في القرآن على أحوال عديدة أذكرها إجمالاً:
1- أن تتعدى كلمة «تولى» بنفسها: تولى فلانٌ فلاناً أي ناصره وأيده.
وتأتي
بمعنى: اتبعه وأطاعه، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ
تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ}[الحج:4]، وقال: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ
عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ}النحل:100.
وتأتي بمعنى: قام بالأمر، ومنه قوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}النور:11.
2- أن تتعدى بحرف الجر «إلى» كقوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}[القصص:24] أي: انصرف إليه.
3-أن تتعدى بحرف الجر «عن» قال تعالى {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ}[النمل:28] أي: ابتعد واستأخر.
4-
أن تكون لازمة فتأتي بمعنى: «عصى»، وبمعنى «أعرض»، قال تعالى: {وَمَنْ
يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}الفتح وقال: {وَلا تَتَوَلَّوْا
مُجْرِمِينَ}[هود:52].
فمما سبق يتبين أن الموالاة والتولي بينهما
اشتراك في اللفظ وفي المعنى لذلك اختلف العلماء هل هما بمعنى واحد ولها نفس
الحكم ؟ أم بينهما اختلاف؟
هل هناك فرق بين الموالاة والتولي؟
الذي
عليه أكثر العلماء أن الموالاة مثل التولي تشمل المحبة والنصرة والتأييد،
وقد تكون الموالاة بدون محبة، وقد يكون التولي بدون محبة.
فجعلوا الموالاة والتولي بمعنى واحد وأقسامهما واحدة: منها المكفرة ومنها المفسقة.
ومن العلماء من خصَّ التولي بأحد أنواع الموالاة وهي الموالاة التامة، فكل تولٍ فهو موالاة، ولي كل موالاة تولياً.
أقسام الموالاة
تنقسم الموالاة إلى قسمين:
موالاة مكفِّرة، وموالاة محرَّمة لا تخرج من الملة.
فالموالاة المكفرة هي التامة التي تكون مشتملة على حب دين الكفار، وحب ظهور على المسلمين أو العمل على ذلك.
ولها صور:
الصورة
الأولى: محبة الكفار لدينهم في الباطن مع إظهار العداوة لهم في الظاهر،
فهذه موالاة مكفرة، وهي ما كان عليه المنافقون وهذه من صور التولي المخرج
من الملة عند من يفرق بين الموالاة والتولي.
وإن كان المنافقون قد
أظهروا موالاة الكفار بعذر واهٍ وهو مخافة أن تدور عليهم الدوائر، متغافلين
عن التوكل على الله والاعتماد عليه بسبب ما في قلوبهم من مرض النفاق.
قال
تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ
يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ
بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ
فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}[المائدة:52]
قال ابن جرير الطبري -رحمهُ
اللهُ-: «لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي يهود أو نصارى خوفا على
نفسه من دوائر الدهر لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك وذلك قوله: {فترى
الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة}».
وسئل
الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن -رحمهُم اللهُ- عن
الفرق بين الموالاة والتولي، فأجاب: «التولي كفر يخرج من الملة، وهو كالذب
عنهم وإعانتهم بالمال والبدن والرأي، والموالاة كبيرة من كبائر الذنوب، كبل
الدواة أو بري القلم أو التبشش لهم، أو رفع الصوت لهم».
فالذي يذب عن
الكفار، ويساعدهم بماله وبدنه ورأيه فلا شك في كفره لأنه مظاهر للمشركين
على المسلمين، ولأنه -أيضاً- لا يقوم بذلك إلا وهو يحب دينهم أو يبغض دين
المسلمين فتكون الموالاة هنا تامة.
قال شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ-: «
فبين سبحانه وتعالى أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم
ولايتهم، فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضي عدم
الملزوم».
وقال -رحمهُ اللهُ-: « فإنَّ الموالاة موجبها التعاون والتناصر».
ولأن
إعانة الكفار بالرأي دون مظاهرة أو محبة دينهم من الموالاة المحرمة وليست
من الموالاة المكفرة بإجماع أهل السنة كما تضمنه كلام الشيخ عبد اللطيف بن
عبد الرحمن بن حسن -رحمهُم اللهُ-.
وبين الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف
-رحمهُ اللهُ- أن مساعدتهم ببري القلم أو بَلِّ الدواة -وهي مساعدة إما
بالبدن، وإما بالمال-: من الموالاة المحرمة وليست المكفرة لأن هذه الأمور
لا تستلزم محبة دينهم، وليست من المظاهرة بل قد تكون بسبب محبتهم المحبة
الدنيوية.
الصورة الثانية: محبة الكفار، والرغبة فيهم وفي دينهم،
باطناً وظاهراً فهذا كفر صريح، وهذه هي الموالاة التامة، وهي التولي عند من
يفرق بين الموالاة والتولي.
قال ابن القيم -رحمهُ اللهُ-: «أنه سبحانه
قد حكم ولا أحسن من حكمه أنه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم {وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة:51] فإذا كان أولياؤهم
منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم، وهذا عام خص منه من يتولاهم ودخل في دينهم
بعد التزام الإسلام، فإنه لا يقر ولا تقبل منه الجزية بل إما الإسلام أو
السيف فإنه مرتد بالنص والإجماع، ولا يصح إلحاق من دخل في دينهم من الكفار
قبل التزام الإسلام بمن دخل فيه من المسلمين».
فجعل ابن القيم -رحمهُ
اللهُ- توليهم هو الدخول في دينهم سواء كان يهودياً أو نصرانياً، ولكن ليس
له حكم أهل الكتاب الأصليين، بل هو مرتد، وقد وضحه الإمام ابن القيم -رحمهُ
اللهُ- بعده مباشرة، حيث قال -رحمهُ اللهُ-: « يوضحه الوجه السادس: أن من
دان بدينهم من الكفار بعد نزول الفرقان فقد انتقل من دينه إلى دين خير منه
وإن كانا جميعاً باطلين، وأما المسلم فإنه قد انتقل من دين الحق إلى الدين
الباطل بعد إقراره بصحة ما كان عليه وبطلان ما انتقل إليه فلا يُقَرُّ».
فابن القيم -رحمهُ اللهُ- يجعل التولي هنا هو الموالاة التامة المشتملة على محبة دين الكفار. فتنبه.
قال
الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ -رحمهُ اللهُ-: « وأما قوله تعالى: {وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[ المائدة: 51]، وقوله: {لا
تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة:22]، وقوله: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ
هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ}[المائدة:57] فقد فسرته السنة، وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة
العامة.
وأصل: الموالاة، هو: الحب والنصرة، والصداقة ودون ذلك: مراتب
متعددة؛ ولكل ذنب: حظه وقسطه، من الوعيد والذم؛ وهذا عند السلف الراسخين في
العلم من الصحابة والتابعين معروف في هذا الباب وفى غيره وإنما أشكال
الأمر، وخفيت المعاني، والتبست الأحكام على خلوف من العجم والمولدين الذين
لا دراية لهم بهذا الشأن ولا مممارسة لهم بمعاني السنة والقرآن».
وقال
الشيخ عبد الرحمن بن حسن-رحمهُ اللهُ-: «وأما إيواؤهم ونقض العهد لهم،
ومظاهرتهم ومعاونتهم، والاستبشار بنصرهم، وموالاة وليهم، ومعاداة عدوهم من
أهل الإسلام: فكل هذه الأمور زائدة على الإقامة بين أظهرهم، وكل عمل من هذه
الأعمال قد توعد الله عليه بالعذاب والخلود فيه وسلب الإيمان، وحلول السخط
به وغير ذلك ما هو مضمون الآيات المحكمات التي قد تقدمت».
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: «السؤال الثامن من الفتوى رقم (4246):
س8:
ما معنى قوله -تعالى-: {لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ}
[الممتحنة:13] وما معنى الولاية معهم؟ وهل تكون الولاية أن تذهب إليهم
وتحدثهم وتكلمهم وتضحك معهم؟
ج8: نهى الله تعالى المؤمنين أن يوالوا
اليهود وغيرهم من الكفار ولاء ود ومحبة وإخاء ونصرة، وأن يتخذوهم بطانة ولو
كانوا غير محاربين للمسلمين؛ قال -تعالى-: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ
بالله وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ} الآية [المجادلة:22]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ
خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ
الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ
وَلا يُحِبُّونَكُمْ} إلى أن قال -سبحانه-: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا
لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ
مُحِيطٌ}[آل عمران:118-120] وما في معناها من نصوص الكتاب والسنة، ولم ينه
الله تعالى المؤمنين عن مقابلة معروف غير الحربيين بالمعروف أو تبادل
المنافع المباحة معهم من بيع وشراء وقبول الهدايا والهبات، قال -تعالى-:
{لا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله
عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ
دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة:8-9].
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود ».
وجاء
فيها أيضاً: «س5: ما هي حدود الموالاة التي يكفر صاحبها وتخرجه من الملة،
حيث نسمع أن من أكل مع المشرك أو جلس معه أو استضاء بنوره ولو برى لهم
قلمًا أو قدم لهم محبرة فهو مشرك، وكثيرًا ما نتعامل مع اليهود والنصارى
نتيجة التواجد والمواطنة في مكان واحد، فما هي حدود الموالاة المخرجة من
الملة؟ وما هي الكتب الموضحة ذلك بالتفصيل؟ وهل الموالاة من شروط لا إله
إلا الله؟.
ج5: موالاة الكفار التي يكفر بها من والاهم هي: محبتهم،
ونصرتهم على المسلمين، لا مجرد التعامل معهم بالعدل، ولا مخالطتهم لدعوتهم
للإسلام، ولا غشيان مجالسهم والسفر إليهم للبلاغ ونشر الإسلام.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود ».
وقال
العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمهُ اللهُ-: «ويفهم من ظواهر هذه الآيات
أن من تولى الكفار عمداً اختياراً رغبة فيهم أنه كافر مثلهم».
الصورة
الثالثة: ومحبتهم لدنياهم وتقديمهم ورفعهم، ومودتهم، والتشبه بهم في اللباس
والعادات ونحوه مما لا يكون شركاً أو كفراً، ومشاركتهم في أعيادهم.
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهُ اللهُ-: «وهذا الحديث –يعني حديث: ((ومن
تشبه بقوم فهو منهم))- أقل أحواله أنَّهُ يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان
ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[ المائدة: 51]، وهو نظير ما سنذكره عن عبد الله بن
عمرو أنه قال: «من بَنَى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم
حتى يموت حشر معهم يوم القيامة»، فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب
الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك، وقد يحمل على أنه صار منهم في القدر
المشترك الذي شابههم فيه فإن كان كفراً أو معصيةً أو شعاراً للكفر أو
للمعصية كان حكمه كذلك.
وبكل حال فهو يقتضي التشبه بهم بعلة كونه
تشبهاً، والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه -وهو نادر-، ومن تَبِعَ
غيره في فعلٍ لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير.
فأما
من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله أيضاً ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي
كون هذا تشبهاً نظر، لكن قد يُنْهَى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه،
ولما فيه من المخالفة، كما أمر بصبغ اللحى وإعفائها، وإحفاء الشوارب مع أن
قوله ?: ((غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود))() دليل على أن التشبه بهم يحصل
بغير قصد منا ولا فعل، بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا، وهذا أبلغ من
الموافقة الفعلية الاتفاقية»().
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن
حسن آل الشيخ -رحمهُ اللهُ-: «وأما إلحاق الوعيد المترتب على بعض الذنوب
والكبائر فقد يمنع منه مانع في حق المعين كحب الله ورسوله... إلى قوله:
وتأمل قصة حاطب بن أبي بلتعة وما فيها من الفوائد، ففعل حاطب نوع من
الموالاة بدليل سبب نزول الآية في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} الآية[الممتحنة:1]، فدخل حاطب في المخاطبة باسم
الإيمان ووصفه به ولم يكفر لأن النبي ? قال: ((خلوا سبيله))».
فبين -رحمهُ اللهُ- أن فعل حاطب ? نوع من الموالاة المحرمة، وهي غير مكفرة.
هذه أهم صور الموالاة وكلها محرمة، وبعضها كفر وردة كما سبق بيانه.
وهناك
صور عديدة يظن الجهال والخوارج أنها من الموالاة وليس الأمر كذلك،
كالتعامل معهم بالبر والإحسان، ورد السلام إذا سلَّموا، والزواج من النساء
الكتابيات، والمشاركة معهم في البيع والشراء والتجارة والإجارة ونحو ذلك
مما أباحه الله.
وكذلك اتقاء شرهم ودفع بلائهم ببعض المصانعة ليس هذا من الموالاة التي نهى الله عنها.
قال
الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى -: «عندنا في الشرع، وعند أئمة
التوحيد، لفظان لهما معنيان يلتبس أحدهما بالآخر عند كثيرين:
الأول: التولي.
الثاني: الموالاة.
التولي: مكفر.
الموالاة غير جائزة
والثالث: الاستعانة بالكافر واستئجاره : جائزة بشروطها.
فهذه ثلاث مسائل:
أما
التولي: فهو الذي نزل فيه قول الله جل وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:51].
وضابط التولي: هو نصرة الكافر على المسلم وقت حرب المسلم والكافر، قاصداً ظهور الكفار على المسلمين.
فأصل التولي: المحبة التامة، أو النصرة للكافر على المسلم، فمن أحب الكافر لدينه، فهذا قد تولاه تولياً، وهذا كفر.
وأما
موالاة الكفار: فهي مودتهم، ومحبتهم لدنياهم وتقديمهم ورفعهم وهي فسق
وليست كفراً. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}
إلى قوله: {وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ
السَّبِيلِ}[الممتحنة:1].
قال أهل العلم: ناداهم باسم الإيمان، وقد دخل
في النداء من ألقى المودة للكفار، فدل على أن فعله ليس كفراً، بل ضلال عن
سواء السبيل؛ وذلك لأنه ألقى المودة وأسر لهم؛ لأجل الدنيا، لا شكاً في
الدين.
ولهذا قال النبي لمن صنع ذلك: «ما حملك على ما صنعت» ؟
قال: والله ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله، أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي».
فمن هذا يتبين: أن مودة الكافر والميل له لأجل دنياه ليس كفراً إذا كان أصل الإيمان والاطمئنان به حاصلاً لمن كان منه نوع موالاة.
وأما
الاستعانة بالكافر أو استئجاره: فهذا قال أهل العلم بجوازه في أحوال
مختلفة، يفتي أهل العلم في كل حال، وفي كل واقعة بما يرونه يصح أن يفتى
به».
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى -: «عقد الإيمان يقتضي موالاة
الإيمان والبراءة من الكفر لقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ.وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ
الْغَالِبُونَ}[المائدة:55-56]، وعقد الإيمان يقتضي البراءة من المعبودات
والآلهة المختلفة ومن عبادتهم لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. إِلا الَّذِي
فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي
عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الزخرف:26-28].
فأساس الإيمان هو
الولاء للإيمان والبراءة من الكفر وعبادة غير الله جل وعلا، ويتضمن ذلك
موالاة أهل الإيمان والبراءة من أهل الكفر على اختلافهم مللهم.
هذه
الموالاة منها ما يكون للدنيا، ومنها ما يكون للدين، فإذا كانت للدنيا
فليست بمخرجة من الدين، ومما قد يكون في بعض الأنواع من الموالاة في
الدنيا: من الإكرام أو البشاشة أو الدعوة أو المخالطة ما قد يكون مأذوناً
به ما لم يكن في القلب مودة لهذا الأمر، من مثل ما يفعله الرجل مع زوجته
النصرانية، ومن مثل ما يفعله الابن مع أبيه غير المسلم، ونحو ذلك مما فيه
إكرام وعمل في الظاهر، ولكن مع عدم المودة الدينية في الباطن، فإذا كانت
الموالاة للدنيا فإنها غير جائزة إلا في ما استثني كما ذكرنا في حال الزوج
مع الزوجة أو الابن مع أبيه مما يقتضي معاملة وبراً وسكوناً ونحو ذلك.
أما
القسم الثاني: فأن تكون الموالاة للدنيا ولكن ليس لجهة قرابة وإنما لجهة
مصلحة بحتة في أمر الدنيا وإن فرط في أمر دينه، فهذه موالاة غير مكفرة؛
لأنها في أمر الدنيا، وهذه التي نزل فيها قول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ
الْحَقِّ} ، وهنا أثبت أنهم ألقوا بالمودة وناداهم باسم الإيمان، قال جمع
من أهل العلم: مناداة من ألقى المودة باسم الإيمان دل على أن فعله لم يخرجه
من اسم الإيمان.
هذا مقتضى استفصال النبي من حاطب حيث قال له في القصة
المعروفة: ((يا حاطب ما حملك على هذا؟)) - يعني: أن أفشى سر رسول الله فبين
أن حمله عليه الدنيا وليس الدين.
القسم الثالث: موالاة الكافر لدينه،
يواليه ويحبه ويوده وينصره؛ لأجل ما عليه من الشرك ومن الوثنية ونحو ذلك،
يعني محبة لدينه، فهذا مثله، هذا موالاة مكفرة؛ لأجل ذلك، والإيمان الكامل
ينتفي مع مطلق موالاة غير المؤمن؛ لأن موالاة غير المؤمن بمودته ومحبته
ونحو ذلك منافية للإيمان الواجب لقول الله جل وعلا: {لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
أما مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين هذا
من نواقض الإسلام، كما هو مقرر في كتب فقه الحنابلة، وذكره العلماء -
ومنهم: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – : في النواقض العشر
الناقض الثاني.
وهذا الناقض مبني على أمرين:
الأول: المظاهرة.
والثاني: الإعانة.
قال: (مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين).
والمظاهرة:
أن يتخذ أو أن يجعل طائفة من المسلمين أنفسهم ظهراً للكافرين، يحملونهم
فيما لو أراد طائفة من المؤمنين أن يقعوا فيهم، يحمونهم، وينصرونهم، ويحمون
ظهورهم وبيضتهم.
هذا مظاهرة بمعنى أنه صار ظهراً لهم.
قول الشيخ - رحمه الله - :(مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين) مركبة من أمرين:
المظاهرة، بأن يكون ظهراً لهم، بأي عمل، أي يكون ظهراً يدفع عنهم ويقف معهم ويضرب المسلمين؛ لأجل حماية هؤلاء.
وأما
الثاني: فإعانة المشرك على المسلم، فضابطها أن يعني قاصداً ظهور الكفر على
الإسلام؛ لأن مطلق الإعانة غير مكفرة؛ لأن حاطب حصل منه إعانة لهم، إعانة
المشركين على الرسول بنوع من العمل، والإعانة بكتابة سر رسول الله والمسير
إليهم لكن النبي استفصل منه، فدل على أن الإعانة تحتاج إلى استفصال، والله
جل وعلا قال في مطلق العمل هذا {وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ
سَوَاءَ السَّبِيلِ} لكن ليس بمكفر إلا بقصد، فلما أجاب حاطب بأنه لم يكن
قصده ظهور الكفر على الإسلام قال: يا رسول الله، ما فعلت هذا رغبة في الكفر
بعد الإسلام، ولكن ما من أحد من أصحابك إلا له يد يدفع بها عن أهله وماله،
وليس لي يد في مكة، فأردت أن يكون لي بذلك يد، فقال النبي : ((إن الله
اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).
وحاطب ? فعل أمرين:
الأمر
الأول: ما استفصل فيه وهي مسألة: هل فعله قاصداً ظهور الكفر على الإسلام،
ومحبة للكفر على الإسلام ؟ لو فعل ذلك لكان مكفراً ولم يكن حضوره لأهل بدر
غافراً لذنبه؛ لأنه يكون خارجاً عن أمر الدين.
الأمر الثاني: أنه حصل
منه نوع إعانة لهم، وهذا الفعل فيه ضلال وذنب والله جل وعلا قال:
{تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ
مِنَ الْحَقِّ} إلى قوله: {وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ
سَوَاءَ السَّبِيلِ} إلى قوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} () أي في
إبراهيم ومن معه.
وهذا يدل على أن الاستفصال في هذه المسألة ظاهر،
فالإعانة فيها استفصال، وأما المظاهرة بأن يكون ظهراً لهم ويدفع عنهم ويدرأ
عنهم ما يأتيهم ويدخل معهم ضد المسلمين في حال حربهم لهم هذا من نواقض
الإسلام التي بينها أهل العلم().
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اما عن قولك يا اخي ان الجهاد لا يجوز الا عند التأكد من القوة فلم افهم هذا الامر جيدا و هذا يعارض السيرة النبوية الشريفة و تاريخ جهاد الصحابة رضوان الله عليهم





