بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة اعرف عدوك
الجزء الاول
المجتمع الصهيوني من الداخلالمصدر
http://www.almoarekh.com/category/your-enemy/
بسم الله نبدا
جذور المجتمع اليهودى وُجدت في فلسطين – قبيل ظهور الحركة
الصهيونية – جاليات يهودية متدينة نصفها من اليهود الشرقيين (السفرديم) و
النصف الآخر من اليهود الأوروبيين (الإشكناز) على عداوة و خلاف مزمن مع
بعضهم البعض, عاشت في المدن الأربعة المقدسة فى نظرهم (الخليل و القدس و
طبرية و صفد), و إعتبر هؤلاء أن العيش خارج هذه المدن والعمل لكسب العيش فى
أى حرفة كانت إنما هو منافٍ للدين يصرفهم عن التعبد والصلاة, و لذلك كانوا
عالة دائمة على أبناء دينهم فى أوروبا حيث جُمعت لهم الصدقات سنوياً كسباً
للأجر والثواب لسد حاجاتهم المعيشية وفق نظام عرف بـ”الهالوكا” .. وكان
عدد هؤلاء اليهود المتدينين المقيمين في فلسطين عند بدء الحركة الصهيونية
فى أوائل الثمانينات من القرن التاسع عشر حوالى 40000 يهودياً .
وبعد حرب يونيو 1967 إمتلأ اليهود بالفخر لأن وطنهم إسرائيل أصبح قوياً و
ناجحاً, ثم أقنعتهم الدعاية الصهيونية المضللة بأن اليهود فى أمريكا
وغيرها من البلاد يتعرضون للاضطهاد, و نتيجة لهذه الدعاية هاجر إلى إسرائيل
نحو الخمسين ألف يهودى أمريكى فيما بين عامى 1967 و 1970 كانوا ضحايا
الدعاية التى تروج لها الصهيونية.
والحقيقة أن معظم هؤلاء المهاجرين إعتقد أن فرصة النجاح أمامه ستكون
أكبر في إسرائيل. فقد أقنعت أجهزة الدعاية الصهيونية الضخمة اليهود فى كل
أنحاء العالم بأن اليهود من عرق واحد لكن الواقع أن اليهود ليسوا عرقاً
واحداً , فضلاً عن أنهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة.
و هناك مجموعتان متميزتان من اليهود فى العالم هاجروا إلى فلسطين و قد أتوا من منطقتين مختلفتين:
اليهود السفارديون : و قد أتوا من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
واليهود الاشكناز : و أصلهم من شرق أوروبا.
أما اليهود السفارديين فهم المجموعة الأقدم و هم اليهود الذين تحدثت
عنهم التوراة لأنهم عاشوا فى المنطقة التي وصفتها التوراة وهم أقارب بالدم
للعرب والفارق الوحيد بينهما هو الدين.
وأما اليهود الاشكناز – الذين يشكلون الآن قسماً كبيراً من يهود العالم –
فلم يكونوا يهوداً فى الأساس .. و هذا ما إتفق عليه المؤرخون حيث أنهم لم
يعتنقوا اليهودية إلا قبل 1200 سنة فقط.
والذي حدث أنه كان ثمة قبيلة تدعى ” الخزر ” تعيش عند حافة شرق أوروبا, و
فى عام 740 م قرر ملك الخزر وبلاطه ضرورة إعتناق دين ما .. فدعا ممثلين عن
الرسالات السماوية الثلاث (اليهودية و المسيحية و الإسلام) حتى يلقوا على
مسامعه مبادئ معتقداتهم, فإختار ملك الخزر اليهودية ليس لأسباب دينية وإنما
لأسباب سياسية و إستراتيجية بحتة, فلو إعتنق الخزر المسيحية لأغضبوا
العالم الإسلامى ولو إختاروا الإسلام لأغضبوا العالم المسيحى .. و لذلك
آثروا السلامة بإختيار اليهودية !.
وفى القرن الثالث عشر الميلادى إنهارت دولة الخزر نتيجة للضغوط العسكرية
التي تعرضت لها من قبل المسلمين والمسيحيين والقبائل الجبلية فهاجروا من
أراضيهم بإتجاه الغرب, و قرر معظمهم الإقامة في روسيا و بولندا, و يُعرف
هؤلاء الخزر الآن بالإشكناز إلا أنهم ليسوا يهوداً أصليين من ناحية الدم
على الأقل.