بل تاريخ هذه الامة ففي مؤته مثلا كان عدد المسلمين خمسة الاف على ما اتذكربينما النصارى و القبائل العربية كانوا 200 الف مقاتل وحدثت هذه الواقعة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كما تعلمون و في بدر ايضا و احد و الاحزاب و تبوك كل هذه كان المسلمين فيها اقل عددا و عدة و الكثير من المعارك التي حدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة كان المسلمين اضعف من عدوهم من الحيث العدد او العدة


اقتباس :
المشكلة أن فهمك للمسألة نفسه غير منضبط .. فجيوش المسلمين التى كانت تقاتل أعداء الله كانت جيوشا هجومية ..وكانوا جنودا ذوى بأس شديد وتمرس فى القتال بفطرتهم وكان جيش الإسلام هو الذى يهاجم وكان العدو فى موقع المدافع .. فأمر الهزيمة للمسلمين حتى وإن حدثت ليس معناه انهيار الدعوة لأنه بعيد كل البعد عن مركز الدعوة وهى مدينة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فالأمر إذن له ما بعده ويمكن تداركه حتى وإن هزم المسلمون .. أما كونهم تحت حاكم كافر فهو يحكم إذن بلاد الإسلام ويسيطر عليها ..فلو قاتلوه فانتصر عليهم لكانت الدعوة قد انهارت فالأمر هاهنا طعنة فى القلب نافذة لا يمكن تدارك الأمر بعدها .. فهزيمتهم حينئذ هزيمة للدين والدعوة جميعا .. لذلك اشترط العلماء وجود القدرة والقوة والاستطاعة للخروج على الحاكم الكافر .. أظن الأمر قد تبين لك الآن

أما عن غزوة الأحزاب فقد كانت الغزوة الوحيدة التى كانت على حدود الدولة وكان المسلمون متحصنين فى المدينة تحصينا شديدا وكان العدو خارج المدينة وكان مكشوفا للمسلمين ولا تنس أمر الخندق يا أخى .. كل هذا جعل المسلمين فى موقع القوى المستطيع للقتال والجهاد وكان لديهم جيش قوى قاتل فى بدر وأحد بل وقاتل حدود امبراطورية الروم.. أما كونك تصف العامة وتشبههم وتقيس عليهم ما تقيسه على جيوش الإسلام فهذا قياس فاسد وزيف لا يجوز القول به .. إذ ليس لديهم من خبرة القتال وإدارة المعارك ما ينصرهم إذا احتدم القتال بين الفريقين .. وليكون الأمر أيسر للفهم .. فلنفترض أن قادة الجيش المصرى كانوا مؤيدين لمبارك .. لن أقول أن الجيش كله سيقاتل .. بل لو افترضنا أن القوات الخاصة المصرية فقط أخذت أوامر بفض هذه الثورة .. فهل تدرى كيف كانت ستكون النتيجة ..؟؟ كانت ستكون مجزرة ومن سيبقى منهم كان سيساق كالنعاج أمامهم .. فهل تسمى العامة فى تلك الحالة قوة يستطيعون بها الصمود أمام فصيل واحد من فصائل الجيش ..؟؟



عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في السبت 12 نوفمبر 2011 - 22:28 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لوء طيار ابراهيم محمد

عريـــف
عريـــف
لوء طيار ابراهيم محمد



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 01210
العمر : 29
المهنة : طالب
التسجيل : 26/08/2011
عدد المساهمات : 75
معدل النشاط : 80
التقييم : 2
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty10

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10السبت 12 نوفمبر 2011 - 22:26

طاعة ولي الامر واجبه حتى يأمر بمعصيه

لكن الحكام العرب الي ازيلوا من منصبهم لم يامروا بالمعصيه فقط بل فعلوها

الله يحمي العرب ويوفقهم في ثوراتهم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10السبت 12 نوفمبر 2011 - 22:36

"لوء طيار ابراهيم محمد" كتب :
طاعة ولي الامر واجبه حتى يأمر بمعصيه
اقتباس :
ـ وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن الخروج على الحاكم الكافر:
>>إن كنّا قادرين على إزالته؛ فحينئذٍ نخرج ، وإذا كنّا غير قادرين ؛ فلا نخرج ؛ لأن جميع الواجبات الشرعية مشروطةٌ بالقدرة والاستطاعة ثم إذا خرجنا فقد يترتب على خروجنا مفسدة أكبر وأعظم مما لو بقي هذا الرجل
على ما هو عليه . لأننا خرجنا ثم ظهرت العِزّةُ له؛ صِرْنا أذِلّة أكثر، وتمادى في طغيانه وكفره أكثر
.

فهذه المسائل تحتاج إلى:
تعقُّلٍ، وأن يقترن الشرعُ بالعقل، وأن تُبعد العاطفة في هذه الأمور، فنحن
محتاجون للعاطفة لأجل تُحمِّسنا، ومحتاجون للعقل والشرع حتى لا ننساق وراء
العاطفة التي تؤدي إلى الهلاك
<<

* الخوارج
الذين يرون أنه لا طاعة للإمام والأمير إذا كان عاصياً؛ لأن من قاعدتهم أن
الكبيرة تُخرج من الملة ( فهذا مذهب الخوارج الخروج بالمعصية والتكفير
بالكبيرة. فإذا خرج من خرج على إمامه للكفر فلا يجامع الخوارج في صفتهم
ووصفهم وحكمهم
.






قول بعض السفهاء: إنه لا تجب علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة !
فهذا
خطأ، وهذا غلط، وهذا ليس من الشرع في شيء؛ بل هذا مذهب الخوارج الذين
يريدون من ولاة الأمور أن يستقيموا على أمر الله في كل شيء . وهذا لم يحصل
من زمن، فقد تغيرت الأمور( وهذا حق )


ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً ! لا
. إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله، أما ما سوى
ذلك فإنه تجب طاعته وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن
كانوا فسقةً ظالمين
.





لكن الحكام العرب الي ازيلوا من منصبهم لم يامروا بالمعصيه فقط بل فعلوها
اقتباس :
قال ابن حنبل -رحمه الله -:
((اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق الى ابي عبد الله يعني الإمام أحمد رحمه الله-وقالوا له :
إن الأمر قد فشا وتفاقم -يعنون إظهار القول بخلق القرآن , وغير ذلك -ولانرضى بإمارته
ولاسلطانه
. فناظرهم في ذلك , وقال :
عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة , ولا تشقوا عصا المسلمين , ولا تسفكوا
دمائكم ودماء المسلمين معكم , وانظروا في عاقبة أمركم
,واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر .

وقال :ليس هذا -يعني نزع أيديهم من طاعته -صواباً ,هذا خلاف الآثار )) الآداب
الشرعية ( 1/195-196)
وأخرجها الخلال في السنة (ص133)

الخلاصة :

الخروج على الحكام

اعلم - رحمني الله وإياك - أن الحكام على ثلاثة أقسام:
(1)حاكم مسلم (عادل) , تجب طاعته ومعونته ونصحه والدعاء له
(2)
حاكم ظالم ( جائر فاسق)، فيجب الصبر عليه وطاعته في المعروف, و يحرم الخروج عليه بالإجماع

(3) حاكم(كافر) يجب الخروج عليه إذا توفر شرطان أساسيان :
الأول :أن يكون كفره بواحا توافر البرهان عليه لدى العلماء الثقات

الثاني :أن تتوفر القوة الكافية التي يمكن بها عزله وتنصيب غيره من أهل الصلاح ، دون أن يترتب على ذلك مفسدة أكبر أو شر أعظم


الله يحمي العرب ويوفقهم في ثوراتهم [/quote]
اقتباس :
هدانا الله جميعا إلى إلى منهاج نبوة رسول الله -صلى الله عليه وآله
وسلم- وعلمنا الأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وألا نرد
أحاديثه .. ولكن نقول :" سمعنا وأطعنا "

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لوء طيار ابراهيم محمد

عريـــف
عريـــف
لوء طيار ابراهيم محمد



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 01210
العمر : 29
المهنة : طالب
التسجيل : 26/08/2011
عدد المساهمات : 75
معدل النشاط : 80
التقييم : 2
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty10

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10السبت 12 نوفمبر 2011 - 23:04

Abd_elrahman2011 كتب:
"لوء طيار ابراهيم محمد" كتب :
طاعة ولي الامر واجبه حتى يأمر بمعصيه
اقتباس :
ـ وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن الخروج على الحاكم الكافر:
>>إن كنّا قادرين على إزالته؛ فحينئذٍ نخرج ، وإذا كنّا غير قادرين ؛ فلا نخرج ؛ لأن جميع الواجبات الشرعية مشروطةٌ بالقدرة والاستطاعة ثم إذا خرجنا فقد يترتب على خروجنا مفسدة أكبر وأعظم مما لو بقي هذا الرجل
على ما هو عليه . لأننا خرجنا ثم ظهرت العِزّةُ له؛ صِرْنا أذِلّة أكثر، وتمادى في طغيانه وكفره أكثر
.

فهذه المسائل تحتاج إلى:
تعقُّلٍ، وأن يقترن الشرعُ بالعقل، وأن تُبعد العاطفة في هذه الأمور، فنحن
محتاجون للعاطفة لأجل تُحمِّسنا، ومحتاجون للعقل والشرع حتى لا ننساق وراء
العاطفة التي تؤدي إلى الهلاك
<<

* الخوارج
الذين يرون أنه لا طاعة للإمام والأمير إذا كان عاصياً؛ لأن من قاعدتهم أن
الكبيرة تُخرج من الملة ( فهذا مذهب الخوارج الخروج بالمعصية والتكفير
بالكبيرة. فإذا خرج من خرج على إمامه للكفر فلا يجامع الخوارج في صفتهم
ووصفهم وحكمهم
.






قول بعض السفهاء: إنه لا تجب علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة !
فهذا
خطأ، وهذا غلط، وهذا ليس من الشرع في شيء؛ بل هذا مذهب الخوارج الذين
يريدون من ولاة الأمور أن يستقيموا على أمر الله في كل شيء . وهذا لم يحصل
من زمن، فقد تغيرت الأمور( وهذا حق )


ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً ! لا
. إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله، أما ما سوى
ذلك فإنه تجب طاعته وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن
كانوا فسقةً ظالمين
.





لكن الحكام العرب الي ازيلوا من منصبهم لم يامروا بالمعصيه فقط بل فعلوها
اقتباس :
قال ابن حنبل -رحمه الله -:
((اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق الى ابي عبد الله يعني الإمام أحمد رحمه الله-وقالوا له :
إن الأمر قد فشا وتفاقم -يعنون إظهار القول بخلق القرآن , وغير ذلك -ولانرضى بإمارته
ولاسلطانه
. فناظرهم في ذلك , وقال :
عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة , ولا تشقوا عصا المسلمين , ولا تسفكوا
دمائكم ودماء المسلمين معكم , وانظروا في عاقبة أمركم
,واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر .

وقال :ليس هذا -يعني نزع أيديهم من طاعته -صواباً ,هذا خلاف الآثار )) الآداب
الشرعية ( 1/195-196)
وأخرجها الخلال في السنة (ص133)

الخلاصة :

الخروج على الحكام

اعلم - رحمني الله وإياك - أن الحكام على ثلاثة أقسام:
(1)حاكم مسلم (عادل) , تجب طاعته ومعونته ونصحه والدعاء له
(2)
حاكم ظالم ( جائر فاسق)، فيجب الصبر عليه وطاعته في المعروف, و يحرم الخروج عليه بالإجماع

(3) حاكم(كافر) يجب الخروج عليه إذا توفر شرطان أساسيان :
الأول :أن يكون كفره بواحا توافر البرهان عليه لدى العلماء الثقات

الثاني :أن تتوفر القوة الكافية التي يمكن بها عزله وتنصيب غيره من أهل الصلاح ، دون أن يترتب على ذلك مفسدة أكبر أو شر أعظم


الله يحمي العرب ويوفقهم في ثوراتهم
اقتباس :
هدانا الله جميعا إلى إلى منهاج نبوة رسول الله -صلى الله عليه وآله
وسلم- وعلمنا الأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وألا نرد
أحاديثه .. ولكن نقول :" سمعنا وأطعنا "
[/quote]

اخي العزيز المظاهرات السلمية ليست خروجا على الحاكم


وانما هي اسلوب توصيل معلومة فشل الشعب ايصالها لحاكم سيء بأنه حاكم سيء


وعليه ان يترك الحكم لغيرة يكون قادرا على ان يحكم بين الناس بالعدل


وعندما يخرج الشعب في السلم ويواجه بالقمع والقتل فأين السماع لأرين الاخرين التي اوصى بها الدين ايضا .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10السبت 12 نوفمبر 2011 - 23:57

"لوء طيار ابراهيم محمد"
"Abd_elrahman2011"
"لوء طيار ابراهيم محمد" كتب :
طاعة ولي الامر واجبه حتى يأمر بمعصيه
اقتباس :
ـ وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن الخروج على الحاكم الكافر:
>>إن كنّا قادرين على إزالته؛ فحينئذٍ نخرج ، وإذا كنّا غير قادرين ؛ فلا نخرج ؛ لأن جميع الواجبات الشرعية مشروطةٌ بالقدرة والاستطاعة ثم إذا خرجنا فقد يترتب على خروجنا مفسدة أكبر وأعظم مما لو بقي هذا الرجل
على ما هو عليه . لأننا خرجنا ثم ظهرت العِزّةُ له؛ صِرْنا أذِلّة أكثر، وتمادى في طغيانه وكفره أكثر
.

فهذه المسائل تحتاج إلى:
تعقُّلٍ، وأن يقترن الشرعُ بالعقل، وأن تُبعد العاطفة في هذه الأمور، فنحن
محتاجون للعاطفة لأجل تُحمِّسنا، ومحتاجون للعقل والشرع حتى لا ننساق وراء
العاطفة التي تؤدي إلى الهلاك
<<

* الخوارج
الذين يرون أنه لا طاعة للإمام والأمير إذا كان عاصياً؛ لأن من قاعدتهم أن
الكبيرة تُخرج من الملة ( فهذا مذهب الخوارج الخروج بالمعصية والتكفير
بالكبيرة. فإذا خرج من خرج على إمامه للكفر فلا يجامع الخوارج في صفتهم
ووصفهم وحكمهم
.






قول بعض السفهاء: إنه لا تجب علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة !
فهذا
خطأ، وهذا غلط، وهذا ليس من الشرع في شيء؛ بل هذا مذهب الخوارج الذين
يريدون من ولاة الأمور أن يستقيموا على أمر الله في كل شيء . وهذا لم يحصل
من زمن، فقد تغيرت الأمور( وهذا حق )


ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً ! لا
. إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله، أما ما سوى
ذلك فإنه تجب طاعته وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن
كانوا فسقةً ظالمين
.





لكن الحكام العرب الي ازيلوا من منصبهم لم يامروا بالمعصيه فقط بل فعلوها
اقتباس :
قال ابن حنبل -رحمه الله -:
((اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق الى ابي عبد الله يعني الإمام أحمد رحمه الله-وقالوا له :
إن الأمر قد فشا وتفاقم -يعنون إظهار القول بخلق القرآن , وغير ذلك -ولانرضى بإمارته
ولاسلطانه
. فناظرهم في ذلك , وقال :
عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة , ولا تشقوا عصا المسلمين , ولا تسفكوا
دمائكم ودماء المسلمين معكم , وانظروا في عاقبة أمركم
,واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر .

وقال :ليس هذا -يعني نزع أيديهم من طاعته -صواباً ,هذا خلاف الآثار )) الآداب
الشرعية ( 1/195-196)
وأخرجها الخلال في السنة (ص133)

الخلاصة :

الخروج على الحكام

اعلم - رحمني الله وإياك - أن الحكام على ثلاثة أقسام:
(1)حاكم مسلم (عادل) , تجب طاعته ومعونته ونصحه والدعاء له
(2)
حاكم ظالم ( جائر فاسق)، فيجب الصبر عليه وطاعته في المعروف, و يحرم الخروج عليه بالإجماع

(3) حاكم(كافر) يجب الخروج عليه إذا توفر شرطان أساسيان :
الأول :أن يكون كفره بواحا توافر البرهان عليه لدى العلماء الثقات

الثاني :أن تتوفر القوة الكافية التي يمكن بها عزله وتنصيب غيره من أهل الصلاح ، دون أن يترتب على ذلك مفسدة أكبر أو شر أعظم


الله يحمي العرب ويوفقهم في ثوراتهم [/quote]
اقتباس :
هدانا الله جميعا إلى إلى منهاج نبوة رسول الله -صلى الله عليه وآله
وسلم- وعلمنا الأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وألا نرد
أحاديثه .. ولكن نقول :" سمعنا وأطعنا "
[/quote]

اخي العزيز المظاهرات السلمية ليست خروجا على الحاكم
إذن فماذا تقول فى ما فعله أحد التابعين أيام خلافة عثمان -رضى الله عنه- لما أثار الناس على عثمان-رضى الله عنه- وأنه يولى أقاربه ويستأثرون بالأمر لأنفسهم .. فثار الناس نتيجة لكلامه وتعبيره " السلمى على حد قولك " ثم زاد الأمر حتى وصل الحال إلى حصار دار عثمان -رضى الله عنه- وذبحه على مصحفه وهو يتلو القرآن وكان يومئذ صائما .. فلما علم هذا الرجل بما آل إليه الأمر فزع وجلس أمام مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو يحثو التراب على رأسه ويبكى بكاء مرا وهو يقول :" قتلت عثمان .. قتلت عثمان "فمر به أحد أصحابه فقال له " لم تقول هذا .. فوالله ما مددت إليه يدا بسيف فكيف تقول أنك قتلته ..؟؟ فقال خرجت عليه بلسانى فكان ذلك سببا فى خروج الناس عليه بالسيف فأنا وهم فى الوزر سواء ..
كما أحب أن أضيف لك معلومة لا أعلم إن كنت ستفهمها أم لا ..
إن من قتل عثمان -رضى الله عنه- هم أهل مصر .. يعنى نحن المصريون .. فهل كان قتلنا له حقا ..والله ما أقصد أن أشبه عثمان بأحد من الحكام .. ولا أنكر أن الحكام ظلموا وجاروا .. ولكن ذلك لا يبيح الخروج عليهم حتى يكفروا .. هكذا علمنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين سئل :" أفنخرج عليه ..؟؟" قال :" لا ما لم تروا منه كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان "
ولكنى قصدت من هذه المعلومة أن أبين لك حقيقة وهى أن المصريين بعاطفتهم الجياشة كانوا هم السبب الرئيس فى أعظم فتنة ابتلى بها المسلمون منذ فجر تاريخهم وهى مستمرة حتى الآن .. فالفتنة بدأت بقتل عثمان ومازالت مستمرة حتى الساعة .. أفلا نرجع إلى الله ونتوب مما فعلناه من مخالفتنا لسيد الخلق-صلى الله عليه وآله وسلم-
وأما دليلى على المعلومة التى سقتها إليك ..
وقد
روى الطبري
( 145 ) انه قدم على أم المؤمنين مكة رجل
يقال له : الاخضر ، فقالت : ما صنع الناس ؟ فقال : قتل
عثمان المصريين ! فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ،
أيقتل قوما جاءوا يطلبون الحق وينكرون الظلم ! ؟ والله
لا نرضى بهذا . ثم قدم آخر . فقالت : ما صنع الناس ؟
قال : قتل المصريون عثمان ! قالت : العجب لاخضر زعم أن
المقتول هو القاتل ، فكان يضرب المثل ، " اكذب من أخضر
" .

وانما هي اسلوب توصيل معلومة فشل الشعب ايصالها لحاكم سيء بأنه حاكم سيء


وعليه ان يترك الحكم لغيرة يكون قادرا على ان يحكم بين الناس بالعدل


وعندما يخرج الشعب في السلم ويواجه بالقمع والقتل فأين السماع لأرين الاخرين التي اوصى بها الدين ايضا .
أصعب شىء أن يسوقك أعداؤك إلى مذبحك وأنت لا تدرى .. وهل كان الخروج على الحاكم من شرع الله أصلا حتى تطالبه أنت بتطبيق شرع الله فيك ..
يذكرنى كلامك بكلام قاله أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان " ما أظلمكم يا معشر الرعية .. تريدون منا أن نسير فيكم بسيرة أبى بكر وعمر .. ولا تسيرون فينا ولا فى أنفسكم بسيرتهما "
أما كونى قد قلت أن الأعداء يسوقوننا إلى مذبحنا كالنعاج ونحن لا ندرى .. فإليك هذا الرابط لتحميل كتاب " الخطر اليهودى .. بروتوكولات حكماء صهيون " اقرأه جيدا وخصوصا البروتوكول " الثامن عشر "لتعرف ماذا يخطط لنا بليل ولتعلم أن كل ما حدث فى الدول العربية إنما هو مخطط واكتشف للأسف من أكثر من 100 عام .. ولكن من الظاهر أن موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى كان محقا حين وصف العرب بقوله :" العرب لا يقرأون .. وإذا قرأوا لا يفهمون "
هذا هو الرابط
http://almahdie.net/vb/downloads.php...id=42&act=down



عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في الأحد 13 نوفمبر 2011 - 0:09 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 0:08

ثم طالع أيضا هذه الروابط
حكم الخروج على الحاكم الظالم للإمام العلامة بن عثيمين
https://www.youtube.com/watch?v=pIrhQafIN_o
الشيخ العلامة المحدث ناصر الألبانى : من هو ولى الأمر ومتى يجب طاعته
https://www.youtube.com/watch?v=-B4ONw3QA4E&feature=related
حكم الإضرابات والمظاهرات والثورات للعلامة الدكتور محمد سعيد رسلان
https://www.youtube.com/watch?v=POdcgWxG24k&feature=related
الشيخ العلامة الدكتور رسلان يشرح فتوى الألبانى حول تكفير الحكام
https://www.youtube.com/watch?v=SpI6UyhCev4&feature=related

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحرس الجمهوري

مـــلازم
مـــلازم
الحرس الجمهوري



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 01210
العمر : 29
المهنة : طالب
المزاج : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
التسجيل : 15/07/2009
عدد المساهمات : 624
معدل النشاط : 417
التقييم : 8
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Unknow11

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty10

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 11:22

اخي بالله عليك









الذي يستقدم الجيوش الصليبية و يمنحها كل التسهيلات بل ويشارك الصليبيين في قتل



المسلمين أليس هذا شخص يوالي الكفار





ألم يقم بنصرتهم بالقول و الفعل باطنا و ظاهرا









و بالنسبة لمسألة الجهاد







لم يكن ردك فيه شيء يتعارض مع كلامي



فحفر الخندق يدل على نية القتال او حتى المقاومة او المواجهة

و ان لم يكونوا يريدون القتال لكانوا قد خرجوا من المدينة و هاجروا الى مدينة اخرى







و المقاومة العراقية اذاقت الامريكان الويل



و هم قلة عددا و عدة بالنسبة الى ما يمتلكه الامريكان من قدرات



فهل تعد خروجهم للقتال محرم





هل يسكتون بينما يذبحون و تغتصب ارضهم و يعتدا على عرضهم فقط لانهم مستضعفين



<p>هذا ينفاي مبادئ الاسلام و السيرة النبوية و تصرفات معظم الخلفاء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 12:33

[quote="الحرس الجمهوري"][size=18]اخي بالله عليك









الذي يستقدم الجيوش الصليبية و يمنحها كل التسهيلات بل ويشارك الصليبيين في قتل



المسلمين أليس هذا شخص يوالي الكفار





ألم يقم بنصرتهم بالقول و الفعل باطنا و ظاهرا









و بالنسبة لمسألة الجهاد لم يكن ردك فيه شيء يتعارض مع كلامي فحفر الخندق يدل على نية القتال او حتى المقاومة او المواجهة و ان لم يكونوا يريدون القتال لكانوا قد خرجوا من المدينة و هاجروا الى مدينة اخرى

اقتباس :
كالعادة لا تفهم كلامى فى حينه .. أنت الآن بكلامك عن جيش رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- فإنك تتكلم عن جيش مدرب خاض المعارك الشرسة وانتصر فيها ومن أفراد هذا الجيش من وصفهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنالواحد منهم بألف رجل .. أيعقل أن تقيس جيشا كهذا وتقارنه بشعب أعزل لا يعرف ما القتال ولا كيف يحمل السلاح وكان من المقدر له أن يواجه جيشا كانقادرا على سحقه فى لحظات .. ولكن الله سلم
ثم أنت تعود مرة أخرى إلى تكفير الحاكم مع ما فصلناه لك من قبل أنا وأخى أبطال الحرمين من أقسام الموالاة ولكنك لا تريد أن تفهم .. افهم هذه الكلمة جيدا .. فأنت تستطيع أن تفهم ولكنك لا تريد ذلك .. فحسبى من الله أنى قد حذرتك من خطورة ما تقول ولتحمل وزرك على كتفيك لتعرض به أمام ربك فيسألك بأى حجة كفرت أخاك المسلم .. فجهز من الآن جوابك





و المقاومة العراقية اذاقت الامريكان الويل و هم قلة عددا و عدة بالنسبة الى ما يمتلكه الامريكان من قدرات فهل تعد خروجهم للقتال محرم هل يسكتون بينما يذبحون و تغتصب ارضهم و يعتدا على عرضهم فقط لانهم مستضعفين
هذا ينفاي مبادئ الاسلام و السيرة النبوية و تصرفات معظم الخلفاء

اقتباس :
ومن قال لك أنى ضد المقاومة العراقية من أهل السنة بل هم أبطال ونسأل
الله أن يثبتهم على الحق وينصرهم .. وأنا أقصد بكلامى من يقاتلون الاحتلال
وليس من يقتلون أهل السنة من المدنيين العزل ..
وأكررها لك .. لا تخلط الأوراق .. فالمقاومة العراقية من أهل السنة هم
أفراد وضباط فى الجيش العراقى السابق لديهم من الخبرة العسكرية ما يثبتهم
على الأرض أمام أشرس الأعداء .. ولديهم خبرات فى حرب المدن اكتسبوها من
معاركهم السابقة .. ولديهم مخازن سلاح مفتوحة على مصراعيها تكفيهم فى حربهم
هذه لسنوات . ومن لم يكن منهم فى الجيش فقد دربوه تدريبا عاليا حتى أصبح
كأفضلهم خبرة .. فكيف تقارن مثل هؤلاء بالشعب الأعزل ..
وكيف تصف مقاومة تقاتل حكومة احتلال كافرة بكل سبيل بشعب أعزل يخرج على
حاكمه المسلم الذى لا يقول بتكفيره إلا شيوخ أحزاب زجماعات الضلالة التى
تنعت نفسها بالحركات الإسلامية ومن سار على نهجهم وسلك مسلكهم وخدع بقولهم
البراق ..
اتق الله فى نفسك يا أخى واخش يوما تعرض فيه على رب العزة
والجبروت فمسؤل أنت عن كل ما نطق به لسانك .. " ما لكم لا ترجون لله وقارا
وقد خلقكم أطوارا
"

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 12:35

خطبة " حقيقة ما يحدث فى مصر" للعلامة المحدث / محمد سعيد رسلان

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ
فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عِمْرَان:١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النِّسَاء:١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الْأَحْزَاب:٧٠-٧١].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ:فَإِنَّ مَا يَحْدُثُ فِي مِصْرَ الْآنَ إِنَّمَا هُوَ جُزْءٌ مِنْ تِلْكَ الْخُطَّةِ الَّتِي بَشَّرَ بِهَا أَحْبَارُ الْمَاسُونِ، وَأَنْبِيَاءُ إِسْرَائِيلَ، وَشُيُوخُ صُهْيُونَ، فِي مَوْسُوعَاتٍ وَدِرَاسَاتٍ وَمُؤْتَمَرَاتٍ، وَفِي أَسْفَارِ: التَّوْرَاةِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُلُوكِ، وَالتَّوَارِيخِ، وَالْمَزَامِيرِ.

وَتَخَصُّ خُطَّةُ الْمُهَنْدِسِ الْأَقْدَسِ مِصْرَ –نَعَمْ! مِصْرَ- بِالنَّصِيبِ الْأَوْفَى مِنْ رِجْسِ الْخَرَابِ، مِنْ مَجْدَلَ إِلَى أَسْوَانَ.
خُطِّطَ لَهَا وَنَفَّذَ أَبْنَاؤُهَا؛ حَتَّى يَذُوبَ قَلْبُهَا دَاخِلَهَا، وَيَقْتُلَ الْمِصْرِيُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَدُورَ الْقِتَالُ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، بَعْدَ الْفِتْنَةِ الَّتِي يَزْرَعُهَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ.

وَتَجِفُّ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ: يَجِفُّ النَّهْرُ وَتُنْتِنُ مِيَاهُهُ، وَتَتَبَدَّدُ كُلُّ مَزَارِعِهِ، حَتَّى السَّوَاقِي تَجِفُّ، وَتُصْبِحُ مِصْرُ كَالنِّسَاءِ؛ فَتَرْتَعِدُ خَوْفًا وَفَزَعًا، وَيَصِيحُ فِي دَاخِلِهَا أَهْلُهَا إِذْ يَصِيرُونَ فِي خَمْسَةِ أَقَالِيمَ كُلُّهَا تَتَكَلَّمُ اللُّغَةَ الْعِبْرِيَّةَ، وَتَتَلَاطَمُ مِيَاهُ الْغَرَقِ عَلَى أَرْضِهَا، وَيَأْكُلُ السَّيْفُ وَيَشْبَعُ وَيَرْتَوِي مِنْ دَمِ الْمِصْرِيِّينَ، وَتُسْبَى الْعَذَارَى الْمِصْرِيَّاتُ وَقَدْ مَلَأَ الْأَرْضَ صُرَاخُهُنُّ، وَيُسْحَبْنَ أَسِيرَاتٍ فِي خِزْيٍ عَالَمِيٍّ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فِي جَلْعَادَ.

مِصْرُ الْمَوْعُودَةُ: بِأَنْ تَكُونَ عُكَّازَ قَصَبٍ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ؛ يَكْسِرُونَهُ وَيَدُوسُونَ عَلَيْهِ!
مِصْرُ الْمُنْذَرَةُ: -وَفْقَ الْبِشَارَةِ الْمَاسُونِيَّةِ- بِأَنْ لَا تَمُرَّ فِيهَا رِجْلُ إِنْسَانٍ وَلَا رِجْلُ بَهِيمَةٍ, وَيُشَتَّتُ الْمِصْرِيُّونَ بَيْنَ الْأُمَمِ، وَيُبَدَّدُونَ فِي الْأَرَاضِي، وَتُؤْخَذُ ثَرْوَةُ
مِصْرَ، وَتُهْدَمُ أُسُسُهَا، وَيَنْحَطُّ كِبْرِيَاءُ عِزَّتِهَا، وَتُضْرَمُ النَّارُ فِيهَا، وَتَتَحَوَّلُ الْأَعْيَادُ نَوْحًا وَالْأَغَانِي مَرَاثِيَ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ مَنَاحَةٌ كَمَنَاحَةِ الْوَحِيدِ!
[1]

كُلُّ ذَلِكَ تَجِدُهُ فِي أَسْفَارِهِمْ فِي كِتَابِهِمُ الْمُقَدَّسِ -بِزَعْمِهِمْ-!!فَالَّذِي يَجْرِي فِي مِصْرَ الْآنَ لَيْسَ إِلَّا صِرَاعًا فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ بَيْنَ حَضَارَتَيْنِ:

الْحَضَارَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِأُصُولِهَا الشَّرْعِيَّةِ: (مِنَ التَّوْحِيدِ، وَاتِّبَاعِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وَالْحَضَارَةِ الْغَرْبِيَّةِ
بِأُصُولِها الْوَثَنِيَّةِ التَّوْرَاتِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ.

الَّذِي يَجْرِي فِي مِصْرَ يُرَادُ مِنْهُ التَّغْيِيرُ!!