وفى أواخر القرن الثامن عشر إنتشر عدد كبير من الإشكناز غرباً فى
ألمانيا ودول البلقان وغرب أوروبا .. و نتيجة لتدخلهم في شؤون روسيا
الإجتماعية و الحكومية الرسمية, بدأ القياصرة يضطهدونهم ونتيجة لذلك بدأ
اليهود الاشكناز ذوو الميول الشيوعية الإشتراكية فى الهجرة فهاجر بعضهم إلى
فلسطين وهاجر بعضهم الآخر إلى الأمريكيتين و خاصة أمريكا الشمالية و بصفة
خاصة الولايات المتحدة.
التمييز العنصرى فى المجتمع الإسرائيلى
واليهود الإشكناز هم المفضلون و معظم أصحاب المناصب و الرتب الكبيرة يكونون
منهم أما السفرديم فإنهم يعانون الاضطهاد الدائم فى كافة المجالات ..
فاليهودى السفرديم عليه أن يتزوج من يهودية من السفارديم ولا يحق له الزواج
من الإشكناز .. أما الإشكنازى أو الإشكنازية الذى يتزوج من السفرديم فإنه
يصبح فى وضع إجتماعى أقل .
و تظهر هذه التفرقة جلية في نظام السكن و توزيع المنازل, فقد كانت المساكن مخصصة فى إسرائيل كما يلى :
ـ كان لليهود الإشكناز الذين عاشوا فى إسرائيل عدة سنوات أولوية الإختيار .
ـ ثم يأتى بعدهم اليهود الإشكناز من أوروبا خاصة الذين كانوا متزوجين من يهوديات إشكنازيات .
ـ و فى المرتبة الثالثة يأتى اليهود الإشكناز القادمين من أمريكا خاصة الذين كانوا متزوجين من يهودية إشكنازية ولدت فى إسرائيل .
ـ أما اليهود السفارديون فلهم ما يتبقى من المساكن .
ـ و فى نهاية القائمة يأتى المسلمون و الدروز و المسيحيون.
و تنطبق هذه القاعدة فى التمييز على ما يتعلق بفرص العمل أيضاً ..
فاليهود الإشكناز يحصلون على أفضل الوظائف, ثم يأتى بعدهم اليهود السفارديم
.. أما المسلمون و الدروز و المسيحيون فيقومون بالأعمال الوضيعة و
الكثيرون منهم بلا عمل.
و قد ذكر الرئيس الإسرائيلى موشى كاتساف أن السفرديم يقيمون فى مخيم
للمهاجرين فى الطرف الشمالى لإسرائيل، و هى صحراء مهملة حارة ظلت مقراً
لموجات المهاجرين من السفرديم, الذين أتوا من العراق والمغرب وإيران و
أثيوبيا طيلة 50 سنة، و هو المخيم الذي أصبح فيما بعد بلدة عُرفت بـ (كريات
ملاتشى) .
وقد كان إنتصار كاتساف – الإيراني المولد – إنتصاراً لمهاجرى البلاد و
فقراؤها و المتدينين من اليهود، وهو الذى لم تتقبله النخبة من الإشكناز,
اليهود الغربيين الذين قادوا الحركة الصهيونية و أسسوا الدولة.
وحتى اليوم فإن 20 % فقط من المتخرجين السفرديم هم الذين يستكملون
دراستهم بعد المرحلة الثانوية، فالتعليم في مدارس المناطق التى يقيم فيها
السفرديم يقل كثيراً عن متوسط المستوى التعليمى فى إسرائيل, و حتى وقت قريب
لم يكن يوجد بالجامعات سوى 2 % فقط من طلاب السفرديم وربما وصلوا الآن إلى
20 %.
باختصار فإن الحالة الاجتماعية مهلهلة و مهددة بالانهيار، و لولا وجود
إسرائيل فى حالة صراع دائم مع الفلسطينيين وغيرهم من العرب لكان الشعب
الإسرائيلى قد تفجر من الداخل، فما يجمعه ويوحد صفوفه مؤقتاً هو وجود عدو
مشترك.
هناك تكمله...!