التَّغْيِيرُ الَّذِي يَعْنِي الْخُرُوجَ مِنَ الْأُطُرِ الْقَدِيمَةِ: عَقَدِيَّةً، وَشَرْعِيَّةً، وَاجْتِمَاعِيَّةً، وَأَخْلَاقِيَّةً، وَحَيَاتِيَّةً!
التَّغْيِيرُ الَّذِي يَعْنِي أَنْ نُطَلِّقَ طَلَاقًا بَائِنًا لَا رَجْعَةَ فِيهِ كُلَّ مَا يَتَّصِلُ بِالْمَاضِي: تُرَاثًا، وَلُغَةً، وَحَضَارَةً، وَانْتِمَاءً, وعَادَاتٍ!
التَّغْيِيرُ الَّذِي يَعْنِي:أَنْ نَلْبَسَ «الْجِينْزَ» بَدَلَ الْقَمِيصِ!
وَأَنْ نَأْكُلَ بِالْيُسْرَى بَدَلَ الْيُمْنَى! وَأَنْ نَأْكُلَ «الْبِيتْزَا» بَدَلَ الثَّرِيدِ!
وَأَنْ تُعَدِّدَ الْمَرْأَةُ الْأَزْوَاجَ بَدَلَ أَنْ يُعَدِّدَ الرَّجُلُ الزَّوْجَاتِ!
وَأَنْ نَقْبَلَ الْبِغَاءَ وَنَرْفُضَ الزَّواجَ! وَأَنْ نَرْطُنَ بِالرِّطَانَةِ الْأَعْجَمِيَّةِ بَدَلَ الْإِفْصَاحِ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الشَّرِيفَةِ!
الَّذِي يَجْرِي فِي مِصْرَ الْآنَ يُرَادُ مِنْهُ:
أَنْ تَتَأَخَّرَ الْجَامِعَةُ الْأَزْهَرِيَّةُ لِتَتَقَدَّمَ الْجَامِعَةُ الْأَمْرِيكِيَّةُ!وَأَنْ يَذْهَبَ الْحِجَابُ لِيَعُمَّ السُّفُورُ وَالْعُرْيُ! وَأَنْ تُطْوَى أَعْلَامُ الْإِسْلَامِ وَرَايَاتُهُ فِي مِصْرَ لِتَرْتَفِعَ أَعْلَامُ الصَّلِيبِ وَأَعْلَامُ نَجْمَةِ دَاوُدَ!!
نَعَمْ؛ يُرَادُ لَنَا فِي مِصْرَ أَنْ تَتَأَخَّرَ الْجَامِعَةُ الْأَزْهَرِيَّةُ؛ لِتَتَقَدَّمَ الْجَامِعَةُ الْأَمْرِيكِيَّةُ؛ فَإِنَّ الَّذِينَ فَجَّرُوا تِلْكَ الْحَرَكَةَ -الَّتِي أَتَوْا بِهَا- إِنَّمَا هُمْ مِنْ جَحَافِلِ خِرِّيجِي وَطُلَّابِ الْجَامِعَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ، يَتْبَعُهُمْ وَيُؤَازِرُهُمْ وَيُنَاصِرُهُمُ: الْفَنَّانُونَ الْمُنْحَلُّونَ، وَالْمُخْرِجُونَ السُّفَهَاءُ، وَالْفَنَّانَاتُ، وَأَصْحَابُ الْخِزْيِ وَالْعُرْيِ وَالسُّفُورِ وَالْبَحْثِ عَنْ تَطْلِيقِ الْفَضِيلَةِ؛ لِأَنَّ مُجْتَمَعَ الذُّكُورِيَّةِ لَا يُعْجِبُهُمْ!!

إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ مُجْتَمَعًا لَا فَرْقَ فِيهِ بَيْنَ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَمُسْلِمٍ وَكَافِرٍ، وَشَرِيفٍ وَوَضِيعٍ.

إِنَّ الصَّرَاعَ الَّذِي يَدُورُ فِي مِصْرَ وَفِي عَالَمِنَا الْعَرَبِيِّ مُنْذُ الْحَمْلُةِ الْفَرَنْسِيَّةِ إِلَى الْيَوْمِ يَدُورُ بَيْنَ مَدْرَسَتَيْنِ رَئِيسَتَيْنِ:
الْمَدْرَسَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ الْوَطَنِيَّةُ:
وَهِيَ الَّتِي تَقُولُ بِأَنَّ الشُّعُوبَ الْمُتَخَلِّفَةَ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تُحَقِّقَ تَقَدُّمَهَا التِّقْنِيَّ إِلَّا مِنْ خِلَالِ رَفْضِ قِيَمِ الْحَضَارَاتِ الْمُتَفَوِّقَةِ، تَرْفُضُ الِانْدِمَاجَ فِيهَا، وَتَرْفُضُ التَّبَعِيَّةَ لَهَا, تُؤْمِنُ بِذَلِكَ بِقَدْرِ مَا تَتَشَبَّثُ بِوُجُودِهَا وَذَاتِيَّتِهَا وَتُرَاثِها وَحَضَارَتِهَا، وَبِقَدْرِ مَا تَزْدَادُ قُدْرَةُ الْأُمَّةِ عَلَى اكْتِسَابِ عَوَامِلِ التَّفَوُّقِ الْآلِيِّ عَلَى خَصْمِهَا يَكُونُ تَمَسُّكُهَا بِقَدِيمِهَا، بِتُرَاثِهَا، بِحَضَارَتِهَا، بِلُغَتِهَا، بِدِينِهَا.
كُلُّ أُمَّةٍ يَمَسُّهَا هَذَا الصِّرَاعُ أَوْ تُصْبِحُ طَرَفًا فِيهِ تُدْرِكُ أَنَّ التَّفَوُّقَ الْآلِيَّ هُوَ الَّذِي يُمَكِّنُ
خَصْمَهَا مِنْهَا أَوْ يُمَكِّنُهَا هِيَ مِنْ خَصْمِهَا؛ فَمَا مِنْ خِلَافٍ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْآلَاتِ الَّتِي تَصْنَعُ الْأَسْلِحَةَ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى أَسْلِحَةٍ.


وَلَيْسَ كَشْفًا أَنْ يَنْتَبِهَ الْبَعْضُ لِأَهَمِّيَّةِ التَّقَدُّمِ التِّقْنِيِّ، وَلَكِنَّ الْمُشْكِلَةَ هِيَ فِي اكْتِشَافِ السَّبِيلِ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ نَسْلُكَهُ -لِأَنَّنَا مِنَ الْأُمَمِ الْمُتَخَلِّفَةِ آلِيًّا- لِكَيْ نُحَقِّقَ التَّقَدُّمَ الْآلِيَّ.
إِنَّ رَأْيَ الْمَدْرَسَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ الَّذِي تَشْهَدُ بِصِحَّتِهِ تَجَاربُ التَّارِيخِ كُلِّهِ مِنَ الْعَرَبِ إِلَى الْيَابَانِ، وَتُعَزِّزُ صِدْقَهُ تَجَاربُنَا الْفَاشِلَةُ بَلْ وَتَجَاربُ كُلِّ
الشُّعُوبِ الَّتِي مَا زَالَتْ تَرْزَحُ تَحْتَ نِيرِ التَّخَلُّفِ: -هَذَا الرَّأْيُ الَّذِي هُوَ عَقِيدَةُ الْمَدْرَسَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ- هُوَ الْقَائِلُ بِأَنَّهُ مَا مِنْ أُمَّةٍ تَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْ دَائِرَةِ التَّخَلُّفِ, وَتَسْتَطِيعُ مُسَايَرَةَ الزَّمَنِ إِلَّا مِنْ خِلَالِ صِرَاعِهَا, وَرَفْضِهَا, وَكِفَاحِهَا ضِدَّ الْحَضَارَاتِ الْمُتَفَوِّقَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ الْمُعَاصِرَةِ.

وَأَمَّا الْمَدْرَسَةُ التَّغْرِيبِيَّةُ الاسْتِعْمَارِيَّةُ
فَإِنَّهَا تَقُولُ بِعَكْسِ ذَلِكَ: إِذْ تَعْتَبِرُ أَنَّ الْحَضَارَةَ كَمَجْرَى نَهْرٍ يَكْفِي أَنْ تَشُقَّ تُرْعَةً لِمِيَاهِهِ حَتَّى تَجْرِيَ فِي أَرْضِكَ, وَتَرْتَوِيَ وَتَرْتَبِطَ بِالنَّهْرِ فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ، وَأَنَّ كُلَّ مُحَاوَلَةٍ لِلِانْفِصَالِ عَنْ مَجْرَى التَّقَدُّمِ هُوَ زِيَادَةٌ فِي الظَّمَأِ الْحَضَارِيِّ.

تَعْتَقِدُ أَنَّ الْحَضَارَةَ أَوِ التَّقَدُّمَ كُلٌّ لَا يَتَجَزَّأُ؛ فَلَا يَسَعُنَا أَنْ نَنْقُلَ صِنَاعَةَ أُورُوبَّا وَالْغَرْبِ دُونَ الْفَلْسَفَةِ الْأُورُوبِّيَّةِ الْغَرْبِيَّةِ، وَدُونَ السُّلُوكِ الْأُورُوبِّيِ الْغَرْبِيِّ، وَدُونَ الْأَخْلَاقِيَّاتِ الْأُورُوبِّيَّةِ الْغَرْبِيَّةِ، وَدُونَ الْقِيَمِ وَالْعَقَائِدِ الْأُورُوبِّيَّةِ الْغَرْبِيَّةِ.
وَهَذَا يَعْنِي بِالطَّبْعِ الِانْسِلَاخَ عَنْ جُذُورِنَا، وَخَصَائِصِ حَضَارَتِنَا، وَمَعَالِمِ شَرِيعَتِنَا، وَدَعَائِمِ عَقِيدَتِنَا.
إِذَا أَرَدْنَا حَضَارَةَ الْغَرْبِ كَمَا تَرَى الْمَدْرَسَةُ الِاسْتِعْمَارِيَّةُ التَّغْرِيبِيَّةُ فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ نُصْبِحَ غَرْبِيِّينَ؛ لِأَنَّ نَقْلَ الْمَصَانِعِ وَدِرَاسَةَ الْكِيمْيَاءِ وَالْفِيزْيَاءِ أَكْثَرُ صُعُوبَةً.



عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في الأحد 13 نوفمبر 2011 - 14:29 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 12:36

حقيقة ما يحدث فى مصر

إِنَّ هَذَا الرَّأْيَ يَتَحَوَّلُ فِي التَّطْبِيقِ إِلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ نُقْطَةَ الْبَدْءِ: هِيَ نَقْلُ أُسْلُوبِ الْحَضَارَةِ الْغَرْبِيَّةِ؛ فَهَذَا يَجْعَلُنَا حِينَئِذٍ -كَمَا يَقُولُونَ- مُتَقَدِّمِينَ!


بَعْضُهُمْ يَقُولُ: إِنَّ نَقْلَ أُسُلْوُب ِالحْضَارَةِ الْغَرْبِيَّةِ وَالْفِكْرِ الْغَرْبِيِّ -وَحَتَّى طَرِيقَةِ الْكِتَابَةِ الْغَرْبِيَّةِ مِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْيَمِينِ- سَيُقِيمُ فِي بِلَادِنَا الْمَصَانِعَ!

الْبَعْضُ أَكْثَرُ صَرَاحَةً؛ إِذْ يَقُولُ: إِنَّنَا لَا نَحْتَاجُ لِنَقْلِ الصِّنَاعَةِ مَا دُمْنَا سَنُصْبِحُ جُزْءًا مِنْ هَذِهِ الْحَضَارَةِ, نُسَاهِمُ فِيهَا بِمَا أَتَاحَتْهُ لَنَا مَقَادِيرُنَا، وَسَنَسْتَمْتِعُ بِنَقْلِ آخِرِ كَلِمَةٍ فِيهَا دُونَ حَاجَةٍ بِنَا إِلَى تَكْرَارِ نَفْسِ الْخُطُوَاتِ الَّتِي سَلَكَتْهَا تِلْكَ الدُّوَلُ الْغَرْبِيَّةُ.

بِصَرْفِ النَّظَرِ عَنِ الْحَقِيقَةِ الْبَدِيهِيَّةِ الَّتِي تَقُولُ: إِنَّ أُسْلُوبَ الْحَيَاةِ الْغَرْبِيَّةِ لَيْسَ إِلَّا انْعِكَاسًا لِطَرِيقَةِ إِنْتَاجِ وَسَائِلِ الْحَيَاةِ الْغَرْبِيَّةِ –أَيْ: أَنَّ هَذَا الْأُسْلُوبَ هُوَ نَتَاجُ الصِّنَاعَةِ الْغَرْبِيَّةِ-, لَوْ أَرَدْنَا –جَدَلًا- أَنْ نُقِيمَ فِي بِلَادِنَا الْمُؤَسَّسَاتِ الثَّقَافِيَّةَ وَالسِّيَاسِيَّةَ وَالِاجْتِمَاعِيَّةَ ذَاتَهَا، وَأَرَدْنَا أَنْ نَعْتَنِقَ الْقِيَمَ نَفْسَهَا، وَأَنْ نُمَارِسَ الْعَلَاقَاتِ الْغَرْبِيَّةَ عَيْنَهَا؛ فَلَا بُدَّ أَنْ نَبْدَأَ بِإِقَامَةِ الْقَاعِدَةِ الْمَادِّيَّةِ الَّتِي أَفْرَزَتْ ذَلِكَ كُلَّهُ, أَلَا وَهِيَ: الْمُجْتَمَعُ الصِّنَاعِيُّ -لَا أَنْ نَقْلِبَ الْوَضْعَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ-.
وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ تَجْرِبَةَ الشُّعُوبِ أَكَّدَتْ: أَنَّ نَقْلَ الْقِيَمِ أَوْ أُسْلُوبِ الْحَيَاةِ الْغَرْبِيِّ فِي مَظْهَرِهِ هُوَ الَّذِي يَشُلُّ الْقُدْرَةَ بَلْ وَحَتَّى الرَّغْبَةَ الْجَادَّةَ فِي تَحْقِيقِ الْتَّصْنِيعِ أَوْ إِنْجَازِ الدَّفْعَةِ التَّحْضِيرِيَّةِ الْحَقِيقِيَّةِ, وَأَنَّ الدُّوَلَ الْغَرْبِيَّةَ الْمُتَقَدِّمَةَ أَوِ الدُّوَلَ الْكُبْرَى لَهَا مَصْلَحَةٌ مُبَاشِرَةٌ فِي مَنْعِنَا مِنْ تَحْقِيقِ هَذَا التَّحْدِيثِ، وَأَنَّ كُلَّ زَعْمٍ بِأَنَّ الْغَرْبَ حَاوَلَ تَطْوِيرَنَا وَتَحْدِيثَنَا هُوَ جَهْلٌ بِالتَّارِيخِ, وَتَزْوِيرٌ فَاضِحٌ لِتَارِيخِ الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْغَرْبِ وَالْمُسْلِمِينَ.
إِنَّ الَّذِي يُرَادُ لَهُ أَنْ يَحْدُثَ فِي مِصْرَ هُوَ: الْفَوْضَى الْخَلَّاقَةُ «الْهَدَّامَةُ»!!

إِنَّ الْفَوْضَى الَّتِي يُرَادُ إِحْدَاثُهَا فِي مِصْرَ: هِيَ تَفْكِيكُ الْمُجْتَمَعِ الْمِصْرِيِّ، ثُمَّ إِعَادَةُ تَرْكِيبِهِ عَلَى الْأَجِنْدَةِ الْغَرْبِيَّةِ فِي الْعَقِيدَةِ, وَالْفِكْرِ, وَالْحَيَاةِ, وَالْأَخْلَاقِ, وَالسُّلُوكِ.

هِيَ إِزَالَةُ الْإِسْلَامِ وَإِحْلَالُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ.
إِنَّ الَّذِينَ بَدَؤُوا بِتِلْكَ الْحَرَكَةِ لَمْ تَنْقُصْهُمُ الْحُرِّيَّةُ يَوْمًا!
فَهَؤُلَاءِ مُتَحَلِّلُونَ فِي الْجُمْلَةِ، وَهَؤُلَاءِ مُنْفَكُّونَ فِي الْعَادَةِ، وَهَؤُلَاءِ لَا يُقَيِّدُهُمْ قَيْدٌ؛ بِدَلِيلِ أَنَّ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ -وَلَا شَكَّ أَنَّ لَهُمْ أُسَرًا- يَنَامُونَ فِي الْعَرَاءِ مُتَجَاوِرِينَ أَوْ غَيْرَ مُتَجَاوِرِينَ، وَيَبِيتُونَ هَكَذَا مَعَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، وَلَهُمْ أُسَرٌ لَا تُقَيِّدُ عَلَيْهِمْ حُرِّيَةَ الْبَيَاتِ فِي الْخَلَاءِ -فِي الْعَرَاءِ- فِي عَرَاءٍ.

هَؤُلَاءِ لَيْسَتْ لَهُمْ حُرِّيَّةٌ مُقَيَّدَةٌ، فَمَا الْحُرِّيَّةُ الَّتِي يُرِيدُونَ؟!
إِنَّهَا حُرِّيَّةُ الِانْعِتَاقِ مِنَ الْعَقِيدَةِ، مِنَ الدِّينِ، مِنَ الْقَدِيمِ... إِنَّهَا حُرِّيَّةُ التَّحَلُّلِ مِنَ التُّرَاثِ, مِنْ كُلِّ مَا يَمُتُّ إِلَى الدِّينِ الْعَظِيمِ!وَلَا يُسْتَبْعَدُ أَنْ يَكُونَ
الَّذِينَ أَتَوْا بِالْجِمَالِ وَالْخُيُولِ إلَى الْمَيْدَانِ إِنَّمَا أَرَادُوا أَنْ يُوصِلُوا رِسَالَةً مَضْمُونُهَا:


أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَدْ خَرَجُوا -هَذَا الْخُرُوجَ الْقَبِيحَ- مُتَقَدِّمُونَ تَقَدُّمِيُّونَ، وَأَنَّ الَّذِينَ يُنَاوِئُونَهُمْ رَجْعِيُّونَ مُتَخَلِّفُونَ!
هَؤُلَاءِ الْخَارِجُونَ يُرِيدُونَ عَصْرَ الْفَضَاءِ، وَالَّذِينَ يُنَاوِئُونَهُمْ يُرِيدُونَ عَصْرَ الْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ وَالْجِمَالِ!

إِنَّهَا رَمْزِيَّةٌ فَاضِحَةٌ مَفْضُوحَةٌ لَا يُسْتَبْعَدُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ مَنْ سَعَى إِلَيْهَا وَنَفَّذَهَا؛ لِيَعْلَمَ الْعَالَمُ كُلُّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ هُمُ التَّقَدُّمِيُّونَ! هُمُ التَّحَرُّرِيُّونَ! هُمُ الَّذِينَ يَعِيشُونَ الْعَصْرَ, وَيُرِيدُونَ أَنْ يَأْخُذُوا بِأَيْدِي أَبْنَاءِ مُجْتَمَعِهِمْ إِلَى جَادَّتِهِ وَسَوَائِهِ!!
وَأَمَّا الَّذِينَ يُنَاوِئُونَهُمْ فَهُمُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الرَّجْعِيَّةَ، وَالسَّلَفِيَّةَ، وَالْأُصُولِيَّةَ، وَالرُّجُوعَ إِلَى عُصُورِ الظَّلَامِ
وَالضَّبَابِيَّةِ -كَمَا يَنْعتُونَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ حِينٍ وَحَالٍ-!!


فَلَا يَخْدَعَنَّكَ هَذَا الْأَمْرُ، وَالْتَفِتْ إِلَيْهِ؛ فَحِيَلُهُمْ شَيْطَانِيَّةٌ، وَمَكَائِدُهُمْ طَاغُوتِيَّةٌ، وَنَسِيجُهُمْ تَوْرَاتِيٌّ صَلِيبِيٌّ -فِي الْجُمْلَةِ-.
إِنَّهَا الْحَرْبُ مَعَ الْقَدِيمِ, وَإِنْ مَثَّلَتْهُ الْمَشْيَخِيَّةُ، وَإِنْ مَثَّلَتْهُ الْأُبُوَّةُ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ تُطَاعَ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ.
هُمْ يُرِيدُونَ الِانْعِتَاقَ مِنْ هَذَا الْإِطَارِ إِلَى حُرِّيَّةِ الْعُرْيِ إِلَى مَا يُقَالُ لَهُ: الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ.
يُرِيدُونَ إِزَالَةَ الْإِسْلَامِ وَإِحْلَالَ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ.
وَالدِّيمُقْرَاطِيَّةُ:
لَفْظَةٌ يُونَانِيَّةٌ مَعْنَاهَا حُكْمُ الشَّعْبِ، أَي أَنَّ الشَّعْبَ يَحْكُمُ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ.

فَلِلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ عَنَاصِرُ أَسَاسِيَّةٌ لَا بُدَّ مِنْ تَوَافُرِهَا لِيَكُونَ النِّظَامُ دِيمُقْرَاطِيًّا، وَمِنْ أَهَمِّ هَذِهِ الْعَنَاصِرِ عُنْصُرَانِ:
الْأَوَّلُ: السِّيَادَةُ لِلشَّعْبِ.لَيْسَتْ لِلشَّرِيعَةِ، لَيْسَتْ لِلْعَقِيدَةِ، لَيْسَتْ لِلْوَحْيِ الْمَعْصُومِ، لَيْسَتْ لِلْإِلَهِ الْأَجَلِّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. بَلْ يُرِيدُونَ السِّيَادَةَ لِلشَّعْبِ!!
وَالثَّانِي: الْحُقُوقُ وَالْحُرِّيَّاتُ مَكْفُولَةٌ قَانُونِيًّا لِكُلِّ فَرْدٍ يَعِيشُ تَحْتَ النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ.
مَاذَا تَعْنِي هَذِهِ الْجُمْلَةُ: السِّيَادَةُ لِلشَّعْبِ؟
السِّيَادَةُ لِلشَّعْبِ -أَوِ السُّلْطَةُ لِلشَّعْبِ-، مَنْ تَصَوَّرَ هَذِهِ الْجُمْلَةَ –أَي: السُّلْطَةُ لِلشَّعْبِ- ثُمَّ عَرَفَ أَنْوَاعَ السُّلْطَاتِ الثَّلَاثِ فَإِنَّهُ لَا يَشُكُّ أَنَّ النَّظَامَ الدِّيمُقْرَاطِيُّ نِظَامٌ إِلْحَادِيٌّ جَاهِلِيٌّ, لَا يَصْلُحُ فِي بَلَدٍ إِسْلَامِيٍّ يَعْتَنِقُ أَبْنَاؤُهُ دِينَ اللَّـهِ, وَيُوَحِّدُونَ اللَّـهَ, وَيَتَّبِعُونَ رَسُولَ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَنْوَاعُ السُّلْطَاتِ الَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا الشَّعْبُ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ ثَلَاثَةٌ:

السُّلْطَةُ الْأُولَى: السُّلْطَةُ التَّشْرِيعِيَّةُ.
وَالثَّانِيَةُ: السُّلْطَةُ الْقَضَائِيَّةُ.
وَالثَّالِثَةُ: السُّلْطَةُ التَّنْفِيذِيَّةُ.
يَرَى النِّظَامُ الدِّيمُقْرَاطِيُّ أَنَّ الشَّعْبَ نَفْسَهُ هُوَ الَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهَذِهِ السُّلْطَاتِ كُلِّهَا، وَذَلِكَ يَعْنِي أَنَّ الشَّعْبَ يَمْلِكُ تَشْرِيعَ الْقَوَانِينِ الْمُنَاسِبَةِ، كَمَا يَمْلِكُ
التَّعْدِيلَ وَالْإِلْغَاءَ فِي مَوَادِّ الْقَانُونِ إِنْ شَاءَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّ الشَّعْبَ نَفْسَهُ يَتَوَلَّى الْقَضَاءَ بَيْنَ النَّاسِ بِوَاسِطَةِ لَجْنَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي ضَوْءِ ذَلِكَ التَّشْرِيعِ، كَمَا يَتَوَلَّى الشَّعْبُ نَفْسُهُ التَّنْفِيذَ بَعْدَ الْقَضَاءِ.

هَكَذَا يَكُونُ الشَّعْبُ فِي كُلِّ أُمُورِهِ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ!
هَلْ يَسُوغُ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَعْتَقِدَ صِحَّةَ تَشْرِيعِ غَيْرِ مَا أَتَى بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟!
هَلْ يَسُوغُ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَعْتَقِدَ صِحَّةَ تَشْرِيعِ مَا سِوَى التَّشْرِيعِ الَّذِي جَاءَ مِنْ لَدُنِ الْعَلِيمِ الْحَكِيمِ عَنْ طَرِيقِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟!

إِذَا كَانَ الشَّعْبُ هُوَ الَّذِي يُشَرِّعُ قَانُونَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى سُلْطَةَ الْقَضَاءِ، ثُمَّ هُوَ يُنَفِّذُ مَا قَضَى بِهِ الْقَاضِي الدِّيمُقْرَاطِيُّ، فَمَا الَّذِي بَقِيَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَ الْعِبَادَ, وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُسُلَهُ, وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ كُتُبَهُ تَحْمِلُ ذَلِكَ التَّنْظِيمَ الدَّقِيقَ الْعَادِلَ الَّذِي لَا جَوْرَ فِيهِ وَلَا نَقْصَ بِحَالٍ؟!
هُمْ يَقُولُونَ: نُرِيدُ الْحُرِّيَّةَ.. وَهُمْ لَمْ يُبْقُوا مِنْهَا شَيْئًا لَمْ يَسْتَنْزِفُوهُ؛ لَقَدْ شَرِبُوا الْحُرِّيَّةَ حَتَّى الثُّمَالَةِ!
يَقُولُونَ: نُرِيدُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةَ.. لِكَيْ يَتَحَوَّلَ وَجْهُ مِصْرَ إِلَى وَجْهٍ دِيمُقْرَاطِيٍّ عَلْمَانِيٍّ مَدَنِيٍّ لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِالدِّينِ!

يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونَ الدِّينُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَبِّكَ، لَا حُكْمَ لِلدِّينِ فِي الْحَيَاةِ: لَا فِي الْأَنْفُسِ، وَلَا فِي الْأَعْرَاضِ، وَلَا فِي الْأَمْوَالِ، وَلَا فِي الْحُكْمِ، وَلَا فِي السِّيَاسَةِ، وَلَا فِي الِاقْتِصَادِ!!
يُرِيدُونَ الدِّينَ عَلَاقَةً مُجَرَّدَةً بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ, فَإِذَا تَخَطَّى بِهَا إِنْسَانٌ فِي الْمُجْتَمَعِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ حُدُودَ نَفْسِهِ؛ عَاقَبَهُ النِّظَامُ الدِّيمُقْرَاطِيُّ.
فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ: لَا فَرْقَ بَيْنَ مُسْلِمٍ وَكَافِرٍ، وَرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، الْكُلُّ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْحِمَارِ!!

حَتَّى الْفُرُوقُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ طَبْعًا فِي الْبَشَرِ تُلْغَى:
الْمَرْأَةُ تَرْفُضُ الزَّوَاجَ وَلَا تُرِيدُهُ؛ هِيَ حُرَّةٌ تَحْمَلُ مِنْ سِفَاحٍ -وَلَا يُسَمُّونَهُ سِفَاحًا-؛ إِذْ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ أَنَّ هَذَا الْجَسَدَ إِنَّمَا هُوَ مِنْحَةٌ مِنَ الطَّبِيعَةِ أَوْ مِنْ إِلَهِهِم ، وَالْمَرْءُ فِي هَذِهِ الْمِنْحَةِ حُرٌّ فِي أَنْ يَتَمَتَّعَ بِهَا كَيْفَ يَشَاءُ وَعَلَى الصُّورَةِ الَّتِي يُرِيدُ..!! يُرِيدُونَهَا دِيمُقْرَاطِيَّةً!!

يَقُولُونَ: نَحْنُ نُرِيدُ الْحُرِّيَّةَ، وَالدِّيمُقْرَاطِيَّةَ، وَالْعَدَالَةَ الِاجْتِمَاعِيَّةَ -وَالْأَخِيرَةُ مِنْ بَابِ ذَرِّ الرَّمَادِ فِي الْعُيُونِ-.
نَعَمْ؛ هُنَالِكَ فَوَارِقُ عَظِيمَةٌ، وَهُنَالِكَ اسْتِئْثَارٌ بِالسُّلْطَةِ، وَهُنَالِكَ فَسَادٌ مُسْتَبِدٌّ.نَعَمْ؛ هُنَالِكَ فَقْرٌ مُدْقِعٌ، وَمُعَانَاةٌ جَارِفَةٌ، وَغَلَاءٌ مُفْظِعٌ -لَا شَكَّ-.
فَتَمَّ اسْتِغْلَالُ هَذِهِ الْأُمُورِ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ الْكَادِحَةِ النَّاصِبَةِ الَّتِي غُيِّبَ عَنْهَا وَعْيُهَا الْإِسْلَامِيُّ, وَصَارَ الدِّينُ عِنْدَهَا مَجْهُولًا، فَأُخِذَ بِمِقْوَدِهَا.
ثُمَّ إِنَّهُ انْخَرَطَ فِي ذَلِكَ السِّلْكِ الْمَلْعُونِ طَوَائِفُ مِنَّا مِمَّنْ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالْإِسْلَامِ الْمَجِيدِ، وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ -إِذَا كَانَ الْمُجْتَمَعُ دِيمُقْرَاطِيًّا- أَنْ تَأْتِيَ بِهِمُ الصَّنَادِيقُ الزُّجَاجِيَّةُ! وَهَذَا وَهْمٌ كَبِيرٌ مَا كَانَ وَلَنْ يَكُونَ.
ثُمَّ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ -بِإِحْسَانِ الظَّنِّ بِهِمْ-، فَإِنَّهُمْ يَتَّخِذُونَ وَسِيلَةً كُفْرِيَّةً إِلَى غَايَةٍ شَرْعِيَّةٍ -إِنْ أَحْسَنَّا الظَّنَّ بِغَايَتِهِمْ-! فِي الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ السُّلْطَاتُ كُلُّهُا لِلشَّعْبِ؛ يَعْنِي أَنَّ الشَّعْبَ يَمْلِكُ التَّشْرِيعَ وَالْقَضَاَء وَالتَّنْفِيذَ، فَمَاذَا بَقِيَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ؟!



عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في الأحد 13 نوفمبر 2011 - 14:38 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 12:37


إِذَا كَانَ الشَّعْبُ هُوَ الَّذِي يُشَرِّعُ قَانُونَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَقْضِي قَاضِيهُ الدِّيمُقْرَاطِيُّ بَيْنَ أَبْنَاءِ الْمُجْتَمَعِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ، وَيُنَفِّذُ الْمُنَفِّذُونَ الدِّيمُقْرَاطِيُّونَ تِلْكَ
الْأَحْكَامَ عَلَى أَبْنَاءِ الْمُجْتَمَعِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ، فَمَاذَا بَقِيَ لِدِينَ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ؟!


هَذَا مَا يُرَادُ -دَعْكَ مِنْ كُلِّ مَا يُقَالُ-، هَذَا هُوَ الْخَبِيءُ وَرَاءَ تِلْكَ الْأَكَمَةِ، وَوَرَاءَهَا مَا وَرَاءَهَا, فَلَا تُخْدَعَنَّ.

فِي النِّظَامِ الْإِسْلَامِيِّ: يَكُونُ هُنَالِكَ كَبِيرٌ يُطَاعُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ.

هَذَا عِنْدَهُم مَمْنُوعٌ؛ لِأَنَّ هَذَا هُوَ الرَّمْزُ لِوِلَايَةِ الْأَمْرِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ، وَهَذَا مَرْفُوضٌ!!

يَقُولُونَ عَنْهُ: هَذَا هُوَ النِّظَامُ الدِّكْتَاتُورِيُّ.. حَتَّى إِذَا كَانَ مَحْكُومًا بِدِينِ اللَّـهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ عِنْدَهُمْ نِظَامٌ دِكْتَاتُورِيٌّ ظَالِمٌ مُسْتَبِدٌّ!
اللَّـهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُشَرِّعُ وَحْدَهَ، شَرَعَ التَّشْرِيعَاتِ الْعَادِلَةَ, وَأَنْزَلَهَا فِي كِتَابِهِ، وَهِيَ بَيْنَ النَّاسِ, أَتَى بِهَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ, الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.

الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ -الشَّارِحَةُ لِلْكِتَابِ- هُمَا مَحَلُّ التَّشْرِيعِ الْإِلَهِيِّ الْكَامِلِ؛ فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُذْعِنَ لِذَلِكَ إِذْعَانًا كَامِلًا بِامْتِثَالٍ تَامٍّ.

لَمْ يَبْقَ إِلَّا الْقَضَاءُ بَيْنَ النَّاسِ فِي ضَوْءِ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ؛ فَدِينُنَا كَامِلٌ شَامِلٌ تَامٌّ لَا نَقْصَ فِيهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.

الْحُرِّيَّاتُ الْمَكْفُولَةُ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ هِيَ:
حُرِّيَّةُ الْعَقِيدَةِ، أَيْ: حُرِّيَّةُ الرِّدَّةِ وَالتَّنَقُّلِ بَيْنَ الْأَدْيَانِ.

حُرِّيَّةُ الْأَخْلَاقِ: وَهِيَ الْمُسَمَّاةُ بِالْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ, هِيَ حُرِّيَّةُ الِانْعِتَاقِ مِنْ كُلِّ قَيْدٍ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْ أُصُولِ الْفَضِيلَةِ، وَأَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ -والْمَرْأَةُ كَذَلِكَ- عَلَى مَا يُرِيدُ فَاعِلًا، وَأَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ لِمُبْتَغَاهُ وَاصِلًا.

حُرِّيَّةُ الرَّأْيِ وَالْقَوْلِ: فَيَخْبِطُونَ فِي كُلِّ مَجَالٍ حَتَّى فِي الْأَدْيَانِ؛ يَسُبُّونَ الْأَنْبِيَاءَ، وَيَحْتَقِرُونَ الْكُتُبَ الْمُنَزَّلَةَ، وَيَعْبَثُونَ بِكُلِّ قِيمَةٍ سَامِقَةٍ رَاسِخَةٍ، وَلَا يُمْكِنُ الاعْتِرَاضُ؛ لِأَنَّ حُرِّيَّةَ الرَّأْيِ مَكْفُولَةٌ، وَهُوَ رَأْيٌ شَخْصِيٌّ, طَالَمَا لَمْ يُجْبِرْكَ أَحَدٌ عَلَيْهِ فَلَا مَدْخَلَ لَكَ مَعَهُ.

حُرِّيَّةُ الْكَسْبِ وَالْإِنْفَاقِ.
حُرِّيَّةُ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ.حُرِّيَّةُ السَّكَنِحُرِّيَّةُ الانْتِقَالِ وَالتَّنَقُّلِ.

هَذِهِ هِيَ الْحُرِّيَّاتُ الْمَكْفُولَةُ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ.

أَمَّا حُرِّيَّةُ الْعَقِيدَةِ: فَهِيَ حُرِّيَّةُ الرِّدَّةِ؛ حَيْثُ يُعْطِي النِّظَامُ الدِّيمُقْرَاطِيُّ كُلَّ فَرْدٍ حُرِّيَّتَهُ فِي أَنْ يُغَيِّرَ دِينَهُ وَعَقِيدَتَهُ كُلَّمَا أَرَادَ ذَلِكَ, لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَيْهِ، لَهُ أَنْ يَعِيشَ مُسْلِمًا -مَثَلًا- أَوَّلَ حَيَاتِهِ، فَإِذَا بَدَا لَهُ أَنْ يُغَيِّرَ عَقِيدَتَهُ, وَأَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ أَوِ الْيَهُودِيَّةِ أَوْ مَا يَخْتَارُهُ -كَالْهِنْدُوكِيَّةِ وَالْبُوذِيَّةِ وَالْعَلْمَانِيَّة أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ- فَلَهُ مُطْلَقُ الْحُرِّيَّةِ فِي ذَلِكَ!

حُرِّيَّتُهُ هَذِهِ مَكْفُولَةٌ لَهُ بِالْقَانُونِ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ؛ فَيَنْبَغِي احْتِرَامُ النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ, وَاحْتِرَامُ هَذِهِ الْحُرِّيَّةِ؛ إِذْ قَدْ كَفَلَهَا الْقَانُونُ!!
احْتِرَامُ الْقَانُونِ عِنْدَهُمْ وَاجِبٌ عَيْنِيٌّ, إِذَا خُولِفَ عُوقِبَ مُخَالِفُهُ.
فَوَاحَسْرَتَاهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ!!
إِذَا أَعْطَى الْقَانُونُ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ الْحُرِّيَّةَ فِي أَنْ يُضَاجِعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ -كَمَا تَتَسَافَدُ الْحُمُرُ!- فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْتَرِضَ.

مَنِ اعْتَرَضَ -مَنْ نَظَرَ فَتَبَسَّمَ، أَوْ تَكَلَّمَ فَتَهَكَّمَ- عَاقَبَهُ الْقَانُونُ! وَأَمَّا الْمُتَسَافِدَانِ فَلَا تَثْرِيبَ عَلَيْهِمَا!!

احْتِرَامُ الْقَانُونِ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ وَاجِبٌ عَيْنِيٌّ!

وَاحْتِرَامُ النِّظَامِ الْإِسْلَامِيِّ فِي الْإِسْلَامِ مَا هُوَ؟!

احْتِرَامُ (قَالَ اللَّـهُ, قَالَ رَسُولُهُ) عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ أَيْنَ هُوَ؟!

هَذَهِ الْمَسَائِلُ عِنْدَ الدِّيمُقْرَاطِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةُ السُّلْطَةِ الْقَضَائِيَّةِ الَّتِي تَقْضِي بَيْنِ النَّاسِ بِمَا شَرَعَتْهُ السُّلْطَةُ التَّشْرِيعِيَّةُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ.

لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُطَالِبَ أَحَدًا تَرَكَ دِينَهُ بِالْعَوْدَةِ إِلَى دِينِهِ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُطَالِبَ بِتَطْبِيقِ حَدِّ الرِّدَّةِ مَا دَامَ الْمَرْءُ عَائِشًا فِي مُجْتَمَعٍ دِيمُقْرَاطِيٍّ!

هَذِهِ الْحُرِّيَّةُ -حُرِيَّةُ الْعَقِيدَةِ- هِيَ حُرِّيَّةُ الرِّدَّةِ.

هَلْ دُعَاةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقِرُّونَ بِهَذِهِ الرِّدَّةِ يَا تُرَى؟!!
فَلْيُفَكِّرُوا جَيِّدًا، وَلْيُحَدِّدُوا مَوَاقِفَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ وَاقِفُونَ فِي مُفْتَرَقِ الطُّرُقِ؛ لَيْسَ أَمَامَهُمْ إِلَّا الْكُفْرُ أَوِ الْإِيمَانُ، لَا تُوجَدُ هُنَا مَنْزِلَةٌ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ
-أَيْ: بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ-، وَاللَّـهُ الْمُسْتَعَانُ.

وَأَمَّا حُرِّيَّةُ الْأَخْلَاقِ: فَهِيَ مِنَ الْحُرِّيَّاتِ الَّتِي أَجْمَعَ عَلَيْهَا الْغَرْبُ وَالشَّرْقُ مَعًا، أَيْ أَنَّ الْكُفَّارَ فِي الشَّرْقِ مِنَ الِاشْتِرَاكِيِّينَ قَدْ يَخْتَلِفُونَ مَعَ إِخْوَانِهِمْ فِي
الْغَرْبِ فِي بَعْضِ الْحُرِّيَّاتِ-لَاسِيَّمَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَالِ-، وَلَكِنَّهُمْ جَمِيعًا يَتَّفِقُونَ فِي حُرِّيَّةِ الْأَخْلَاقِ دُونَ قَيْدٍ.




يُقِرُّونَ جَمِيعًا أَنَّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقْضِيَ وَطَرَهُ مِنْ أَيِّ امْرَأَةٍ حَيْثُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ ذَلِكَ فِي الْأَمَاكِنِ الْعَامَّةِ وَالْمَنَازِلِ الْخَاصَّةِ مَا لَمْ يَغْتَصِبْهَا، أَمَّا فِي حَالِ اغْتِصَابِهَا –أَيْ: أَنْ يُوَاقِعَها بِغَيْرِ رِضَاهَا، أَمَّا بِرِضَاهَا فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ, لَا يُؤَاخِذُهُ أَحَدٌ، وَأَمَّا بِغَيْرِ رِضَاهَا- فَإِنَّهُ يُعَدُّ مُجْرِمًا مُذْنِبًا؛ لِمُخَالَفَتِهِ الْقَانُونَ! حَيْثُ ارْتَكَبَ جَرِيمَةَ الِاغْتِصَابِ لَا جَرِيمَةَ الزِّنَى!


لِأَنَّ فَاحِشَةَ الزِّنَى لَيْسَتْ جَرِيمَةً فِي حَدِّ ذَاتِهَا فِي ذَلِكَ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ؛ فِي النِّظَامِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ! إِنَّمَا الْجَرِيمَةُ: الِاغْتِصَابُ!!

هُمُ الْآنَ يَقُولُونَ: حُرِّيَّة، دِيمُقْرَاطِيَّة...
هَذِهِ هِيَ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ الَّتِي يُرِيدُونَ: حُرِّيَّةُ الرِّدَّةِ، وَحُرِّيَّةُ الِانْعِتَاقِ فِي الْعَلَاقَاتِ الْجِنْسِيَّةِ مِنْ كُلِّ قَيْدٍ.
هَذِهِ الْحُرِّيَّةُ مَكْفُولَةٌ فِي بَعْضِ الدُّوَلِ الْإِسْلَامِيَّةِ!
عِبَادَ اللَّـهِ:
إِنَّ هَذَا الْوَطَنَ الْعَزِيزَ مُسْتَهْدَفٌ فِي نُصُوصِ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ، وَفِي تَعَالِيمِ التَّلْمُودِ، وَكَذِلكَ فِي بُنُودِ الْمَاسُونِ، وَفِي الْخُطَطِ التَّوْرَاتِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ
الَّتِي نُسِجَتْ خُيُوطُهَا بِلَيْلٍ فِي كُهُوفِ الْكَيْدِ فِي أَجْوَافِ الظُّلُمَاتِ.. ثُمَّ هِيَ قَدْ صَارَتِ الْيَوْمَ حَقِيقَةً مُعْلَنَةً بِأَيْدٍ مِصْرِيَّةٍ لِكَيْ يُقَالَ: إِنَّ الِانْحِلَالَ
وَالْكُفْرَ بَعْدُ (صُنِعَ فِي مِصْرَ)!

هَذَا هُوَ، سَيَقُولَونَ بَعْدُ:

(صُنِعَ بِالسَّوَاعِدِ الْمِصْرِيَّةِ)! جَاءَتْ بِهِ ثَوْرَةٌ مُبَارَكَةٌ! صُنِعَتْ بِأَيْدٍ مِصْرِيَّةٍ فَصَارَتْ دِيمُقْرَاطِيَّةً -يَعْنِي: لَا دِينَ لَهَا-.
احْذَرُوا، احْذَرُوا -عِبَادَ اللَّـهِ-؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ كَبِيرٌ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِمَّا يَتَصَوَّرُ السُّذَّجُ الَّذِينَ خَرَجُوا؛ لِأَنَّ نَابَ الْغَلَاءِ وَالْجُوعِ قَدْ عَضَّ فِي مَعِدَاتِهِمْ، أَوْ نَهَشَ فِي
أَمْعَائِهِمْ...

وَلَا -وَاللَّـهِ-؛ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ، وَيَشْرَبُونَ، وَيَلْبَسُونَ، وَيَعِيشُونَ، وَيَتَمَتَّعُونَ بِمَا لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ آبَائِهِمْ وَلَا أَجْدَادِهِمْ، وَقَدْ وَسَّعَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفَتَحَ لَهُمْ، وَلَكِنَّهُ الْغَزْوُ الْفِكْرِيُّ الْعَقَدِيُّ، دَمَّرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ جَوَانِبَ مِنْ عَقَائِدِهِمْ، وَغَيَّبَ شَرِيعَتَهُمْ، وَجَعَلَ نَظَرَهُمْ إِلَى تُرَاثِهِمْ وَمَاضِيهِمْ وَتَارِيخِهِمْ وَأَسْلَافِهِمْ وَعَقِيدَتِهِمْ نَظَرَ
الْمُحْتَقِرِ؛ لِأَنَّ أَعْدَاءَ الإِسْلَامِ قَدْ أَفْهَمُوا الشُّعُوبَ الَّتِي فُرِّغَتْ ثَقَافِيًّا مِنْ تُرَاثِهَا وَدِينِهَا وَعَقِيدَتِهَا أَنَّ هَذَا الْمَاضِيَ هُوَ الَّذِي أَخَّرَهُمْ تَمَامًا -كَرَمْزِيَّةِ الْخَيْلِوَالْجِمَالِ فِي الْمَيْدَانِ!-.

المَعْنَى هُوَ: تُرِيدُونَ أَنْ تُعِيدُونَا إِلَى عُهُودِ الرَّجْعِيَّةِ؛ إِلَى الْعُهُودِ الْوُسْطَى؟!
وَقَدْ -وَاللَّـهِ- قِيلَتْ؛ قَالَ قَائِلُهُمْ -قَطَعَ اللَّـهُ لِسَانَهُ، وَفَضَّ فَاهُ-: فَجَاؤُونَا بِالْأَحْصِنَةِ وَالْجِمَالِ لِيُعِيدُونَا إِلَى الْعُصُورِ الْوُسْطَى!
لِأَنَّهَا رَمْزُ الْفُرُوسِيَّةِ وَالتَّنَقُّلِ عِنْدَ أَسْلَافِنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ, الَّذِينَ حَمَلُوا الدِّينَ وَالْحَضَارَةَ إِلَى الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، وَنَشَرَ اللَّـهُ بِهِمُ الْهُدَى وَالنُّورَ وَالْعَدْلَ، فَبُدِّدَتِ
الظُّلُمَاتُ فِي الْعَقَائِدِ وَالْحَيَاةِ.

احْذَرُوا -عِبَادَ اللَّـهِ-، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَغْفُلُوا عَنْ أَصْلِ الْمَسْأَلَةِ.
لَقَدْ قُلْتُ قَدِيمًا:إِنَّ الطَّبِيبَ الْفَاشِلَ هُوَّ الَّذِي يَصْرِفُ قُوَاهُ إِلَى التَّوَفُّرِ عَلَى مُعَالَجَةِ الْأَعْرَاضِ دُونَ النَّظَرِ فِي أَصْلِ الدَّاءِ، هَذَا طَبِيبٌ فَاشِلٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَصْنَعَ
شَيْئًا لِمَرِيضِهِ، بَلْ إِنَّهُ يُؤْذِيهِ فِي الْجُمْلَةِ.

تَمَامًا كَمَا لَوْ أُصِيبَ مَرِيضٌ بِارْتِفَاعِ ضَغْطِ الْعَيْنِ، مَا يَزَالُ الضَّغْطُ عَلَى الْعَصَبِ الْبَصْرِيِّ حَتَّى يَضْمُرَ وَحَتَّى يَمُوتَ، وَحِينَئِذٍ يُصَابُ الْمَرِيضُ بِالْعَمَى الدَّائِمِ -نَسْأَلُ اللَّـهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ-، وَأَوَّلُ عَرَضٍ وَأَظْهَرُهُ هُوَ الصُّدَاعُ الَّذِي يَكَادُ يَشُقُّ الرَّأْسَ وَالْجُمْجُمَةَ شَقًّا، فَيَشْكُو الْمَرِيضُ مِنْهُ, وَيَكُبُّ الطَّبِيبُ الْجَاهِلُ عَلى هَذَا الْعَرَضِ مُدَاوِيًا وَمُعَالِجًا، فَمَا يَزَالُ يُدَاوِيهِ بِالْمُسَكِّنَاتِ وَالْمُخَدِّرَاتِ -وَالْوَقْتُ هَا هُنَا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ مِمَّا هُوَ أَغْلَى مِنْهُ- حَتَّى يَجِدَالْمَرِيضُ نَفْسَهُ بَعْدَ حِينٍ
قَلِيلٍ قَصِيرٍ قَدْ أُصِيبَ بِالْعَمَى -عِيَاذًا بِاللَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ-.


وَأَمَّا الطَّبِيبُ الْحَاذِقُ، فَإِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ أَصْلِ الدَّاءِ، وَلَا يَصْرِفُ قُوَاهُ كُلَّهَا إِلَى مُعَالَجَةِ الْأَعْرَاضِ، وَإِنَّمَا يَبْحَثُ عَنْ أَصْلِ الْأَمْرَاضِ، فَإِذَا عَالَجَ أَصْلَ الْمَرَضِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَزُولَ الْعَرَضُ.

لَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَوَفَّرَ قُوَانَا كُلُّهَا عَلَى مُعَالَجَةِ الْأَعْرَاضِ دُونَ النَّظَرِ إِلَى أَصْلِ الدَّاءِ.



عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في الأحد 13 نوفمبر 2011 - 14:19 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 12:38

حقيقة ما يحدث فى مصر

أُمَّةٌ مُغَيَّبَةٌ عَنْ حَقِيقَةِ دِينِهَا.
أَفِي أُمَّةٍ تَعْرِفُ التَّوْحِيدَ وَتَلْتَزِمُ بِالِاتِّبَاعِ تُشَاعُ شَائِعَةُ أَنَّ الْمُجْتَمَعَ يَحْتَاجُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةَ؟!

هَذَا مُنَافٍ لِلْإِسْلَامِ بِالْكُلِّيَّةِ.وَمَعَ ذَلِكَ، فَالْحُرِّيَّاتُ كُلُّهَا الَّتِي تُرِيدُهَا الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ مَكْفُولَةٌ فِي الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ،
وَلَكِنْ بِفَارِقٍ وَاحِدٍ:
هُوَ أَنَّهَا -أَيْ: تِلْكَ الْحُرِّيَّاتِ- مُقَيَّدَةٌ بِقُيُودِ الشَّرِيعَةِ؛ حُرِّيَّةُ الْعَقِيدَةِ مَحْكُومَةٌ بِالشَّرِيعَةِ، حُرِّيَّةُ الرَّأْيِ مَحْكُومَةٌ بِالشَّرِيعَةِ، حُرِّيَّةُ التَّنَقُّلِ وَالانْتِقَالِ، حُرِّيَّةُ الْكَسْبِ وَالْإِنْفَاقِ، جَمِيعُ الْحُرِّيَّاتِ مَكْفُولَةٌ فِي النَّظَامِ الْإِسْلَامِيِّ، وَلَكِنَّهَا مَحْكُومَةٌ فِي الْإِطَارِ الشَّرْعِيِّ؛ فَلَا يُمْنَعُ الْمَرْءُ مِنْ أَمْرٍ شَرَعَهُ اللَّـهُ وَقَرَّرَهُ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
فَعَلَيْنَا أَنْ نَنَتَبِهَ إِلَى أَصْلِ الدَّاءِ؛ فَالْمَعْرَكَةُ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ إِنَّمَا تَدُورُ فِي الْأَنْفُسِ، فِي الْقُلُوبِ، فِي الْأَرْوَاحِ وَالْعُقُولِ؛ لِأَنَّ الْأَنْفُسَ وَالْقُلُوبَ وَالْأَرْوَاحَ وَالْعُقُولَ قَدْ اسْتُلِبَتْ وَفُرِّغَ مَا فِيهَا مِنْ تُرَاثِهَا وَتَارِيخِهَا، وَاعْتِزَازِهَا بِأَمْجَادِ أَسْلَافِهَا، وَانْتِمَائِهَا إِلَى حَقِيقَةِ دِينِهَا، وَأَخْذِهَا بِتَوْحِيدِ رَبِّهَا, وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهَا، فُرِّغَتْ مِنْ هَذَا كُلِّهِ, وَمُلِئَتْ بِحَشْوٍ فَارِغٍ لَا طَائِلَ لَهُ مِنْ تِلْكَ الْفَلْسَفَاتِ، وَمِنْ تِلْكَ الْوَارِدَاتِ مِنَ الْأَخْلَاقِيَّاتِ الْمَرِيضَةِ الَّتِي هِيَ مُؤَسَّسَةٌ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ -وَلَا تَنْسَ هَذِهِ: إِنَّمَا هِي مُؤَسَّسَةٌ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ- عَلَى الْوَثَنِيَّةِ الْيُونَانِيَّةِ الْقَدِيمَةِ.
هَذَا تُرَاثُهُمْ، هَذَا مَاضِيهِمُ: الْحَضَارَةُ الْيُونَانِيَّةُ، الْحَضَارَةُ الْإِغْرِيقِيَّةُ:
(زُيُوس) كَبِيرُ الْآلِهَةِ عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ الْأُولِمْبِ, وَحَوْلَهُ الْآلِهَةُ, كُلُّ إِلَهٍ لَهُ اخْتِصَاصٌ!

وَإِلِهَاتٌ يَخُنَّ الْأَزْوَاجِ مِنَ الْآلِهَةِ، وَتَحْمَلُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ مِنْ إِنْسِيٍّ سِفَاحًا وَبِغَاءً, وَتَلِدُ نِصْفَ إِلَهٍ!

أَيُّ عَبَثٍ هَذَا؟!
هَذَا مَا يُرَادُ لِلْبَشَرِيَّةِ أَنْ تُؤَسَّسَ فِي فِكْرِهَا عَلَيْهِ؟!
نَعَمْ؛ لِأَنَّ الْحَرْبَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ تَكُونَ مُوَجَّهَةً إِلَى الْإِسْلَامِ وَحْدَهُ؛ وَإِنَّمَا هِيَ مُوَجَّهَةٌ إِلَى الْإِسْلَامِ وَإِلَى كُلِّ قِيمَةٍ أَتَى بِهَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

لِكَيْ يُقِيمَ النُّورَانِيُّونَ الْمَمْلَكَةَ الْعُظْمَى لِيَهُوذَا, لِكَيْ يُقِيمُوا مَمْلَكَةَ الرَّبِّ، وَلِكَيْ يَخْرُجَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ لِيَحْكُمَ الْأَرْضَ -بِزَعْمِهِمْ-!!

الْأَمْرُ عَمِيقٌ جِدًّا، تَعَلَّمُوا؛ فَلَا وَقْتَ هُنَالِكَ.كَادَ الْمُجْتَمَعُ أَنْ يَتَصَدَّعَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

كَادَ أَبْنَاءُ الْمُجْتَمَعِ الْوَاحِدِ أَنْ يَتَقَاتَلُوا، وَأَنْ يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، تُرَاقُ الدِّمَاءُ، تَتَخَالَفُ الْآرَاءُ، تَتَعَارَضُ السُّبُلُ، تَتَقَاطَعُ الْوُجْهَاتُ... كُلُّ هَذَا مَقْصُودٌ.

انْتَبِهُوا:
إِنَّمَا تَتَوَحَّدُونَ حَوْلَ كِتَاب اللَّـهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
أَسْأَلُ اللَّـهَ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ أَنْ يَكْبِتَ أَعْدَاءَنَا، وَأَنْ يُذِلَّهُمْ، وَأَنْ يُنَجِّيَ هَذَا الْوَطَنَ مِنْ مَكَائِدِ الْكَائِدِينَ وَمَكْرِ الْمَاكِرِينَ؛ إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
وَصَلَّى اللَّـهُ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.



عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في الأحد 13 نوفمبر 2011 - 14:07 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 12:39



الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:



الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً وَسَلَامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.


أَمَّا بَعْدُ:


فَإِنَّ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ نِعْمَةٌ عَظِيمٌ نَفْعُهَا، كَرِيمٌ مَآلُهَا، وَهِيَ مَظَلَّةٌ يَسْتَظِلُّ بِهَا الْجَمِيعُ مِنْ حَرِّ الْفِتَنِ وَنَارِ التَّهَارُجِ، هَذِهِ النِّعْمَةُ يَتَمَتَّعُ بِهَا الْحَاكِمُ وَالْمَحْكُومِ، وَالْغَنِيُّ وَالْفَقِيرُ، وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، بَلْ إِنَّ الْبَهَائِمَ تَطْمَئِنُّ مَعَ الْأَمْنِ، وَتُذْعَرُ وَتُعَطَّلُ مَعَ الْخَوْفِ وَاضْطِرَابِ الْأَوْضَاعِ، تُعَطَّلُ وَتُذْعَرُ مَعَ تَهَارُجِ الْهَمَجِ الرَّعَاعِ.

فَنَعُوذُ بِاللَّـهِ مِنَ الْفِتَنِ الَّتِي تُعْمِي الْأَبْصَارَ وَتُصِمُّ الْأَسْمَاعَ.
وَبِاللَّـهِ ثُمَّ بِالْأَمْنِ يُحَجُّ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ، وَتُعَمَّرُ الْمَسَاجِدُ، وَيُرْفَعُ الْأَذَانُ مِنْ فَوْقِ الْمَنَارَاتِ، وَيَأْمَنُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ، وَتَأْمَنُ السُّبُلُ، وَتُرَدُّ الْمَظَالِمُ لِأَهْلِهَا فَيُنْتَصَرُ لِلْمَظْلُومِ وَيُرْدَعُ الظَّالِمُ، وَتُقَامُ الشَّعَائِرُ، وَيَرْتَفِعُ شَأْنُ التَّوْحِيدِ مِنْ فَوْقِ الْمَنَابِرِ، وَيَجْلِسُ الْعُلَمَاءُ لِلْإِفَادَةِ، وَيَرْحَلُ الطُّلَّابُ لِلِاسْتِفَادَةِ، وَتُحَرَّرُ الْمَسَائِلُ، وَتُعْرَفُ الدَّلَائِلُ، وَيُزَارُ الْمَرْضَى، وَيُحْتَرَمُ الْمَوْتَى، وَيُرْحَمُ الصَّغِيرُ وَيُدَلَّلُ، وَيُحْتَرَمُ الْكَبِيرُ وَيُبَجَّلُ، وَتُوصَلُ الْأَرْحَامُ، وَتُعْرَفُ الْأَحْكَامُ، وَيُؤْمَرُ
بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيُكَرَّمُ الْكَرِيمُ وَيُعَاقَبُ اللَّئِيمُ...

وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَبِالْأَمْنِ اسْتِقَامَةُ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَبِالْأَمْنِ صَلَاحُ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ, وَالْحَالِ وَالْمَآلِ.

وَقَدْ حَذَّرَنَا اللَّـهُ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي يَعُمُّ بَلَاؤُهَا فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾[الْأَنْفَال:25]؛
فَنَسْأَلُ اللَّـهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُؤَاخِذَنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا، وَنَعُوذُ بِاللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُلُولِ نِقْمَتِهِ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِهِ، وَجَمِيعِ سَخَطِهِ, إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيمٌ بَرٌّ رَحِيمٌ.




لَقَدْ أَثْنَى اللَّـهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الصَّلَاحِ وَالْمُصْلِحِينَ، وَعَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَذَمَّ الْفَسَادَ وَالْمُفْسِدِينَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ.
فَحَيْثُ كَانَتْ مَفْسَدَةُ
الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ أَعْظَمَ مِنْ مَصْلَحَتِهِ لَمْ يَكُنِ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ مِمَّا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ تُرِكَ وَاجِبٌ وَفُعِلَ مُحَرَّمٌ؛ إِذِ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَّقِيَ
اللَّـهَ فِي عِبَادِ اللَّـهِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ هُدَاهُمْ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾[المائدة:105]،
وَلَا اهْتِدَاءَ إِلَّا بِأَدَاِء الْوَاجِبِ؛ لِأَنَّ الِاهْتِدَاءَ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِأَدَاءِ الْوَاجِبِ، فَإِذَا قَامَ الْمُسْلِمُ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ كَمَا
قَامَ بِغَيْرِهِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ لَمْ يَضُرَّهُ ضَلَالُ الضُّلَّالِ
. هَذِهِ قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ.


قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى:
«شَرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ إِيجَابَ إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ؛ لِيَحْصُلَ بِإِنْكَارِهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ مَا يُحِبُّهُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ, فَإِذَا كَانَ إِنْكَارُ الْمُنْكَرِ يَسْتَلْزِمُ مَا هُوَ
أَنْكَرُ مِنْهُ وَأَبْغَضُ إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّهُ لَا يَسُوغُ إِنْكَارُهُ -وَإِنْ كَانَ اللَّـهُ يُبْغِضُهُ وَيَمْقُتُ أَهْلَهُ-، وَهَذَا كَالْإِنْكَارِ عَلَى الْمُلُوكِ وَالْوُلَاةِ بِالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ؛ فَإِنَّهُ
أَسَاسُ كُلِّ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ.


وَمَنْ تَأَمَّلَ مَا جَرَى عَلَى الْإِسْلَامِ فِي الْفِتَنِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ رَآهَا مِنْ إِضَاعَةِ هَذَا الْأَصْلِ، وَعَدَمِ الصَّبْرِ عَلَى مُنْكَرٍ، فَطُلِبَ إِزَالَتُهُ، فَتَوَلَّدَ مِنْهُ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.




كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى بِمَكَّةَ أَكْبَرَ الْمُنْكَرَاتِ وَلَا يَسْتَطِيعُ تَغْيِيرَهَا، بَلْ لَمَّا فَتَحَ اللَّـهُ مَكَّةَ وَصَارَتْ دَارَ إِسْلَامٍ عَزَمَ عَلَى تَغْيِيرِ الْبَيْتِ وَرَدِّهِ
عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ -مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ- خَشْيَةُ وُقُوعِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ؛ مِنْ عَدَمِ احْتِمَالِ قُرَيْشٍ لِذَلِكَ؛ لِقُرْبِ عَهْدِهِمْ بِالْإِسْلَامِ، وَكَوْنِهِمْ
حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ.


وَلِهَذَا لَمْ يَأْذَنْ فِي الْإِنْكَارِ عَلَى الْأُمَرَاءِ بِالْيد؛ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ وُقُوعِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ».
هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ الْعَلَّامَةِ ابْنِ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى.

قَالَ: «فَإِنْكَارُ الْمُنْكَرِ أَرْبَعُ دَرَجَاتٍ:
الْأُولَى: أَنْ يَزُولَ وَيَخْلُفَهُ ضِدُّهُ.
الثَّانِيَةُ: أَنْ يَقِلَّ وَإِنْ لَمْ يَزُلْ جُمْلَةً.
الثَّالِثَةُ: أَنْ يَخْلُفَهُ مَا هُوَ مِثْلُهُ.
الرَّابِعَةُ: أَنْ يَخْلُفَهُ مَا هُوَ شَرٌّ مِنْهُ.
الدَّرَجَتَانِ الْأُولَيَانِ مَشْرُوعَتَانِ، وَالثَّالِثَةُ مَوْضِعُ اجْتِهَادٍ، وَالرَّابِعَةُ مُحَرَّمَةٌ.

فَإِذَا رَأَيْتَ أَهْلَ الْفُجُورِ وَالْفُسُوقِ يَلْعَبُونَ بِالشِّطْرَنْجِ كَانَ إِنْكَارُكَ عَلَيْهِمْ مِنْ عَدَمِ الْفِقْهِ وَالْبَصِيرَةِ إِلَّا إِذَا نَقَلْتَهُمْ مِنْهَا إِلَى مَا هُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ كَرَمْيِ النُّشَّابِ، وَسِبَاقِ الْخَيْلِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وَإِذَا رَأَيْتَ الْفُسَّاقَ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَسَمَاعٍ فَإِنْ نَقَلْتَهُمْ إِلَى طَاعَةِ اللَّـهِ فَهُوَ الْمُرَادُ، وَإِلَّا كَانَ تَرْكُهُمْ عَلَى ذَلِكَ خَيْرًا مِنْ أَنْ تُفَرِّغَهُمْ لِمَا هُوَ أَعْظَمُ
مِنْ ذَلِكَ، فَكَأَنَّ مَا هُمْ فِيهِ شَاغِلٌ لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ.
وَكَمَا إِذَا كَانَ الرَّجُلُ مُشْتَغِلًا بِكُتُبِ الْمُجُونِ وَنَحْوِهَا، وَخِفْتَ مِنْ نَقْلِهِ عَنْهَا انْتِقَالَهُ إِلَى كُتُبِ الْبِدَعِ وَالضَّلَالِ وَالسِّحْرِ، فَدَعْهُ وَكُتُبَهُ الْأُولَى, وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ».
قَالَ رَحِمَهُ اللَّـهُ:
«وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى يَقُولُ: مَرَرْتُ أَنَا وَبَعْضُ أَصْحَابِي فِي زَمَنِ التَّتَارِ بِقَوْمٍ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مَنْ كَانَ مَعِي -أَيْ: مَنْ كَانَ مَعَ شَيْخِ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّـهُ، قَالَ:- فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِمْ إِنْكَارَهُمْ، وَقُلْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ: إِنَّمَا حَرَّمَ اللَّـهُ الْخَمْرَ لِأَنَّهَا تَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ، وَهَؤُلَاءِ يَصُدُّهُمُ الْخَمْرُ عَنْ قَتْلِ النُّفُوسِ، وَسَبْيِ الذُّرِّيَّةِ، وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ؛ فَدَعْهُمْ».
أَلَا رَحِمَهُ اللَّـهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً.
لَقَدْ رَأَيْنَا بَعْضَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ سَقَطَ حُكَّامُهُمْ وَضَاعَتْ دُوَلُهُمْ -عَلَى عِوَجِهَا وَانْحِرَافِهَا- لَمْ يَعُدْ لَهُمْ كَرَامَةٌ -أَيْ: لِتِلْكَ الشُّعُوبِ- كَمَا كَانَتْ لَهُمْ مِنْ قَبْلُ، وَرَأَيْنَاهُمْ مُشَتَّتِينِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْبُلْدَانِ، وَتَفَرَّقُوا شَذَرَ مَذَرَ فِي الْبِلَادِ، أُهِينُ الْكَرِيمُ، وَتَنَكَّرَ لَهُمُ اللَّئِيمُ، وَاحْتُقِرَ الْعَزِيزُ الْمَنِيعُ، وَتَقَطَّعَتِ الْأَرْحَامُ، وَحِيلَ بَيْنَ
الرَّجُلِ وَوَالِدَيْهِ وَذَوِيهِ.


وَلِذَا يُقَالُ: شَعْبٌ بِلَا حُكُومَةٍ شَعْبٌ بِلَا كَرَامَةٍ، وَسُلْطَانٌ غَشُومٌ خَيْرٌ مِنْ فِتْنَةٍ تَدُومُ.

شَعْبٌ بِلَا حُكُومَةٍ شَعْبٌ بِلَا كَرَامَةٍ، سُلْطَانٌ غَشُومٌ خَيْرٌ مِنْ فِتْنَةٍ تَدُومُ.

فَهَلْ يُرِيدُ الشَّبَابُ الْيَوْمَ أَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُونَ كَذَلِكَ فِي كُلِّ بِلَدٍ، بِإِثَارَةِ الْفِتَنِ، وَزَعْزَعَةِ الْأَمْنِ، مِمَّا يُفْضِي إِلَى سُقُوطِ الْحُكَّامِ -وَإِنْ كَانُوا جَائِرِينَ-؛ فَنَكُونُ كَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُطِبَّ زُكَامًا فَأَحْدَثَ جُذَامًا، أَوْ كَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُطِبَّ جُذَامًا فَأَهْلَكَ الْأَصِحَّاءَ شِيبًا وَشُبَّانًا؟!

نَعُوذُ بِاللَّـهِ مِنْ كَيْدِ الْكَائِدِينَ وَعَبَثِ الْعَابِثِينَ.



عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في الأحد 13 نوفمبر 2011 - 13:17 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Abd_elrahman2011

لـــواء
لـــواء
Abd_elrahman2011



الـبلد : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Egypt110
العمر : 39
المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )
المزاج : لله الحمد والمنة
التسجيل : 09/02/2011
عدد المساهمات : 2766
معدل النشاط : 2690
التقييم : 190
الدبـــابة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Nb9tg10
الطـــائرة : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Dab55510
المروحية : الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 3e793410

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 111


الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض   الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض - صفحة 6 Icon_m10الأحد 13 نوفمبر 2011 - 12:40

حقيقة ما يحدث فى مصر
أَلَا يَعْتَبِرُ الشَّبَابُ بِمَا جَرَى فِي عَدَدٍ مِنَ الدُّوَلِ عِنْدَمَا أَسْقَطُوا حُكَّامَهُمْ -وَهُمْ شَرٌّ مُسْتَطِيرٌ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ- فَقَدْ انْتَشَرَتِ الْفِتْنَةُ فِي كُلِّ بَيْتٍ، وَزَادَ الْبَلَاءُ وَاسْتَفْحَلَ؟!
وَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ لَيَتَمَنَّوْنَ رُجُوعَ الْأَيَّامِ السَّابِقَةِ عَلَى مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ظُلْمٍ وَجَوْرٍ بَعْدَ أَنْ جَرَّبُوا الْفَوْضَى, وَذَاقُوا حَرَّهَا, وَاكْتَوَوْا بِلَظَاهَا، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ!
وَقَدْ قُتِلَ وَجُرِحَ الْمَلَايِينُ مِنَ النَّاسِ، وَهُدِمَتِ الْبُيُوتُ وَالْمَسَاجِدُ، وَانْتُهِكَتِ الْحُرُمَاتُ، وَسُلِبَتِ الْأَمْوَالُ، وَقُطِعَتِ الطُّرُقُ... وَاللَّـهُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ.

إِنَّ عُلَمَاءَ السُّنَّةِ لَا يُدَافِعُونَ بِذَلِكَ عَنِ الدُّوَلِ الْمُسْلِمَةِ الظَّالِمَةِ حُبًّا فِي الظُّلْمِ أَوْ رُكُونًا إِلَى دُنْيَا الْحُكَّامِ؛ فَعُلَمَاءُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَبْعَدُ النَّاسِ عَنْ ذَلِكَ، وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ حَظًّا مِمَّا فِي أَيْدِي الْحُكَّامِ؛ وَلَكِنْ يُنْكِرُونَ الْفِتْنَةَ وَمَا تُفْضِي إِلَيْهِ الْفِتْنَةُ وَكُلَّ مَا يُفْضِي إِلَى الْفِتْنَةِ؛ اتِّبَاعًا لِمَنْهَجِ السَّلَفِ، اتِّبَاعًا لِكِتَابِ اللَّـهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ بِفَهْمِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَحِفَاظًا عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ خَيْرٍ، وَصِيَانَةً لِلدِّمَاءِ مِنَ السَّفْكِ، وَلِلْحُرُمَاتِ مِنَ الِانْتِهَاكِ.


وَإِنْ كَانُوا يَتَأَلَّمُونَ لِوُجُودِ الْمُنْكَرَاتِ وَلَا يُنْكِرُونَ وُجُودَهَا وَلَا يُبَالِغُونَ فِي الِاعْتِذَارِ عَنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّمَا يَنْصَحُونَ مَا أَمْكَنَ بِالْحَذَرِ مِنْ مَغَبَّةِ الذُّنُوبِ، وَيَدْعُونَ
اللَّـهَ عَزَّ وَجَلَّ بِاخْتِيَارِ الْأَصْلَحِ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ.


لَوْ سَلَّمْنَا أَنَّكُمْ -أَيُّهَا الشَّبَابُ- أَسْقَطْتُمْ دَوْلَةً مَعَ مَا يَكُونُ فِي جَرَّاءِ ذَلِكَ مِنْ إِهْلَاكِ الْحَرْثِ وَالنَّسْلِ، وَتَعْطِيلِ الْمَصَالِحِ، وَإِضَاعَةِ الثَّرْوَاتِ، وَإِضْعَافِ الْأُمَّةِ
أَمَامَ أَعْدَائِهَا, فَلِمَنْ تُسَلِّمُونَهَا؟!


تَقُولُونَ: إِنَّمَا قَامَ الشَّبَابُ...
فَمَنْ يَجْنِي الثَّمَرَةَ الْآنَ؟!مَاذَا كَانَتْ مَطَالِبُهُمْ؟!

كَانَتْ مَعْلُومَةً...
وَقَدْ حُقِّقَتْ كُلُّهَا,فَمَاذَا يُرِيدُ الْقَوْمُ بَعْدُ؟!
يُرِيدُونَ الْخَرَابَ وَالدَّمَارَ وَالْفَوْضَى، وَاللَّـهُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ.


حِينَئِذٍ يَتَدَخَّلُ الْأَعْدَاءُ بَعْدَ الْخَرَابِ وَالدَّمَارِ، وَإِضْعَافِ الْجَيْشِ الْمُدَافِعِ عَنْ دِينِ الْأُمَّةِ وَأَبْنَائِهَا وَشَعْبِهَا وَأَرْضِهَا وَتُرَابِهَا؛ إِذْ يُوضَعُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَيُكَلَّفُ
بِغَيْرِ مَا هُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا نَشِبَتْ فِتْنَةٌ يُؤَجِّجُها مَنْ يُؤَجِّجُهَا مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ؛ لِكَي تَقَعَ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْأُمَّةِ وَجَيْشِهَا حَتَّى يَصِيرَ الْجَيْشُ حَرْبًا عَلَى
شَعْبِهِ، وَحَتَّى يَصِيرَ الشَّعْبُ عَدُوًّا لِجَيْشِهِ.


فَمَا بَقَاءُ الدِّينِ حِينَئِذٍ, وَكَيْفَ يَبْقَى؟!
وَمَا بَقَاءُ الْوَطَنِ حِينَئِذٍ, وَأَيْنَ يَبْقَى؟!وَأَيْنَ بَقَاءُ الْأَعْرَاضِ؟!وَكَيْفَ تُصَانُ الْحُرُمَاتُ؟!

وَمَاَذا يَبْقَى لِلْأُمَّةِ بَعْدُ؟!أَلَا يَتَّقُونَ اللَّـهَ؟!

إِنَّ مِنْ لَوَازِمِ الْحُبِّ الشَّرْعِيِّ لِلْأَوْطَانِ الْمُسْلِمَةِ: أَنْ يُحَافَظَ عَلَى أَمْنِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا، وَأَنْ تُجَنَّبَ الْأَسْبَابَ الْمُفْضِيَةَ إِلَى الْفَوْضَى وَالِاضْطِرَابِ وَالْفَسَادِ؛ فَالْأَمْنُ فِي الْأَوْطَانِ مِنْ أَعْظَمِ مِنَنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ عَلَى الْإِنْسَانِ، قَدْ بَيَّنَ لَنَا رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ الْعَظِيمِ، وَبَيَّنَهُ لَنَا نَبِيُّنَا الْكَرِيمُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَقَدْ سُئِلَ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ: الْأَمْنُ أَفْضَلُ أَمِ الصِّحَّةُ؟
قَالَ: «الْأَمْنُ أَفْضَلُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ شَاةً لَوِ انْكَسَرَتْ رِجْلُهَا فَإِنَّهَا تَصِحُّ بَعْدَ زَمَانٍ، ثُمَّ إِنَّهَا تُقْبِلُ عَلَى الرَّعْيِ وَالْأَكْلِ، وَأَمَّا إِذَا رُبِطَتْ فِي مَوْضِعٍ وَرُبِطَ بِالْقُرْبِ مِنْهَا ذِئْبٌ فَإِنَّهَا مِنَ الْخَوْفِ تُمْسِكُ عَنِ الْعَلَفِ وَلَا تَتَنَاوَلُ شَيْئًا إِلَى أَنْ تَمُوتَ؛ فَالْأَمْنُ أَفْضَلُ لَهَا مِنْ صِحَّتِهَا؛ فَإِنَّهَا تَتَعَافَى بَعْدَ الْمَرَضِ، وَأَمَّا إِذَا اسْتَحْوَذَ الْخَوْفُ عَلَيْهَا قَتَلَهَا. هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الضَّرَرَ الْحَاصِلَ مِنَ الْخَوْفِ أَشَدُّ مِنَ الضَّرَرِ الْحَاصِلِ مِنْ أَلَمِ الْجَسَدِ».

وَاللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَجَابَ خَلِيلَهُ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا سَأَلَهُ أَنْ يَجْعَلَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ آمِنًا, فَجَعَلَ مَكَّةَ بَلَدًا آمِنًا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ-: «
مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا».

وَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا قَدْ عَرَفْتُمْ حَقِيقَةَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ بَعْدَ تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقَلَائِلِ الَّتِي مَرَّتْ.
«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا».

نِعْمَةُ الْأَمَانِ مِنْ أَجَلِّ نِعَمِ اللَّـهِ عَلَى الْإِنْسَانِ، وَهِيَ كَكُلِّ النِّعَمِ تَتَطَلَّبُ الشُّكْرَ عَلَيْهَا.


فَالنِّعْمَةُ صَيْدٌ، والشُّكْرُ قَيْدٌ، وشُكْرُهَا بِالِاعْتِرَافِ بِهَا بِالْقَلْبِ بَاطِنًا، وَالثَّنَاءِ عَلَى الْمُنْعِمِ بِهَا بِاللِّسَانِ ظَاهِرًا، وَبِتَصْرِيفِهَا فِي مَرْضَاةِ الْمُنْعِمِ بِهَا وَالْمُسْدِيهَا.




وَمِنَ الْكُفْرِ بِهِذَهِ النِّعْمَةِ -نِعْمَةِ الْأَمَانِ فِي الْأَوْطَانِ، نِعْمَةِ الْأَمْنِ فِي الدِّيَارِ- مِنَ الْكُفْرِ بِهَا-: الْعَبَثُ بِاسْتِقْرَارِ الْوَطَنِ وَأَمْنِهِ.


مِنَ الْكُفْرِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ: الْمُغَامَرَةُ بِمُسْتَقْبَلِ الْوَطَنِ، وَتَضْيِيعُ مَاضِيهِ.



مِنَ الْكُفْرِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ: تَأْجِيجُ نِيرَانِ الْأَحْقَادِ بَيْنَ أَبْنَائِهِ، وَتَقْوِيضُ دَعَائِمِ بِنَائِهِ.

مِنَ الْكُفْرِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ: اسْتِغْلَالُ مُعَانَاةِ الْجَمَاهِيرِ الْكَادِحَةِ الْمُرْهَقَةِ الَّتِي أَرْهَقَهَا الْفَقْرُ وَطَحَنَهَا الْغَلَاءُ، اسْتِغْلَالُ تِلْكَ الْجَمَاهِيرِ الْكَادِحَةِ الْمُرْهَقَةِ لِتَكُونَ وَقُودًا لِمَعْرَكَةٍ فَاشِلَةٍ ظَالِمَةٍ الْغَالِبُ وَالْمَغْلُوبُ فِيهَا خَاسِرَانِ، وَالْمُضَيَّعُ فِيهَا هُوَ الْوَطَنُ بِدِينِهِ وَتَارِيخِهِ، وَتُرَاثِهِ وَمَاضِيهِ، وَحَاضِرِهِ وَمُسْتَقْبَلِهِ.

فِي الْجَزَائِرِ عِبْرَةٌ.
فِي الْعِرَاقِ عِبْرَةٌ.فِي السُّودَانِ عِبْرَةٌ. فِي لُبْنَانَ عِبْرَةٌ.فِي غَزَّةَ عِبْرَةٌ. وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ.

أُعِيذُكِ بِاللَّـهِ -أَيَّتُهَا الْجَمَاهِيرُ الْكَادِحَةُ- أَنْ تَكُونِي تَابِعَةَ كُلِّ نَاعِقٍ، أَوْ تَكُونِي كَمَا وَصَفَ
الشَّاعِرُ:




انْظُرِ الشَّعْبَ الْمُعَنَّى
أَثَّرَ الْبُهْتَانُ فِيهِ
يَا لَهُ مِنْ بَبَّغَاءٍ







كَيْفَ يُوحُونَ إِلَيْه
وَانْطَلَى الزُّورُ عَلَيْه
عَقْلُهُ فِي أُذُنَيْه



إِنَّ الْجَمَاهِيرَ مِنَ الْعَوَامِّ اشْتُقَّ اسْمُهُمْ مِنَ الْعَمَى، وَإِنَّمَا زِمَامُهُمْ بِيَدِ مَنْ يَقُودُهُمْ.

يا له من ببغاء *** عقله فى أذنيه
أُعِيذُكِ بِاللَّـهِ -أَيَّتُهَا الْجَمَاهِيرُ الْكَادِحَةُ- أَنْ تُضَيِّعِي بَاقِيَ الشَّرَابِ مِنْ أجْلِ مَوْهُومِ السَّرَابِ.

أُعِيذُكِ بِاللَّـهِ -أَيَّتُهَا الْجَمَاهِيرُ الْكَادِحَةُ- أَنْ تَكُونِي لِصَاحِبِ غَرَضٍ وَسِيلَةً، وَأَنْ يَرُوجَ لِأَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ عَلَيْكِ حِيلَةٌ.يَا جَمَاهِيرَ شَعْبِنَا الْمُسْلِمِ النَّبِيلِ:



لَا تَسْتَفِزَّنَّكُمُ الْخُطُوبُ، تَمَسَّكُوا بِدِينِكُمْ، وَتُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ عَلَّامِ الْغُيُّوبِ, وَسِتِّيرِ الْعُيُوبِ, وَغَفَّارِ الذُّنُوبِ.




وَاعْلَمْ -أَيُّهَا الشَّعْبُ الْمُسْلِمُ النَّبِيلُ- أَنَّ إِسْلَامَكَ أَمَانَةٌ فِي عُنُقِكَ, وَأَنَّ وَطَنَكَ أَمَانَةٌ فِي عُنُقِكَ.


اعْلَمْ -أَيُّهَا الشَّعْبُ الْمِصْرِيُّ النَّبِيلُ- أَنَّ دِينَكَ, أَنَّ إِسْلَامَكَ- أَمَانَةٌ فِي عُنُقِكَ؛ فَصُنِ الْمَوْجُودَ، وَحَصِّلِ الْمَفْقُودَ، وَلَا تَبْخَلْ بِمَجْهُودٍ، وَاللَّـهُ يُسَدِّدُكَ وَيَرْعَاكَ، وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ.




فِي «أُصُولِ السُّنَّةِ» لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ: أَنَّ الْإِمَامَ إِذَا كَانَ مُبَايَعًا مِنْ أَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ، أَوْ كَانَ إِمَامًا مُتَغَلِّبًا، فَخَرَجَ عَلَيْهِ خَارِجٌ، فَقَاتَلَهُ الْإِمَامُ, فَمَاتَ الْخَارِجُ،
فَمِيتَتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ.




ارْجِعْ إِلَى هَذَا النَّصِّ فِي «أُصُولِ السُّنَّةِ» لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ، وَتَعَلَّمْ دِينَكَ وَعَقِيدَتَكَ، وَاجْتَهِدْ فِي نَشْرِ الْوَعْيِ الصَّحِيحِ بَيْنَ جَمَاهِيرِ الْأُمَّةِ الَّتِي اسْتُلِبَ مِنْهَا مُحْتَوَاهَا الْحَقُّ, وَصُبَّ فِيهَا مِنْ أَطْيَافِ الْبِدْعَةِ مَا صُبَّ بِاسْمِ الْإِسْلَامِ الْحَنِيفِ -تَهْيِيجًا، وَإِثَارَةً، وَحِقْدًا، وَضَغِينَةً-، يَؤُزُّهُمُ الْحِقْدُ وَتَرْتَفِعُ بِهِمُ الضَّغِينَةُ،وَأَمَّا دِينُ اللَّـهِ فَأَيْنَ هُوَ؟!




الدَّعْوَةُ لِلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ، أَهَذِهِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ هِيَ دِينُ اللَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟!




لَا يُبَالُونَ، يَرْكَبُونَ كُلَّ مَوْجَةٍ, وَيَتَوَسَّلُونَ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ!




وَأَمَّا الْمُسْلِمُ الَّذِي سَلَّمَ اللَّـهُ فِطْرَتَهُ مِنْ كُلِّ شَوْبٍ، فَإِنَّهُ مُتَثَبِّتٌ حَاذِقٌ، لَا يَضَعُ قَدَمَهُ إِلَّا عَلَى أَرْضٍ صُلْبَةٍ، وَيَمْشِي عَلَى بَرَكَةِ اللَّـهِ وَفِي هَدْيِ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ.




نَسْأَلُ اللَّـهَ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ أَنْ يُجَنِّبَ وَطَنَنَا مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.




اللَّهُمَّ صُنْ بَلَدَنَا وَجَمِيعَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، صُنْ وَطَنَنَا وَجَمِيعَ أَوْطَانِ الْمُسْلِمِينَ.




اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا وَجَمِيعَ أَوْطَانِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ اكْبَتِ الْحَاقِدِينَ.اللَّهُمَّ أَذِلَّ الْحَاسِدِينَ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَبُثُّونَ
الْفِتْنَةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.




اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ، وَاجْمَعْ أَبْنَاءَ هَذَا الْوَطَنِ عَلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ -يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ-.




اللَّهُمَّ حَافِظْ عَلَى وَطَنِنَا مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَاحْفَظْهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ, وَجَمِيعَ أَوْطَانِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ أَمِّنْ وَطَنَنَا -يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ-.



اللَّهُمَّ احْفَظْ دِيَارَنَا, وأَلِّفْ بَيْنَ أَبْنَاءِ شَعْبِنَا.




اللَّهُمَّ اكْبِتِ الْحَاقِدِينَ.
اللَّهُمَّ اكْبِتْ أَصْحَابَ الْفِتْنَةِ وَأَذِلَّهُمْ، وَاكْشِفْ سِتْرَهُمْ، وَمَكِّنْ مِنْهُمْ.



اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا مِنَ الْفَوْضَى، واحْفَظْ وَطَنَنَا مِنَ الْفِتَنِ, وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ أَهْلِهِ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ -يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَيَا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ، وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينِ-.




وَصَلَّى اللَّـهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.













[1]




راجع سفر إشعياء (الأصحاح
19), سفر إرميا (الأصحاح 46),
سفر حزقيال (الأصحاح 29-30),
سفر يوئيل (الأصحاح 3).






<font color="maroon">

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 6انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6

 مواضيع مماثلة

-
» ردا على فتاوى سعودية تحرم الخروج على الحاكم وتدعو الى طاعته ... علماء الازهر : بل الخروج على الحاكم
» هذا ما لم يسمعه الكثير فى الخروج عن الحاكم
» الشيخ ابو عرفة يحرم الخروج على الحاكم مهما فعل !!!
» الخلافة الاسلامية , مؤيد أو لا ؟؟
» العقيدة السياسية للنظام الحاكم الآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام الاداريـــة :: الأرشيف :: مواضيع عامة-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019